الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هستيرية بني يعرب!

وهيب أيوب

2022 / 5 / 16
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


سأقول لكم لماذا أستهجنكم وأستخفّ بكم وأزدريكم، وأنكم لا تثيرون في نفسي سوى القرف والاشمئزاز، وأن كل ما سمعته وقرأته وشاهدته حول مقتل شيرين أبو عاقلة وما جرى ساعة جنازتها، من انفعالات وهياج وصراخ وزعيق، وما قرأته على الفيس ومواقع التواصل من مصطلحات ومبالغات من تحت إيد وباط ومن فوق الأساطيح؛ صوت الحق، أيقونة الحقيقة، رمز الحرية، أنشودة النضال، أسطورة التضحية، وووو، وما لم يُقل في مانديلا!
أقول لكم بصراحة ؛ كل ذلك لم يثيرني ولم يحرّك شعرة في خنصر قدمي اليسرى، لقد تلقيتُ الخبر بشكل عادي جداً، لكثرة ما رأينا من جرائم وقتل ومجازر وبشاعات في السنوات الأخيرة في منطقتنا التعيسة المنكوبة هذه، فلم يعد للقتل والموت في هذي المنطقة ذاك التأثير الانفعالي الذي تنافقون به، وقد تأسفت وحزنت على الشابة شيرين كإنسانة فقط .
صحيح أنها كانت تقوم بدورها كصحفية مراسلة لتغطية الأحداث، لكنها كانت تتبع لقناة "الجزيرة" والتي هي أقذر وسيلة إعلام تناصر وتدعم الإخوان المسلمين والحركات الجهادية الإسلامية الإرهابية في كل المنطقة والعالم، وقامت في هذا الشأن بأوسخ الأدوار، وهذا دور تريده وتدعمه الولايات المتحدة لغاية نعرفها تماماً، فقطر هذه والجزيرة وحاكم قطر بذاته مجرد عبد مأمور صغير للأمريكان وسياساتهم في المنطقة، فلا تشطّوا وتمطّوا!
وأما عن الجريمة والقتل والموت، فلماذا كل هذا الهياج والانفعال يا عربان إسرائيل لا أدري، فهؤلاء الهائجون اليوم، اختتموا العام 2021 بـ 126 قتيلاً، بينهم نساء وفتيات على خلفية "الشرف" أو قُل جرائم قلّة الشرف! ثم بدأ العدّ التصاعدي من جديد لهذي السنة وبلغ حتى الآن 26 قتيلاً، هذا فيما بينهم، فعلى رسلكم وهديكم أيها العربان ولا تزايدوا في انفعالاتكم الخلّبية الكاذبة!
ثمّ لماذا كل هذا الانفعال والهياج يوم جنازة شيرين أيها العربان، وأنتم في كل أسبوع عندكم طوشة عائلية بين ذات أهل البلدة يسقط فيها قتلى وجرحى، ومش ملحّقين عقد رايات ومصالحات! ولا تنفعلون لهذا الحدّ المثير، سوى قولكم في التعليقات؛ حسبنا الله ونعم الوكيل!
فهل أنتم أيها العربان بالفعل صادقين في شجبكم واستنكاركم للعنف والجريمة والقتل إلى هذا الحدّ الاستعراضي؟
وأنتم حتى اليوم وفي أبسط الأمور توقعون القتلى، فحتى في الأعراس تقومون ابتهاجاً بإطلاق النار من الرشاشات وتحوّلون بعض الأفراح إلى مآتم!
وهل بالفعل تتأثرون كثيراً لهذه الدرجة بمقتل صحافية ..؟! طبعاً لا أصدّقكم ولا أثق بكم ولا بمشاعركم ولا بكل هيجانكم المنُفلت هذا على الإطلاق .
