الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعرة المتألقة عبير دريعي

غيفارا معو
باحث وناشط سياسي ,واعلامي

(Ghifara Maao)

2022 / 5 / 26
الادب والفن


الشعر يعد تعبيراً وجدانياً انفعالياً مع مختلف الأحداث التي يعيشها الإنسان أو التي تفرض عليه، فيعبر عنها ويجسدها بطريقته الخاصة تعرفت على كتاباتها على رياض الافتراضي وحاولت أن أجمع كلماتها بين طيات مجموعة الكترونية منذ سنوات مضت لإنني وجدت فيها احاسيس صادقة مرهفة وجدانية الكلمة إنها ابنة عامودا بلد الثقافة والأدب والسياسة والمجانين وابنة ملك الناي الخالد عبدالرحمن دريعي ....عبير دريعي أم آلان

س1_ حبذا لو عرّفت الشاعرة: عبير دريعي بنفسها، وقدمتها لمحبيها وقراءها وبالتفصيل؟
ج 1
عبير دريعي هي اِبنة جغرافية متاخمة للحدود الدولية بين سوريا وتركيا، هي ابنة تلال شرمولا قبل أن تُعلن الحدود عن حديديها وضجيجها..ولدتُ في حُضن عائلة تُحب الفن و الأدب وتقدس الكتب و الثقافة، في المرحلة الإبتدائية تعرفت على كتب جديدة، كتب لا تشبه كتبي المدرسية، ومن هناك إستمر الشغف بالقراءة و المطالعة، لم يدم ذلك الأمر طويلاً،، تركت مقاعد الدراسة وكتبي، وهي النتيجة الأولى التي أفرزتها حالة زواجي المبكر و إنتقالي من حلب إلى بيت الزوجية بعامودا،
عدت للدراسة ،وإلى كتبي وأنا أم لثلاثة أطفال، وحصلت على الشهادة الثانوية (البكالوريا) وأكملت دراسة أهلية التعليم بمعهد إعداد المعلمين و عملت معلمة مدرسة فترة طويلة و أكملت لاحقا الدراسة الجامعية وإستلمت إدارة مدرسة و مازلت على رأس عملي و أعيش في مدينتي عامودا،التي اعشقها وجداً.. بالإضافة رئيسة إتحاد كتاب كوردستان فرع عامودا

س2_ في البداية نتمنى أن تخبرينا عن بداياتك في اكتشاف الموهبة الشعرية لديك وهل تسعفك الذاكرة إلى ذكر أول قصيدة كتبتها؟
ج2 :
كنت اقرأ كثيراً، وكنت أجد الوقت
و التشجيع، لكن الظروف الجديدة ووجود أطفال أبعدني عن الإهتمام الجدي بالقرأءة و الكتابة أيضاً إلا في فترات قليلة كنتُ أجد روحي تنجذب إلى الكتب، فأقرأ فيها، تلك القراءات ولدت في أعماقي رغبة أن أكتب، أن أعبر عن مشاعري، وعنَ فيض من الرغبة والحاجة للكتابة، بدأت كتابة الخواطر، وبصراحة لم احتفظ بها، وتطورت هذه الحالة، ومع توفر الوقت وبعد أن خفت مسؤولياتي كأم
وربة عمل و كموظفة، وجدتُ نفسي وحيدة في بيت كان يضج بالحركة والصخب الجميل، وهذا الفراغ، ولّدَ لدي مشاعر وأحاسيس الشوق والحنين إلى عائلتي وأبنائي، وحالة الحرب التي نتج عنها النزوح و عمليات الهجرة جعلني أنظر الى بلدي وإلى عامودا نظرة جديدة فبدأت أكتب بطريقة جديدة، أعبر فيها عن مواقفي ومحبتي لبلدي..
كل ما كتبته كان شعراً نثرياً، أو لنقل كان نثراً شعرياً.. لن نختلف مع التسمية، و كثيرة هي النصوص التي كتبتها في فترات سابقة وأعتبرها جميعها قصائدي الأولى و إلى الآن...


