الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قبل وبعد وماذا أيضاً؟

ثائر زكي الزعزوع

2006 / 9 / 15
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


قبل خمس سنوات وحين انهار برجا التجارة العالميان إثر (غزوة مانهاتن) التي شنها تنظيم القاعدة، علم الجميع أن شيئاً مختلفاً سيحدث بعد تلك (الغزوة) المشؤومة، لكنهم لم يتوقعوا أن تصل الأمور إلى هذا الحد.
نعم، الجميع في أسوأ الأحوال، توقعوا حرباً تأديبية على القاعدة، وطالبان... وهذا ما حدث.
لكن لا أحد توقع أن تفتح أبواب الجحيم على مصراعيها لتستوعب العالم كله، لا أحد توقع أن يغدو في كل لحظة كل شيء متهماً، ولا بريء ما دام ليس مع الإرادة السماوية التي توحي إلى بوش للقيام بما يقوم به، لا أبرياء في العالم، عالم كله متهم، والحراب مجهزة للانقضاض على صدره، ما دام جورج بوش رئيساً لهذا العالم الواسع وقد شاء تقسيمه إلى قسمين فإما معه أو ضده.
جهينة ربيع مهاجرة مسلمة تقيم منذ أكثر من عشرين سنة في ولاية بنسلفانيا الأميركية تروي معاناتها بعد ذلك الأيلول الرهيب كما تصفه هي شخصياً، تقول جهينة: صرت أخاف في كل مرة أغادر فيها منزلي من يد تمتد إلى رأسي لتنتزع حجابي، أو مجموعة تقف في وجهي وتتهمني بالإرهاب، حتى أولئك الأشخاص الذين كانوا من قبل يتعاملون معي بشكل طبيعي، تغيرت معاملتهم بعد الأحداث وصاروا عدوانيين تجاهي.
(قبل وبعد)، ولهذا ما يبرره، فالرئيس الأميركي الذي وصف الإسلام مؤخراً بالفاشية، سارع فور وقوع تفجيرات (مانهاتن) إلى اتهام المسلمين، ووصمهم بالإرهاب، وعلى الرغم من أنه لا أدلة دامغة تثبت تورط (مسلمين) بتلك العملية، بل إن هناك بعض الأيادي التي تشير إلى تورط المخابرات الأميركية في التغطية على وقوعها، لغاية في نفس يعقوب، ويعقوب هنا تيار عالمي يأخذ في كل حقبة زمنية شكلاً ومضموناً مختلفين، ألا يتهم بعض المؤرخين أرباب الحركة الصهيونية بدفع الزعيم النازي أدولف هتلر لارتكاب ما يعرف بالمحرقة اليهودية؟.
لا يمكن بأي حال من الأحوال الجزم في صحة أي من الروايات التي تتحدث عن تفجيرات مانهاتن وسواها، وعلينا ربما أن ننتظر عقوداً طويلة قبل انجلاء الحقيقة، ولكن فلنعد إلى الوراء قليلاً، ولنقرأ في عجالة تلك السنوات الخمس وأثرها الكبير على الثقافة والأدب والسياسة واللغة والحب وكل شيء، لم يعد شيء كما كان قبل 11 أيلول 2001... نعم كل شيء تغير تماماً، والسبب في كل هذا هو ذلك السعار اللامعقول الذي دفع بوش دفعاً لشن حرب لا هوادة فيها على العالم بأسره، فجعل الجميع يترقبون بخشية حربه القادمة، وهم يعرفون سلفاً مبرراتها لأنها بلا أدنى شك ستكون ضمن حملته العالمية لمحاربة الإرهاب، ألا يجوع الفلسطينيون منذ أشهر، لأن إدارة بوش ترى في حكومة حماس التي فازت بثقة الفلسطينيين في انتخابات ديمقراطية نزيهة، حركة إرهابية!، ألا يموت العراقيون كل يوم لأن إدارته الموقرة رأت في المقاومة إرهاباً، وكانت رأت في صدام حسين من قبل تهديداً وإرهاباً، لكنها عدّلت رأيها، وصارت تسمي حربها عليه إنقاذاً للعراقيين من العبودية!... ثم ألم تعتبر سيدة العالم المقاومة اللبنانية إرهاباً؟ ومنذ سنوات بعيدة مرت كانت الإدارة نفسها تسمي جيفارا إرهابياً أيضاً!
نريد أن نسأل بوش قبل أن نقاضيه: يا سيد البيت الأبيض أين أسامة بن لادن؟ وهل حقاً استطاعت حربك على الإرهاب أن تجعل العالم أكثر أمناً؟ ومتى وعلى من ستشن حربك القادمة؟.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|