الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
إغتيال شيرين أبو عاقلة ...لماذا ؟!
صبحي مبارك مال الله
2022 / 5 / 18مواضيع وابحاث سياسية
ضجّ الإعلام الدولي والعربي بنبأ إغتيال المراسلة الصحفية المعروفة شيرين أبوعاقلة صباح يوم الأربعاء الموافق 11/05/2022 ، حيث كانت تتهيأ لتغطية أحداث إقتحام القوات الإسرائيلية لمخيم جنين في الضفة الغربية، عند تعرضها مع عدد من المصورين والصحفيين لوابل من الرصاص .
إنشغلت الصحافة والقنوات الفضائية بهذا الخبر المُحزن ثم قُدمت التقارير المصورة عن الحدث وتحليله بكل تفاصيله حيث تفاعلت أخباره، كما واكبنا جميعاً المشهد المريع والذي يدلُ على الإمعان والتأكيد على الإعتداء من خلال التهجم على موكب تشييع الشهيدة شيرين من قبل الشرطة الأسرائيلية وعدم السماح للنعش المحمول على الأكتاف والملفوف بالعلم الفلسطيني من السيروعدم السماح برفع الأعلام الفلسطينية وهذا ما شاهدناه على شاشة التلفاز حيث تم نقل النعش بسيارة الموتى إلى الكنيسة .
وطالب الجميع بالتحقيق دول ومنظمات صحافية وهيئة الأمم المتحدة كما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بإجراء تحقيق شفاف !، وكذلك السلطة الفلسطينية ووزارة العدل الفلسطينية فضلاً عن إحتجاجات وتظاهرات الجماهير الشعبية . وكالعادة سوف يلفلف التحقيق من خلال السرعة وعدم الجدية وإخفاء المسؤول المباشر وسوف تمر الأيام دون نتيجة ومن ثم يعلوها النسيان والأهمال كما حصل لعشرات بل مئات القضايا المشابهة . وبعد التحقيق السريع للسلطة الأسرائيلية جاء التصريح كما كان متوقع (بأننا لا نعرف بالضبط من أطلق الرصاصة بإعتبار كان هناك إشتباك مع الفلسطينيين) في حين الحقائق المصورة تقول غير ذلك.
الشهيدة شيرين نصري إنطوان أبو عاقلة مواليد 1971 في 3/كانون الثاني في مدينة القدس وهي صحافية فلسطينية -أمريكية، كانت من أبرز الصحفيين في العالم العربي ومن أبرز الشخصيات الإعلامية.
عملت مراسلة إخبارية ميدانية لشبكة الجزيرة للأعوام من 1997 إلى 2022 ساعة إغتيالها.وقد تخرجت الراحلة في جامعة اليرموك الأردن وجامعة أربد حيث درست الهندسة المعمارية ومن ثم تخصص صحافة .وعملت موظفة في عدة وظائف إعلامية وهي :- قناة الجزيرة -وإذاعة مونتوكارلو الدولية ، ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى، وعملت في صوت فلسطين، قناة عمان الفضائية ، شبكة الجزيرة الإعلامية، ومؤسسة (مفتاح). والشهيدة شيرين عملت وشاركت بمهنية كما يعرفها زملاؤها على تغطية الأحداث الفلسطينية حيث غطت الإنتفاضة الفلسطينية عام 2000م وغطت أحداث الصراع الفلسطيني الأسرائيلي -الإجتياح الأسرائيلي لمخيم جنين وطولكرم عام 2002 وتغطية الغارات والعمليات العسكرية الأسرائيلية التي تعرض لها قطاع غزة وأول صحفية عربية يسمح لها بالدخول إلى سجن عسقلان في عام 2005 حيث أجرت مقابلات مع الأسرى الفلسطينيين الذين صدرت بحقهم أحكام طويلة بالسجن.
هذه المقدمة تجعلنا أن نفتح باب ماحصل ويحصل للصحافيين عند قيامهم بواجبهم ومنهم المراسلين الصحفيين من قلب الأحداث ومعايشة الحدث معايشة ميدانية حيث نستعيد الذاكرة حول ماجرى لهم من السلطات القمعية والإستهانة وعدم الإحترام للسلطة الرابعة وهي الصحافة والصحفيين، وقد دونت الوثائق عبر سنوات طويلة عن خطورة المهنة والسبب هو متابعة الحدث وقول الحقيقة ومن خلال ذلك حصلت إنتهاكات متنوعة ومتعددة ولهذا تصدت منظمات وهيئات نقابية وهيئات تدافع وتستقصي الحقائق منها حماية الصحفيين ومنها مختص بحرية الفكر والتعبير وبعضها مرتبط بهيأة الأمم المتحدة واليونسكو كما ظهرت منظمة مراسلون بلا حدود. كما خصص يوم عالمي لحرية الصحافة في كانون الأول /ديسمبر 1993 بناء على توصية من المؤتمرالعام لليونسكو ومنذ ذلك اليوم أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم العالمي لحرية الصحافة في كانون الأول /1993 بناء على تلك التوصية –الذي عقد في ويندهوك في عام 1991حيث سمي بإعلان ويندهوك والذي أعتمد عليه لتطوير صحافة حرة ومستقلة وتعددية .