الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصيدة بمناسبة اليوم الوطني لمملكة النرويج

أحمد القيسي

2022 / 5 / 17
الادب والفن


بمناسبة ( 17 Mai ) - اليوم الوطني للمملكة النرويجية الحبيبة
عند القصر الملكي
لِمَمْلَكَةٍ تَتَوَضَّـأُ بالثَّلج
سكينة عشقٍ
و تُصلّي بسلام وادعَـةً
ثمَّ تَنــــام
بِمِلْءِ الجِفنين -
قَــرارةَ حُلُـــمٍ وَرديّ
كَفَراشَةِِ غاباتِ الَّلوز
يَرسِمُها مََكُلَـوتُ الأبعادِ -
- سمفونيّةَ حُبّْ ..
أُهْـزُوجَةَ نَورسِ صُبحٍ أبيض
شُطآناً وَسْنى . .
تَتَهَــدَّجُ بحرَ شَمالَ الفيكِنْغْ
وداعةً
أنفاسَ الطّفلِ الحالم
حضنَ أُمُومَةِ كَوْن دافي
و سكينة غابات السَّرو
تميسُ
و أنفاس الفجر القدّيس الأبيض
تستوطنُ عينََ الرنّــة
تحملُ أكياس العيد
الفرح البُشرَى
حيثُ تجوبُ تلالَ الثَّلج
تفتّشُ عن طفلٍ
يحلمُ بالعيد
و بروعة
بُرء صغـار الوطن الحلوين
َيَُجوبونََ شَوارعَها
و يمُوجُون زُرافاتٍ
تتلوَّنُ صبحَ العيد الوطنيّ المبهج
تَتوقّفُ عند بيوتاتٍ
ألبسها الثلجُ ثياب البهجة
و تدقّ الأبواب
باحثةً
عن يقظة بسمة ..
*** *** ***
عند القصر الملكيّ -
حيثُ الغيمُ يُدَوزِنُ إيقاع البَرقِ
تطوف الأفقَ
أَغاريدُ نَوارسَ بيضاء
تهزجُ للمطـر الواعــد
يغسلُ أغصانَ الأشجار
و أرصفة المدنِ البيضاء
يبتلُّ جناحُ الرعشةِ
لفحة برد
يَختَضُّ الألقُ بأضلاعي
كنخيل حنين
يتمايس ُهَوسَ شُعُور
و تُمَشِّطُ سعفاته شَعرَالرّيح
سنابل عشتار الحبّ
و يسبّحُ نَسَغُ الأعماقِ
مَساقطَ رأسَ الشَّمس -
هنــــاك .....
و هناك
تَشَظّتْ روحي أسراب خزامى
ينتفض بقلبي الطفل
حنين بكاء
يا أمّي
يا مَـنْ ..؟
كيف أضاعوني ..؟
و نشيجُ حنينٍ
يخلتجُ تَلافيفَ الوجــــدان
يغمرني تلك الَّلحظات -
أغُوصُ عميقاً في إغماضة عينين
أتلاشى كسرة حرفٍ في قاموس الأبعاد
أكوّرُ ذاتي ملحَ غَديرِ الدَّمْع
يالَ الرّعــدِ
يُوقِظُني
و يُطَـــوّحُ أفـــكاري
يبعثرني وعويل الـــرّيح
.... .... ....
عنــد القصر المَلَكي -
دنَوتُ من الحَرَسِ الملكيّ
تَسَمِّرَِ شاخِصَ َتِمثــالٍ
- مُنْتَصِِباً كالطّاوُوسِ -
يُنَسِّلُ ريشَ الهَيبةِ
في ظلّ عظيم القصر
يدنُوا منهُ الأطفالُ فضول الرَّغبة
يُخفي بَسمَتَهُ بهجةَ عُمقٍ
يا للروعة
يتمنّى لو يحصنهُمْ
لكــــن …
تذكّرتُ سنينَ القلقِ المُجدِبِ
مِنْ عصرِ الحُمّى
يُمكنكَ العبثُ المُتَطفِّلُ في بيتِ الربّ
و لكن إيّاك دُنوّاً من بيتِ الحاكم
يالَ الحَسرَةِ
في خيبة أمي
ماتَتْ فَزَعاً
يوم توقَّفنا في السَّيارة قََسرا
عندَ تَقاطُعَ لافِتَةَ الضّوء
و عن بُعــد
قبّالة قَصر المَلِكِ العاجيّ
المحروس بجيش الجنّ الأزرق
