الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغييرات الديموغرافية هي المحطة النهائية لمستقبل الريف والزراعة في العراق التي سيتسبب بها التغيير المناخي وسوء إدارة الملف المائي في العراق.؟

رمضان حمزة محمد
باحث

2022 / 5 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


تجتاح منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظاهرة التغير المناخي وتبدو آثار تغير المناخ واضحة وملموسة وخاصة في العراق كون هذه الظاهرة المناخية جاءت بموسمين من الجفاف وقلة في الهطولات المطرية وكذلك متزامنة مع تحكم دول الجوار الجغرافي للعراق كلُ من تركيا وايران بحصص العراق المائية مما تعرض العراق الى إجهاد مائي لم يسبق أن وصل اليه البلد وخاصة عندما قامت الجارة الشرقية إيران بقطع المياه تماماً من نهر سيروان "ديالى" واصبح التصريف الصفرى سمُة النهر ، مما افقد التربة وطبقات الجو الرطوبة وأدى بالنتيجة الى جفاف بحيرة سد حمرين، كل هذا أدى وسيؤدي في المستقبل الى تفافقم النزاعات بين المزارعين على حصص المياه الشحيحة والملوثة ايضاً وفي النهاية يكون النزوح عن الأرض وترك البساتين بوراً مما يساعد في زيادة تدهور الترب الزراعية وبالتالي تكون زيادة في عدد وشدة العواصف الغبارية التي تعصف بالعراق . هذه الأزمات المائية أزمة المتمثلة في شح المياه ولحقتها العواصف الغبارية، اضافت العبء الكبير وبشكل مباشر على المواطن العراقي، وفي هذه المرة تحديدا على الفلاحين والأراضي الزراعية. وهجرة هذه الاراضي الى حيث الماء والكلأء حيث كانت الحالة السائدة لدى البدو في الترحال للبحث عن مصادر العيش ولكن هذه الحالة تختلف تماما عن حالات البدو لان الهجرة من الريف الى الحواضر المدن سيكون سبب في تغير ديمغرافي خطير وزيادة في نسب البطالة وتزايد في نسب الجرائم وتدنى المستوى الاقتصادي وتفشي الفقر والجهل وما الى ذلك من المعوقات في سبيل استمرار عجلة التنمية وبالتالي سيادة الفوضى على سيادة القانون ولتؤدي الى فقدان الدولة لبوصلة التطور والتنمية ودون اتخاذ إجراءات ملموسة، ستؤدي القيود التي يعاني منها قطاع المياه لخسائر كبيرة عبر قطاعات متعددة من الاقتصاد، وستؤثر على المزيد من الفئات الأكثر احتياجا بين العراقيين.
أن أزمة المياه هي المحور والأساس إضافة الى عوامل أخرى كلها ستسهم بشكل واضح وملموس بزحف كبير من الريف نحو حواضر المدن.. في ظل غياب تام للإستراتيجيات والسياسات المائية الرشيدة المائية خصوصا عندما بلغت إيرادات العراق الكلية من المياه عام 2019 بحدود 100 مليار متر مكعب فلم تستغل بالشكل الأمثل. بل ذهبت هدراً الى البحر.
إن الحكومات العراقية المتعاقبة وخاصة بعد العام 2003 لم تراعي سياسات ناجحة لاستغلال الوفرات المائية من خلال إنشاء مخزون استراتيجي للمياه عن طريق السدود والخزانات وتأهيل مملحة الثرثار ليكون العمود الفقري لخزين العراق الإستراتيجي. من خلال إدارة ملف مهم يمس الأمن المائي والغذائي للعراقيين.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات إسرائيلية ومؤشرات على تصعيد محتمل مع حزب الله | #غ


.. سائق بن غفير يتجاوز إشارة حمراء ما تسبب بحادث أدى إلى إصابة




.. قراءة عسكرية.. المنطقة الوسطى من قطاع غزة تتعرض لأحزمة نارية


.. السيارات الكهربائية تفجر حربا جديدة بين الصين والغرب




.. طلاب أميركيون للعربية: نحن هنا لدعم فلسطين وغزة