الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التعليم- الأسرة- المجتمع
محمد بلمزيان
2022 / 5 / 20مواضيع وابحاث سياسية
لقد أولت الشعوب المتحضرة أهمية كبرى لجانب التربية والتعليم والبحث عن الآفاق الإستراتيجية للخروج بشعوبها من آفة الإنحدار والتخلف والإنهيار،ولا شك أن جل المجتمعات التي اجتازت هذا افمتحان الصعب قد قطعت أشواطا لا يستهاتن بها في مجالات تهم أركان المجتمع، وأسست لركائز لا يستقيم بها البنيان المجتمعي بدونها، وهي ثالوث ( التعليم - المجتمع - الأسرة ) ، كل مكون من هذه العناصر الثلاثة هي جهاز دافع ورافع للمكون الآخر ولا يستقيم أحدها دون وجود الآخر، فإذا ألقينا نظرة خاطفة عن المجتمعات التي استطاعت أن تركب قطار الرهان المجتمعي والتنمية الشمولية، فإننا نلفي بأن تلك العناصر هي القطاعات الأساسية لاهتماماتها ، وتشكل الهيكل الأساسي في المقاربة لمشكل التنمية في مفهومها العميق، فإعطاء أهمية لقطاع التعليم هو عنوان بارز للعبور نحو إنجاز وتكوين الإنسان وإعداده وفق منظور التنمية المستدامة، قادر ليس على العمل والإنتاج بل والبحث عن الإبداع والخلق ونشدان الجديد في مجالات التكنولوجيا واكتساب المعارف في مجالات ختلفة من العلوم الإنسانية ، وخاصة وأن مجتمعات بعينها تفتقد لأية ثروات معدنية أو طبيعية قد أصبحت مضرب مثل في رفاهية شهوبها ونموذجا قابل للإحتذاء للدول والمجتمعات الفقيرة في مجال جودة برامجها التعليمية وقيمة خططها التكوينية، فلا تكفي إجبارية التعليم دون البحث عن طبيعة هذا التعليم والتكوين،ولا معنى لشحن المتعلم بكم وافر من المعلومات دون ان يكون قادرا على استيعابها أو لا تفيده في حياته العملية والمستقبلية، بالموازاة مع رهان توفير المتطلبات افجتماعية كمطلبي الشغل والصحة، اللذان يشكلان مدخلا لا مندوحة عنها في توفير أساس الإحساس بالكرامة للنهوض بالواجبات التي يجب بل من المفروض أن يستشعرها المرء وهو أحد العناصر الأساسية في مجتمع ما، وهذا الإحساس لن تكون له قائمة دون ان تعطى الفرصة للمشاركة في إبداء الرأي والإقتراح . فجل الدول التي أعطت أهمية لجانب البحث العلمي والتكوين ورصدت ميزانية مهمة قد تحقق لها حلمها في بناء ليس فقط مجتمعاتها بل بناء ( إنسانها ) كحلقة أساسية لا ينهض المجتمع بدونها، فكلما كان التعليم جيدا مسنودا بمنظومة تكوينية ذات استراتيجية واضحة، وفق رؤية سياسية تقارب المشكلات بمنهجية علمية، كلما كانت النتائج إيجابية وكلما ربحنا رهان المجتمع والأسرة كمكونين هما إفراز طبيعي للمكون الأول، فقد خاطب احد المسؤولين الفرنسيين في زمن ما من القرن الماضي وهو برتبة رئيس الوزراء ( دوغول) بفرنسا، وزيرا في حكومته مكلف بقطاع التعليم في اجتماع رسمي في ستينيات القرن العشرين، بما معناه، أعطيني نوع التعليم الذي تطبقه اليوم بفرنسا سوف أخبره كيف ستكون بلاد فرنسا بعد ثلاثة عقود من الآن، فبتقدير جل السياسيين الأوربيين الذين كانوا ممسكين بزمام تدبير الدولة، كانوا يعتبرون أن سبب الهزائم العسكرية هي بفعل ضعف المدرسة والبرامج التعليمية، وهو ما شكل أي التعليم جانيا مؤرقا لتلك الدول التي كانت متناحرة سياسيا كل واحدة كانت تستهدف الهيمنة على الأخرى، لكنها كانت متناسقة في بينهما في البحث عن الريادة وجودة التعليم في بلدانها .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حرب غزة.. هل تتسبب في تفاقم الأوضاع في الأردن؟ | المسائية
.. 16 قتيلاً حصيلة 24 ساعة من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب ا
.. العراق.. توجه لحجب تطبيق -تيك توك-! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. الرهائن ووقف إطلاق النار.. آخر تطورات المفاوضات بين إسرائيل
.. واشنطن.. نتنياهو وافق على إعادة جدولة اجتماع رفح