الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صدام وازلامه مجرمون حتى تثبت برأتهم

هرمز كوهاري

2006 / 9 / 16
دراسات وابحاث قانونية


ما نسمعه هذه الايام من محاكمات صدام حسين وعصابته ، المتهمون بالادلة القاطعة والثابتة والمثبتة والملموسة ، عليهم إثبات عكس ذلك ، أي عليهم إثبات أنهم لم يقوموا بهذه الاعمال كالإعدامات بالجملة ، وحرب الانفال ، وتهديم القرى الكردية وحرب الابادة ضد الشعب الكردي والشعب العراقي بكل طوائفه وأجناسه .

هذه الادلة المعروضة أمام المتهمين وأمام الجميع وعلى شاشات الفضائيات وعلى صفحات الصحف العربية والاجنبية ، المحتوية على الصور البشعة لجرائمهم والوثائق الرسمية ، عليهم إثبات أنها غير صحيحة أو ليسوا على الاقل هم مسؤولين عنها ، ربما الموسادالاسرائيلي !! أو المخابرات الامريكية ( سي آي أي ) . قالت إحدى العراقيات في السويد ، دفاعا عن صدام " هو شعلي أمريكا كللتلا سوي كذا وكذا !!" قلت لها " العذر أقوى من الصوج !! ، يعني كان قاتلا مأجورا لأمريكا "!! سكتت وخرجت من المكتبة التي كنا فيها ، هذا أقوى دفاع عندهم ! على اساس أمريكا هي المتهمة الاولى في القضية وليس صدام حسين المنفذ أو القاتل المأجور إن صح إدعائهم !!، أو ربما نزل على الاكراد ، لهيب او نار كاللهيب أو النار الذي نزلت من السماء على أهل نينوي ( وليس نينوى ) في العصور القديمة كما ورد في الكتب الدينية و سميت : ب( زوم وعامور ).
وقيل أهل نينوي عوقبوا لفشحهم ! أما بالنسبة الى الاكراد فربما نزلت عليه النار لعدم طاعتهم رؤسائهم صدام وجماعته !!.

إن حكامنا المحترمون مع الاسف ، قد عكسوا الصورة ، حتى صارت في صالح المتهمين ،و حتى أخذ المتهمون جانب الهجوم !! وأصبح شاهدوا الاثبات شاهد الدفاع عن الواقع الملموس والمثبت بالوثائق والصور الرسمية ، أ والدفاع عن نفسه قبل أن يتهم بشاهد زور !!.

هكذا أصبحت الديمقراطية العراقية ، في صالح الدكتاتوريين والقتلة والمجرمين ،وضد مصالح المظلومين وذوي الضحايا ، بعكس الديمقراطيات المعروفة في كل العالم التي جاءت لخدمة كل الناس وضد المجرمين !!ولهذا قلت في مقالي السابق ، فوضى الديمقراطية ،" ديمقراطية كل من إلو "

وأنا أقول : هل كان شاوشيسكو دكتاتور رومانيا أكثر قتلا وإجراما من صدام حسين ، الذي لم تطل محاكمته ربما يوما واحدا وربما جلسة واحدة لست متأكدا بالضبط ثم إعدما رميا بالرصاص هو وزوجته أمام شاشات التلفزيون .ولم تتهم رومانيا أنها غير ديمقراطية ، كما يخشى العراق من هذه التهمة وفقط في محاكمة البعثيين !!
لماذا كل هذا الاسترسال ، هل لكي يقولوا أننا أصبحنا بلدا ديمقراطيا ، ولم يبق في العراق أي مظهرا غير ديمقراطي !! ما شاء الله كل الحريات متوفرة أكثر من أي بلد ديمقراطي آخر ، أتحدى إذا هناك بلدا ديمقراطيا يتوفر فيه القتل المجاني أكثر من العراق !!كل شيئ مجاز بيع الاسلحة بمختلف أنواعها عدا الدبابات والطائرات !! علنا أو في الشوارع الخلفية وفي الانتخابات كانت كلها ماشاء الله !! كلها ديمقراطية، فكانت المليشيات والطوائف وشيوخ العشائر عمدة الديمقراطية وحماتها المخلصين في الانتخابات الشريفة والنظيفة .
عجيبة هذه الديمقراطية ! يخافون عليها فقط في المحاكم ، في محاكمة البعث الصامد حتى ضد التهم الثابتة المثبتة الموثقة محليا ودوليا وإجتماعيا ودينيا ، الحكام المحترمون يخافون على سمعة العراق كي لايقول محاموا صدام وأعوانه وهو ، بإنه ليس بلدا ديمقراطيا مثل سَوَسرا والسويد ، ولا يخافون هؤلاء الحكام من عقاب الضمير ، هل يريد الحكام المحترمون أن يقولوا أن ديمقراطيتنا بلغت بل تجاوزت الديمقراطيات الاخرى في المحاكم الى درجة يصبح المجرم برء والضحية متهم . وبإمكان المتهم صدام أن يحل محل الحاكم ، ولماذا يخشون من ذلك فالبلد ديمقراطي ؟

طالب صدام ومحاموا صدام محاكمتهم في المحاكم الدولية ، هذا قبل أن يعرف أن المحاكم العراقية أفضل له بل أرحم بهم من أي محكمة دولية في لاهاي او سَوَسرا !!

والآن إذا طالب الشعب أن ينقلوا محاكمته وأعوانه الى المحكمة الدولية ، سيرفض صدام هذا الطلب المجحف بحقهم وحق العدالة والديمقراطية الجديدة لأنه لايريد أن يترك البلد الذي أفنى شبابه في خدمته هو واولاده المقبورين وأعوانه الذين سيقبرون في مزبلة التاريخ دون مأسوف عليهم . !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تغطية خاصة | تعرّض مروحية رئيسي لهبوط صعب في أذربيجان الشرقي


.. إحباط محاولة انقلاب في الكونغو.. مقتل واعتقال عدد من المدبري




.. شاهد: -نعيش في ذل وتعب-.. معاناة دائمة للفلسطينيين النازحين


.. عمليات البحث والإغاثة ما زالت مستمرة في منطقة وقوع الحادثة ل




.. وزير الخارجية الأردني: نطالب بتحقيق دولي في جرائم الحرب في غ