وهنا أعود لأُشير، إلى أنني ليس فقط أحتقر السلطة الفلسطينية في انفعالاتها ونفاقها في هذا الحدث، من أبو مازن وحطّ إجرك، ولا بكل ما يُسمى بمنظمة التحرير وكل الفصائل الفلسطينية، سواء المرابطين على مصالحهم وسلطتهم في الضفة وغزّة، أو الإسلاميين العنصريين الإرهابيين كحماس والجهاد ومن لفّ لفّهم، المرابطين في المسجد الأقصى، ولا شكّ عندي أن هؤلاء الإسلاميين هم الوجه الآخر للمستوطنين اليهود "الحريديم" العنصريين الإرهابيين وليسوا نقيضهم أبداً.
وهنا دائماً؛ تتكفّل قناة الجزيرة بالتغطية الإعلامية والتحريض، تنفيذاً لسياسات مُشغّليها الأمريكان!
أعود لأسأل مرّة أُخرى الفصائل الفلسطينية وما يُسمى بمنظمة التحرير؛ هل أنتم بالفعل مناضلون من أجل الحرية وتودون التحرّر من الاحتلال والظلم والاضطهاد والعنصرية وإقامة دولة ديموقراطية عصرية وحقوق إنسان، خالية من العنف والقتل والتنكيل والاضطهاد، وهل بالفعل تُكنّون قيمة واحترام لحياة الإنسان وكرامته؟
طبعاً لا أصدّقكم ولا أثق بواحدٍ منكم، جرّاء تجربتنا معكم ومراقبة سلوككم ومواقفكم، فكيف يستقيم أمركم هذا وأنتم جميعاً ناصرتم وأيّدتم الطاغية والقاتل الأكبر في هذي المنطقة بشار الأسد وعصابته، الذي قتل أكثر من مليون سوري وعذّب ونكّل بعشرات آلاف المعتقلين حتى الموت، ودمّر البلد وهجّر نصف السكان، في نكبة تفوق نكبتكم بكثير، ولم تُصدروا بيان استنكاري واحد، تُدينون فيه جرائمه ومجازره، بمن فيكم ما يُسمى باليسار الفلسطيني، لا بل وقفتم إلى جانبه أنتم ومعظم الشعب الفلسطيني وزعمائه السياسيين من عربان إسرائيل والضفة وغزّة، واليوم تؤيّدون بوتين. هنا تُدينون الجريمة والقتل والاحتلال وهناك تؤيّدون الطغاة والمجازر!
أخشى أن تقوم دولة فلسطينية، حينها بالتأكيد سيتصدّرها الإسلاميون من حماس والجهاد ومن لفّ لفّهم، كما جرى تماماً في باقي دول العربان، فيترحّم الفلسطينيون حينها على الاحتلال وجرائم إسرائيل وقمع إسرائيل وعنصرية إسرائيل!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هروب من واقع
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 5 / 18 - 08:37 )
-
صحيح أنها كانت تقوم بدورها كصحفية مراسلة لتغطية الأحداث، لكنها كانت تتبع لقناة -الجزيرة- والتي هي أقذر وسيلة إعلام تناصر وتدعم الإخوان المسلمين والحركات الجهادية الإسلامية الإرهابية في كل المنطقة والعالم، وقامت في هذا الشأن بأوسخ الأدوار، وهذا دور تريده وتدعمه الولايات المتحدة لغاية نعرفها تماماً، فقطر هذه والجزيرة وحاكم قطر بذاته مجرد عبد مأمور صغير للأمريكان وسياساتهم في المنطقة، فلا تشطّوا وتمطّوا!
-
ايوى وهكذا تطعن بالصحفية وتبرر الجريمة
وان لم يكن قصدك
هذا ما قرأناه !

اخر الافلام

.. سيارة جمال عبد الناصر والسادات تظهر فى شوارع القاهرة وسط أكب


.. احتجاجات جامعة إيموري.. كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة الأم




.. كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في افتتاح المهرجان التضا


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيمرسون بأ




.. شبكات | بالفيديو.. هروب بن غفير من المتظاهرين الإسرائيليين ب