الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنتخابات العراقية واللبنانية ونتائج الأحزاب الحاكمة

طاهر مسلم البكاء

2022 / 5 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


تبدو الصورة متشابهة في كلا البلدين ،رغم اختلاف موارد كل منهم ، فأن الحالة الأقتصادية والأمنية المتردية ،جعلت الغضب الشعبي تجاه ساسة الطبقة الحاكمة في كليهما متشابه الى حد بعيد .
- الفساد الذي وصم الطبقات الحاكمة .
- غياب الأنجازات على صعيد الواقع الحياتي والخدمي .
- انتشار البطالة والفقر وأهمال الشباب .
- غياب العدالة .
- اصرار الحكام على انتهاج نفس السيرة المشبوهة،والتمسك برجالاتهم رغم فسادهم البائن وتفضيل مصالحهم الشخصية على المصلحة العامة .
كل هذا وغيره خَلق َ نفور وكره لدى عامة الناس لهذه الطبقات الحاكمة ،وجعل الناس تبحث عن بدائل حتى ولو لم تكن موثوقة أو غير معروفة التوجه والدعم .
تشابه نظم الدولة ولد نفس الأمراض المجتمعية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ان ماحصل للعراق بعد العام 2003 من أحتلال وتدمير للبنى التحتية ،جعلت أمره بيد المحتل الذي كان ينشد تنفيذ أغراضه وأجنداته وتثبيت مصالحه على حساب مصالح شعب العراق ،لذا فأن ماوضع من دستور هش وملغوم كان الشريحة التي حملت نتائج استشراء الفساد وبروز الطفيليين وتغييب الكفاءات وأهمال طبقات المجتمع المهمة كالشباب والمثقفين وأصحاب الكفاءات وحملت الشهادات الرصينة ،وحلت محل كل ذلك طبقات كان كل همها الربح المادي الشخصي أو الحزبي ،بحيث ان الثروات الهائلة التي تحصل عليها العراق خلال الفترات بين 2003 والأعوام الأخيرة الحالية ،قد ضاعت هباء وسرقت في جيوب المتنفذين وأصبح جل مايحلم به ابن البلد هو وظيفة يعيش منها هو وعائلته ،بعد ان دمر القطاعين العام والخاص .
- لقد قدم فرسان العملية السياسية العراقية الحالية الذين سيطروا على مقاليد الامور بعد عام 2003، اسوأ مثل الحكم لدولة في التاريخ الحديث،واسائوا استخدام الموارد العراقية الهائلة ،المعروفة على مستوى العالم ؟
- فقد رتبوا مرتبات وأمتيازات لأنفسهم غير موجود مثيل لها في العالم ،فعندما يُقال او يستقيل الوزير ،يعود نائبا في البرلمان،او يحول الى مناصب مهمة أخرى وقد يصبح ممثلا ً للعراق في الخارج ،وبالمقابل تفننوا في ايذاء الناس فالموظف يحال في سن الستين على التقاعد لكي يكون راتبه منقوصا ً!
- اهملت الزراعة والصناعة والسياحة وكل موارد العراق الأخرى ،واصبح البلد يعتمد على مورد النفط فقط ،ويشتري كل حاجاته من الخارج .
- يوظف البرلماني لاربعة سنوات أو أقل ،وبعدها يستلم راتب تقاعدي مدى الحياة ومابعد الممات ،كما انه يستقر خارج العراق ولايسمع عنه شيئا يزعج فؤاده .
- غابت الثقة بين الشعب والحكومات،فالسياسي ورجل الدين, استمروا يضحكون على الشعب بوعود معسولة بينمايسرقونه في وضح النهار .
- دعوات الأنفصال قائمة على قدم وساق رغم ان دعاة الأنفصال يعيشون على خيرات الشعب المنهوبة ،وتمتلئ بطونهم بها الى حد التخمة .
المظاهرات كانت مستمرة دون فائدة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كانت المظاهرات التي شرعت بأسم الديمقراطية مستمرة بسبب الفقر وغياب العدالة واختفاء الخدمات العامة وغياب المنطق ،غير ان لا أحد من الساسة كان يلتفت الى مايدور في أروقة الحياة العامة للناس ،وكان الساسة منشغلين بقوة في التسابق بالمغانم والمكاسب المالية وسرقة الأموال العامة وتخريب المؤسسات والتوقف بالحياة عند أرباحهم ومغانم تجارتهم ،فقد تنافسوا على الأستيلاء على الأملاك العامة وبناء المولات والبانزينخانات ومراكز التجارة والصيرفات والمدارس والمستشفيات الأهلية ،دون ان يرى الناس معلما ً معماريا ً أو خدميا ً عاما ً يكون قد بني خلال هذه الفترة المشؤومة .
انتفاضة تشرين ولدت في ضمير الشعب قبل ان تسرق :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وبرزت انتفاضة كبرى للشعب تفوق سابقاتها ، وهزت ضمائر الساسة وجعلتهم ينزون في جانب مظلم ضيق ، وكان الناس يناصرون المنتفضين أملا ً في ان يبزغ فجر جديد ،غير ان التدخلات الطفيلية الخارجية والداخلية و بمختلف المصالح والأهواء، جعلت من انتفاضة تشرين أمرا ً عاديا ً تجاوزته أحزاب السلطة كلا ً بطريقته الخاصة ،كما ان تغلغل الأنتهازيين والمبتزيين بين صفوف الثوار أفقد تشرين بريقها وجعل نتائجها هامشية لم ترقى الى تصدر القرار وتعديل الأعوجاج .
الأصرار على الفساد قمة الفساد :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقد زاد تهرء البلاد وانتشرت فيها الفوضى وكانت حكومة تصريف الأعمال تشجع ماتلى ذلك من غلق الشوارع وحرق الأطارات واغلاق المؤسسات ودوائر الدولة وغياب هيبة الأجهزة الأمنية ، فالمجموعة التي تغلق الدوائر والشوارع والجسور تكافئ بتعين افرادها في مؤسسات الدولة ،أما أصحابهم من نفس الدفعة وسنة التخرج الذين لم يستسيغوا هذه الأفعال فلا يشملهم امر التعيين ،وهكذا شرع حرق وقطع الشوارع والجسور واغلاق المؤسسات !
ماتلى تشرين اسوء مماقبلها :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رغم مئات الشهداء والجرحى وتوقف الحياة العامة، لم يجني الشعب ثمار انتفاضة تشرين ،فقد عوقب بغياب الأمن والفوضى العامة وارتفاع سعر صرف الدينار امام الدولار وارتفاع اسعار المواد الغذائية والكمالية الأخرى ،كما ان الأنتخابات التي جرت بعد تشرين لاتزال لم تولد منها حكومة تدير البلاد، ويعيش العراق اليوم انسداد سياسي يقف المواطن ازاءه مشدوها ً ويائسا ً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة و17 دولة تطالب حماس بإطلاق سراح الرهائن الإ


.. انتشال نحو 400 جثة من ثلاث مقابر جماعية في خان يونس بغزة




.. الجيش الإسرائيلي يعلن قصف 30 هدفا لحماس في رفح • فرانس 24


.. كلاسيكو العين والوحدة نهائي غير ومباراة غير




.. وفد مصري يزور إسرائيل في مسعى لإنجاح مفاوضات التهدئة وصفقة ا