الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبل الصفيح – جونتر جراس

محمد زكريا توفيق

2022 / 5 / 25
الادب والفن


من هو جونتر جراس؟

ولد جونتر جراس في 16 أكتوبر عام 1927، في دانزيج، جدانسك الآن، بولندا. كان والده ألمانيا. ووالدته كاشوبيان (مجموعة عرقية في شمال بولندا، وواحدة من الأقليات السلافية).

عندما كان صبيا انضم إلى شباب هتلر، وهي مجموعة يديرها الحزب النازي. وكان الغرض منها هو تلقين الأطفال وجهات نظر الحزب ومواقفه. عندما كان عمره 15 عاما، حاول جراس التطوع للخدمة في غواصات النازي، ولكن تم رفضه. في سن 17، تم تجنيده وإرساله للتدريب في "فافن إس إس"، الفرع العسكري للحزب النازي، الذي كان يُخشى منه كثيرا. أصيب وأسر من قبل القوات الأمريكية واحتجز كأسير حرب من أبريل 1945 إلى عام 1946.

في عام 1955، انضم جراس إلى مجموعة من الكتاب الناشطين الاجتماعيين، تسمى مجموعة 47، ونشر من خلالها الشعر والمسرحيات. قضى النصف الأخير من 1950s في باريس، حيث عمل كنحات وكاتب وفنان جرافيك.

في عام 1959 نشر جراس روايته الأولى "طبل الصفيح" بالألمانية. لاقت استحسانا واسعا، وكانت الأولى في "ثلاثية دانزيج". العمل الثاني في الثلاثية، "قط وفار"، نشر عام 1961، وهي رواية عن طفل وحيد مشوه جسديا. نشرت الرواية الثالثة "سنوات الكلب" عام 1963، وتؤرخ للصداقة بين شاب آري وصبي نصف يهودي، خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.


أصبح جراس ناقدا صريحا للشعب الألماني، وعدم قدرته على مقاومة الفاشية والجرائم الناتجة عنها، التي ارتكبها الحزب النازي ضد الإنسانية. إنه كان يمثل جيله، الذي تسبب في صعود هتلر إلى السلطة، ولكنه كان، بسبب صغر سنه، أجهل من أن يفهم آثار هذا التأييد.

بحلول أواخر 1950s، كان الشعب يدرك بشكل متزايد، الاستحالة النفسية للإصلاح، بعد أن ضحى بالكثير خلال حرب خسرها. "رواية طبل الصفيح"، هي رد فعل، ليس فقط للحالة الذهنية الألمانية، ولكن أيضا لما يمكن أن يفعله الفن بعد كارثة وطنية.

يجسد بطل روايته، أوسكار، وجهة نظر الشعب الألماني. في افتقارهم إلى الأخلاق، وعدم القدرة على التغيير، قبل وأثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. فقد تمزق المجتمع بسببها، وانهارت قيم الأسرة، وبلغت الحضيض.

أصبح جراس أيضا ناشطا اجتماعيا بارزا، حيث ضغط من أجل نزع السلاح العالمي، وناضل ضد القمع الحكومي، وخاصة من قبل السوفييت. لم يدعم ألمانيا الموحدة، معتقدا أن الدولة التي خلقت الهولوكوست والشعب الذي سمح بحدوثها، يشكلان خطرا على البشرية. انتقد في الكثير من رواياته ألمانيا بطريقة مباشرة أو مجازية. وألقى باللوم على أمته لعدم تحكمها في جرائمها وعدم التكفير عنها.

فاز جراس بجائزة نوبل في الأدب عام 1999 لكشفه عن الجانب السيء من اللامبالاة الألمانية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة في رواية "طبل الصفيح"، التي وصفتها لجنة نوبل بأنها "أسطورة سوداء".

لم يكشف المؤلف عن خدمته السابقة في "ستوتزستافيل"، وهي منظمة هتلر شبه العسكرية التي يشار إليها عادة باسم "إس إس"، حتى عام 2006، عندما أخبر أحد المحاورين عنها قبل إصدار مذكراته.

تسبب اعترافه هذا في انحياز المجتمع الأدبي ضد أعماله. ونظر بعض النقاد إلى جراس على أنه منافق. وأشاد آخرون بصدقه، وفهموا قوة تأثير الدعاية الألمانية على شباب ألمانيا في ذلك الوقت.

قال جراس إن المرثية على شاهد قبره يجب أن تقرأ "التزمت الصمت"، في إشارة إلى العار الذي ظل يحمله طوال حياته. كان نشاط جراس الاجتماعي والسياسي ورواياته، أسلوبا للتكفير عما اعتبره الفشل الأخلاقي الشخصي لكل ألماني التزم الصمت، خلال الحرب وبعدها، بما في ذلك هو نفسه. توفي جراس في 13 أبريل 2015 في لوبيك بألمانيا.

ملخص الرواية:

كتاب 1

رواية "طبل الصفيح"، هي قصة داخل قصة. يرويها أوسكار ماتزيراث، في صورة مذكرات، كتبها عندما كان نزيلا في مصحة عقلية. كان يعتمد على حارسه، برونو مونستربرج، في الحصول على ما يلزمه من أدوات الكتابة. يحتاج أوسكار إلى انتباه برونو كشاهد على ذنبه.

يسرد أوسكار خطاياه في رواية، هي أشبه ما يكون بسيرة ذاتية. في شكل سلسلة من الأحداث، تبدأ قبل جيلين من ولادته، مع أجداده. جدة أوسكار لأمه، آنا كولجايتشيك، بائعة البطاطس، تخبئ زوج المستقبل، جوزيف. وهو غريب متهم بإشعال الحرائق، تحت تنانيرها الأربعة بينما كانت تطارده الشرطة.

تجد نفسها حاملا، على الأرجح نتيجة لهذا اللقاء. بالرغم من أن علاقة المحارم مع شقيقها، تترك أبوة الطفل موضع شك. أجنيس، والدة أوسكار، هي ابنة آنا. إنها لا تعرف والدها. كما أن أبوة أوسكار غير واضحة أيضا، حيث يمتد نمط سفاح القربى إلى الجيل التالي.

يمكن أن يكون والد أوسكار، هو البقال ألفريد ماتزيراث، زوج أجنيس. أو يكون ابن خالتها، جان برونسكي، الذي تربطها به علاقة جنسية.

تذكر المذكرات ولادة أوسكار وبلوغه سن الرشد. منذ الولادة، لدى أوسكار عقلية الكبار. طفل غريب، قادر على سماع أصوات تتجاوز النطاق الطبيعي للأذن البشرية.

يشارك أوسكار وعائلته ودائرتهم الاجتماعية في شجب العنف العام المتزايد ضد الغرباء، بسبب صعود الرايخ الثالث. عندما بات أوسكار يفهم الرعب النازي المتزايد، بدأ في التمرد ضد العائلة.

في سن الثالثة، يتم إعطاؤه طبلة من الصفيح، وبعد ذلك بوقت قصير، يتعهد باستخدام الطبل للتعبير عما يريد، بدلا من الكلام. كما يقرر تجنب البلوغ، عن طريق السقوط المتعمد، الذي أوقف نموه البدني.

عندما يحاول والداه نزع الطبلة الصفيح منه، يكتشف أوسكار أن صراخه الغاضب يمكن أن يحطم الزجاج. يستخدم أوسكار هذه المقدرة في التلاعب بمن حوله وفرض إرادته خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

فيسمح له بالهروب من المدرسة وإعفائه من المسؤوليات. يهشم زجاج نافذة الفصل وزجاج نظارة المعلمة، فيتسبب ذلك في فصله من المدرسة. ويكمل أوسكار مسيرته التعليمية، على يد سيدة تسكن في الحي. وجد عندها كتابين، أحدهما عنوانه (راسبوتين والنساء)، والآخر كتاب لجوته. وهما كتابان سيعلمانه الأبجدية، مع أشياء أخرى، سوف يستخدمها أوسكار بسرية، مع ادعائه بالجهل.