س3_ الشعر والغناء توأمان وعبير دريعي نمت في كنف ملك الناي والملحن الكبير المرحوم عبد الرحمن دريعي نتمنى إن أسعفك الذاكرة أن تعودي الى تلك الأيام حتى ولو بلحظاتها العابرة وتأثيرها المستدام؟
ج3
العلاقة بين الشعر والموسيقا أو الغناء علاقة قديمة، علاقة توأمة، ربما كانا جناحي طير حلق بهما الإنسان في فضاءات الخيال، وكانت متنفساً لروحهِ و لرغباتهِ،
كان لوالدي الراحل تأثيره المباشر
و القوي، فهو لم يكن موسيقياً فحسب وإنما شاعراً و أديباً و فناناً ونَحاتاً، وقبل كل شيء كان أباً ومعلماً، هذه المَلاكات الإبداعية التي لم يجد الوقت الكافي لممارستها نتيجة ظروفه المعيشية الصعبة،وانشغالاته الحزبية إلا إنه نجح في إستنبات هذه الملاكات في نفوس أبناءه، فإخوتي كانوا على الدوام يعيشون في حض الفنون والأداب من رسم وموسيقا وكتابة.. وهو أمر معلوم لكل من يعرف أفراد عائلتنا..
كان أبي رحمه اللهمحباً وعطوفاً زرع محبة البلد والأدب و الفن بقلوبنا منذ الطفولة، وكان وجوده دعماً وسنداً، وكانت لأحاديثه وأسلوب حياته تأثيره المباشر علينا جميعاً نحن أبناءهِ وبناتهِ،
وكان لأمي دورها أيضاً في أن تمنحنا من قوة شخصيتها وطريقة تعاملها مع الحياة ومع ترتيب أساسيات الحياة.. ومازال أبي يعيش في وجداني ومازلت أحتفظ ببعض لوحاتهِ و كتاباتهِ ونايهِ....

س4 _ حين نتحدث عن عائلة دريعي وجب علينا لزاما إننا نتحدث عن الثقافة بكل حيثياتها الشعر والموسيقى والرسم وكأنها موروثة عائلية وما دور العائلة الكبيرة في تكون هذا الموروث؟

ج4كما أسلفت وتحدثت خلال إجابتي لسؤالكم السابق دور والدي الراحل في تنشئتنا، كونه ترك بصمته، وهذا الأمر تأكيداً يمتلك بعداً وراثياً وحيوياً بالأضافةَ إلى قوة تأثيره وتربيته وتنشئته لنا..
فإخوتي الشباب مازالو يمارسون أعمالاً قريبة جداً من الموسيقا في مجالات التسجيل والمونتاج والتصوير، و أختي نغم قارئة جيدة و تمارس الكتابة كلما سنحت لها الفرصة، و أختنا الصغرى فنانة تشكيلية وقد نالت درجة الدكتوراة في الفن ومازالت تمارس العمل الفني..
وآل دريعي وخارج الأسرة وضمن نطاق عائلي أوسع تضم فنانين وكتّاب ومواهب متعددة، حتى أبنائي فإنهم يمتلكون حساً خاصاً من جهة الموسيقا والرسم والنحت ومحبة الآداب بشكل عام..

س5_ هل القصيدة بالنسبة للشاعرة حصن تحتمي بها من ثوراتها الداخلية أم هي نافذة تُطل من خِلالها على أشيائها الجميلة؟

ج5
لا أعتقد أن للشعر قوة ردع أو حماية، وإن كانت سلاحاً للروح، الشعر إطلالة تُشبه الحُلم، هي حالة من أحلام اليقظة، أعبْر عن مكنونات النفس، وأستخدم لغة خاصة قريبة من روحي، أفتح لها مسارات البوح، فتأخذ أشكالاً عدة، ربما كانت نافذة في جدار عالٍ، أو شراع سفينة تأخذني نحو المدى نحو عوالم أحلم بها، وربما كانت روح عصفورة تحلق كل فجر مابين بيوت عامودا و أشجارها، وترتاح في ظلال مآذن جوامعها او قباب كنائسها..
الشعر كائن أكتبه، وأشعر به.. هو أنا..
س6_ المجموعات الشعرية تتفاوت في خدمتها للشعر.. من وجهة نظر شاعرتنا ماذا قدمت للشعر وما أثرها علية؟

ج6
أنا لم أنضم إلى منتديات شعرية تشبهني أو مجموعات أشبهها، وإنما كان لها أن تمنحني فرصة التعرف إلى أنماط وأشكال كتابية، وأن تكون أيضاً فرصة أن أهتم بشكل أكثر بطريقة الكتابة..
و كانت فرصة جيدة وهامة للتعارف
و التواصل.

س7_ من هم الأدباء والشعراء الذين تأثرتِ بهم ؟ ومازلتِ تنهلين من ابداعاتهم حتي الان كقدوة ومثال لك ؟
ج7
في الحقيقة كل كتاب قرأته كان معلما لي، وكانت للكتب تأثيرها القوي و المباشر، ولا أريد أن أسرد أسماءً فالقائمة تطول، وهي بالتأكيد قائمة معروفة لدى الجميع ولا أظن أن أحداً لم يتأثر بها بدرجة ما..
فقد اطلعت على الآداب الأجنبية من شعر ورواية بترجمات عربية، وللأسف كانت قراءاتي للأدب الكردي و باللغة الأم قليلة،رغم أنني قرأت كثيراً من كتب في الأدب الكردي وملاحمهِ وأساطيره باللغة العربية، وإستمتعت بسماع الشعر الكردي مباشرة وعن طريق الأغاني الكردية أيضاً..

س8_ عامودا مفردة لا تستطيع عبير تجاوزها ودوما يكون لها التأثير الأكبر على أحاسيسك ماذا لو كان القدر في أي مدينة أخرى هل كان سيكون ذاك التعلق نفسه ؟
ج8

الإنسان أبن بيئته، وشاءت الأقدار إنني ولدت بمكان بهي وعالٍ، بمدينة إسمها عامودا، وابتعدت عنها لفترة حيث قضيت جزءاً من طفولتي في مدينة حلب،تلك المدينة التي تركت تأثيراتها على شخصيتي وهي المدينة الكبيرة، والتاريخية ولها الفضل في جزء كبير من تكويني وشخصيتي،.. وشاءت الأقدار أن أعود إلى عامودا مرة ثانية ، تزوجت فيها وأنجبت أبنائي الخمسة وفيها عدت للدراسة وتعلمت و علمت أطفالها وأبناءها بحكم عملي كمعلمة ومدرسة ولاحقا مديرة مدرسة والى الآن و مازال طلابي يرونني تلك المعلمة الحريصة عليهم، وأصبحوا مهندسيين وأطباء ومحاميين وميكانيكيين و تجار.. وأصبحوا آباء وأمهات، تلك العلاقة مع سكانها وأهلها الذين هم أهلي ومعارفي أيضاً وتعلقت روحي بطبيعتها وبساتينها وحقولها وتلالها وطيورها.. وأعشابها وحشائشها وهذا الأمر واضح وجلي في مفردات وثنايا كتاباتي التي كتبتها عن عامودا ونشرتها صحف كردية وعربية داخل وخارج سوريا.
أحب كل المدن الحدودية القريبة من عامودا، وأحب قُراها،.. وأكيد وكما سبق أن قلت الإنسان إبن بيئته، ومن الطبيعي أنني فيما لو ولدت وعشت في مكان آخر كان سيكون لي ذات المشاعر وذات الروابط للمكان الذي ولدت فيه او المكان الذي عشت فيه..

س9_ من دون شك أن الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعية قد أسهمت كثيرا في تقريب القارئ من تجربتك الشعرية، ماهورأيك وأين تفضلين إقامة قصائدك تحت سقف من ورق أم تحت أعمدة أضواء النشرالإلكتروني؟
ج9
وسائل التواصل الاجتماعي وخاصة الفيس بوك كان له الدرجة الأولى في تواصلي مع جمهور مميز من المهتمين والأهل ومن نخبة مميزة من شعراء الكرد وشعراء وشاعرات سوريات، وأيضا فرصة تواصل مع المغتربين
و شاعرات و شعراء من جميع أنحاء العالم، فالأنترنت كان الوسيلة الأسرع للتواصل
و النشر، ومن المنصات الإلكترونية والمجلات والصحف الإلكترونية كانت إنطلاقتي في النشر، والإنتشار، لكن يبقى للورق مكانته ونكهته وقيمته وسِحره، وسوف أقوم في القريب العاجل بالاهتمام الجدي بهذا الجانب من النشر مع الإستمرار بالنشر الألكتروني أيضاً ََ
س10_ هل تحدثينا قليلا عن صباحي أنت وهو باكورة اعمالك المطبوعة على ما أعتقد وكيف تبلور فكرة النشر والعنوان ؟
ج10
"صباحي انت" هو عملي الشعري المطبوع الأول، نشرته دار مصرية و كان الكتاب الأول الذي شارك في معرض دولي للكتاب في القاهرة وحصلت من خلاله على جائزة تقديرية و درع لأفضل ديوان شعري من قبل المبادرة الثقافية للنشر، وقد سبق أن تم نشر مجموعة نصوص شعرية ضمن كتاب الكتروني أنيق تحت عنوان "حينما كنت صغيرة " من منشورات الصرخة ومجلة هيلما الألكترونية الذي لاقى إهتماماً نقدياً ملحوظاً وهنا لا يسعني إلا أن أشكر كل من الأستاذ القدير كيفارا معو الذي أشرف على تصميمه ونشره والأستاذ الكاتب والناقد عبدالوهاب بيراني القدير لمتابعته النقدية المميزة..
وحالياً لدي أكثر من مخطوط شعري معد للنشر، بالإضافة لكتابات حول تاريخ أمكنة محددة من عامودا وقد نشرت جزءاً منها في صحيفة خليجية. وأتمنى طباعتها في أقرب وقت.

س11_ الشعر نافذة لراحة الاعصاب ، اخبرينا بأختصار عن تلك النافذة؟

ج11.. أعتقد إنني تحدثتُ عن سِحر هذه النافذة في معرض إجابتي لسؤال سابق،
هذه النافذة التي كان الشوق و الحنين ريحاً تحرك ستارة الشعر في داخلي، وكان الشوق للأهل، وتذكر مراحل الطفولة، وممارسة حالة التأمل تنطلق من هذه الكوة نحو أعماقي و منها نحو العالم حيث الأهل
والأصدقاء.. الذين هاجروا أو الذين مضوا في رحلة الغياب الأخير..
كان الشعر سلواي ومتنفسي وأداة سحرية منحتني الراحة و الهدوء رغم الهيجان والعواصف التي تثيرها في روحي أيضاً..

س12 _ آخر همسة للشاعرة عبير دريعي في أذن قراء ومتابعي وأعضاء مجلة هيلما الأدبية ؟
ج12
كان مشروع إصدار مجلة هيلما حلماً و بدأ مع جهود رئيس تحريرها بالتبلور والإنطلاق وإستطاعت أن تبني قاعدة قراء ومتابعين ومشاركين جيدة، وأتمنى لها دوام الإستمرارية والنجاح، وأن تكون صوت الشعر والأدب الجاد، وأتمنى للقُراء المزيد من التفاعل مع موادها والإحتفاء بموادها، والمساهمة في إنتشارها،
ولا يسعني هنا وفي ختام هذا الحوار الجميل إلا أن أشكر جهودكم في نجاح خطواتكم العملية نحو بلورة إعلام كردي سوري مميز مستقل يعبر عن صوت الأدباء و الفنانين والفنانات.. وخاصة في ظل الظروف التي نمر بها، مع كل تمنياتي أن يعم الأمن و السلام ربوع سوريا وكردستان
و العالم.. وكل عام وأنتم و القراء والمتابعين بخير، كما أهنىء العمال والعاملات في كل انحاء العالم بعيد الفطر السعيد وعيد العمال العالمي
ومرة ثانية شكرا لكم.. وشكرا لطاقم الادارة بمجلتكم وموقعكَم الألكتروني الهام الذي أتاح لي أن أطل على القراء من خلال هذه النافذة الجميلة.. و لكم كل التقدير..

عامودا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طنجة المغربية تحتضن اليوم العالمي لموسيقى الجاز


.. فرح يوسف مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير خرج بشكل عالمى وقدم




.. أول حكم ضد ترمب بقضية الممثلة الإباحية بالمحكمة الجنائية في


.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء




.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق