الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيّة أم الإشتراكيّة ؛ شيوعيون أم إشتراكيّون ؟ في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، - مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 - إنطلاقا من الشيوعية الجديدة

ناظم الماوي

2022 / 5 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


الشيوعيّة أم الإشتراكيّة ؛ شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة

4 - الشيوعيّة أم الإشتراكيّة ؛ شيوعيون أم إشتراكيّون ؟

بداية من إهداء الكتاب ، يتحدّث السيّد محمّد الكحلاوى عن " مبادئ ثورة أكتوبر الإشتراكيّة " و يكرّر ذلك عدّة مرّات مستخدما العبارات ذاتها ( من ذلك ، ص 63 و ص 77 ) أو مرادفات لها أو صيغ شبيهة أو متقاربة في المعنى من مثل " المقولات الإشتراكيّة " في خاتمة الكتاب ، الصفحة 90 على وجه الضبط . إلاّ أنّ اللافت هو أنّ الكاتب لم يتجشّم عناء تحديد ما يقصده بهذه المبادئ و ما هو فحواها و مدى إمكانيّة سحبها على الثورات في بلدان أو أنحاء أخرى من العالم سابقا و راهنا . و أفضل تعبير لديه عن ما تعنيه صيغته تلك ظفرنا به في الصفحة 77 ، عقب تفتيش طويل و جهد جهيد و تفحّص بإمعان للصفحات و الفقرات : " مبادئ ثورة أكتوبر الإشتراكية مثل دكتاتوريّة البروليتاريا و ثورة الطبقة العاملة و الشعوب المضطهدة على البرجوازية و الطبقات الرجعيّة ". هذا كلّ ما جاد به بهذا الشأن .
بإستثناء مصطلح " دكتاتوريّة البروليتاريا " الذى لم يشرحه و لم يبذل أيّ جهد أصلا لتسليط الضوء على الصراعات حوله تاريخيّا و إلى اليوم و هو لعمرى أمر لا أغرب منه في كتاب يتعرّض لمئويّة ثورة أكتوبر الإشتراكية و من كاتب يعدّ نفسه ماركسيّا - لينينيّا ؛ بقيّة الكلام فضفاض للغاية ، عام يتبنّاه الكثيرون حتّى غير الشيوعيّين . و قد أثار هذا الكلام الفضفاض جدالات لا عدّ لها و لا حصر داخل الحركة الشيوعية العالميّة ، من جهة التنظير و من جهة الممارسة أيضا و عليه كان يتطلّب توضيحا غضّ الكاتب الماركسي - اللينيني جدّا جدّا الطرف بالبساطة كلّها . و أمّا في ما يتّصل بدكتاتورية البروليتاريا فلا مندوحة من لفت النظر إلى أمرين إثنين . أوّلا ، تاريخيّا ، لم تكن هذه الدكتاتوريّة البروليتارية كمرحلة إنتقاليّة بين الرأسماليّة و الشيوعية ، هدفا في حدّ ذاته بقدر ما هي كما إرتآها ماركس وسيلة ، مرحلة إنتقاليّة ضروريّة و الهدف الأسمى هو المجتمع الشيوعي على الصعيد العالمي الخالى من الدكتاتورية / الديمقراطية كشكل من أشكال الدولة التى تضمحلّ مع بلوغ الشيوعية . و عقب هذه الملاحظة العابرة لكن المهمّة ، نشير إلى أنّ دكتاتوريّة البروليتاريا كانت محور صراع محتدم بين تروتسكي و لينين الذى صار يسمّيها دكتاتوريّة البروليتاريا و حلفائها و غالبا دكتاتوريّة البروليتاريا و الفلاحين تطبيقا على الواقع الملموس لروسيا آنذاك . و لئن إتّبع مفهوم تروتسكى و كرّس عمليّا و أهملت النظرة اللينينيّة لفقدت ثورة أكتوبر عامودا من أعمدتها و على الأرجح لما كانت حقّقت الظفر و نحن نعلم أنّ عدد البروليتاريا كان صغيرا جدّا نسبة لعدد الفلاّحين و إن طبّقت البروليتاريا دكتاتوريّتها كما فهمها تروتسكى و ليس كما طوّرها لينين ، كانت ستجعل من الفلاحين الفقراء و المتوسطين عدوّا لها . و هذا شيء حريّ بالتنويه بمناسبة المئويّة غير أنّ السيّد الكحلاوى أهمله بالتمام والكمال مثلما أهمل أهمّية النظريّة الثوريّة في إنشاء و توجيه الحركة الثوريّة كما مرّ بنا.
هذا أوّلا ، و ثانيا ، لتضليل المناضلين و المناضلات و أوسع الجماهير و الحفاظ على قناع ماركسي ، لم ينبذ حزب العمّال التونسي الذى اسقط من إسمه نعت الشيوعي قبل سنوات الآن نبذا صريحا و مباشرا لدكتاتورية البروليتاريا في وثائقه ، على حدّ علمنا ، رغم المضي أكثر في إنغماسه حدّ العنق في التنكّر للشيوعية الثوريّة و إرتمائه منذ عقود بل منذ تأسيسه قلبا و قالبا في الإصلاحية المقيتة ؛ و كذا يفعل الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي و كلاهما قد غاصا و يغوصان فى النهل حتّى الثمالة من الدغمائية التحريفية الخوجية وفي الإصلاحيّة أي أنّهما متمركسان لا غير . و بالتالى على جميع الشيوعيين و الشيوعيّات و الباحثين عن الحقيقة أن لا ينخدعوا بالمظاهر الخدّاعة فليس كلّ ما يلمع ذهبا .
و في طيّات كتاب الكحلاوى ، رصدنا لجوءا إلى مفردات من تخريجاته من قبيل " مبادئ الإشتراكية العلمية " ( ص30) و " أهداف الإشتراكية العلمية " ( ص 88 ) و " الفكر الإشتراكي العلمي " و " أفكار الإشتراكية العلمية " ( ص 77) و " ثوابت و أسس الإشتراكية العلمية " ( ص 90 ) في محاولة محمومة منه إحلال هذه المفاهيم محلّ الشيوعية عامة وفق ماركس و إنجلز و علم الشيوعية كما صار يحدّده أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، ما يفرض علينا فرضا مجدّدا التساؤل بلا تردّد هل أنّ حزب الكحلاوى حزب ماركسي ، شيوعي حقّا أم هو حزب إشتراكي ؟
و تأسيسا على هذه المضامين و على إسم الحزب المشدّد على أنّه " الإشتراكي " ، الإجابة واضحة . و في هذا يقف على طرفي نقيض من الماركسية أو علم الشيوعية و النظريّة الثوريّة الماركسية - اللينينية التي قادت ثورة أكتوبر الإشتراكية و هدفها الأسمى المجتمع الشيوعي على الصعيد العالمي و ليس الإشتراكيّة مهما كانت . فمؤسّسا الماركسيّة ، ماركس و إنجلز ، ألّفا " بيان الحزب الشيوعي " و لم يؤلّفا " بيان الحزب الإشتراكي " أو " بيان الحزب الإشتراكي العلمي " ؛ و لينين غيّر إسم الحزب الذى كان يقوده إلى الحزب الشيوعي ليتناسب كما قال مع الهدف الأسمى و ليعكسه بصورة صحيحة و دعا الأحزاب الأخرى للأممية الشيوعية ، الأممية الثالثة التي يدّعى الكحلاوى تبنّيها مرجعا مضافا إلى ماركس و إنجلز و لينين و ستالين ، للحذو حذوه . و يأتي الكحلاوى وجماعته بعد قرن من الزمن ليطعنوا اللينينيّة و مبدأ من مبادئها في الظهر ويزعموا أنّهم لينينيّون ، وليعيدوا عقارب الساعة إلى الخلف طبعا تحت تأثير الهجوم الرجعي على الشيوعية عبر العالم ، الشيوعية التي تشهد مفترق طرق لا يفقه منه شيئا حزب الكحلاوى وفق ما جاء في كتاب أمينه العام ، و بفعل سقوط مؤسّسى هذا الحزب في مستنقع الخوجيّة و الإصلاحية و تركيز نظرهم على المقبول من قبل الطبقات الرجعيّة للعمل القانوني في إطار دولة الإستعمار الجديد و تكريسهم ل " السياسة فنّ الممكن " كمقولة مناهضة للشيوعيّة كما سنوضّح لاحقا .
الشيوعيون و الشيوعيّات الحقيقيون شيوعيون و شيوعيّات و ليسوا إشتراكيون و إشتراكيّات . و ينبغي تكريسا لتوصية ماركس الداعية لعدم التنازل عن المبادئ ( إيّاكم و التنازل عن المبادئ ...) أن يكون الشيوعيون و الشيوعيات على الدوام شيوعيون و شيوعيّات قلبا و قالبا ، أهدافا و أساليبا ... و هذا الواجب لا ينهض به حزب الكحلاوى و عمليّا لا يعترف به أصلا بل هو يمضى ضدّه و قد يصمه البعض بالمتاجرة بالمبادئ .
و مثلما أجلينا في مواقع أخرى ، الإشتراكية العلمية كمصطلح أتى على لسان إنجلز في تناقض مع الإشتراكية الطوباوية ( كتيّب " الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية " كان في الأصل فصلا من كتاب آخر ) و ليس تعويضا للماركسية أي الشيوعية . و الإشتراكية كما أبرز ذلك لينين في " مصادر الماركسية الثلاثة وأقسامها المكوّنة الثلاثة " مكوّن و مصدر من مكوّنات و مصادر الماركسية الثلاثة . و المكوّنان الآخران ، المصدران الآخران ، هما الاقتصاد السياسي و الفلسفة . و العلم المعنى ماركسيّا ليس الإشتراكية و إنّما هو الشيوعية لذلك نتحدّث كشيوعيين ثوريين ، ورثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو تسى تونغ و أنصار الشيوعية الجديدة / الخلاصة الجديدة للشيوعية عن علم الشيوعية تحديدا . ( وهو موضوع قد نعود إليه بالشرح و النقاش في قادم كتاباتنا ؛ و في الوقت الراهن ننصح القرّاء بالإطلاع على وثيقة للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية بعنوان " الشيوعية كعلم " ترجمة شادى الشماوي ، متوفّرة على صفحات الحوار المتمدّن ).
الطيور على أشكالها تقع . و قد وقعت المجموعات المتمركسة كالطيور على " الإشتراكية العلمية " كخدعة و قناع يمكّنها من التلاعب بالمبادئ الشيوعية الصريحة فجلّ إن لم يكن كلّ المتمركسين و منهم رافعى راية الماويّة لإسقاطها كحزب الكادحين ، لجؤوا إلى هكذا صيغة مضلّلة . فكان علينا و قد أدركنا المخاتلة أن نفعّل سلاح النقد الماركسي لتعرية الحقيقة ، لتعرية أنّ مخاتلهم هذه ذبحة في قلب الحقيقة . و الكلام الآتى ذكره الذى صغناه في بحثنا " الخطّ الإيديولوجي و السياسي لبشير الحامدي و من معه ليس ثوريّا و إنّما هو إصلاحي لا يخرج عن إطار دولة الإستعمار الجديد و النظام الإمبريالي العالمي " و على وجه التحديد بالنقطة المعنونة " غياب الشيوعية كغاية أسمى " ينسحب على كلّ أشياع " الإشتراكية العلمية " المشوّهين للماركسيّة و المحرّفين لها :
" من الوطنيين الديمقراطيين بجميع تلويناتهم تقريبا إلى حزب العمّال إلى التروتسكيين ، باتت الغاية الأسمى هي الإشتراكية . حلّت الإشتراكية محلّ الشيوعية و الحال أنّها ( الإشتراكية ) ليست ماركسيّا سوى مرحلة إنتقالية بين الرأسمالية و الشيوعية ( أنظروا كتاب لينين " الدولة و الثورة " ) وهي مجتمع طبقي قابل للإرتداد إلى الرأسماليةّ .هذا بغضّ النظر عن مضمون الإشتراكيّة الذى صيّروه مضمونا رأسماليّا لا غير .
و فى أتون الصراعات المحتدمة ضد هذا الضرب من التحريفيّة على يد المتمركسين و أشباههم ، كتبنا فى العدد الثاني من نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " ، أفريل 2011 :
" الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :
وعادة ما تعرّف الجماعات - و نخصّص هنا الحديث أساسا عن" الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين"، الوطد- التي تدعى الإنضواء تحت لواء الشيوعية نفسها- إيديولوجيا بأنّها تتبنّى الإشتراكية العلمية وهذا منها فى يوم الناس هذا خطأ نظري نشرحه فى الحال.
و مثلما سجّلنا بالعدد الأوّل من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !" ، ضمن مقال " الديمقراطية البرجوازية القديمة ام الديمقراطية الجديدة الماوية " الإشتراكية إشتراكيات ( و الشيوعية اليوم شيوعيات) :" و يكفى بهذا المضمار التذكير بعنوان كتاب إنجلز " الإشتراكية العلمية و الإشتراكية الطوباوية " من ناحية أولى ؛ و فقرات ماركس و إنجلز فى البيان الشيوعي :" الإشتراكية الرجعية : أ- الإشتراكية الإقطاعية ب- الإشتراكية البرجوازية الصغيرة ج- الإشتراكية الألمانية و الإشتراكية "الحقّة" ، الإشتراكية المحافظة أو البرجوازية ، من ناحية ثانية؛ و مقالات لينين عن الإشتراكية الديمقراطية و عن الإشتراكية الإمبريالية من ناحية ثالثة ؛ و كتابات الشيوعيين الماويين،زمن ماو و بعده، عن الإمبريالية الإشتراكية و عن مفهوم الإشتراكية دون صراع طبقي الخوجية و عن الإشتراكية ( دكتاتورية البروليتاريا و نمط إنتاج) كمرحلة إنتقالية من الرأسمالية إلى الشيوعية مديدة تعجّ بالصراعات الطبقية و تتضمنّ كلا من إمكانية التقدّم نحو المجتمع الشيوعي العالمي و إمكانية إعادة تركيز الرأسمالية ..."
قال إنجلز فى مستهلّ المقال الأوّل من كرّاسه المنشور سنة 1892 " الإشتراكية الطوباوية و الإشتراكية العلمية " : " إنّ الإشتراكية العصرية ، من حيث مضمونها هي فى المقام الأوّل ، نتيجة لملاحظة التناقضات الطبقية السائدة فى المجتمع العصري بين المالكين و غير المالكين ، بين الرأسماليين و العمّال الأجراء ، من جهة ،و لملاحظة الفوضى السائدة فى الإنتاج من جهة أخرى. ولكن هذه الإشتراكية تبدو فى البدء ، من حيث شكلها النظري ، كأنّها مجرّد إستمرار ، أكثر تطوّرا و إنسجاما ، للمبادئ التي صاغها المنورون الفرنسيون الكبار فى القرن الثامن عشر"
و عند نهاية هذا المقال الأوّل ، خلص إنجلز إلى أنّ " و لهذا لم تعد تبدو الإشتراكية الآن إكتشافا حققه من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك ، بل صارت تبدو نتيجة ضرورية للنضال بين الطبقتين الناشئتين تاريخيّا، البروليتاريا والبرجوازية.
و لم تبق مهمتها إبتداع نظام إجتماعي على أكثر ما يمكن من الكمال ، بل غدت دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي الذى أدّى بالضرورة إلى نشوء هاتين الطبقتين و إلى نشوء الصراع بينهما ،و إيجاد الوسائل فى الوضع الإقتصادي الناجم عن هذا التطوّر ، من أجل تسوية النزاع. و لكن الإشتراكية السابقة لم تكن متلائمة مع هذا الفهم المادي للتاريخ مثلما كان فهم الماديين الفرنسيين للطبيعة غير متلائم مع الديالكتيك و مع علم الطبيعة الحديث."( الطبعة العربية ، دار التقدّم موسكو ، ص 38 و 65) .
إذن نشأت الإشتراكية العصرية مع المجتمع العصري نتيجة صراع الطبقتين الناشئتين البروليتاريا و البرجوازية و بدأت أقرب إلى أفكار فلاسفة الأنوار –القرن 18- " و إكتشافا من قبيل الصدفة هذا العقل العبقري أو ذاك" لتغدو إشتراكية علمية بما هي تعتمد دراسة التطوّر الإقتصادي التاريخي ، و الفهم المادي التاريخي لذلك صارت تسمّى إشتراكية علمية بعدما كانت طوباوية.و عليه الإشتراكية كوحدة أضداد ،تناقض إنقسمت ( بمعنى "إزدواج الواحد" اللينيني و الماوي) إلى طوباوية و علمية كمظهري هذا التناقض. و تمكّنت الإشتراكية العلمية من إلحاق الهزيمة بالإشتراكية الطوباوية و سادت عالميّا إلاّ أنّ هذه الإشتراكية العلمية ستشهد هي ذاتها صراعات داخلية ستفرز عديد التياّرات أهمّها التياّر الماركسي الذى لن يفتأ يتطوّر هو ذاته و " ينقسم " ( بمعنى إزدواج الواحد) فى مسيرة نموّه و حركة تطوّره إلى اليوم.
" حتى بين المذاهب المتعلّقة بنضال الطبقة العاملة و المنتشرة بخاصة فى صفوف البروليتاريا ، لم ترسّخ الماركسية مواقعها دفعة واحدة ... و حين حلّت الماركسية محلّ النظريات المعادية لها ،و المتجانسة بعض التجانس، سعت الميول التي كانت تعبّر عنها هذه النظريات وراء سبل جديدة. فقد تغيّرت أشكال النضال و دوافعه ، و لكن النضال مستمرّ ...بنضال التيار المعادي للماركسية فى قلب الماركسية... لقد منيت إشتراكية ما قبل الماركسية بالهزيمة ، وهي تواصل النضال ، لا فى ميدانها الخاص ، بل فى ميدان الماركسية العام، بوصفها نزعة تحريفية."( لينين: المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد الأوّل، الجزء الأوّل، ص 86-87 ضمن نص " الماركسية و النزعة التحريفية" ).و" أدّى النضال ضد المحرّفين إلى نهوض مثمر فى تفكير الإشتراكية العالمية النظري بقدر ما أدّى جدال إنجلس مع دوهرينغ قبل عشرين سنة." ( مصدر سابق ، ص 89) و يخلص لينين إلى أنّ " نضال الماركسية الثورية الفكري ضد النزعة التحريفية ، فى أواخر القرن التاسع عشر، ليس سوى مقدّمة للمعارك الثورية الكبيرة التي ستخوضها البروليتاريا السائرة إلى الأمام ، نحو إنتصار قضيّتها التام، رغم كلّ تردّد العناصر البرجوازية الصغيرة و تخاذلها." ( المصدر السابق ، ص 95).
و" التحريفية هي شكل من أشكال الإيديولوجية البرجوازية . إن المحرفين ينكرون الفرق بين الإشتراكية و الرأسمالية و الفرق بين دكتاتورية البروليتاريا و دكتاتورية البرجوازية . و الذى يدعون إليه ليس بالخط الإشتراكي فى الواقع بل هو الخط الرأسمالي "
(ماو تسي تونغ : خطاب فى المؤتمر الوطنى للحزب الشيوعي الصيني حول أعمال الدعاية ، مارس 1957 )
و يبرز جليّا أن الإشتراكية التي إنكبّ إنجلز على الخوض فيها فى ذلك الكرّاس تحيل على الصراع الطبقي و المادية التاريخية و هذا لا يعدو أن يكون مكوّنا من مكوّنات الماركسية الثلاثة وهو ما أكّده لينين فى " مصادر الماركسية الثلاثة و أقسامها المكوّنة الثلاثة " حيث إعتبر مذهب ماركس " بوصفه التتمّة المباشرة الفورية لمذاهب أعظم ممثلى الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية " ( لاحظوا جيّدا أنّه لم يستعمل مصطلح " الإشتراكية العلمية " بل فقط " الإشتراكية " مثلما فعل فى كرّاس " كارل ماركس " ). ف" مذهب ماركس "، الماركسية ،:" هو الوريث الشرعي لخير ما أبدعته الإنسانية فى القرن التاسع عشر: الفلسفة الألمانية ، و الإقتصاد السياسي الإجليزي،و الإشتراكية الفرنسية .و إنّنا ستناول مصادر الماركسية الثلاثة هذه ،التي هي فى الوقت نفسه أقسامها المكوّنة الثلاثة."( لينين ، المختارات فى ثلاثة مجلدات ، المجلد 1، الجزء 1، ص 78/79).
و من هنا لا يفعل من يريد أن يماثل بين الماركسية أو الشيوعية و " الإشتراكية العلمية" سوى العودة إلى ما قبل لينين و اللينينية و ليّ عنق الشيوعيين إلى الخلف، نحو القرن 19 . وهذا بوضوح إنحراف نظري و كذلك تنازل نظري – سياسي يهدونه على طبق لأعداء الشيوعية مقدّمين أنفسهم بتعلّة عدم تنفير الجماهير ،على أنّ هدفهم الأسمى بالتالى هو الإشتراكية و ليس الشيوعية بطورها الأدنى الإشتراكية و طورها الأعلى الشيوعية، وفق كتاب لينين " الدولة و الثورة" ، يتوصلون إليه عبر الصراع الطبقى الذى تعترف به و تقرّه حتى البرجوازية و الذى لا يحدّد بحدّ ذاته من هو الماركسي.
فى رسالة وجهها ماركس إلى فيدميير ، بتاريخ 5 مارس /أذار 1852 ،أعرب عن أنّه :
" فيما يخصنى ليس لى لا فضل أكتشاف وجود الطبقات فى المجتمع المعاصر و لا فضل إكتشاف صراعها . فقد سبقنى بوقت طويل مؤرخون برجوازيون بسطوا التطوّر التاريخي لصراع الطبقات هذا ، و إقتصاديون برجوازيون بسطوا تركيب الطبقات الإقتصادي .و ما أعطيته من جديد يتلخّص فى إقامة البرهان على ما يأتى :
1"- إن وجود الطبقات لا يقترن إلاّ بمراحل تاريخية معينة من تطوّر الإنتاج 2- إنّ النضال الطبقي يفضى بالضرورة إلى ديكتاتورية البروليتاريا ، 3- إنّ هذه الديكتاتورية نفسها ليست غير الإنتقال إلى القضاء على كلّ الطبقات و إلى المجتمع الخالى من الطبقات...".و معلّقا على ذلك ، كتب لينين: " ...الأمر الرئيسي فى تعاليم ماركس هو النضال الطبقي هذا ما يقال و ما يكتب بكثرة كثيرة. بيد أنّ هذا غير صحيح. و عن عدم الصحة هذا تنتج ، الواحد بعد الآخر ، التشويهات الإنتهازية للماركسية و ينتج تزويرها بحيث تصبح مقبولة للبرجوازية. ذلك لأنّ التعاليم بشأن النضال الطبقي لم توضع من قبل ماركس، بل من قبل البرجوازية قبل ماركس ، وهي بوجه عام مقبولة للبرجوازية. و من لا يعترف بغير نضال الطبقات ليس بماركسي بعد ،و قد يظهر أنّه لم يخرج بعد عن نطاق التفكير البرجوازي و السياسة البرجوازية. إنّ حصر الماركسية فى التعاليم بشأن النضال الطبقي يعنى بتر الماركسية و تشويهها و قصرها على ما تقبله البرجوازية. ليس بماركسي غير الذى يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا. و هذا ما يميّز بصورة جوهرية الماركسي عن البرجوازي الصغير ( وحتى الكبير) العادي."( لينين،" الدولة و الثورة " ص 35-36 ،الطبعة العربية، دار التقدّم موسكو).
و نستشفّ ممّا تقدّم أنّ دعاة " الإشتراكية العلمية" بكلمات لينين يشوّهون الماركسية بإنتهازية و يزوّرونها و يبترونها لتصبح مقبولة للبرجوازية . و يتغافلون عن ما يميّز " بصورة جوهرية " الماركسي عن غيره. و لئن عرّف لينين حينها الماركسي بمن" يعمّم إعترافه بالنضال الطبقي على الإعتراف بديكتاتورية البروليتاريا" فإنّ الشيوعيين الثوريين الماويين، وبعد مراكمة تجارب إشتراكية بقيادة أحزاب شيوعية فى الإتحاد السوفياتي و الصين خاصة ، يضيفون أنّ الماركسي صار من يعترف بتواصل وجود الطبقات و التناقضات الطبقية و التناحرالطبقي فى ظلّ الإشتراكية و بضرورة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا( نظرية مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا كما صاغها ماو و طبّقها فى خضمّ الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى. )
وننهى هذه النقطة بالتأكيد على أنّ إيديولوجيتنا هي الشيوعية و ليست الإشتراكية العلمية و الشيوعية ، قال ماوتسى تونغ فى " حول الديمقراطية الجديدة" ( 1940 ،م 2) " هي نظام كامل للإيديولوجيا البروليتاري وهي فى نفس الوقت نظام إجتماعي جديد. و هذا النظام الإيديولوجي و الإجتماعي يختلف عن أي نظام إيديولوجي و إجتماعي آخر ، وهو أكثر النظم كمالا و تقدّمية و ثورية و منطقية فى التاريخ الإنساني."
( إنتهى المقتطف من العدد الأوّل من نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !")
و مجادلين سلامة كيلة فى الكتاب الذى مرّ بنا ذكره ( " نقد ماركسية سلامة كيلة إنطلاقا من شيوعية اليوم ، الخلاصة الجديدة للشيوعية " ) بشأن المفهوم الماركسي للإشتراكية ، و عقب تناول رأيه بالبحث و النقد ، وضعنا الفقرات التالية لإجلال الحقيقة الماديّة الموضوعية :
" ت- مفهوم الإشتراكية وفق الخلاصة الجديدة للشيوعية :
إثر تفحّص عميق و دقيق للتجربة الإشتراكية السوفياتيّة و الصينيّة ، توصّل بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، إلى تلخيص مفاده أنّ الإشتراكية أشياء ثلاثة مترابطة و متداخلة و متشابكة .
الإشتراكية نمط إنتاج يقوم أساسا على الملكيّة العامة والجماعية التعاونيّة ( و الموضوع يحتاج نقاشا ليس هذا مجاله ) و يعمل على تلبية حاجيات الجماهير الشعبيّة حسب إقتصاد مخطّط و كلّ ذلك بناءا على مبدأ " كلّ حسب عمله " .
و الإشتراكية سلطة سياسيّة هي دكتاتوريّة البروليتاريا بما هي سلطة الطبقة العاملة و حلفاءها تمارس الديمقراطية صلب الشعب و تحمى حقوق الطبقات الشعبيّة و أهمّها حق تقرير مسار المجتمع من جهة ؛ و الدكتاتوريّة تجاه أعداء الشعب من بقايا الطبقات المستغِلّة القديمة أو الفئات الأخرى القديمة و الجديدة التى تسعى إلى إعادة تركيز الرأسماليّة .
و الإشتراكيّة ، ثالثا ، و هذا غاية فى الأهمّية ، مرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعية تحتمل التراجع إلى الرأسماليّة نظرا لتضمّن بنيتها التحتيّة و بنيتها الفوقيّة و إفرازاتهما بإستمرار عناصر تمضى إن لم تقع محاصرتها و تحديدها إلى تشكيل قاعدة قويّة للإنقلاب على الإشتراكية و إعادة تركيز الرأسماليّة .
و الأساسي و الرئيسي من ضمن هذه العناصر الثلاثة ، كما يقول بوب أفاكيان ، هو أنّ الإشتراكية مرحلة إنتقاليّة نحو الشيوعيّة .
لقد أعرب ماركس منذ أكثر من قرن الآن عن أنّ :
1- " ... بين المجتمع الرأسمالي و المجتمع الشيوعي تقع مرحلة تحوّل الرأسمالي تحوّلا ثوريّا إلى المجتمع الشيوعي و تناسبها مرحلة إنتقال سياسية أيضا ، لا يمكن أن تكون الدولة فيها سوى الديكتاتورية الثورية للبروليتاريا ..."
( " نقد برنامج غوتا " و ذكره أيضا لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 92 ) .
2- " إنّ ما نواجه هنا ليس مجتمعا شيوعيّا تطور على أسسه الخاصّة ، بل مجتمع يخرج لتوه من المجتمع الرأسمالي بالذات ؛ مجتمع لا يزال ، من جميع النواحي ، الإقتصادية و الأخلاقية و الفكرية ، يحمل طابع المجتمع القديم الذى خرج من أحشائه ".
( ذكره لينين فى " الدولة و الثورة " ، الصفحة 98 ).
و لكن الحزب الشيوعي السوفياتي و على رأسه ستالين ، صاغ دستور 1936 وفيه أعلن وجود طبقة العمّال و طبقة الفلاّحين و فئة من الأنتلجنسيا لا غير بما يعنى عدم وجود صراع طبقي و برجوازية جديدة إلخ . و كان هذا خطأ فادحا سيعمل ماو تسى تونغ على تجاوزه .
و فى محاضرة له عنوانها " الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى ! " ( شادي الشماوي ، " عالم آخر ، أفضل ضروري و ممكن ، عالم شيوعي ... فلنناضل من أجله !!!"، مجلّة " الماويّة : نظريّة و ممارسة " عدد 2 ؛ مكتبة الحوار المتمدّن ) ، لخّص ريموند لوتا ، عالم الإقتصاد المتبنّى للخلاصة الجديدة للشيوعية ، مفهوم الإشتراكية على النحو التالي :
" ماذا نقصد بالإشتراكية ؟ على عكس ما يعتقد البعض ليست الإشتراكية دولة عناية إلاهية عظمى و لا تعنى أيضا دولنة الإقتصاد الرأسمالي . فالإشتراكية مرحلة المرور من الرأسمالية إلى الشيوعية أي إلى مجتمع خال من الطبقات. الإشتراكية هي مرحلة التحويل الذى تنجزه البروليتاريا و حلفاؤها – الذين يمثلون الغالبية الساحقة فى المجتمع – للهياكل الإقتصادية و العلاقات الإجتماعية و الأفكار التى تهدف إلى تأبيد الإنقسامات الإجتماعية و الإنقسامات الطبقية . و تسمح الإشتراكية بتحرير القدرة الخلاقة و المبادرة لدى الذين تبقى عليهم الرأسمالية في قاع المجتمع.
و ستؤسس الثورة الإشتراكية نظاما سياسيا جديدا تماما هو دكتاتورية البروليتاريا . و هذا النظام سيضع الطبقات الإستغلالية القديمة و الأشخاص الذين يعملون بنشاط على قلب النظام الجديد تحت مراقبة شديدة . أما بالنسبة للجماهير فستوفّر دكتاتورية البروليتاريا الحق و القدرة على تغيير العالم و المساهمة فى جميع المجالات الإجتماعية و على التحوّل إلى سادة المجتمع .
و ستركز الثورة الإشتراكية إقتصادا جديدا مخطّطا ، قائما على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج و سيتعاون الناس لضمان تلبية حاجيات الجميع . وفضلا عن ذلك سيجرى تحديد أولويات إقتصادية و إجتماعية جديدة . و ستمارس البروليتاريا دكتاتوريتها على الرأسماليين و ستحلّ محلهم نظاما يشجع على القضاء على الرأسمالية. و على الجماهير و نواتها القيادية أن تدافع بضراوة عن سلطتها الجديدة و لكن هذا لن يكون غاية في حدّ ذاته إذ يتعين أن تستعمل السلطة الجديدة لفائدة الإنسانية جمعاء و من أجل إيجاد ظروف توفّر إمكانية ظهور المجتمع الشيوعي. "
( إنتهى المقتطف من " الإشتراكية أفضل من الرأسمالية و الشيوعية ستكون أفضل حتى ! " )
[ و قد أجلى ماركس مضمون الإشتراكية فى علاقة بالشيوعية بهذه الكلمات :
" هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضرورية للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقية ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليها و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعية التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه ".
( كارل ماركس ، " صراع الطبقات فى فرنسا من 1848 إلى 1850" ، ذكر فى الأعمال المختارة لماركس و إنجلز ، المجلّد 2 ، الصفحة 282 ).]
ث- تطوير ماو تسى تونغ للإشتراكية :
لم يهمل ماوتسى تونغ الإنقلاب التحريفي فى الإتحاد السوفياتي ، عقب وفاة ستالين و إعادة تركيز الرأسمالية هناك بل درسه بعمق وشموليّة و إستخلص دروسا قيّمة ساعدته فى فهم ما حدث هناك و مقاومة التحريفيّة المعاصرة و على رأسها التحريفية السوفياتية الخروتشوفية ( و تحريفية تيتو اليوغسلافي و توراز الفرنسي و تغلياتي الإيطالي ...) و كانت موجة التحريفية تكتسح معظم الأحزاب الشيوعية ؛ و حتّى الخطوط التحريفيّة التى أطلّت برأسها فى صفوف الحزب الشيوعي الصيني ذاته . فشهدت ستّينات القرن العشرين و سبعيناته تطوير ماو تسى تونغ لنظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا .
و قد إعتبرت الحركة الأممية الثوريّة ( نواة أممّية للمنظّمات و الأحزاب الماويّة نشطت من 1984 إلى 2006 ) فى بيانها سنة 1984 أنّ مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا هي حجر الزاوية فى تطويرات ماو تسى تونغ للماركسية – اللينينية بمصادرها و مكوّناتها الثلاثة : الفلسفة و الإقتصاد السياسي و الإشتراكية .
وفى الأشهر الأخيرة نشر شادي الشماوي على موقع الحوار المتمدّن ترجمة لفضول كتاب ألّفه بوب أفاكيان سنة 1978-1979 يشرح فيه " المساهمات الخالدة لماو تسى تونغ " و فى الفصل المخصّص لتطوير ماو للإشتراكية شرح مستفيض لنظريّة و ممارسة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا . و هنا ليس بوسعنا سوى ذكر بعض أطروحاتها بشكل يكاد يكون برقي لا غير لأنّ الخوض فيها يستدعى عشرات الصفحات و المجال هنا لا يحتمل ذلك ، فضلا عن أنّنا نقدّر أنّ فصل كتاب بوب أفاكيان المخصّص لهذا الغرض كافي و شافي .
وإليكم جملة من أهمّ أطروحات نظريّة مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتوريّة البروليتاريا :
- تواصل وجود الطبقات و الصراع الطبقي فى ظلّ الإشتراكية .
- الحزب الشيوعي بما هو قائد الدولة و الماسك بأهمّ مفاصلها و بأهمّ مقاليد تسيير المجتمع هو مركز الصراعات و بإستمرار يشهد صراع خطّين بين الطريق الراسمالي و الطريق الإشتراكي و لئن إنتصر الخطّ الرأسمالي يجدّ إنقلاب تحريفي و تتمّ إعادة تركيز الرأسمالية .
- صعود التحريفية إلى السلطة يعنى صعود البرجوازية إلى السلطة .
- تنشأ برجوازية جديدة صلب الحزب و هياكل الدولة أهمّ ميزاتها هي الدفاع عن سياسات توسيع الحقّ البرجوازي بينما تسعى القوى الثوريّة إلى تقليصه إلى أقصى الحدود الممكنة .
- وسيلة وطريقة مكافحة التحريفيّة صلب الحزب أي أتباع الطريق الرأسمالي و تثوير صفوف الحزب هي الثورة الثقافيّة.
و قد مورست هذه النظريّة فى الصين الماوية طوال عشر سنوات هي سنوات الثورة الثقافيّة البروليتارية الكبرى 1966-1976 و كانت عظيمة بعبرها و تأثيرها المحلّى و العالمي و مثّلت حقّا قمّة ما بلغته الإنسانيّة فى تقدّمها صوب الشيوعية لذلك تعرّضت و لا تزال لأكبر التشويهات الإمبريالية و الرجعية و التحريفية و بينما يرفع رايتها أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ، يدير لها ظهرهم المتمركسون و حتّى الدغمائيّون من الماويّين أو يقلّلون من شأنها ."
( إنتهى المقتطف من بحث " " الخطّ الإيديولوجي و السياسي لبشير الحامدي و من معه ليس ثوريّا و إنّما هو إصلاحي لا يخرج عن إطار دولة الإستعمار الجديد و النظام الإمبريالي العالمي " )
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !
و الروح الثوريّة للماوية المطوَّرة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة – الشيوعيّة الجديدة
( عدد 46 - 47 / ماي 2021 )
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني )

في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة
ناظم الماوي

إنّ الثورة الشيوعيّة تقطع من الأساس كلّ رابطة مع علاقات الملكيّة التقليديّة ، فلا عجب إذن إن هي قطعت بحزم أيضا ، أثناء تطوّرها ، كلّ رابطة مع الأفكار و الآراء التقليديّة .
ماركس و إنجلز ، " بيان الحزب الشيوعي"
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
هذه الإشتراكيّة إعلان للثورة المستمرّة ، الدكتاتوريّة الطبقيّة للبروليتاريا كنقطة ضروريّة للقضاء على كلّ الإختلافات الطبقيّة ، و للقضاء على كلّ علاقات الإنتاج التى تقوم عليه و للقضاء على كلّ العلاقات الإجتماعيّة التى تتناسب مع علاقات الإنتاج هذه ، و للقضاء على كلّ الأفكار الناجمة عن علاقات الإنتاج هذه .
كارل ماركس ، " الصراع الطبقي فى فرنسا 1848-1850 "
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
والحال ، أنّنا نريد أن نعيد بناء العالم ... و بعد هذا نخاف من أنفسنا . و بعد هذا نتمسّك بقميصنا القذر ، " المألوف " ، " العزيز "... لقد آن لنا أن نخلع القميص القذر ، لقد آن لنا أن نلبس ثيابا نظيفة .
( لينين ، " مهمّات البروليتاريا في ثورتنا " 30 أفريل 28 ماي 1917 ؛" المختارات في 10 مجلّدات " – المجلّد 6 ( 1915- 1917) ، دار التقدّم ، موسكو ، 1977 )
----------------------------------------------------------------------------------

من المهمّ أوّلا أن نبيّن بالمعنى الأساسي ما نعينيه حين نقول إنّ الهدف هو الثورة ، و بوجه خاص الثورة الشيوعيّة . الثورة ليست نوعا من التغيير فى الأسلوب و لا هي تغيير فى منحى التفكير و لا هي مجرّد تغيير فى بعض العلاقات صلب المجتمع الذى يبقى جوهريّا هو نفسه . الثورة تعنى لا أقلّ من إلحاق الهزيمة بالدولة الإضطهادية القائمة و الخادمة للنظام الرأسمالي – الإمبريالية و تفكيكها – و خاصّة مؤسساتها للعنف و القمع المنظّمين، و منها القوات المسلّحة و الشرطة و المحاكم و السجون و السلط البيروقراطية و الإدارية – و تعويض هذه المؤسسات الرجعية التى تركّز القهر و العنف الرجعيين ، بأجهزة سلطة سياسية ثوريّة و مؤسسات و هياكل حكم ثوريّة يرسى أساسها من خلال سيرورة كاملة من بناء الحركة من أجل الثورة ، ثمّ إنجاز إفتكاك السلطة عندما تنضج الظروف – و فى بلد مثل الولايات المتحدة سيتطلّب ذلك تغييرا نوعيّا فى الوضع الموضوعي منتجا أزمة عميقة فى المجتمع و ظهور شعب ثوريّ يعدّ بالملايين و الملايين تكون لديه قيادة شيوعية ثورية طليعية و هو واعي بالحاجة إلى التغيير الثوري و مصمّم على القتال من أجله.
و مثلما شدّدت على ذلك قبلا فى هذا الخطاب ، فإنّ إفتكاك السلطة و التغيير الراديكالي فى المؤسسات المهيمنة فى المجتمع ، حين تنضج الظروف ، يجعل من الممكن المزيد من التغيير الراديكالي عبر المجتمع – فى الإقتصاد و فى العلاقات الإقتصاديّة و العلاقات الإجتماعيّة و السياسيّة و الإيديولوجيّة و الثقافة السائدين فى المجتمع . و الهدف النهائي لهذه الثورة هو الشيوعيّة ما يعنى و يتطلّب إلغاء كلّ علاقات الإستغلال و الإضطهاد و كلّ النزاعات العدائية المدمّرة فى صفوف البشر، عبر العالم. و على ضوء هذا الفهم ، إفتكاك السلطة فى بلد معيّن أمر حاسم و حيويّ و يفتح الباب لمزيد من التغييرات الراديكاليّة و إلى تعزيز النضال الثوري عبر العالم و مزيد التقدّم به ؛ لكن فى نفس الوقت ، رغم أنّ هذا حاسم وحيويّ ، فإنّه ليس سوى الخطوة الأولى – أو القفزة الكبرى الأولى – فى النضال الشامل الذى ينبغى أن يستمرّ بإتّجاه الهدف النهائيّ لهذه الثورة : عالم شيوعي جديد راديكاليّا .

( بوب أفاكيان ، " العصافير ليس بوسعها أن تلد تماسيحا ، لكن بوسع الإنسانية أن تتجاوز الأفق " ، الجزء الثاني - " بناء الحركة من أجل الثورة " ، الثورة 2011 ؛ والفصل الثالث من " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، ترجمة شادي الشماوي – مكتبة الحوار المتمدّن )
----------------------------------------------------------------------------
فى ما يتّصل بالعلم و المنهج العلميّ و خاصة النظرة و المنهج العلميّين للشيوعيّة ، من الحيويّ أن نجتهد للحفاظ على روح منهج التفكير النقديّ و الإنفتاح تجاه الجديد و تجاه التحدّيات المقبولة أو الحكمة الموروثة . و يشمل هذا بصورة متكرّرة إعادة تفحّص ما يعتقد فيه المرء نفسه و / أو الآراء السائدة فى المجتمع إلخ على أنّها حقيقة : بشكل متكرّر معرّضين هذا لمزيد الإختبار المساءلة من قبل تحدّيات الذين يعارضونه و من قبل الواقع ذاته ، بما فى ذلك طرق التطوّر الجاري التى يمكن أن يضعها الواقع المادي تحت أضواء جديدة – يعنى المكتشفة حديثا أو مظاهر الواقع المفهومة حديثا التى تضع تحدّيات أمام الحكمة المقبولة .
بوب أفاكيان، " تأمّلات و جدالات : حول أهمّية الماديّة الماركسيّة و الشيوعيّة كعلم و العمل الثوري ذو الدلالة وحياة لها مغزى "؛ جريدة " الثورة " عدد 174 ، 30 أوت 2009

مقدّمة عامة لثلاثيّة :

" حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم "

قبل قرن و بضعة عقود ، في خطابه على قبر رفيق دربه ، قال فرديريك إنجلز ، أحد مؤسّسي الشيوعيّة ، إنّ كارل ماركس كان قبل كلّ شيء ثوريّا . و اليوم ، من له عيون ليرى الحقيقة الماديّة الموضوعيّة دون نظّارات إنتهازية من أيّ صنف ، يلاحظ دون عناء كبير أنّه تمّ تشويه الماركسيّة / الشيوعيّة على نحو لم يسبق له مثيل ليس عربيّا فحسب بل عالميّا أيضا ذلك أنّه تحت ضغط الحملات الرجعيّة و الإمبريالية المناهضة للشيوعيّة و بالتواطؤ معها – ضمن أسباب كثيرة أخرى - ، أفرغت التحريفيّة و الدغمائيّة الشيوعية من مضمونها و روحها الثوريّين و حوّلتاها إلى عقيدة جامدة أو إلى عقيدة في خدمة الأنظمة و الطبقات السائدة . و قد صيّر الماركسيّون الزائفون الماركسية نزعة أو نزعات إصلاحيّة لا غير تساعد في تأبيد المجتمعات الطبقيّة و أحيانا إستخدموها في بلدان معيّنة وسيلة لحكم نظام إستغلالي و إضطهادي أو للمساهمة في حكم ذلك النظام الإستغلالي و الإضطهادي و الدفاع عنه دفاعا مستميتا بالغين حتّى إرتكاب جرائم قتل في حقّ الشيوعيّين الحقيقيّين .

بإختصار شديد ، بوسعنا أن ندرك بجلاء أنّ الشيوعيّة الزائفة أضحت مهيمنة على الحركة الشيوعيّة العالميّة ( و العربيّة جزء منها ) و أنّ من أوكد واجبات الشيوعيّين و الشيوعيّات الحقيقيّين خوض نضال بلا هوادة ضد التحريفيّة و الدغمائيّة و الإصلاحيّة – على أنّه لا يتعيّن نسيان مقاومة الأنظمة و تغيير عقول الناس و تنظيم القوى الثوريّة – قصد دحض و فضح الخطوط الإيديولوجيّة و السياسيّة الشيوعيّة الزائفة و التعريف بالشيوعيّة الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة ماضيا و حاضرا و عيوننا على المستقبل و الهدف الأسمى للشيوعية ،ففي غياب النظريّة الشيوعية الثوريّة لن توجد حركة ثوريّة قادرة على تفسير العالم تفسيرا علميّا ماديّا جدليّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا . هذه حقيقة بديهيّة لن ينكرها إلاّ أعداء علم الشيوعيّة و خدم و أبواق دعاية القوى الرجعيّة و الإمبريالية و الإصلاحية .

و عليه ، يتنزّل عملنا هذا – هذه الثلاثيّة الجديدة – في هذا الإطار بالذات و نحن ننأى بأنفسنا عن الالمهاترات الفكريّة و التهجّم على الأشخاص فالصراع النظري الذى نخوض غماره لسنوات الان يركّز على أمّهات المسائل و القضايا الإيديولوجية و السياسيّة و نكرّس جدليّة الهدم و البناء بمعنى أنّنا نسعى جاهدين من جهة إلى تعرية الشيوعيّة الزائفة و من الجهة الأخرى ، إلى شرح و نشر الشيوعية الحقيقيّة ، الشيوعيّة الثوريّة في أرقى تجلّياتها . و الشيوعيّة الثوريّة اليوم هي الشيوعيّة الجديدة ( الخلاصة الجديدة للشيوعية ) التي طوّرها بوب أفاكيان ، رئيس الحزب الشيوعى الثوريّ ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة و نحن نتولّى المساهمة في التعريف ها و تطبيقها وهي منطلقنا في مشاريعنا النقديّة للخطوط الدغمائيّة و التحريفية و الإصلاحيّة لعدّة فرق متمركسة . و هذه الشيوعيّة الجديدة هي الإطار النظريّ الجديد للموجة / المرحلة الجديدة للثورة البروليتارية / الشيوعية العالميّة التي نتهت مرحلتها الأولى مع خسارة الصين الإشتراكية الماويّة و إعادة تركيز الرأسماليّة فيها سنة 1976 ، إثر وفاة ماو تسى تونغ و الإنقلاب التحريفي هناك و كانت هذه المرحلة قد بدأت مع كمونة باريس.

و تسلّط هذه الثلاثيّة الجديدة الضوء على الخطّ الإيديولوجي و السياسي للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد – مجرية حفريّات عميقة دون أن تكون شاملة بشكل كلّي و إن كانت كافية و شافية في تقديرنا – لتعرية حقيقة هؤلاء بتفرّعاتهم . و قد إستعدنا مصطلح حفريّات من عنوان ثلاثيّتنا السابقة المفردة للخطّ الإيديولوجي و السياسي لحزب العمّال التونسي ( " حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي لحزب العمّال [ البرجوازي ] التونسي ") لأنّنا نواصل ذات عمليّة النقد الماركسي لهذين التيّارين الدغمائيّين التحريفيّين الخوجيّين ( المفضوح : حزب العمّال التونسي؛ و المتستّر : الوطد ). و لأنّنا نسعى طاقتنا لأن يكون نقدنا هذا نقدا جذريّا بمعنى أن يطال جذور هذين الخطّين الخوجيّين فالنقد الذى لا ينال من جذور الدغمائيّة و التحريفيّة و الإصلاحية يظلّ سطحيّا بصفة أو أخرى و غير قادر على إجتثاثها أو حتّى إلحاق هزيمة نكراء بها . و في موضوع الحال ، توجّهنا إلى نقد وثيقتين مؤسّستين لهؤلاء - الوطد - و نقصد أوّلا الوثيقة البرنامجيّة ، " مشروع برنامج الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين " التي نشرنا نتائج إشتغالنا عليها منذ سنوات ؛ و ثانيا ، وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ " ( إعتمدنا النسخة الورقيّة و في ملاحق الكتاب الأوّل تجدون نسخة رقميّة نقدّمها بالإخراج الذى بلغتنا به ، دون أي تغيير ) التي يمثّل تفكيكها النقدي ركيزة كتابنا الأوّل . و طبعا لم نقف عند هذا الحدّ بل تتبّعنا هذا الخطّ الخوجيّ التستّر و تفرّعاته اليوم مسلّطين سياط النقد الماركسي على أهمّ وثائق مكوّنين أساسيّين من تفرّعاته راهنا : " الحزب الوطني الدمقراطي الإشتراكي " و " الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوري ) الماركسي- اللينيني " فأفردنا لكلّ واحد منهما كتابا لنحصل في النهاية على ثلاثة كتب – ثلاثيّة .

و هذه الثلاثيّة ليست باكورة أعمالنا المخصّصة لنقد خطّ الوطنيّين الديمقراطيين - الوطد - و إنّما هي محطّة جديدة سبقتها أعمال يمكن أن نعدّها ثلاثيّة أخرى متشكّلة من كتاب " " الوطنيّون الديمقراطيون الماركسيّون - اللينينيّون " يحرّفون الماركسيّة - اللّينينيّة " و كتاب " حزب من الأحزاب الماركسية المزيّفة : الحزب الوطني الإشتراكي الثوري - الوطد - " و مقالات متفرّقة منها : " فى الردّ على الوطد - الحلقة الأولى " و " بؤس اليسار الإصلاحي التونسي : حزب العمّال التونسي و الحزب الوطني الإشتراكي الثوري – الوطد – نموذجا " و غيرها الموثّقة بأعداد " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " . ( و جميع هذه الأعمال متوفّرة للمطالعة و التنزيل من على موقع الحوار المتمدّن : صفحة ناظم الماوي و مكتبة الحوار المتمدّن ).

و نكتفى بهذا القدر من الكلام التمهيدي لعمليّة إبحار شيّقة في متن الكتب الثلاثة و لما لا لدراستها دراسة نقديّة ، و نمرّ مباشرة إلى التعرّف على محتويات هذه الثلاثيّة :


حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الأوّل )

في مهازل وثيقة " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد -

الفصل الأوّل : تعليق مقتضب على تمهيد و خاتمة " البحث " المهزلة " : "هل يمكن ان نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "

(1) تعليق مقتضب على تمهيد " البحث " المهزلة : "هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "
(2) تعليق مقتضب على خاتمة " البحث " المهزلة : "هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا - لينينيّا ؟ "

الفصل الثاني : إنكار حقيقة تطوير ماو تسى تونغ للجدليّة

(1) تطوير ماو تسى تونغ للجدلية : التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك و التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض و نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
1- التناقض هو القانون الجوهري للديالكتيك
2- التغيّر الكمّى الى الكيفيّ و العكس تناقض
3- نفي النفي ليس قانونا مادياّ جدليّا
(2) الطرف الرئيسيّ و الطرف الثانويّ للتناقض تطوير ماويّ للجدليّة ينكره اللاأدريون
1- لاأدريون :
2- ينكرون جوهر الديالكتيك :
3- تصنيفات :
4 - حلول الجديد محلّ القديم :
5- التطبيقات العمليّة :
6- البرجوازية الوطنية :
7- " لتتفتح مائة زهرة " و " لتتنافس مائة مدرسة " :
الفصل الثالث : لخبطة فكريّة خوجيّة في فهم جوانب أخرى من الجدليّة

(1) قانون وحدة الأضداد هو قانون التناقض وماديّا جدليّا ، لا وجود لقانون " صراع الأضداد " الخوجيّ
1- مغالطة تحريفية :
2- تلاعب بكلام لينين :
3- وحدة الأضداد القانون الأساسي للديالكتيك :
4- التراكم الكمّي و التحوّل النوعي :
5- عن مظهر الوحدة فى التناقض :
6- تصحيح و إجابة :
7- ستالين و وحدة الأضداد :
(2) " إزدواج الواحد " مفهوم ماديّ جدلي ثوري و" جمع الإثنين فى واحد " مفهوم مثالي ميتافيزيقيّ رجعيّ
1- ملاحظتان :
2- أسلوب إنتهازي فى التعاطي مع الإستشهادات :
3- صراع على الجبهة الفلسفية : يلتقي الخوجيّون مع التحريفيّين الصينيّين فى مهاجمة " إزدواج الواحد " :
4-" جمع الإثنين فى واحد " يعنى دحض مفهوم الخلاصة :
5- التيّار الرجعي للتحريفيّة العالميّة :
(3) التطوّر اللولبيّ بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الشكلي الدغمائي التحريفي الخوجي
1- مفاهيم مناهضة للينينيّة :
2- التطوّر اللولبي ماركسيا - لينينيا - ماويا :
أ - المجتمع الإشتراكي :
ب - الحزب الشوعي :
3- تطبيقات ماديّة جدليّة ماويّة للتطوّر اللولبيّ :
4 - التطوّر اللولبيّ و الجديد :
5- النموّ و التراجع :

الفصل الرابع : خزعبلات دغمائيّة تحريفيّة خوجيّة بصدد النقد و النقد الذاتي و صراع الخطّين

(1) النقد و النقد الذاتي و الطرد من الحزب بين الفهم المادي الجدلي الماوي و الفهم الدغمائي التحريفي الخوجي لأصحاب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ "
1- تضارب فى الأفكار ذو دلالة بالغة :

2- النقد و النقد الذاتي ماويّا :

3- الطريقة الجدليّة لتحقيق وحدة الحزب :

4- الإنضباط و الوحدة صلب الحزب :

5 - يجب التحلّى بالروح الثوريّة للسير ضد التيّار:

6- نقاوة الحزب :

7- إعادة التربية :

8- تعليق على "مقارنة بين بعض مواقف ماو و الموقف الماركسي في ما يخصّ المسائل الحزبية " :

(2) نظرية صراع الخطّين فى الحزب تطبيق لقانون التناقض الشامل لكافة الأشياء و الظواهر و السيرورات و تطوير لتحليل حياة الحزب و حركته
1- شمولية التناقض :
2- صراع الخطّين فى صفوف الحزب :
3- ستالين و صراع الخطّين :
4 - تعلاّت التنكّر لصراع الخطّين كحقيقة موضوعيّة :
5- تلاعب الخوجيّين المتستّرين هم كذلك بكلام لماو تسى تونغ :
6- الوحدة و التآكل :
7- السلم الإجتماعي المدّعى :
8- جديد الخوجيّين ليس شيوعيّا بل مناهضا لعلم الشيوعيّة !

الفصل الخامس : دحض خزعبلات الوطنيّين الديمقراطيّين أصحاب " هل يمكن أن نعتبر ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " الخوجيّة المتستّرة حول الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى

1) دور " الحرس الأحمر " و الشباب عموما فى الثورة الثقافيّة البروليتاريّة الكبرى :
2) دور الطبقة العاملة فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
3) دور الحزب الشيوعي الصيني فى الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
4) دور الجيش فى الثورة الثقافية البرليتارية الكبرى :
5) " تركيز عبادة الشخصية " ليس موقف ماو تسي تونغ بل موقف التحريفيين :
6) نتائج الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى :
القيام بالثورة مع دفع الإنتاج :

الإنتقال من الرأسماليّة إلى الشيوعيّة يحتاج عدّة ثورات ثقافيّة بروليتاريّة كبرى لا ثورة واحدة :

كبرى هي الثورة الثقافية لأكثر من سبب :

ملحق : " الأشياء الإشتراكية الجديدة " :

الفصل السادس : الموقف الماويّ الثوريّ من مسألة ستالين مقابل الموقف الخوجي الدغمائي

(1) الرفيق ستالين ماركسي عظيم قام بأخطاء


مقدّمة

بصدد منهجية " الوطنيّين الديمقراطيّين الماركسيّين - اللينينيّين " الخوجيّة الدغمائيّة التحريفيّة :

الموقف الشيوعي الماوي :

1/ المجلد الخامس من مؤلفات ماو تسى تونغ المختارة :

الصراع الطبقي فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا

ماو ينقد أوجها أخرى من الخطّ التحريفيّ السوفياتيّ

2/ ثلاث وثائق تاريخيّة

" حول التجربة التاريخية لدكتاتورية الربوليتاريا " ( أفريل 1956)

" مرّة أخرى حول التجربة التاريخية لدكتاتورية البروليتاريا "( ديسمبر 1957)

" حول مسألة ستالين " (1963)

(2) نضال ماو على رأس الشيوعييّن الصينيّين ضد التحريفيّة السوفياتيّة

1- ماو يبادر بدحض التحريفية السوفياتية :

2/ اعترافات حزب العمل الألباني بالمواقف الماركسية - اللينينية لماو:

عوضا عن الخاتمة
(3) نقد ل" جدول للمقارنة بين ماوتسى تونغ و ستالين حول السياسة المتبعة على مستوى داخلى و خارجي " ورد ب " هل يمكن إعتبار ماو تسى تونغ ماركسيّا – لينينيّا ؟ " " البحث " المهزلة

1)" دكتاتورية البروليتاريا و التعامل مع البرجوازية فى مرحلة الإشتراكية " :

2) " الثقافة و الإيديولوجيا فى مرحلة الإشتراكية " :

3) "العلاقة بالأممية البروليتارية ، بالأحزاب و بالحركات الثوريّة : الحركات الإشتراكيّة ، الحركات الوطنيّة فى العالم ".

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
مصادر و مراجع الكتاب الأوّل
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
الملاحق ( 4 )

الملحق الأوّل : قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيين الماركسيين - اللينينيين

الهويّة :

جوانب من المنهج :

حول العصر :

المسألة الوطنية فى عصر الامبريالية و الثورة الإشتراكية :

تحالفات الجبهة الوطنية :

الدولة البديلة :

الطريق الى السلطة السياسية :

الحزب الشيوعي :

الأمميّة :

التحريفية و انهيار الاتحاد السوفياتي :

التهجّم على الماويّة :

خاتمة :


الملحق الثاني : طليعة المستقبل ينبغى أن نكون !

1- الشيوعية ، لا الإشتراكية العلمية :
2- الشيوعية ، لا البلشفية :
3- طليعة المستقبل لتحرير الإنسانيّة لا محافظون على الماضى :
خاتمة :
الملحق الثالث : هـــل يمكن أن نعتبر ماو تسي تونغ ماركسيا لينينيا ؟
تخطيط البحث:
تمهيـــد
I / الجانب النظري لدى ماوتسي تونغ :
1/ قانون صراع الأضداد
2/ نظرية صراع الخطين في صلب الحزب الواحد
3/ ما الأساسي: وحدة الأضداد أم صراع الأضداد؟
4/ النقد والنقد الذاتي أم التطهير إزاء العناصر الانتهازية ؟
5/ الطابع المزدوج للشيء الواحد
II / الجانب العملي لدى ماوتسي تونغ :
1/ دكتاتورية الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء أم سلطة الطبقات الأربعة ؟
2/ حول التحالفات ومسألة البرجوازية الوطنية والوجهاء المستنيرين
3/ الثورة الثقافية : أهدافها الحقيقية : تركيز عبادة شخصية ماو وتوطيد سلطته
4/ نظرية العوالم الثلاثة : طمس للصراع الطبقي والنضال الوطني وتنكّر للتحليل الماركسي
III / مواقف ماو تسي تونغ من ستالين ومن التحريفيين في روسيا
IV/ مقولة شبه مستعمر شبه إقطاعي ليست ماوية في أصلها
V/ الخاتمة
الملحق الرابع : محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " /
من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني )

في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة

و علاوة عن المقدّمة ، يبحث هذا الكتاب الثاني في المسائل التالية :

1- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي
2- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة
4- الشيوعية أم الإشتراكيّة ، شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
5- تلاعب إنتهازي بتاريخ الصين الماويّة
6- الأممية البروليتاريّة و المؤتمر السابع للأممية الثالثة
7- التعاطى التحريفي مع الدين
8- لخبطة فكريّة و أخطاء معرفيّة
9- البديل الشيوعي الثوري الحقيقي : الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشوعية الجديدة
---------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مصادر و مراجع الكتاب الثاني
------------------------------------------------------------------------------------
ملاحق الكتاب الثاني (7)
-1- الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازيّة مؤسّسيه
-2- قراءة فى مشروع برنامج الوطنيين الديمقراطيّين الماركسيّين – اللينينيّين
-3- إلى الوطنيين الديمقراطيين -الوطد-: توضيحات لا بدّ منها بصدد التجربة الإشتراكية و طريق الثورة
-4- محتويات العدد 28 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المترجم :
كتاب بوب أفاكيان ، " ماتت الشيوعية الزائفة ... عاشت الشيوعية الحقيقية ! "
-5- محتويات العدد 23 من " الماويّة : نظريّة و ممارسة " ، فضلا عن مقدّمة المرتجم :
كتاب ريموند لوتا ،" لا تعرفون ما تعتقدون أنّكم " تعرفون "... الثورة الشيوعية و الطريق الحقيقي للتحرير : تاريخها و مستقبلنا "
-6- موقع تولّى لسنوات نشر تقييم تجارب الإشتراكية و الدفاع عن المكاسب التي حقّقتها و الردّ على مشوّهينها وهو ثريّ جدّا بالمعلومات و المراجع : https://www.thisiscommunism.org
-7- محتويات نشريّة " لا حركة شيوعية ثوريّة دون ماويّة ! " / من العدد 1 إلى العدد 43 – بقلم ناظم الماوي
--------------------------------------------------------------------------

حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين - الوطد - و تفرّعاتهم ( الكتاب الثالث )

في تعرية تحريفيّة الحزب الوطني الديمقراطي الثوري ( الوطد الثوريّ ) الماركسيّ – اللينينيّ و إصلاحيّته

و فضلا عن مقدّمته ، يتناول الكتاب الثالث بالنقاش نقاطا جوهريّة في الخطّ الإيديولوجي والسياسي ل " الوطد الثوري " :

-I دوس حزب " الوطد الثوريّ " لمستلزمات البحث العلمي :
1- الإستهانة بالمراجع و المصادر
2- تهرّب من الخوض في جميع تجارب الحركة الشيوعيّة العالميّة عدا التجربة السوفياتيّة
3- تداخل رهيب في المفاهيم
II- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " للينين و اللينينيّة :
1- تشويه تنظيرات لينين و ممارساته
2- تنكّر حزب " الوطد الثوري" لتطوير لينين للماركسيّة إلى مرحلة جديدة ، ثانية و أرقى
3- نظرة إحادية الجانب للينين – نظرة مناهضة للمادية الجدليّة
4- تشويه صلة ستالين بلينين
III- تشويه حزب " الوطد الثوريّ " لستالين :
1- غياب التقييم العلمي المادي الجدلي من منظور شيوعي ثوريّ لدى حزب " الوطد الثوريّ "
2- من الأخطاء البيّنة المرتكبة في ظلّ قيادة ستالين
3- حزب " الوطد الثوري " لم يفقه شيئا من الإنقلاب التحريفي على التجربة الإشتراكية السوفياتيّة و دروسه
4- كيف ننجز أفضل من التجربة السوفياتيّة ؟
IV- تلاعب حزب " الوطد الثوري " بإرث الأمميّة الثالثة :
1- هل يتبنّى هذا الحزب فعلا تعاليم الأمميّة الثالثة ؟
2- هل قيّم حزب " الوطد الثوريّ " تنظيرات و ممارسات الأمميّة الثالثة كما هو مطلوب ماركسيّا – لينينيّا ؟
V- كمونة باريس و الفهم الدغمائيّ التحرفيّ لحزب " الوطد الثوري " :
1- تصحيح معلومات تاريخيّة
2- اليوم لا يجب تحويل كمونة باريس إلى" نموذج لدولة الطبقة العاملة البديل التاريخي المستقبلي لدولة البرجوازية "
VI- تخريجات نظريّة دغمائيّة تحريفيّة لحزب " الوطد الثوري " المنتحل لصفة الماركسي – اللينيني :
1- بلشفيّة " الوطد الثوري " تشوّه الماركسيّة - اللينينيّة
2- الشيوعيّة و ليس الإشتراكية العلميّة
3- عن الفهم الدغمائي التحريفي للأممية البروليتاريّة لدي حزب " الوطد الثوريّ "
4- ما هذه " الماركسيّة – اللينينيّة غير المشبوهة بالتحريفيّة " ؟
-VII دغمائيّة و تحريفيّة حزب " الوطد الثوري " تتجلّى في معالجته لقضايا شيوعيّة حيويّة أخرى :
1- الصراع الطبقي و المنهج المادي الجدلي
2- عدم فهم حزب " الوطد الثوري " لدكتاتوريّة البروليتاريا و إنفصال الحركة الشيوعية عن الحكة العمّاليّة
3 - الديمقراطيّة في الفهم الدغمائي التحريفي لحزب " الوطد الثوري "
4– حزب " الوطد الثوري " و إنكار و تاجيل ضرورة النضال في سبيل تحرير المرأة من الآن إلى بلوغ الشيوعيّة
VIII- ملاحظات بشأن المنهج المثالي الميتافيزيقي لحزب " الوطد الثوري " :
1- تجليّات المثاليّة الميتافيزيقيّة المناهضة للماديّة الجدليّة
2- الحتميّة معادية للمادية الجدليّة
3- الأداتيّة لدي حزب " الوطد الثوري "

- خاتمة
مصادر و مراجع الكتاب الثالث
---------------------------------------
- ملحقان :
1- وثائق الحزب الوطني الديمقراطي – الوطد – الثوريّ الماركسي - اللينينيّ
2- محتويات أعداد " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! "
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++


حفريّات في الخطّ الإيديولوجي والسياسي التحريفي و الإصلاحي
للوطنيّين الديمقراطيّين – الوطد – و تفرّعاتهم ( الكتاب الثاني ) :

في نقد كتاب محمّد الكحلاوي ، " مئوية ثورة أكتوبر الإشتراكية 1917-2017 " إنطلاقا من الشيوعية الجديدة

" و كما أنّ المرء يفرّق في الحياة العادية بين ما يحمله الإنسان من رأي و ما يقوله عن نفسه و بين ما هو عليه في الواقع وما يفعله ، هكذا ، أيضا في الصراعات التاريخيّة لا بدّ للمرء بالأحرى من أن يميّز بين أقوال الأحزاب وتخيّلاتها و بين طبيعتها الحقيقيّة و مصالحها الحقيقيّة ، بين فكرتها عن نفسها و بين حقيقتها . "
(ماركس ، " الثامن عشر من برومير لويس بونابرت " ( ماركس إنجلس مختارات في أربعة أجزاء – الجزء الأوّل – دار التقدّم موسكو ؛ الصفحة 173 ) "
-----------------------
" إن الحركة الأممية الثورية اليوم و كذلك قوى ماويّة أخرى ، هي وريثة ماركس و إنجلز و لينين و ستالين و ماو و عليها أن ترتكز بقوّة على هذا التراث . و لكن مع إعتبار هذا التراث أساسا لفكرها ، يجب أن تكون لديها الشجاعة الكافية لنقد نواقصه . فبعض التجارب تستحقّ الإطراء و البعض الآخر يبعث على اللوعة . و يتعيّن على الشيوعيّين و الثوريّين فى كلّ البلدان أن يتأمّلوا و يدرسوا جيّدا تلك التجارب الناجحة منها و الفاشلة حتّى يستطيعوا أن يستخلصوا منها إستنتاجات صحيحة و دروسا مفيدة. "
( بيان الحركة الأممية الثورية لسنة 1984 )
-------------------------
" كلّ ما هو حقيقة فعلا جيّد بالنسبة للبروليتاريا ، كلّ الحقائق يمكن أن تساعد على بلوغ الشيوعية."
( " بوب أفاكيان أثناء نقاش مع الرفاق حول الأبستيمولوجيا : حول معرفة العالم و تغييره " ، فصل من كتاب " ملاحظات حول الفنّ و الثقافة ، و العلم و الفلسفة " ، 2005)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------
مقدّمة الكتاب الثاني :

نواصل مشوار التدليل على أنّه لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ، و على أنّ الماويّة الثوريّة المتطوّرة اليوم ، شيوعيّة اليوم هي الخلاصة الجديدة للشيوعيّة / الشيوعيّة الجديدة . و نواصل في هذا السياق تعرية و فضح الدغمائيّة و التحريفيّة بشتّى ألوانهما بإعتبارهما نقيضا لعلم الشيوعيّة ، نقيضا لسلاحنا في كفاحنا في سبيل تفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا ماديّا جدليّا و تغييره تغييرا شيوعيّا ثوريّا راديكاليّا و غايتنا الأسمى الشيوعية على النطاق العالمي و تحرير الإنسانية من كافة أصناف الإستغلال الجندري و الطبقي و القومي .
و في هذه المناسبة سنتناول بالنقد أوجها لا غير من " مئويّة ثورة أكتوبر الإشتراكيّة 1917-2017 " منشورات الحزب الوطني الإشتراكي 2017 ، لصاحبه محمدّ الكحلاوي ، الأمين العام لهذا الحزب الذى تأسّس منذ بضعة سنوات الآن كتوحيد لمجموعات إنشقّت عن الحزب الوطني الإشتراكي الثوري ( المشهور سابقا بالوطد الثوري ) و أخرى نشطت مع حلقات الوطنيين الديمقراطيين الماركسيّين اللينينيّين ؛ و إلتحق أواخر جانفى 2018 بالجبهة الشعبيّة بزعامة حمه الهمّامي. و هذا الحزب سليل تجربة ما سمّي بالخطّ الوطني الديمقراطي المنظّم في ما عُرف تاريخيّا بالوطنيين الديمقراطيين الماركسيين اللينينيين الذين تفتّتوا إلى عدّة مجموعات ظلّت مجموعة منهم محتفظة باسم " الوطنيون الديمقراطيون الماركسيّون اللينينيّون "( و قد أفردنا لها كتابا نقديّا هو" الوطنيون الديمقراطيون الماركسيون اللينينيون يحرّفون الماركسيّة اللينينيّة " وهو متوفّر بمكتبة الحوار المتمدّن ) وخرجت أخرى ، ضمن من خرجوا ، لتؤسّس لاحقا الحزب الوطني الإشتراكي الثوري الذى إنشقّ بدوره إلى مجموعات من أهمّ عناوينها اليوم الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وحزب الوطد الثوري ( الماركسي اللينيني ) .
و قد خصّصنا في عددنا السابق ( العدد 33 ) من " لا حركة شيوعيّة ثوريّة دون ماويّة ! " مقالا مقتضبا للحزب الجديد، الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي و حمل من العناوين " الحزب الوطني الديمقراطي الإشتراكي وريث إنتهازية مؤسّسيه " و فيه سلّطنا الضوء على جوانب من إنتهازيّة هذا الحزب . و نستمرّ هنا في إعمال سلاح النقد الماركسي في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب ساعين قدر الإمكان إلى كشف أهمّ مقوّمات هذا الحزب المتمركس هو الآخر و إظهارها للنور كي يتمكّن الباحثون و الباحثات عن الحقيقة مهما كانت من مواجهة الواقع كما هو مواجهة جدّية و أملنا أن تكون هذه المواجهة من لدن البعض مواجهة ماركسيّة حقّا ، بعيدا عن اللفّ و الدوران و الزئبقيّة و عن الإنتهازيّة المقيتة التي ولّدت و تولّد يوميّا مواقفا لامبدئيّة شائعة مائعة تلحق أيّما ضرر بعلم الشيوعية و إستيعابه و تطبيقه و تطويره لتفسير العالم و تغييره من منظور شيوعي ثوري غايته الأسمى تحقيق إمكانيّة إنشاء مجتمع شيوعي على الصعيد العالمي.
و بما أنّ ملفّ البحث في الخطّ الإيديولوجي و السياسي لهذا الحزب الجديد أضحى على الطاولة و حان وقت فتحه بعين ناقدة و فاحصة و علميّة و تتحلّى بالصرامة بعيدا عن المزايدات ؛ و بما أنّ كتاب السيّد محمّد الكحلاوي شدّنا إليه شدّا إذ هو يزيّن كلامه بالماركسيّة ؛ و بما انّ الفحص النقديّ لكتابات المتمركسين بات وشما مرافقا لفكرنا ؛ لم نجد مفرّا من الوقوف وجها لوجه مع هذا الكتاب و إخضاعه للغربال النقدي لنشعل شمعا للحقيقة و نفضح من يتظلّل بشجرة التحريفيّة و الدغمائيّة ، من وأد الماركسيّة الثوريّة و الإستعاضة عنها بأخرى مشوّهة ، ماركسيّة مبتذلة رثّة لا تمتلك ناصية المعرفة و المنهج . و ثمرة جهدنا النقدي بوّبناها في النقاط التسع الآتى ذكرها :
1- عنوان باهت يعكس مضمونا باهتا في جانبه الرئيسي
2- أهداف الكتاب : مغالطات بالجملة
3- منهج مثالي ميتافيزيقي مناقض للمادية الجدليّة
4- الشيوعية أم الإشتراكيّة ، شيوعيون أم إشتراكيّون ؟
5- تلاعب إنتهازي بتاريخ الصين الماويّة
6- الأممية البروليتاريّة و المؤتمر السابع للأممية الثالثة
7- التعاطى التحريفي مع الدين
8- لخبطة فكريّة و أخطاء معرفيّة
9- البديل الشيوعي الثوري الحقيقي : الخلاصة الجديدة للشيوعية أو الشوعية الجديدة

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو: من ربات بيوت إلى حارسات للغابات.. إندونيسيات يكسرن ال


.. تغطية القناة الأولى لأشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية




.. تغطية القناة الثانية لأشغال الدورة الرابعة للجنة المركزية


.. بخراطيم المياه وفرق الخيالة ... الشرطة تفرق آلاف المتظاهرين




.. اعتداءات واعتقالات لمتظاهرين وسط تل أبيب يطالبون بصفقة تبادل