يحتاج من حين لآخر إلى الاستمرار في استبدال كل طبلة أصابها التلف بأخرى جديدة. يكشف أوسكار عن روحه ومزاجه بقرع الطبلة. في حين يتطور تحطيم الزجاج عن خيارات واعية في التعبير عن عدم رضاه، ومقاومة الوضع الراهن.

والدته، أجنيس، على علاقة غرامية وجنسية مع جان برونسكي، الذي يعرف أوسكار أنه أحد آبائه المحتملين. عندما تصبح أجنيس حاملا، تصاب باكتئاب، وتأكل أسماكا فاسدة، وتصاب بالتسمم وتموت.

بالإضافة إلى هذه الخسارة، يقتل صاحب متجر الألعاب، ماركوس، الذي يمد أوسكار بالطبول الجديدة، في ليلة الكريستال. عندما قاوم القبض عليه من قبل النازيين، الذين قاموا بتدمير متجره بالكامل.

كان رد أوسكار هو أخذ كل الطبول التي يمكن أن يجدها، والركض عائدا إلى ماتزيراث، الذي وجده يدفئ يديه على نار مشتعلة من الكتب المقدسة، أمام كنيسة تحترق.

كتاب 2

يبدأ الكتاب 2 بعد بدء الهجمات النازية على السكان اليهود والبولنديين في دانزيج، ويغطي تجارب أوسكار خلال الحرب العالمية الثانية. لا يستبدل ماتزيراث الأب الرسمي، طبلة أوسكار البالية، لذلك يطلب المساعدة من جان، عشيق الأم وابن خالتها.

يعجز عن إصلاح الطبلة بنفسه، فيأخذ جان أوسكار والطبلة إلى مكتب البريد البولندي، حيث يمكن للبواب إصلاح الطبلة. عندما تعرض المكتب للهجوم من قبل الحرس الوطني النازي، حاول جان الهرب.

ينتهي الأمر بأن يخبر أوسكار الحرس الوطني بمكان جان، عندما كانوا يقومون بتحطيم دفاعات مكتب البريد، ويتم القبض على جان وإطلاق النار عليه مع الناجين الآخرين من الهجوم. كل ما يهم أوسكار، هو الحفاظ على طبلته.

يستأجر ماتزيراث فتاة شابة تدعى ماريا لرعاية المتجر والمساعدة في رعاية أوسكار. يقع أوسكار في حبها، ويبدأ علاقة حميمية معها. يصور الفيلم أحد هذه المشاهد الحميمية، مما جعله محظورا في عدد من الدول.

ماريا، التي كانت في سن المراهقة، لا تمانع من ممارسة الجنس أيضا مع الأب ألفريد. عندما يعود أوسكار إلى المنزل، يشاهد ماريا وألفريد وهما يمارسان الجنس، وقد قاربا لحظة الذروة. وعندما حاول ألفريد التوقف، ارتفع صراخ ماريا وهي ترجوه أن يستمر. أما أوسكار، فقام بالقفز فوق ظهر أبيه لكي يمنعه من التوقف. وهو مشهد، لا يستسيغه الزوق الشرقي.

نتيجة ذلك، هو أن تحمل ماريا وتلد طفلا يسمونه كورت. يعتبره الجميع شقيق أوسكار، لكن أوسكار يعتبره هو ابنه ومن صلبه، ويأمل أن يهديه طبلة حالما يبلغ الثالثة من العمر.

يأخذ أوسكار إحباطه الجنسي إلى فراو، زوجة بائع الخضار الشاذ جنسيا، واسمه جريف. يتلقى جريف استدعاء من المحكمة بسبب شذوذه وانجذابه إلى الأولاد الصغار. فيقوم بشنق نفسه.

ثم يهرب أوسكار مع بيبرا وروسويثا، وهما قزمان لديهما عرض يشبه السيرك، يقدمان عروضه للجنود في الجبهة. يصبح صديقا للفنانين والعريف لانكس، الذي يقتل الراهبات، ويتحدث عن تغليف جرو صغير حي بالخرسانة عند بناء مخبأ.

يصبح أوسكار عشيقا لروزويتا، إلى أن تقتل بقذيفة مدفعية. ينتهي الأمر بأوسكار بالانضمام إلى عصابة شوارع تسمى "الغبار"، ويقنعهم بأنه يسوع. يقتحمون كنيسة في محاولة للحصول على تمثال ليسوع، لأداء معجزة مع طبلة أوسكار. ومع ذلك، يتم القبض عليهم، ويتم إعادة أوسكار إلى المنزل من قبل ماريا وماتزيراث، بعد مثوله أمام المحكمة.

عندما يأخذ الروس دانزيج، يحاول ماتزيراث إخفاء شارة الحزب النازي الخاصة به، لكن أوسكار يسلمها له، بعد أن فتح دبوسها. يبتلعها ماتزيراث ويختنق، ويطلق الروس النار عليه ويقتلونه.

يغتصب الروس فراو جريف، لكنهم يتركون ماريا وحدها ومعها ابنها كورت. ثم يدفن أوسكار طبلته مع جثة ماتزيراث أثناء مراسيم الدفن. في نفس الوقت، يصاب في رأسه بصخرة ألقاها ابنه، كورت، فيبدأ أوسكار في النمو جسديا.

رجل يدعى هير فاجنجولد، يستولي على متجر ماتزيراث، ويسمح لعائلة أوسكار بالعيش في الطابق السفلي. يطلب فاجنجولد من ماريا الزواج، لكنها ترفضه. تغادر ماريا وأوسكار وكورت في سيارة نقل إلى راينلاند، لكي يعيشون مع شقيقة ماريا، جوستي.

إلى هنا ينتهي الفيلم، لكن تستمر الرواية.

كتاب 3

يصبح كورت رجل أعمال صغير، يبيع أحجار الصوان. تبيع ماريا العسل الاصطناعي في السوق السوداء. أوسكار ليس لديه وظيفة ويشعر بالرعب، خاصة لأن ماريا توبخه بسبب ذلك.

يتدرب أوسكار على قطع شواهد القبور، ويساعد العائلة ماليا. عندما تتغير العملة من عملات الرايخ إلى العملات الألمانية، يترك أوسكار العمل بالحجارة حتى لا يكون عالة على أحد.

ثم ينتهي الأمر بأوسكار بالعمل كموديل عاري في مدرسة للفنون مع "أولا"، ملهمة صديقه القديم لانكس، ويكسب من هذه الوظيفة عيشا كريما. ماريا مستاءة من عمله هذا، فيقرر أنه لا يستطيع العيش معها ومع كورت بعد الآن.

يذهب للعيش في شقة بجوار الأخت دوروثيا، وهي ممرضة، ثم يصبح مهووسا بها بما يكفي لاقتحام غرفتها والبحث في محتوياتها، أثناء غيابها. يلتقي أوسكار بكليب، وهو جار مخادع، يطعمه، وينتهي به الأمر بعزف الموسيقى مع أوسكار على الناي.

يحاول أوسكار إغواء دوروثيا لكنه لا يستطيع الأداء. عندما تدرك من هو، تحزم أمتعتها وتغادر غرفتها. إنه مكسور القلب، لكن كليب يعرّفه ب "شول"، عازف الجيتار. ويقوم الاثنان بتشكيل فرقة جاز، يلعبون في ناد يسمى "قبو البصل"، حيث يقطع الناس البصل، للبكاء من أجل التنفيس عما في صدورهم.

يلتقي أوسكار مع لانكس مرة أخرى، ويجد أيضا بيبرا، التي تصبح مروجة حفلاته الموسيقية. أوسكار يجني الكثير من المال كموسيقي جاز، ويصبح مشهورا، ويشتري لماريا أطعمة لذيذة.

ومع ذلك، لا يمكنه إخراج دوروثيا من عقله. يستأجر كلبا يدعى لوكس، الذي يذهب للتنزه معه. فيجد الكلب إصبعا مقطوعا في الحقل حيث قتلت دوروثيا على يد بيت، وهي ممرضة منافسة.

يحتفظ أوسكار بالإصبع، ويلفه في منديل. ثم يصادف رجلا يدعى فيتلار، الذي يجلس في شجرة تفاح، ويصبحان صديقين. يطلب أوسكار من صديقه قاطع الأحجار، أن يضع الإصبع في الجص لصنع قوالب منه.

ثم يضع أوسكار الإصبع في جرة لكي يصلي لها. يحاول إقناع قاض بأنه قتل دوروثيا. يدان أوسكار ويوضع في المصحة العقلية. من المرجح أن يتم إطلاق سراحه، لكن ذكرياته تعذبه، وهو غير متأكد مما سيفعله عندما يخرج.

ملاحظات على الرواية:

كان جراس المؤلف، ناقدا اجتماعيا وناشطا طوال حياته الأدبية، وغالبا ما كان يتعامل مع مواضيع تتعلق بدور ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والهولوكوست.

أعرب عن اعتقاده بأن ألمانيا لم تتعلم الدرس، وأن المواطنين الألمان لا يعترفون بمسؤوليتهم عن صعود النازية وأهوال الهولوكوست. تظهر هذه الموضوعات في روايته.

عادة يتعاطف الجمهور مع البطل، ولكن أوسكار ماتزيراث، أحد الشخصيات الأدبية الأكثر إثارة للجدل في القرن 20th، بالنسبة لقارئ الرواية أو مشاهد الفيلم. فالأحداث تبين أن أوسكار قد لعب دورا رئيسيا في وفاة جميع الأشخاص الثلاثة الذين يشكلون عائلته.

الرجل الذي تسميه السجلات الرسمية والده، ألفريد ماتزيراث، قد اختنق عندما ابتلع شارة العضوية النازية، التي سلمها له ابنه أثناء نزول الجيش الأحمر الروسي إلى منزله. وقتل جان برونسكي، عشيق والدته، برصاص النازيين بعد أن غدر به الصبي الذي قد يكون ابنه البيولوجي. وفي الوقت نفسه، قتلت والدته نفسها بأكل الأسماك الفاسدة، خوفا من أن تكون على وشك إنجاب طفل آخر.

إنها ليست بالضبط إنجازات، تجعلك تشعر بالدفء تجاه أوسكار، وهو طفل يتمتع بخيال حي يرفض أن يكبر عندما يبلغ الثالثة من عمره، ويؤكد على إرادته التي لا تلين من خلال قرع طبل من الصفيح، وتحطيم الزجاج بصراخه عالي النبرة. إنه لا يطاق، ولا أحد يريده كزميل في السكن.

النازية والشعور بالذنب الألماني:

في أجزاء الرواية، يبين المؤلف كيف تمكن النازيون من التسلل إلى المجتمع الألماني وأصبحوا أقوياء، بما يكفي لجعل المواطنين الألمان يرتكبون فظائع كبيرة. الأطفال الذين يجعلون أوسكار يشرب "حساء الطوب" مع الضفادع الحية والبصاق، أصبحوا فيما بعد أعضاء في شباب هتلر وقوات الأمن الخاصة.

لأن حاجتهم إلى تشويه سمعة وتعذيب الضعفاء، كانت موضع تقدير وثناء. كما تم تشجيع المادية بدون عاطفة، لذلك غض المواطنون الألمان الطرف عن قتل الملايين من البولنديين واليهود. أوسكار نفسه يقف متفرجا، بينما يقوم النازيون بتحطيم نافذة متجر ماركوس، وكان رد فعله على رؤية ماركوس ميتا وتدمير المتجر، هو الاستيلاء على طبلتين والهرب إلى الشارع.

يستخدم المؤلف جراس أيضا ذنب أوسكار في التسبب في وفاة كل من "والديه المفترضين"، جان وماتزيراث، لانتقاد الذنب الذي رآه في الألمان أثناء الحرب وبعدها. عندما يلقي أوسكار طبلته في قبر ماتزيراث، يفعل ذلك لأنه يشعر بالذنب، لأنه تسبب في وفاة أقرب الناس إليه.