و المَهووس بدمع الأطفال.
طبولِ الحربِ البارودِ
و رائحة شواء اللَّحمِ البَشَريّ
لوافَتَ نَعيِ الجُـدرانِ
تُزعجُ ارواحَ الأزهار
مَقاصِلَ عَبَثِ الأقــدار
ينمو الخَوف جَفاف الأثداء
لصغارٍ وُلدُوا في الزَّمنِ المغلوط
يال العبث و يال السلطان ..
هناك
....... ...... ..................
عند القصر المَلَكيّ -
لِمَملَكةٍ تََرفلُ فِردَوسَ الأحلامِ
حيثُ الأطفالُ البُرءاءُ
فَـرَحـاً يَعدُون
زرافاتٍ
تتلوّنُ واحاتِ المُرجِ الأخضر
مثلَ فََـراشاتِ الصُّبحِ حُقُولَ السَّوسن
يَنسَربُونَ
لِصَوبِِ ََمدارِسِهم
بِسُكون أمانْ
فهنا سعداءٌ -
كُلُّ الأطفال
يَقتَسمُونَ النُّعمــاءَ
و أحفـاد المَلِك المَيسُورِ
كَــرامَةَ عيش
فهنـــا
يحتَـرِمُ القانونُ الإنسانَ
لا يسرقُ رجلُ الدولةِ قُوتَ الأيتــام
و ليس يُدجّلُ رجلُ الدين
الماكثِ في بيت الربّ
يُصلّي من أجل الفردوسِ المأمولِ
سلامَةَ بيت الإنسان
الأرض
السُّنبلِ
و الحبّ
و ليسَ
لينهب سُحتاً أحلام البسطاء
بزعم الغيب
هنــا
يعتاشُ الخلقُ خَليّة نَحل
و الكلُّ أحباب الله
بما يرضي القلب
و آلهة اليقظة ..
................
سنوات ...
مَـرّت سنواتُ
لم أسمع باسم المَلك -
لم يكتبْ باسمهِ شيئاً
عجباً لمليكٍ يملكهُ الشعب
لا تبجيلَ و لا تَسبيحَ
و لا تَنميق
و لا ملق و لا تطبيل
و لا تصريح
و لا تلميح
و لا أعلام
و لا أصنامَ و لا تقديس
و لا ميــلاد و لا بطيــخ ..
لا يملكُ أطياناً من قُوت الشّعب
و الملكُ هنا -
قمرٌ قُدسيّ - مَغمُورٌ
لا يتسيّـد نَشراتِ الأخبار. .
أُنبيكم هَمْساً
قد يغضب منّي هذا الرّجـلُ
الهاديءُ ذو التبجيــل
المُمتليء وقــار نبيّ -
تَخجلُ منه الهيبةُ
لو عَلَمَ بأنّي قد أُطـــريهِِ
نبيلَ بيــــانْ
أنّي لا ألمحُ هذا الرَّجلَ إلاّ
في العيد الوطني
و عائلتهِ
عُرفـــاً وطنيّاَ تاريخيّــــاً
يقِفُونَ بشُرفَـــةِِ قَصرهمِِ الملكيّ
و يمرُّ الأطفالُ
أكاليلُ الوردِ
مُزركشُِ أعـلامٍ
أشرطةٌ
بالوناتٍ
و بشتّى ألوانِ الطّيفِ الشَمْسيّ
و أهازيج موسيقى البهجةْ
بقُبَـلٍ تتناثـرُ شَلاّلاتِ شُموس -
لا دبّابات و لا جرّارات
و لا أسلحة
في قَعْقَعَةِ كَراديس
ترجُّ الأرض
يقطرُ منها الرُّعبُ
مُدَجَّجَة تزحفُ أرتالاً فوق الإسفلتْ الأسود
تتنافرُ منها -
الأزهارُ عصافيرُ الحبّ..
يا للروعة . .
و يال الملك
اللّا يشبهُ أبناءَ الله
اليتقادح منهم شررُ الرُّعب
كهيبةِ سلطنةٍ
باسم الربّ
و باسم الوطن الممشوق صليبَ دُموع..
هارالــــــــد -
أحيّيك
بكل قلوبِ الأطفال البُرَءاءِ
تحيّةَ حُبّ ..
.......... ...
من عند القصر الملكي .. اوسلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل