الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكياس الدم وأكياس الاسمنت

حسين التميمي

2006 / 9 / 16
كتابات ساخرة


لا أعلم ماهو سعر كيس الاسمنت (وهو مملوء بمادة الاسمنت) الآن ، لكنني على ثقة بأنه مهما ارتفع فلن يبلغ (في السوق السوداء أو غيرها) ما بلغه كيس الدم وهو فارغ !! نعم .. فكيس الدم الفارغ يباع الآن من قبل المستشفيات الأهلية بمبلغ (50) ألف دينار او أكثر بقليل أحيانا ، لكن المفارقة ان المواطن الذي يشتري كيس اسمنت مملوء سيتمكن من استخدامه في ترميم ما أحدثته عبوة ناسفة أو قذيفة هاون ظلت طريقها ، لكن ان هو ذهب الى مستشفى عام وأراد ان يرمم جسد أخ له ، ينزف من اثر عبوة او سيارة مفخخة او اطلاقات نارية ، فعليه ان يختصر الطريق ويذهب الى اقرب مستشفى اهلية لشراء كيس دم فارغ ومن ثم الذهاب الى المستشفى الحكومي لنجدة المصاب واذا ماكان حظ هذا الشخص وحظ مريضه سيء جدا فسيصادف - بعد حصوله على الكيس وبعد وصوله المستشفى بالسرعة المناسبة – طبيبا ملتزما باللوائح والقوانين ، وسيرفض هذا الطبيب استلام الكيس وسيرد بهدوء ورباطة جأش على كل اعتراضات المواطن بأن هذا ليس من واجبه وبانه ملزم بعدم استلام أي كيس من خارج المستشفى بدعوى انه يمكن ان يكون ملوثا .. طيب اذا كنتم تخافون الى هذه الدرجة على صحة المريض من الفايروسات فلماذا لاتوفرون انتم اكياس الدم ويكون الجواب : بأننا لم نزود بأكياس الدم لأن اللجنة المكلفة بفحص الأكياس (في بغداد) لم تكن لجنة نزيهة وتم استبدالها بأخرى لكنها اثبتت فشلها والثالثة أيضا فعلت فعل من سبقوها ، بمعنى ان تلك اللجان كانت تدعي بأن الاكياس ملوثة او تقوم بحيلة ما ثم تباع تلك الأكياس على المستشفيات الأهلية بأضعاف سعرها ، واللجان تربح والمسؤولين ممن يتسنمون مناصب رفيعة المستوى في الوزارة يربحون فيما المواطن يخسر .. يخسر باستمرار اشياء كثيرة وتكون حياته مادة أورقم يضاف الى تلك الخسائر !! يحدث كل هذا وتناقش كل هذه الأمور فيما المريض ينزف آخر قطرات دمه حتى يفارق الحياة ، وهذا ليس من بنات خيال الكاتب انما حدث لأكثر من مرة وكان آخرها وفاة ستة جرحى في مستشفى عام بعقوبة على مرأى ومسمع من الطبيب وذوو الضحايا !! لكن للأمانة نقول ان ثمة طبيب لم يلتزم بتلك اللوائح وتم تهديده من قبل المسؤولين في الوزارة بإحالته الى مجلس تحقيقي فرضي بأن يحال إلى التحقيق شرط أن يكون الثمن إنقاذ أرواح بعض الجرحى .
وعود الى موضوع أكياس الاسمنت نقول ان السادة المسؤولين في ديالى قد استطاعوا حسم موضوع مادة الاسمنت واصلاح ذات البين بين الاخوة المستفيدين من الاتجار بهذه المادة ، فضلا عن حسم كافة التقاطعات التي حدثت بين السادة المسؤولين في هذا المجال وانساب الأسمنت ليغطي الكثير من المسامات في الكثير من الكروش ، لكن وللأسف الشديد لم يتصد أي مسؤول لموضوع الأكياس الأخرى ،وسبق وأن عرفنا القارئ الكريم (اللبيب) بالفرق بين أكياس الدم وأكياس الاسمنت لكن يبدو ان السادة المسؤولين لا علم لهم الا بما يتصل بالاكياس التي ترمم الحجر ، فهل سيحاول المواطن ان يتحول الى حجر كي يلفت عناية المسؤول الى نزيفه الذي لايتوقف !!










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب