الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن قراءات الصيف

هدى توفيق

2022 / 5 / 21
الادب والفن


عن قراءات الصيف :
بالنسبة لي الصيف فعلاً يفرض علي شئ خاص من هذا النوع بجوه الحار ، وأقصد بهذا كيفية خاصة عن القراءة ، ولكن ليس نوعية القراءة أن تكون خفيفة أو ترويحية ، لأني أعتقد أنه لا يوجد قراءة خفيفة أو ترويحية في ممارسة فعل القراءة ، ولأني صراحة أقرأ من خلال برنامج يخص ترتيب أفكاري، ويحدد طبيعة المشروع الإبداعي القادم بوجه عام .
يعني إلى حد كبير ، وأحاول أن ألتزم به بقدر الإمكان ، هذا بالإضافة إلى متابعة إنتاج الأصدقاء الأدبي ؛ الذي أستطيع الحصول عليه من المشهد الثقافي إلى حد ما ، لكن هذا أيضًا يخف في الصيف ، وتقل ساعات القراءة معي ، وظهور سبب صحي يخصني ، وهو حساسية الصيف المرهقة التي تزول بانتهاء موسم الصيف فقط ، لكن بالطبع برنامج القراءة لا يتغير ، ومعيار انتقاء الكتب ليس له ارتباط بخفته أو ثقله في الصيف ، أو بقية فصول العام هو واحد ، حسب الذائقة بالطبع ، ولعدة سنوات مع كل موسم صيفي ، تضايقت جدًا من هذا التعامل في فصل الصيف بشكل خاص ، وخاصة أنني لا أستطيع الكتابة بانتظام بسبب الجو ، والحساسية ، ووصلت معي في بعض الأحيان إلى الشعور بالإكتئاب لشعوري أني مكبلة ، وأسيرة هذا الفصل الموسمي عن بقية فصول العام ، وعندما أتذكر أنه قادم بداية من شهر مايو أتجهم ، وأحزن لأني سأتألم ، ولأني لن أكتب كما أريد ، وسأكتفي بفعل القراءة ، وهذا أيضا قليل نسبيا عن بقية فصول العام ، لكن بدأت أنظر للأمر برؤى أخرى ، وهو الراحة الإجبارية من أجل التأمل والتفكير الطويل ، وضرورة الالتزام الصحي بالقانون الجديد ، غير الكسل والاسترخاء المفروض علي ، و سألت نفسي : لم لا تتغير الفكرة من ضيق إلى وجهة نظر أفضل ؟!، أقبلها أو أرفضها حتى أتصالح أو أتعارك مع الطبيعة ، وأن أحاول أن أبحث خلف الأفكار، وخلف البشر، ونحن نتلهى طويلا وكثيرًا من كثرة انشغالنا عن تمحص ورؤية الأشياء والأشخاص ، لتتحول الفكرة الطبيعية من ضد إلى ليس اتفاقًا بالمعنى التام ، فالألم لا يتغير ؛ وإنما لحوار داخلي بيني وبين الطبيعة ، وهذه الحالة القسرية عند قدوم فصل الصيف في حياتي ، أحيانا يحدث الالهام بأشياء خارج ما نتمناه ، حتى ولو كانت في حقيقتها غير جيدة لنا ، لكننا دوما لا بد أن نتعامل معها حتى لو كانت مصدر شقاء وألم في الماضي ، والحاضر ، والمستقبل ، فساعات الانتظار لشهور طويلة ، دون كتابة مستمرة أو منظمة ، هو أصبح شئ جيد لي الآن ، أن تنظر لسقف غرفتك ، أن تشاهد التليفزين ببلاهة ، أن تأتي الأفكار المختبئة ، أن تتذكر الماضي ، أن تتخيل مدى معاناة الآخرين الذين يعانون أكثر منك من شدة المرض أو اليأس أو الحيرة ، فكلها أجواء مرضية سواء جسدية أو نفسية ، وأنت بهذه المعاناة لا شئ أمام ما يعانوه ليس في فصل الصيف فقط ، وإنما طوال العام ، وربما سنوات ، أكثر ما يقربني ويخرجني من هذه الحالة هو سماع الشعر وقرائته ، وخاصة الشعر القديم. غير النثر والحديث منه يعطيني احساس بالحياة والوجود ، وأنا أشعر بهذه الزمتة ألا أمارس أفعال القراءة والكتابة يوميًا ، وبانتظام. بل هو أشد تهميش وهجر للحياة التي أحب أن تسير على هذا النهج ، فألجا لإبداع الأصدقاء ؛ بقراءة الأشعار، وسماع الموسيقى دومًا، وهما يبثا داخلي طعم أفضل للحياة والتناغم ، بينما أنا خارج الحياة من وجهة نظري ، أما ما يُطرح من قراءات للصيف فهذا بالطبع ليس مرتبط بقاعدة عامة أو روشتة قرائية ، فنحن ندرك طبعا أن عالم النت ، والتواصل الاجتماعي أجهزت إلى حد كبير على القراءة المعرفية العميقة ، وهذا أعتبره من مساوئ الحياة العصرية للبعض ، و حتى لا نكون على خطا كامل ، كما لكل شئ مساوئه ، له مميزاته أيضا ، والمتمعن يختار المفيد والمميز من استخدام تكنولوجيا العالم الجديد ، ومدى توفره ، وسهولة وتنوع الحصول على ما نريد بمجرد النقر على عدة أزار ، والتحميل السهل دون جهد أو تكلفة عالية ، وهذا مفيد بل مدهش جدًا للباحثين والراغبين عن حق للمعرفة والتثقيف ، والتواصل مع أبناء جنسنا من مختلف البلاد ؛ من خلال شاشات افتراضية تخلق نوع من الثراء المعرفي ، والإبداعي أيضًا .
18/ 7/ 2019م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا