الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اقتربت النار من دمشق

حسين عبدالله نورالدين

2006 / 9 / 15
الارهاب, الحرب والسلام


هل كانت مفاجأة كبيرة أن وقع عمل إرهابي في العاصمة السورية؟ في الواقع ليست مفاجأة لان الأرض السورية تعج بالإرهابيين الذين يتدربون للتوجه إلى العراق لتنفيذ أعمال إرهابية. فالعراق يقول أن معظم الإرهابيين الذين يقومون بالإرهاب على الأراضي العراقية تدربوا في سورية وجاؤا منها.

ويبدو الآن أن نار الإرهاب اقتربت من الحكم السوري ونقول اللهم لا شماتة وان السحر قد ينقلب على الساحر. الحكومة السورية التي هددت بكشف قواعد القاعدة في لبنان وسلمت العديد من الإرهابيين للأميركيين باتت مهددة من القاعدة. فالمجموعة الإرهابية التي نفذت عمليتها في دمشق كانت جماعة إرهابية تكفيرية وهي بهذا لا تبعد كثيرا عن فكر القاعدة وأسلوبها.

المهم الآن ماذا سيقول مؤيدو الإرهاب في العراق الذين ينعمون بالهدوء في لبنان والأردن ومصر؟ هل سيسمون هذا العمل بأنه إرهاب أم مقاومة؟ فقد اعتاد هؤلاء دون أن نسميهم بالاسم أن ينعتوا الأعمال الإرهابية في العراق التي يقتل فيها عراقيون شيعة وغير شيعة بأنها عمليات مقاومة ضد الأميركيين. الآن وفي دمشق كانت العملية الإرهابية مباشرة ضد السفارة الاميركية وهي رمز السيادة الاميركية. بماذا سنصف هذه العملية؟

بطبيعة الحال السلطات السورية وصفت العملية بأنها إرهابية. وكذلك كل عاقل يسفها بأنها إرهابية لأنها كذلك بماذا سيصفها أبطال الانتصار الاستراتيجي ورواد التصفيق والتطبيل للإرهاب؟ ماذا سيقول أولئك الذين تنطحوا للتعليق على العمل الإرهابي الذي وقع في عمان في الأسبوع الماضي عند المدرج الروماني؟ لقد تباروا لإظهار ذلك العمل بأنه عمل فردي معزول لا علاقة له بالإرهاب. ثم اخذوا يتناولون ما يسمونه الاحتقان الداخلي مطالبين بمزيد من الحريات ومؤكدين أن التعامل مع الإرهاب لا يتم بصورة أمنية فقط.

هذا كلام جميل على راسي. ماذا سيقولون الآن عن العملية التي وقعت في دمشق؟ هل يجرؤون على القول إنها نتيجة احتقان داخلي وان الشعب السوري يعاني من الكبت والقمع وانه بحاجة إلى تنفيس سياسي؟ أصحاب الأعمدة في الصحف الأردنية الذين يتباهون بتأييدهم للإرهاب في العراق ويصفونه بأنه مقاومة مطالبون بان يجيبوا بصراحة: كيف يصفون هذا العمل؟ هذا العمل شبيه جدا بما يجري في العراق سواء من حيث الطريقة أو الأسلوب أو الهدف. فهل هذا عمل بطولي للمقاومة أم انه عمل إرهابي؟ فان كان هذا عمل إرهابي فان ما يجري في العراق أعمال إرهابية. وان كان ما يجري في العراق أعمال مقاومة بطولية فان هذا الذي جرى في دمشق عمل بطولي ومقاومة مشروعة.

عندما وقعت تفجيرات إرهابية في الفنادق الأردنية خجلت الأصوات الصحفية المأجورة ولم تستطع سوى أن تصف ما جرى بأنه إرهاب. لكنها ورفعت صوتها مبررة وشارحة ومفسرة. أولئك الذين برروا التفجيرات لأسباب داخلية ماذا سيقولون الآن عن عملية دمشق؟ والذين فسروها لقربها من السفارة الإسرائيلية هل سيقولون أن هدف عملية دمشق قريب من السفارة الإسرائيلية في عمان بمسافة مئتي كيلومتر؟

غريب أمر المعلقين في الصحافة العربية، فهم أما متعامين عن الحقيقة أو أنهم مأجورين. وان كنت لا أحب هذه الكلمة وأفضل عليها كلمة جاهلين. تجد شخصيات تحسب نفسها كبيرة وصحفيون يعتبرون أنفسهم من أعمدة الصحافة العربية لكنهم يتعامون عن الحقائق أو يقفزون عنها.

سمعنا كثيرين ممن يرفعون لواء الصوت العالي في النقد الفارغ وأيديهم ملوثة بكوبونات النفط الصدامي يبررون أي عمل إرهابي يقع في الأردن ويدافعون صراحة عن الأعمال الإرهابية في العراق، الآن جاء الوقت ليقولوا قولهم لو كان لديهم قول: هل عملة دمشق مبررة أم غير مبررة؟ لماذا فقط الإرهاب إذا وقع في الأردن يجدون له التبرير والتفسير والشرح وإذا وقع في دمشق يسارعون لترديد المقولة الرسمية مهما كانت؟ حان الوقت لصحوة ضمير عند الكتاب والصحفيين ليروا الحق حقا ويرزقون أتباعه، ويروا الباطل باطلا ويرزقون اجتنابه. فهل ستكون هناك صحوة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مكافآت سخية للمنتخب العراقي بعد تأهله لأولمبياد باريس 2024|


.. عقاب غير متوقع من محمود لجلال بعد خسارة التحدي ????




.. مرسيليا تستقبل الشعلة الأولمبية لألعاب باريس 2024 قادمة من ا


.. الجيش الأمريكي يعلن إنجاز بناء الميناء العائم قبالة غزة.. وب




.. البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025