الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وصلات في العشق النوابي وداعا ايها النهر الثالث

مظفر النواب

2022 / 5 / 20
الادب والفن


رقم هاتف قديم / وصلات عاشقة مع بضع قصائد لمظفر النواب



-... لي مع قصائد الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب حكايات ووصلات عشق فتان.فبالاضافة الى تعلقي وانا صغير السن بشعراء الجاهلية والعصر العباسي على الخصوص.كانت لقاءاتي بالشعر الحديث أول مرة مع محمود درويش ثم سعدي يوسف وعبد الله راجع وعبد الله زريقة من المغرب أوائل الثمانينات من القرن الماضي..
ولكن اكتشافي لمظفر النواب من خلال الكاسيت التي كان يروج لها اليسار الماركسي بالاضافة الى اغاني مجموعة الطريق العراقية والشيخ امام وغيرها من ابداع الممانعة والمقاومة...كان هذا اللقاء كما قلت مع مظفر مبهرا وجدابا...وفي هذا الوقت بالذات كنت اتلمس طريقي للكتابة الشعرية بحذر محاولا ان اعبر عن صوتي الخاص بكل مافي ذلك من أنانية المراهق...وقد حاولت أن اعيد كتابة ما سمعت من خلال كاسيت أصبح مشوشا من كثرة الا ستعمال على ان اوزعه على رفاقي التلاميذ
لاكتشاف صوت جريء وكمهمة كنت أراها نظالية وانا في تقربي الأول من الفكر الماركسي .ان هذا الفعل هو ما كبر معي الى الان وانا اقترب من الخمسينات من عمري.فصارت من ضمن مهماتي هي البحث الدائم عن قصائد مظفر وحواراته وآخر انتاجاته وبالتالي وكجدل مع اجواء ابداعاته ارنبطت بالعراق وقضاياه ومبدعيه
وفنانيه... لقد كانت قصائد مظفر هي البوابة لتعرفي على العراق وماساته.
وما جعلني اتوقف عند هذه الوصلات العاشقة مع قصائده هو ما يكتب احيانا من تنقيص لتجربته ومن هجوم احيانا غير مبرر ..بل ومن تجاهل أحيانا من طرف بعض المبدعين .اعرف ان البعض سينعتني بانني احد حوارييه أو مريديه ولكنني سأترك للقاريء ان يحكم بنفسه محاولا اشراكي متعة القراءة لا السمع لمن يهتم عن حب وعن نقد او حتى عن تجريح. ولكم هذه القطعة -الوردة التي تسيل بشجن الشوق وحزن المنافي " رقم هاتف قديم".



رقم هاتف قديم /مظفر النواب.


أمس وقفت على بردى
بعد قليل تمسي أيامي
في الشام ثلاثين مدى
أوراق مزقها العشاق على الماء
وراحوا دون صدى
لم يعد النهر صغير
لم تعد الكلمات صغيرة
لم يعد الصمت حجر
أغلقنا رغبات الشباك
برقة قلب
ونسينا الصبح بدون مطر..
مر اثنان من العشاق المبتدئين
وقالوا علبة نسيان فارغة
لا تحمل أي خطر
حدقت بهم
وسكتت مطر..
في الحزن هناك على بردى
مصطبات وضباب
واثنان كأنهما نسخة حزن منا
شيء لم يتغير في الشام
عشقي وتمر الأيام
عشقي ويرن الهاتف..
لم يتوقف منذ ثلاثين يرن
لكن من كثرة ما استعمله العشق
محا الأرقام...
وأدرت الأرقام الممسوحة مرات
مرات رد الصمت
لقد كانوا بالأمس هنا
ما تركوا شيئا يذكر
غير الصمت..
دع الأيام تنام.


أمس ألوف الناس
على بردى
رغم ألوف النسيان
ظمئت أراهم
أتذكر أرقام الأمس
أدرت الصفرين
أجاب المقسم.. جرب بثلاثة أصفار
حذقت من الهاتف
في المقسم في حزن
لم يك مقسم تلك الأيام
وتساءل طفل مر بصمتي
هل بغداد على بردى؟..
أومأت بقلبي
وعلى دجلة أيضا
تقع الشام...


* هذاهو مظفر وهذا هو شعره المبتلى بالضمإ لماء دجلة. فهل من حجة للكفر به؟.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





كلما عدت الى الأوراق التي دونت فيها بعض قصائد الشاعر الكبير مظفر النواب..وهي الأوراق التي أخدت مني عمرا في تتبع انتاج شاعر عظيم مصادر وغير متاح قدر الامكان ومحاصر وفق اللائحة الطويلة للممنوعات المفروضة على المواطن العربي..وخاصة قبل ظهور ثورة المعلوميات التي حطمت بعض جدران المنع والكبت المتعددة الا وأقف على الحقيقة العارية الفاضحة وهي أننا "أمة" جاحدة ومتصحرة...وأن أكبر ضحايا التصحرالعربي هذا المبدعون الحقيقيون العظماء وخاصة الذين يغردون خارج السرب..ومظفر العجيب -الغريب-الفريد واحد من هؤلاء.فالمتصفح لابداعاته الهائلة وفي مختلف مناحيها وهواجسهاومابين ارتياباتها ويقينياتها سيكتشف أنه أمام قامة شعرية كبيرة من قامات الشعراء العالميين الكبار..بابلو نيرودا/ناظم حكمت/غارسيا لوركا... وهي حقيقة فرضت حتى على أعدائهم الذين كانوا يعادون انتماءهم الماركسي. فالاحتفالات بهؤلاء الافذاذ خير دليل على ذلك.
وما دمنا أمام اكتساح التصحر السياسي وةالثقافي العام فان الواقف أمام هذه الحقيقة سيصاب بالذهول في التعامل مع قامة شعرية أوفت لمبادئها دون تنخادل..بل وأوفت لخيارتهاعلى طول مسارات الاخفاق الثوري العربي العام بنقد حاد أحيانا حتى على خيارات رفاق تجربته السياسية.
وربما تاتي محاكمة الشاعر أحيانا والتنقيص من تجربته والتي تطالعنا أحيانا من رؤى سياسيةضيقة لبعض السياسيين أحيانا أو من رؤى ثقافية ابداعية متعالية ونخبوية في فهمها للابداع والشعر أحيانا أخرى.وبين الرؤيتين تضيع الحقيقة وهي أن التجربة تأسست على فهم دقيق لمفهوم حداثة شعرية غير متعالية وغير مستنسخة عن تجارب اخر الصرعات الحداثوية الغربية...بل مندمجة في هم واقعها فاعلة ومتفاعلة مع هذا الواقع لتؤسس لحداثة مرجوة وثورية مصادرة ومعاقة ومتهمة حتى من دعاتها. حيث أن هناك من يضيق درعا بالحضور الجماهيري الواسع لتجربة الشاعر.. فيصف التجربة بأنها شعبوية تتكأ على شعارات الشارع العربي المكبوت والمهزوم وان هذه التجربة ستزول مع الوقت ولن يكتب لها الخلود.هكذا نصب البعض نفسه قاضيا ومرجعا وحيدا واوحد لمفهوم الشعر بل وأبا روحياللحداثة الشعرية..يدخل من أراد الى جنة الخلود الشعري ويطرد من يشاء.هكذا ستصبح القصيدة الاكثر حداثة او الشاعر الخالد حسب زعم هؤلاء هو الشاعر الذي ليست له جماهيرية والذي يستعصي على الفهم والمنعزل.
أما في الضفة الأخرى فيحاكم الشاعر بالمنطق السياسوي الضيق فيغيب خيط الشعر الرفيع في متاهات الحسابات السياسية الرخيصة.حيث تنتصب المحاكمات
من قوميين او ماركسيين او اسلامويين يقيمون التجربة من خلال تقييمهم الاني للاوضاع السياسية وما تستوجبه من مواقف حسب زعمهم.وكان الشاعر مجرد كاتب للافتتاحيات الحزبية. من هنا طرحت اسئلة غرضها التقزيم او ابعد من قبيل..لماذا لم يكتب الشاعر عن العراق ما بعد الاحتلال؟ لماذا لم يكتب عن المقاومةالعراقية؟...
لماذا ..؟...ولماذا...حسب طلب كل فئة من هذه الفئات..لتكون الخلاصة حسب البعض قراءة الفاتحة على التجربة.
ان هذا المنطق من خلال تمثلاته السياسية والثقافية فيالتعامل مع الا بداع هو أحد مظاهر التصحر الفكري التي تحاصر الابداع العربي بوطننا .وبالتالي يصبح معه المبدع مجرد عضو في مليشيا من المليشيات الرائجة في واقعنا.
ان ما سينصف هذا الشاعر هو مكانته المهمة في قلوب العديد والعديد من متتبعي أعماله..وكذلك في المستقبل حين يتم التعامل مع ابداعه من منطق القيمة الابداعية الخلاقة.والابداع حرية والحرية اولا اما الموت فياتي في التالي حسب الشاعر الكبير ريتسوس.


عودة الى الطفولة/ شعر ..مظفر النواب


تمنيت تطرق بابي
تعيد وقلبك يخفق
طائرة في الطفولة
ضيعتها فيك
معتذرا عن غيابك
أو عن غيابي
وتلمح رغم محاولتي
أنأخبأأني صنعت
كثيرا من الطائرات
ولكنها لم تطر
مثل تلك التي في الطفولة
صادرتها..
كم تمنيت ترجع طائرتي نفسها
أو تجيءبلا أي طائرة
مسرفا في الضباب..
أعد لي وثارة روحي
فما عدت من ورق
يصل الله من نفخة
ثقل الورق العذب
مل.. تهرأ
ما عاد تحمله الريح
الا ليسخر مني
وينكس ثانية للتراب
تمنيت أن تطرق الباب في رقة العاشقين
وألمح طائرة الأمس في ناظريك
أقبل فيك صديقي القديم
ونرجع طفلين
نلعب
تنهي اغترابك في
وأنهي اغترابي...



*كم تمنيت أن نطرق باب شاعرنا الكبير برقة العاشقين وأن نعيد له وثارة روحه لانه ليس من ورق بل هو كيان جريح وغائر غور جرح العراق العظيم بل والوطن العربي قاطبة.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



وصلات عاشقة مع قصائد مظفر النواب الوصلة الثالثة.
اهداء الى الشاعر العراقي المغربي ..علاء حسب كعيد.


-كان أن حدثني صديقي ورفيقي الفنان لحسن الفرساوي في احدى تجلياته الفنية عن شابين فنانين ناشئين..وفي حديثه مغزى عن اكتشاف من اكتشافاته التي لا تعوزها خبرة ولا حدس.وكانت المناسبة ان أهداني ديوانا للشاعر السويسري" برونو ميرسيي" .يكشف فيه الشاعر عن بوحه الجريح اتجاه المآسي والويلات التي يتجرعها العراق الذبيح أو " العراق الجميلالذي دون المذبحة" حسب تعبير الشاعر الكبير "سعدي يوسف".فقد تضمن هذا الديوان- الذي جاء مترجما للعربيةمن طرف احد مشاغبي مراكش الاستاذ عبد الغفار السويرجي- لوحات تشكيلية لاحد هذين الشابين ..الفنان ضياء الفتيني. وكأيمناسبة كان حديثنا يدور حول الفن والفنان والمثقف عموما ودوره الأساسي في انارة سراديب الظلمة... هذا الدور الذي بدا يتراجع بشكل مذهل ومريع ليحل محله الفنان او المثقف الذي يتقوقع حول ذاته موليا ظهره لآلام الناس في مجتمعاتنا العربية التي لازالت تغوص في الامية والجهل ..والتي لازالت تعيش في كنف نظام الرعية والراعي.بل والادهى ان ينظر الفنانون والنقاد والمثقفون الى هذه الارتكاسة او الانتكاسة على انها اختراق حداثي وتجاوز موضوعي لكل المفاهيم والممارسات التي بلورها مثقفون وفنانون في ازهى وابهى مراحل العطاء الابداعي والثقافي العربي..والذي نترحم عليه الآن آسفين. وكانت هذه الصرعة تتماشى كموضا مع ما تبلورفي الغرب الراسمالي ايجابا وسلبا. بل اخطر ما في الامر هو أن يروج لهذا المعطى حتى على صفحات منابر كانت تعد حتى الأمس القريب محسوبة على الحس الثقافي التحرري الثنويري والملتزم. وبالتالي تهمش وتقصي وتنبذ الآراء والابداعات الأخرى التي لم تسقط في الكمين.
-اقول ان أحاديثي ولقاءاتي لمتكن تخلو من هكذا نقاش من بدايات لقائي مع هذا الفنان الملتزم-لحسن الفرساوي-التزاما انسانيا عمقته رؤية شيوعية منفتحة جنبته
السقوط فيكمائن اللهاث وراء شهرة مجانية..رغم ان معاناته ةآلامه كانت باهضة..وأرشيف الفقر والأمراض كان ثقيلا عليه وهو الفنان المرهف الحس والمثقف الموسوعة.
اقول انه أتى على ذكر الفنان الّي اثت صفحات الديوان برسوماته الجميلة..وعلى ذكر صديقه العراقي الاصل المغربي النشأة والاصل كذلك" علاءحسب كعيد" في حديث لا يخلو من الاحساس بلذة هذا الاكتشاف والاعتزاز بشباب يحفر على صفحة الوجود قلقه بتؤدة وشرف.
ثم تمر الايام لتثمر هذه العلاقة التي جمعت الشاعر السويسري والمترجم والتشكيلي ضياء الفتيني وعلا ء كعيد الذي ساكتشفه شاعرا مع ديوان آخر مشترك مع الشاعر السويسري "برونو"وبتاثيت فني للتشكيلي لحسن الفرساوي بعنوان " مستنقعات الجنوب" وهو عبارة عن صرخة وتناج مشترك عن شاعرفقد أباه وهويته في لجة الشتات العراقي الذي اضيف الى لائحة مآسينا وشاعر أوربي يصارع لوعة الفقدالاوربي للبعد الانسانيوالتنويري والتنويري لثقافته الحداثية زمن التنطع الراسمالي المتوحش.
جاء هذا الديوان عبارة عن رسالة مشتركة للبحث عن المفتقد فينا.للبحث عن جدورنا الانسانية التي تقبر احيانا بارادتنا..وكانت بالاساس التفاتة عميقة من شاعر كبير وابن بيئة حداثية وعلمانية متقدمة نحو شاب ناشىء وشاعر يعيش الشعر وقلقه يوميا وهو بلا هوية..بلا ما يتبث انتماءه لوطن ما ارض ما.. علم ما...وكانتالالتفاتةاكبر من كونها دعما..بل رسالة مفتوحة للعموم للمساعدة في التقاء الشاعر بأبيه..بل درسا لمن لا يستوعب الدروس..درسا حول الابداع والالتزام الانساني حول الاعتراف بالآخر..وأي درس نحن الذين نعيشأوهامنا النرجسية..ونلوك أمراضنا الذاتية باسم الابداع باسم الحداثة وما بعدها وما فوقها او تحتها..ونقصيبعضنا البعض..تحت يافطة الشاعر الأكبر..أو المثقف الأبهر أو الناقد ألامهر أو المابعد حداثي المعجزة. وفي الأخير نكتشف أنه لا حداثة ولا هم يفرحون..بلنكتشف من تحت القناع والمساحيق المدهشة كم نحن محافضون وعشائريون..بل وأةصياء في أن نستلذ بقيم مجتمع الرعية والراعي والرعاع.
-نعم كم جميل هذا العراق المأساة الّيدون المذبحة وهويعري أقنعة ممثلي الكوميديا السوداءمن مثقفين وأحزابا وأشباه مناضلين..وكم جميل شاعر العراق العظيم "مظفر النواب" حين تحدث في احد حواراته مع جريدة الزمان عن الحداثة التي تعنيه كشاعر هي في كونها لا تستقيم فيمجتمعات الاستبداد الا بالالتصاق بهموم الناس وآلامهم وتطلعاتهم..وأن حداثة شعرية لا تعنيها هذه الهموم لا تعنيه شخصيا.
-أخير أشكر هذه الثلة التي اجتمعت حول هذا الديوان ولا انسى شكري البالغ للمترجم والناقد المغربي الاخ لعميم..والى قراء ومحبي ورفاق الشاعر الكبير اهدي هذه القصيدة الرائعة عن العراق.. فالكل الى زوال الديكتاتور والمحتل ويبقى الشعب والعراق الجميل شامخا بنصب الحرية ..وتبقى القصيدة والشاعر شامخا وشاهدا .كما اهديها لاحبتي ومن ضمنهم الشاعر العراقي المغربي العربي الانسان.." علاء حسب كعيد".


--يقطر منه العرق شعر ..مظفر النواب.



وأرجوحة بين نخيل العراق القمر
أشتهي صغري لأنام بها..
في فمي نجمة من حليب
ودجلة تجري كطعم النساء
أبوح يدي عندهن
وأذرف ريقي باحى السرر
وأرمي اشتهائي
شباكا مقطعة لاتصيد
لأني متهم بالنهر*
نذوب
فتنهل منا الطيور أغاريد للصبح
تغري النهار يبكر بالعاريات
الى خصرهن
يردن الجرار
فسيقانهن الصباح
وأفخادهن السحر
كأني مراياه طورا
يرى نفسه في خضمي
وطورا يهدهدني في خضم عذوبته
ويدلي النجوم على جبهتي
وكأني مهد الخليقة منذ الصغر
يخبئني بالنخيل وبالشرفات تبوح
الى الله بالياسمين
اذا فاجأت عرينا
زقزقات المطر
أذوق عطور نهود الصبايا
وأفخادهن به في خشوع
ويحكي خفاءا لهن بأني اشتهاء
يذيب الحجر
ومما ترقرقت روحي
توهموا نهرا جديدا بأرض العراق
-الزرازير والقبرات-
وزقزقن حقا وشكا
ودوخن بالزقزقات الشجر
وينشر أحلى مظلاته الليل
سترا على عاشقين
وعريا بغمز النجوم
فان بالغ العري
غطى الظلام
على نصف بحر القمر
أرجحتني على الكون أمي كحلم النوارس
فالتبس الله عندي
بكل البشر.


للصبايا روين الجرار
بدجلة أشياء لا ترتوي
مثلما يعطش الليل
أوذئبة جامعت نفسها
بانتصاب العبق
يضرب النهر ما بين أفخادهن
ويأخذ أرثاغهن تموج الى الروح
يشحنها بالغرق
ربما استغفرت لي رعونةغطسي الطفولي
أظهر من تحت أثوابهن
أرى قبة الكون مقلوبة
فاضعنا الشبق
فوق مئدنتين من الطلع
قد ضكتا
فاشرأب الفلق
آه لو أنني قد بقيت على الغطس
يولد وجهي بتلك الخيام الصغيرة
فوق المياه
يرجرجني رجهن
ويبعث في أنيس القلق

عالم أخذته المياه
وأطفأ شمعاته في هدوء
مضى في ظلام السنين
وما زلت أجري على ضفة النهر
أتبعه
قدماي ضباب
وقد أوشك الفجر
والتبس الله عندي
بطيب الحبق
كيف لا يولد الناس في الرافدين سكارى
وكل الذي في العراق
يقطر منه العرق.


* يقطر: بضم الياء وفتح القاف

-وما زلت أجري على ضفة النهر..هذا هو مظفر وهذا هو شعره فاستفسروا نابذيه من أهل الحداثة الشعرية واستفسروا المتنطعين الذين يشككون في انتمائه للنهر العظيم نهر العراق الخالد.


ـــــ محمد نور الدين بن خديجة ـــ المغرب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس