الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المال السياسي في مواجهة صعود اليسار الامريكي

رشيد غويلب

2022 / 5 / 24
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


يمتاز الصراع السياسي في الولايات المتحدة الامريكية في الأشهر التي تسبق انتخابات تجديد نصف الكونغرس في تشرين الثاني المقبل، بحملة منظمة يقودها رأس المال واللوبي الإسرائيلي ضد المرشحين اليساريين والتقدميين في الحزب الديمقراطي. ويجري تنظيم هذه الحملة من قبل العديد من مجموعات الضغط التي يطلق عليها “سوبر باك” (مجموعات الضغط المظلمة)، التي لا يجري الكشف عن ثرواتها، كما هو الحال مع مجموعة “الأغلبية الديمقراطية لإسرائيل”. تقوم هذه المجموعات بإغراق الانتخابات التمهيدية في الحزب الديمقراطي في 12 دائرة بملايين الدولارات، وتدعم مرشحي الجناح اليميني في الحزب، وتنظم حملة إعلانات تلفزيونية مؤثرة لمنع المرشحين اليساريين والتقدميين من الفوز في الانتخابات التمهيدية، ومن ثم الحصول على مقعد في الكونغرس الأمريكي، وبالتالي يوقفون عمليات تعزيز حضور اليسار.
تم تجريب هذا الاسلوب في الانتخابات التمهيدية في دائرة أوهايو حيث خسرت المناضلة السوداء نينا تورنر، مديرة حملة لبيرني ساندرز السابقة، على الرغم من تقدمها في استطلاعات الرأي، في دائرة يصوت 80 في المائة من ناخبيها لصالح الحزب الديمقراطي. لقد نشرت مجموعات اللوبي إعلانات تصور تيرنر على أنها غير موالية للرئيس بايدن، وتم توظيف تصريحات هذا المرشحة اليسارية المؤيدة للشعب الفلسطيني، ولكن المراقبين يؤكدون، ان الحملة المضادة استهدفت أساسا مشروع المرشحة اليسارية الداعي لتعزيز دولة الرفاه. لقد حققت حملة المال أهدافها، ولم تستطع نينا تورنر الوصول الى الكونغرس في انتخابات أيار الفائت. والآن نجحت هذه الحملة المضادة والتي تعتمد وسائل بذيئة كسيناريو إعلانات جنسية ضد المرشحات اليساريات، في دائرتين انتخابيتين في ولاية كارولينا الشمالية، كانت ضحيتها اليساريتان ندى علام و إيريكا سميث.
تعاد التجربة في العديد من الدوائر الانتخابية التي يهيمن عليها الديمقراطيون في جميع أنحاء البلاد، حيثما يقترب المرشح اليساري في الانتخابات التمهيدية الحزبية من بطاقة المرور الى الكونغرس في انتخابات تشرين الثاني المقبل. ومنذ الفوز المفاجئ لاكسندرا اوكسايو كورتيزه في عام 2018، يعمل يسار الحزب الديمقراطي على تعزيز مواقعه بواسطة الانتخابات التمهيدية في الدوائر الانتخابية التي يهيمن عليها الديمقراطيون. والآن يضخ رأس المال ملايين الدولارات في حملات انتخابية، تتلقى في الحالات الاعتيادية، تبرعات لا تتجاوز نصف مليون دولار. ويهدد تدفق المال السياسي غير المحدود بوقف التقدم البطيء لليساريين والتقدميين في الحزب الديمقراطي. لقد تعززت لديهم تجربة جمع التبرعات من الأوساط الشعبية في السنوات الأخيرة، إلا أنهم يواجهون خطر الغرق في بحر الملايين و”الإعلانات السلبية”. على سبيل المثال، حدث هذا في دائرة بنسلفانيا 12، حيث تتقدم المرشحة التقدمية السوداء سمر لي، حتى الثلاثاء الفائت، بصعوبة وبفارق ألف صوت فقط.
ووفق استطلاع أجرته منظمة “اميلي لست” النسوية بداية نيسان الفائت، تقدمت سمر لي أربع مرشحات اخريات بنسبة 38 في المائة. وسبق لها ان فازت بعضوية برلمان الولاية في عام 2018، بدعم من الاشتراكيين الديمقراطيين في أمريكا. وتسعى اليسارية السوداء الى الضغط من أجل صفقة خضراء جديدة، وإقرار الرعاية الصحية للجميع، والتعليم المجاني الممول اتحاديا. ويتم دعمها، من قبل منظمة الحقوقيين الديمقراطيين، والمنظمات المدافعة عن البيئة ونقابة الخدمات والكتلة اليسارية في الكونغرس المحيطة بإلكسندرا أوكاسيو كورتيز، وبيرني ساندرز..
وتعليقا على ما يجري قال النائب اليساري بيرني ساندرز: ان “قصة الانتخابات التمهيدية هذه تتلخص في كيف ينفق المليارديرات ملايين الدولارات، عبر مجموعات الضغط لمحاربة التقدميين”. إن هذه المجموعات ستدعم الديمقراطيين والجمهوريين المؤيدين لإسرائيل، بما في ذلك أعضاء الكونغرس الجمهوريين المناهضين للديمقراطية الذين رفضوا التصديق على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية. وشدد ساندرز على ان “الأهم من ذلك أنهم يقفون مع المليارديرات الذين يريدون نظام حزبين موحد لدعم الشركات الكبرى والأثرياء”.
وتركز حملة الإعلانات الداعمة للجناح اليميني، والموجهة ضد الجناح اليساري على اتهامات مثل عدم فعالية النواب التقدميين في نشاط السلطة التشريعية، وهم ليسوا ديمقراطيين حقيقيين، ولا يوالون الرئيس بايدن. وفي لقاء تلفزيوني أعلنت سمر لي: “نحن كديمقراطيين علينا أن نقرر ما إذا كنا نريد أن نكون حزب رجال الأعمال أو حزبا للطبقة العاملة”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا