الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العواصف الترابية في العراق من صنع الله , امريكا . ام االبشر ؟

محمد رضا عباس

2022 / 5 / 20
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر


يحدثنا القران الكريم ان الله سبحانه وتعالى استخدم الرياح عقوبة لمن يعصيه ورحمة لمن امنه به ورحم , الا ان القران لم يخبرنا ان الله جل وعلى كان يعاقب الأمم العاصية على اقل ب ثمانين عاصفة ترابية في العام الواحد , كما هو في العراق ومستمرة بالزيادة عاما بعد عام. ولكن العواصف الترابية لم تقتصر على العراق وحده حتى نحكم ان الله قد غضب على الائتلاف الوطني و اللجان التنسيقية , وهم يستحقون اشد العذاب, ولا على الظالمين من الشعب العراقي من أولئك الذين أصبحت مهنتهم السرقة والتجارة في الأعضاء البشرية , المتاجرة بالمخدرات حتى وصلت الى بناتنا وابنائنا في المدارس الابتدائية , مستخدمو السلاح الخفيف والمتوسط والثقيل مع كل شجار بين طفلين, والمرتشين من كبار الموظفين.
يا جماعة الخير, العواصف الترابية التي بدأت تضر بصحة المواطن العراقي واقتصاد العراق , ظاهرة عالمية , ولكن حصة الشرق الأوسط ستكون من هذه الظاهرة حصة الأسد . العواصف الترابية بدأت تزحف على السعودية , مصر العربية, سورية , ايران , الكويت , الامارات , الأردن , والسعودية . الأرض فقدت حوالي 30% من مواردها الطبيعية ما بين 1970 و 1995. المساحة المتصحرة في العالم وصلت حوالي 46 مليون كيلو متر مربع , 13 مليون منها في الوطن العربي , او ما يساوي 28% . في العراق وصل التصحر نسبة 69% من الأراضي العراق الزراعية , وحاليا يفقد نحو 25 الف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة سنويا , ومعظمها في الجنوب (بلال الخليفة).
اذن , المسائلة ليست مسائلة غضب الله على العراقيين , وانما عدم اكتراث العالم وبضمنها العراق لأمنا الأرض . الادعية الى لله من اجل اجتناب شرور العواصف الترابية و التي يسوقها رجال محسوبين على الدين سوف لن يسمعها رب العزة , لأنه يقول " ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " , وطالما وان بني البشر ليس لهم الرغبة بالتغيير فان رب العزة سيدير ظهره عنهم . حكومات منطقة الشرق الأوسط تحتاج الى ترك خلافاتهم السياسية والاجتماع الفوري من اجل وضع الترتيبات اللازمة لمعالجتها. دول الشرق الأوسط تحتاج الى وقف شراء الأسلحة والتي تكلف شعوبها المليارات من الدولارات من اجل محاربة عدو غير موجود و سوف تبقى في مخازنها ولن تستخدم. عراقيا , العراق يحتاج الى زراعة اكثر من 10 مليار شجرة لمحاربة الموجات الترابية , ولكن بدلها انه يقضي على الالاف من الهكتارات الزراعية كل عام . خطة السيد الكاظمي للقضاء على ازمة السكن ركزت على استخدام المساحات الخضراء وترك المناطق الصحراوية الشاسعة , وهي من العادة قريبة من المدن . العواصف الترابية اصبحت تقتل العراقيين وترسل الالاف منهم الى المستشفيات لغرض العلاج , خاصة لمرضى الامراض الصدرية.
ولكن العجيب , ان يخرج علينا " احد المتقين" ليقول لنا ان التراب نذارة من الله تعالى ودليل غضبه على خلقه .. واذا سجد الانسان لله تعالى واناب رفع ذلك عنه , والا فما هو الا نزول العقاب. و يخرج علينا احد " الفلاسفة بالعلوم النووية" ليصرح ان العواصف الترابية رحمة من الله للعراق . لماذا ؟ لان الأرض العراقية ملوثة بالأشعة النووية جراء الحروب الامريكية على العراق , وان الله ارسل الرياح " جنود الله" لتطهر الأرض العراقية من الاشعة " ليعيش ابناءنا واحفادنا على هذه الأرض بسلام". و يأتي اخر ويكتب ان هذه العواصف الترابية ما هي الا نتاج المختبرات الامريكية , حيث يقول " سمحت احدى دول الجوار لخبراء امريكان بتخزين غاز "الكيميتريل" في احدى القواعد العسكرية المتاخمة للحدود العراقية , مما يؤكد ان الولايات المتحدة قد شرعت على استخدامه في المنطقة بشكل واسع , واننا مقبلون على كوارث طبيعية مدمرة". وحتى يثبت كاتبنا " الفلتة " هذا الخبر استند الى تقرير دائرة الانواء والرصد الزلزالي التابعة لوزارة النقل العراقية , والتي استطاع خبراءها " بعد جهود مضنية وعلى مدى اكثر من خمسة سنوات من الحصول على الأدلة الدامغة التي تثبت تورط الولايات المتحدة بالتحكم بالمناخ العراقي". ثم يذهب الكاتب اكثر من ذلك بالقول , ان المختبرات الامريكية هي القادرة وحدها " على افتعال زلازل وفيضانات واعاصير ورفع وخفض درجات الحرارة ."
وحتى نريح اخانا صاحب غاز "الكيميتريل" , نقول ان الولايات المتحدة الامريكية مبتليه بأشد الظواهر البيئة , امطار فوق العادة , درجة حرارة فوق العادة, اعاصير فوق العادة , وحرائق غابات فوق العادة . السعودية والكويت والامارات وايران أغلقوا الكثير من مؤسساتهم قبل أيام من اجل حماية مواطنيهم من الاتربة , ونقول بدلا من نشر هذه التفاهات انشروا كلمات تشجع حكومات المنطقة الإسراع في وضع خطط علمية مدروسة لمحاربة التصحر , لان الرب لا يرحم قوم و هم نائمون او ينتظرون مائدة من السماء , وسوف لن يستجب لهم ولو قرأوا الف مرة "سورة الزلزلة".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يغير نتانياهو موقفه من مقترح وقف إطلاق النار في غزة؟ • فر


.. قراءة عسكرية.. اشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال




.. ما آخر التطورات الميدانية في قطاع غزة؟


.. أمريكا.. طلاب جامعة كولومبيا يعيدون مخيمات الحراك المناصر لغ




.. شبكات| غضب يمني لخاطر بائع البلس المتجول