إن يوم 3 آيار بمثابة تذكير للحكومات بضرورة احترام إلتزامها بحرية الصحافة لقد حددت الإنتهاكات حسب 1- إعتداءات بدنية وجنسية 2-إغتيال وقتل 3-مصادرة المعدات الصحفية ومتعلقات شخصية 4-مداهمات لسكن الصحفيين وإعتقالات وخطف كما ان الإعتداء والإعتقال والتعذيب والضرب والسب والشتم تأتي أولاً من الأجهزة الأمنية القمعية المسلحة ثانياً :- من مجاميع ميلشياوية مسلحة ثالثاً:- من عناصر مرتبطة بمنظمات إرهابية . لقد لوحظ بأن أغلب الحكومات لاتقبل بالحقائق ولا تريد الكشف عن جرائم الفساد أو عن مافيات المخدرات وغسل الأموال فكل وثيقة يكشفها الصحفي تعرض حياته للقتل والموت أو إصابته بعاهة مستديمة فعند الكشف عن ذلك بالوثائق و الصور وتحديد الأسماء المسؤولة فهي أما جهة حكومية أو جهة عصابات أو جهة مشتركة بين الأثنين. وهذا ما نراه في العراق. وفي تقرير صادر عن لجنة حماية الصحفيين من إعداد مديرة التحرير آرلنين غيتس صدر في نيويورك في 9كانون الثاني /ديسمبر 2021 مستندة إلى ما ذكرته الأنظمة القمعية في آسيا وأوربا وأفريقيا وإلى قوانين جديدة بخصوص الأمن والوسائل التكنلوجية وجد أحصاء الصحفيين السجناء بسبب عملهم بلغ 293 صحفياً سجيناً وقد قتل ما لايقل عن 24 صحفياً بسبب تغطيتهم الصحفية لغاية عام 2021 ووفاة 18 صحفي آخر في طروف غامضة . لقد بين التقرير تزايد في عدم التسامح مع التغطيات الصحفية المستقلة . لقد أخذ الحكام المستبدون يتجاهلون الإجراءات القضائية السليمة وينتهكون الأعراف الدولية ليتمكنوا من البقاء في السلطة وفي عالم منشغل بكوفيد-19 و الاهتمام بقضايا المناخ وتغيراته .الحكومات القمعية تدرك السخط الشعبي إزاء الإساءات لحقوق الإنسان قد تضائل (بسبب الإحتجاجات والضغط المستمر من قبل الشعب ..ص) .
كما يلاحظ بأن بلدان السلم أي التي لاتعيش حالة الإحتراب القمعي تكون نسبة الصحفيين المعتدى عليهم أو المعتقلين وضحايا الإغتيال أقل من البلدان التي تعيش الإحتراب والقمع للتظاهرات ومصادرة الحريات والتعبير. ففي الولايات المتحدة الأمريكية هناك منظمة تتبع حرية الصحافة وهي شريكة للجنة حماية التعبير حيث أشارت إلى 56 حالة إعتقال وإحتجاز صحفي في جميع أنحاء الولايات المتحدة في عام 2021 م .
موقف الأمم المتحدة :- بناء على ماتقدم هو التأكيد على التصدي للتهديدات بالعنف والجرائم ضد الصحفيين لحماية حرية التعبير للجميع بين عامي 2006 و2020 قُتل أكثر من 1200 صحفي في جميع أنحاء العالم أثناء أداء واجباتهم في نقل الأخبار وتقديم المعلومات للجمهور وفقاً لمرصد اليونسكو للصحفيين الذين قتلوا . أفلت القتلة من العقاب كل 9 من أصل 10 حالات . وغالباً ماتشير دورة العنف ضد الصحفيين إلى ضعف سيادة القانون والنظام القضائي .الصحفيين يتعرضون لتهديدات لاحصرلها تترواح من الإختطاف والتعذيب والإعتداءات الجسدية الأخرى إلى المضايقات ولاسيما في المجال الرقمي وتتسبب التهديدات في خلق مناخ من الخوف لدى الإعلاميين مما يعيق التداول الحر للمعلومات والآراء والأفكارلجميع المواطنين .وتتأثر الصحفيات بشكل خاص بالتهديدات والإعتداءات ولاسيما عبر الأنترنيت التهديد ، والترهيب والإهانة فيما يتعلق بعملهن (73% من الصحفيات اللواتي شملهن الإستطلاع.(تقرير من الأمم المتحدة بمناسبة اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين 2تشرين الثاني -2021 )
وأخيراً وبالرغم من الجهد الكبير الذي تقوم به منظمات حماية الصحافة والمراصد التي ترصد الجرائم والإعتداءت المستمرة وبالرغم من إهتمام الأمم المتحدة وتركيز الجهد بعد أن تم تحديد يوم عالمي لحماية الصحافة والصحفيين وحرية التعبير منذُ العام 1993 إلا إن الجرائم مستمرة وفي قلب الحدث .
وما الجريمة التي إرتكبت بحق الشهيدة شيرين أبو عاقلة إلا نموذج صارخ بحق حرية الصحافة والصحفيين الذين لايحملون سوى راية السلام والورق والقلم وكاميرات لنقل الحقيقة للناس ولشعوب العالم . وسيبقى دم شيرين يصرخ بوجه المعتدي لماذا!! قتلتني .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. روسيا قد تتدخل في الصراع بين حزب الله وإسرائيل لهذا السبب
.. مراسل الجزيرة: قوات الاحتلال تقتحم عددا من مراكز الإيواء في
.. صفارات الإنذار تدوي في عكا والجليل بعد تسلل مسيرة لحزب الله
.. انفجار مسيرة قرب مركز جماهيري في نيشر شرق حيفا
.. الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفعل صفارات الإنذار في كريات شمو