الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عن الوباء السابق و الحالي و القادم

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2022 / 5 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


استحوذ وباء الكورونا في الأعوام الثلاثة الماضية على اهتمام كبير و دارت بشأنه نقاشات و مساجلات كثيرة نتيجة تداخل تداخل السياسة و الطبابة والتجارة ، فكان طبيعيا في هذا السياق ، أن تبقى بعض الأسئلة معلقة و بعضها مضمرة ، من دون إجابات ، كأن التساؤل محظور أو أنه مثير للشبهات ، لا وقت للتوقف و المراجعة ، فالوباء القادم أو الحرب القادمة أو الأزمة الإقتصادية أو المالية ، لا ينتظر.
من نافلة القول أنه تخللت الإجراءات الحكومية في كفاح الوباء في البلدان الغربية و التي ترافقت مع تجييش إعلامي عالي الوتيرة ، تناقضات عديدة بلغ بعضها حد الإدهاش .
أقتضب هنا لأشير إلى أن ما سمعناه في "أعوام الكورونا " الثلاثة على لسان بعض الأطباء على سبيل المثال ، عن العقاقير التي يمكن استخدامها و تلك التي حُرمت و مُنعت ، و " اللقاح " الذي لا يقي من الإصابة بالمرض و لا يحد من سريان العدوى ، و لكى جرى بالرغم من ذلك حقن جرعات متتالية منه ، على فترات لا تتعدى أربعة أشهر تحت ضغوط السلطة ، أي انه بالتعريف العلمي أقرب إلى العلاج الدوري منه إلى اللقاح بحسب المفهوم المعروف بما هو وقائي .
لا نجازف بالكلام أن سلطة الحكم اقتحمت حقل العلوم الطبية ،لتمنع الطبيب من معالجة مريض ، إذا اقتنع بفائدة ذلك ، كالمعتاد قبل ظهور الوباء ، بواسطة دواء حاصل ، على اجازات من الجهات العلمية الرسمية ، تجيز إقتناءه في الصيدليات ،و بالتالي كان متاحا للطبيب أن يصفه للمريض في إطار القوانين الناظمة لممارسة المهنة .
و في المقابل ، أجازت هذه السلطة ، علاجات لم تستوف الإختبارات اللازمة ، ما لبثت أن تسببت بمضار حرجة للمريض بالإضافة إلى ثبوت عدم فعاليتها ضد فيروس الكورونا . ( هذا يعني علميا ، إجراء تجارب دوائية على مريض ، دون موافقته . ما يتعارض كليا مع أخلاقيات مهنة الطب )
أكتفي بهذا القدر عن الكورونا ، لا سيما أننا نسمع في هذه الأيام ، أقاويل عن مرض " جدري القردة " و كنا قد أخبرنا ، كما هو معلوم ، عن " انفلونزا الطيور " و "جنون البقر " و ما نزال ، محاصرين بالكورونا التي يُروى أن خرجت من آكل النمل (pangolin ) او المنك ( vison) و الله أعلم .
من البديهي أن الغاية من وراء هذا المقال ليست حقيقةً ، عرضا لملوحوظات طبية و إنما المبتغى هو طرح موضوع العلاقة التي باتت تربط المرء بالسلطة الحاكمة إلى حد الإرتهان الكامل لها كما لو استلبت العقل و الإرادة من الناس . أو بتعبير أدق هي دعوة إلى مداورة موضوع الحرية الشخصية في الذهن ، من خلال تهديد الطبيب على سبيل المثال ، الذي يصف دواء متداولا ، مجازا ، في علاج مرض بعينه بمنعه من مزاولة المهنة لاسباب لا تفصح السلطة عنها ، أو بفرض الحجر الشامل على السكان ، باستثناء السماح لهم بالخروج يوميا للتريض شرط عدم الإبتعاد عن المنزل أكثر من كيلومتر واحد فقط ، (وليس كيلومترين ) ، تحت طائلة التغريم .
مجمل القول أن الطبيب الذي يصف دواء حيث يرى أنه كفيل بعلاج المريض من مرضه ، ما عدا استخدامه ضد مرض نزولا عند أمر من السلطة دون برهان أودليل علمي ، و أن المريض المجبر على تلقي " لقاح " ، هو ليس في لبّهِ بلقاح ، و لا يعدو كونه محاولة علاج تجريبية ، بدليل أنه لم يمنع العدو ى ، هؤلاء جميعا ، أطاعوا السلطة التي لم تحترم القوانين المرعية .
الرأي عندي أن الحروب التي تخوضها السلطة في داخل البلاد التي تتولى حوكمتها على شكل قمع الحركات الشعبية و التهديد بمنع لقمة العيش و الحرمان من الضمانات الاجتماعية و الأزمات الإقتصادية و المالية ، و في خارجها متمثلة بالانضمام للأحلاف العسكرية العدوانية لغزو البلدان الفقيرة و مصادرة ثرواتها و عرقلة نشوء دولها و تدمير عمرانها ، و تشريد شعوبها. هذه الحروب هي دليل على أن السلطة تنتهك القوانين و الأعراف الانسانية ،و لكنها تحظى بالرغم من هذا كله ، في ظاهر الأمر ، بثقة شعوبها في الإنتخابات . فاغلب الظن أنها أقوى من شعوبها و أن هذه الشعوب تخشى السلطات التي تحكمها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دعوات دولية لحماس لإطلاق سراح الرهائن والحركة تشترط وقف الحر


.. بيان مشترك يدعو إلى الإفراج الفوري عن المحتجزين في قطاع غزة.




.. غزيون يبحثون عن الأمان والراحة على شاطئ دير البلح وسط الحرب


.. صحيفة إسرائيلية: اقتراح وقف إطلاق النار يستجيب لمطالب حماس ب




.. البنتاغون: بدأنا بناء رصيف بحري في غزة لتوفير المساعدات