الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المراةُ تُحِبُّ وتحزنُ وتفعلُ أشياءَ عجيبة

عماد عبد اللطيف سالم

2022 / 5 / 18
كتابات ساخرة


هناكَ الكثيرُ من أوجهِ العنفِ التي تُمارَسُ ضدّ النساء.
هناكَ من يعتقِد أنّ النساءَ هُنّ الكائن الوحيد الذي يرتكِب الأخطاء في هذا العالم.
هناكَ قسوةٌ مُفرَطةٌ على النساءِ بالفعلِ والقولِ والكتابة.. والأمثال الشعبية.
في فيلم Frida يَرِدُ في الحوار مثلٌ مكسيكيٌّ يقول:"لا تُصَدِّق أبداً، لا كلباً يَعرِج، ولا أمرأةً تبكي".
ولكنّ المرأةَ تحزنُ حقّاً.. وتبكي.
المرأةُ تبكي بصدق، وتحزنُ بعُمق.. ولا تنتظِرُ من أحدٍ(مهما كان) شهادةَ إقرارٍ بذلك.. وحين نسألها، لماذا هذا كُلّهُ، تقول:لا أدري.. ليس هناكَ سببٌ مُحدّد..أنا فقط أشعرٌ أنّني وحيدةٌ، وعلى وشكِ الإختناق.
والمرأةُ صبورةٌ إلى حدٍّ لا يُصدّق.. صبورةٌ على الكثير من السفاهات.. وتتحمّلُ ما لا يُمكُنُ إحتماله، كفظاظات الرجال وفظاعاتهم التي لا حدّ لها ولا حصر.
والمرأةُ مُبدعةٌ أيضاً، في مجالاتٍ لا عدّ لها ولا حصر.
ولا يتعلَّقُ الأمرُ بالسياق الثقافيّ، أو نسق ومنظومات القيم المجتمعية فقط(لأنّ هناك مواقف مماثلة، ومُسبَقة، من المرأة، حتّى في البلدان المتقدّمة، وإن كان ذلك على نطاقٍ أقلّ، أو أكثر"تقنيناً" ممّا يحدثُ لدينا).. بل يتعلّقُ ذلك أساساً بنمط السلوك الشخصي– البشري، الذي يرتدُّ إلى"حيوانيتهِ"أحياناً، فيُهاجِمُ من يعتقِد أنّهُ أكثرُ ضعفاً منه، بقصد"افتراسِه".
ومع ذلك.. مع ذلك.. "تقتَرِفُ" المرأةُ أفعالَ عجيبة.
فالنساءُ يعرِفنَ أنّ هناكَ قِلّةً من الرجال الذين يعرفونَ كيف يُحِبّونَ النساءَ بطريقةٍ تجعلَهُنَّ يُصِدِّقنَ ذلك.
ولكنّ هؤلاءِ رجالٌ نادرونَ، وبقيّةُ الرجالِ،على العمومِ،لا يشبهونهم.
النساءُ يعرِفنَ أنَّ آخرَ شيءٍ يمكنُ أن يكونَ حقيقيّاً.. هو الحُبّ.
وأنَّ رجلاً ما، يُمكِنُ أن يُحِبّ فعلاً.
وأنّ امراةً ما، يُمكِنُ أن تُصَدِّقَ ذلك.
كيفُ تتزوّجُ النساءُ، إذاً، من رجالٍ يشبهونَ الماعزَ الجبليّ؟!
أنا أعرفُ نساءً يكرَهنَ رجالاً، ومع ذلك، يتمدّدونَ معهم سنينَ طويلة، على سريرٍ واحد.
وأعرفُ امرأةً تكرهُ رجلاً كُرهاً جَمّاً، وتُنجِبُ منهُ كُلّ سبعةِ أشهر، طفلاً واحداً على الأقلّ!!
إحداهُنَّ قالت لي: أنا أستيقظُ صباحاً منذُ ثلاثينَ عاماً.. وكُلّ صباح، عندما أفتَحُ عيني، أراهُ مُمدّداً إلى جانبي، في الجزءِ المُحاذي لوجهي من الوسادة، فأجفُلُ في كُلّ ِمرّة.. وفي كُلِّ صباحٍ من هذهِ الصباحاتِ العجيبةِ أقولُ لهُ: من أنتَ.. ومَن جاءَ بكَ إلى هنا.. وكيفَ جِئتَ إلى هنا.. عليكَ اللعنة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصدر مطلع لإكسترا نيوز: محمد جبران وزيرا للعمل وأحمد هنو وزي


.. حمزة نمرة: أعشق الموسيقى الأمازيغية ومتشوق للمشاركة بمهرجان




.. بعد حفل راغب علامة، الرئيس التونسي ينتقد مستوى المهرجانات ال


.. الفنانة ميريام فارس تدخل عالم اللعبة الالكترونية الاشهر PUBG




.. أقلية تتحدث اللغة المجرية على الأراضي الأوكرانية.. جذور الخل