الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملاحظات حول التشجيع الرياضي بالمغرب

أنجار عادل
طالب

(Adel Anejjar)

2022 / 5 / 18
عالم الرياضة


فلنبدأ بالذي "يقلق"
إن أولى المظاهر "السلبية"، التي لم يتجاوزها بعد جزء واسع من المناصرين للفرق الوطنية، هي تلك يمكن تسميتها " بالانتماءات الرياضية القاتلة"، على غرار " الهويات القاتلة"، هذا الصنف من الانتماء، ينطلق من فكرة مفادها أن المناصر أو المشجع، " ينتمي كرويا" فقط إلى "فريقه الأم"، بمعنى أن فريقه هذا إن لم يشارك في المنافسات الخارجية، فباقي الفرق الوطنية، كغيرها من الفرق الأجنبية، لذا ليس غريبا أن نجد من يشجع مثلا فريقا أجنبيا، في مباراة تجمع هذا الأخير مع فريق يمثل الكرة الوطنية قاريا، لأسباب تتعلق، بصراعات هامشية، بين مناصري الفريقين، أو بفهم " ضيق" للهويات والانتماءات الفرعية.
ومن جانب آخر، يلاحظ ربط التشجيع الرياضي للفريق المفضل، بالانتماء القبلي، الجهوي، أو حتى " العرقي"، فإن مثلا، من ينحدر من منطقة معينة، يجب أن لا يشجع فريق اخر بمدينة اخرى. وهو تمثل "سلبي" للانتماء عموما، والرياضي خاصة، بل وأحيانا سببا في المس بحرية الأفراد في ممارسة حريتهم. ولا شك أن هذا الأمر خلف مرارا عدة اعتداءات جسدية، يتحمل المحرضين عليها كامل المسؤولية الجنائية، بينما من واجب المؤسسات المعنية حماية حق الأفراد في ممارسة حريتهم الكاملة.
هذين المظهرين، ربما ليسوا أكثر " سلبية "، ما دمنا نلاحظ استمرار الخلط بين الانتماء الرياضي في التشجع، وبين الانتماء الوطني، وهو ما يطفح للسطح، خلال المنافسات التي يجريها المنتخب الوطني. "فالمشجع المتعصب" لفريقه مثلا، قد يصل به التعصب إلى تشجيع فريق غير فريقه الوطني، بمجرد أنه لم يجد لاعب أو لاعبين من فريقه المحلي ضمن لائحة المنتخب الوطني.
وإذا أضفنا إلى ما سبق، بعض مظاهر " المناوشات" بين مناصري الفرق الوطنية المشاركة في المنافسات القارية، ومحاولة كل طرف التأثير سلبا على الطرف الآخر. فإننا سنكون أمام واقع من العبثية والفوضى الخلاقة، فلا الكرة الوطنية استفادت من دعم هذا الصنف من الأنصار، ولا هم وجهوا انتباههم للإشكالات الحقيقية للكرة الوطنية ومسبباتها.
تجدر الإشارة، أن مصلح " المناصر" هنا لا يقصد به المشجع " العادي" فقط، فقد يشمل كذلك بعض المجموعات التشجيعية، والصحفي، والمسير وغيرهم.
كما أن هذه المظاهر السابقة، التي سميناها بالسلبية، يبقى بعضها أمرا عاديا بالطبع، ما دام في حدوده العادية، وغير مؤثر على الظروف العادية للتشجيع الرياضي، وأيضا على حظوظ الأندية الوطنية في المنافسات القارية مثلا.
فالمجموعات التشجيعية، من مسؤوليتها، تأطير أعضائها، على القيم الانسانية المنفتحة، ونقد مظاهر " التعصب " كيفما كان نوعه داخل الملاعب الوطنية، ومن مهام الصحافة الرياضية كذلك، إحتواء هذه المظاهر، والدفع نحو تجاوزها، دون نسيان أدوار المتدخلين الاخرين، التي لا تقل أهمية.

تشجيع رياضي إستثنائي

وبالمقابل فإن التشجيع الرياضي بالمغرب، في مباريات كرة القدم، بلغ درجات جد متقدمة، ويصعب كثيرا مقارنة ابداعات و انضباط المشجع المغربي، بقيادة " الالترات" بجماهير اخرى عربية، ما دامت هذه الأخيرة تصنف بشهادة الصحافة الدولية ضمن الأكثر إبداعا على المستوى العالمي.
وهذا يرجع فيه الفضل إلى المنافسة الإيجابية بين أنصار الفرق الوطنية على رسم لوحات إبداعية في المدرجات، من " تيفوهات مبدعة " و " كراكاجات مهيبة " و "أهازيج مرعبة للخصوم" ، أو حتى الصفير كشكل من أشكال الضغط على الخصوم في المنافسات الإفريقية خاصة. وكذا رفع شعارات ورسائل مباشرة أو ضمنية، حول القضايا الاجتماعية والوطنية.
فالتشجيع الرياضي إذا، رغم بعض الملاحظات، التي يمكن أن يسجلها أي متابع، وحتى بعض " الانفلاتات" المحدودة، هنا وهناك، إلا أن الأكيد أنه أصبح يسوق صورة حضارية، للمشجع المغربي، والكرة الوطنية، بل للمجتمع المغربي أيضا. فعلى سبيل المثال لا الحصر، استقبل مشجعي الوداد الرياضي مؤخرا الفريق الجزائري بالكثير من الانضباط والنضج، بعد أن نال فريقهم من الشتائم المجانية الكثير، من قبل مشجعي الفريق الجزائري. الأمر نفسه، الذي عبر عنه أنصار الفرق الوطنية المشاركة في المنافسات الإفريقية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حسام حسن: محمد صلاح نجم كبير ومؤثر.. وهدفي قيادة الفراعنة لم


.. ريال مدريد يحتفظ بلقب أغنى أندية كرة القدم في العالم




.. أخبار الرياضة في دقيقتين | على أنغام -سطلانة-.. لاعبو الأهلي


.. جماهير الأهلي المصري تحتفل بعد التتويج بلقب دوري أبطال إفريق




.. جماهير ريال مدريد تودع نجمها الألماني توني كروس