ثم يقرر أنه بمناسبة دفن ماتزيراث، يجب أن ينمو ويكبر. وينتهي به الأمر إلى النمو بطريقة متقزمة وغير طبيعية، مثل الألمان بعد الحرب، يغذيها الشعور بالذنب الممزوج بالمادية بدون عاطفة.

الحياة الأسرية والمنزل:

في الرواية، حياة أوسكار العائلية طبيعية كما هي في أي وقت مضى. يفكر أوسكار، الذي ولد بدماغ شخص بالغ، في العودة مرة أخرى إلى رحم والدته، ولكن عندما يسمعها تعده بإحضار طبلة من الصفيح، يقرر البقاء في هذا العالم. ومع ذلك، في سن الثالثة، يقرر أنه لا يريد دخول عالم البالغين، ويلقي بنفسه على الدرج، حتى يقع على رأسه فيقف نموه.


على مدى السنوات القليلة المقبلة، يشاهد أوسكار والدته على علاقة واضحة وغير سرية مع ابن خالتها، جان. يعرف والده، ماتزيراث، بهذه العلاقة، لكنه يتجاهلها في الغالب. أوسكار، المقرب من والدته، مقتنع بأن جان قد يكون هو والده بالفعل، لكنه ليس متأكدا تماما. لذلك يشير إلى كل من منهما على أنه والده المحتمل.

العلاقة غير المعلنة، وميل جان وأجنيس لممارسة الجنس أمام أوسكار، يجعل الحياة المنزلية غير مريحة. لم يطور أوسكار أبدا ارتباطا وثيقا بأي من أبويه المحتملين. علاقته بهما أساسها هو قدرتهما على تزويده بطبلة جديدة من الصفيح عند اللزوم.

كما أن أوسكار لا يتمتع بعلاقات صحية مع أي من الشخصيات النسائية في حياته، باستثناء جدته. والدته تنتحر بشكل أساسي في الكتاب 1. فهي لم تكن أبدا راضية عن حياتها، لذا قررت أنها لن تعيش بعد الآن عندما علمت أنها حامل. يقضي أوسكار الكثير من وقته في رعاية الممرضات، لدرجة أنه أصبح مهوسا بهن مدى حياته.

في الرواية أيضا، يحاول إعادة تكوين عائلة، بينما يرقد في السرير في المؤسسة العقلية. لديه علاقة وثيقة مع اثنين من زواره المخلصين، فيتلار وكليب. يعتني به حارسه برونو. بينما تزوره ماريا مع طبلة جديدة وكعك عيد الميلاد.

ليس من المستغرب أنه يخشى الحياة بعد إطلاق سراحه من المؤسسة. إنه يعتبر الزواج أحد الاحتمالات لرجل يبلغ من العمر 30 عاما، على الرغم من أنه يترك لخيال القارئ ما إذا كان بإمكانه إنشاء عائلة خاصة به أم لا.

يتخذ أوسكار قرار النمو الجسدي في الفصل 32، لكنه لا يستطيع أن ينمو عاطفيا حقا حتى يتمكن من مساعدة الآخرين. المشهد في الفصل 42 الذي يساعد فيه الجمهور، هو نقطة تحول مهمة في حياته. على عكس شول، الذي يقتل بقسوة العصافير، يتعلم أوسكار الاهتمام بها، وهي استعارة لقيمة الحياة.

الفيلم، من إخراج فولكر شلوندورف، وبطولة، ديفيد بيننت، يغطي الكتاب 1، والكتاب 2. حائز على جائزة مهرجان كان والأوسكار لعام 1979. ويمكن مشاهدته من هذا الموقع:
https://www.dailymotion.com/video/x6uagxc

الرواية ترجمة حسين المزاني إلى اللغة العربية يمكن تنزيلها من هذا الموقع:
https://foulabook.com/ar/book/طبل-الصفيح-pdf








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغربية نسرين الراضي:مهرجان مالمو إضافة للسينما العربية وفخ


.. بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ




.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع