الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أيُّها الجِسْرُ
كمال التاغوتي
2022 / 5 / 19الادب والفن

الجسر 1
سَقْفٌ مَرْفُوعٌ فَوْقَ الجُرْحِ
كَجَنَــاحٍ خَفَّــاقٍ
بَيْنَ نِصَالِ الجِبالِ
يَرُدُّ عَنِ الدَّرْبِ
أَوْجَاعَ البَيْنِ
فَيَزِيدُ الأرْضَ سَبِيلاً نَحْوَ الأرْضِ،
نَغَمٌ يَمْحُو غُرْبَةَ الأَشْجَــارِ
ويَمُدُّ الوَتَــرَ المَقْطُوعَ
ويَرْتِقُ حُلْمَ الغَزَالِ،
إيهٍ يَــا أُرْجُوحَةَ العُشَّاقِ!
كَمْ مِنْ قَدَمٍ طَرَقَتْ صَدْرَكَ؟
كَمْ مِنْ قَدَمٍ حَرَقَتْ جِلْدَكَ؟
يَــا سَفِينًا دُونَ شِرَاعٍ فِي وَجْهِ الرِّيحِ
وَجُنُونِ المَــاءِ وَضَجِيجِ الجُرْفِ النَّــائِي!
أنَّى لَكَ حَمْلُ القَــافِلَةِ الحُبْلَى بالحَنِيــنِ؟
بِكَ تَزْدَادُ الأرْضُ
وَتَسِيلُ كَعُمْرٍ فَوْقَ سِنَــانِ الأَقْمَــارِ.
الجسر 2
مِنْ خَلْفِكَ يَهْتِفُ قَلْبُ الذَّبِيحِ:
(هَـــذَا نَــحْرِي فِي وَجْــهِ الرِّيحِ
هَذا وَجْهِي فِي قَبْضَةِ ذَاكِرَةِ الدَّمْعِ
وَمَــواكِبَ مِنْ عَبَقِ الأُتْرُجِّ
وَرَحِيقِ الشَّمْعِ،
هَذَا وَجْهٌ طَرَدُوهُ مِنْ صَحْنِ مَرَايَاهُمْ
خَوْفًا مِنْ أنْ يَسْتَيْقِظَ آلُ ضَحَايَــاهُمْ،
سَلْ غُبَارَ الجِسْرِ الطَّــرُوبِ
يُخْبِرْكَ بِأنَّ حَصَى أَقْدَامِ الصَّلِيبِ
تَحِنُّ إلَى دَمِنَا
فَغُبَــارُهُ أدْرَى بِحَـدِيثِ الدُّرُوبِ)
الجسر 3
ما أبْعَدَنِي عَنْ حُمَّى ذَاكَ النَّهْرِ
أفَلاَ تَحْمِينِي مِنْ فَوْضَى هَذَا القَهْرِ؟
حَدَّثُونِي أَنَّكَ فِي وَثْبٍ أَبَـــدِيٍّ
وَرُؤَاكَ تُنِيرُ رَحِيلَ الأَمْطَــارِ
فِي جِرَارِ الغُرَبَــــاءِ
أفَلاَ تُدْنِينِي يَوْمًــا مِنْ نَغَمٍ عَسَلِيٍّ
فَأذُوبَ عَلى قُدَّاسِهِ كالجَمْرِ؟
ما أَحْوَجَنِي يَا دَرْبُ إلى حِضْنٍ
مِنْ فَيْضِ السَّماءِ
وطَحَـــالِبَ تَنْبُتُ فِي غُرَفِ الغَيْمِ!
الجسر 4
تِلْكَ الوَرْدَةُ
مِنْ إنْجِيلِ كَنْعَــانَ،
مِنْ فَوْقِكَ تَنْعَى أفْواجَ الَّذِينَ أطَلُّوا على قَاعِ النَّجْمِ
وخَلاَيَــا إلَهٍ يَهْوِي؛
مِنْ شُرْفَتِكَ العُلْيَــا تَتَغَنَّى بِمَنْ نَفَذُوا كالبَرْقِ إلى القَلْبِ،
كَشِهَابٍ لاَ يَذْوِي؛
يَكْتَظُّ الشَّوْقُ إلَيْهِمْ، تَرْقُبُ جِسْرَ الرَّاحِلِينَ
وَهْوَ يَمْتَلِئُ،
تَرْوِي وَجَعًا لاَ يَكْوِي
غَيْــرَ أَنَــامِلِ مَنْ جَحَدُوا رَدَّ الجِسْرِ
فِي وَجْهِ الهَجْرِ،
وتَسِيـــلُ علَى المَوْجَــاتِ غُصُونًا وأَجْرَاسًا
وتُضِيءُ حَشَــايَــا الخِيَــامِ وَأبْرَاجَ التّتَارِ
ذَاتَ أُغْنِيَةٍ
دُمْيَةٌ حرْبِيَّةٌ
لا تُحْسِنُ أنْ تَنْوِي
تَغْذُوها نُــوقٌ غرْبِيَّةٌ
قَطَعَتْ بَثَّ الغُصْنِ
وَوَرِيــدَ الضَّوْءِ
وَنِــدَاءَ الأَجْرَاسِ،
لَكِنَّ رَصَــاًصَتَهُ الرَّمْلِيَّةَ
رَتَقَتْ أَوْصَالَ الأرْضِ
فَضَجَّتْ أمْــوَاجُ المَــــرْجِ بِالأَعْرَاسِ.
الجسر 5
أيُّهَا الشَّــاهِقُ!
أيُّهَــا الجَارِي فِي أرْوِقَةِ الحُلْمِ!
المَدَدَ المَــدَدَ!
فالأَفْعَى الجَرْبَـــاءُ
يَتَسَلَّلُ فِي جَوْفِهَــا النَّخَّــاسُونَ
وَجَرَادُ البِيــدِ؛
الغَوْثَ الغَوْثَ!
فالأَفْعَــى تَبْتَلِعُ الأَضْــوَاءَ
وَتُكَدِّسُ حَوْلَ الأَطْفَــالِ الأشْــلاءَ
أيُّــهَا العَالِقُ
فِي هُدْبِ الغَــابَاتِ!
غَابَ الإنْشَــادُ فَذَابَتْ أَكْبَــادُ.
تَـــعْسًا لِقَــوافِلَ لاَ تَحْدُوهَــا أوْرَادُ!
فَجِّرْ بِرُؤَاكَ الجُحْرَ البَحْرِيَّ
فالأَفْعَــى البَرْصَــاءُ
زَوْرَقٌ طُرْوَادِيَّة
فِي أَحْشَــائِهِ يَرْتَــعُ الأَعْدَاءُ...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هتاف لفلسطين خلال حفل غنائي لفنان بورتوريكي في إسبانيا

.. يطلب من الجمهور الدعاء له.. الأب بطرس دانيال يكشف تفاصيل الح

.. مريض عراقي يعزف ويغني لأم كلثوم أثناء إجرائه عملية جراحية في

.. صباح العربية | مريض عراقي يغني لأم كلثوم أثناء خضوعه لجراحة

.. أسيل عبد الهادي: التمثيل حريتي • مونت كارلو الدولية
