الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية - 8

نزار رهك

2003 / 5 / 23
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


الديكتاتورية الفاشية الى الفاشية الليبرالية (8)


www.Rahakmedia.com

 

الفاشية والدين
العلاقة التي ربطت الفاشية بالكنيسة تعددت بين الأواصر القوية والتعاون المشترك من جانب وبين الرفض من جانب آخر . وكمؤسسة من المؤسسات الأجتماعية  التي تكون الأساس  الروحي للشعب و لسلطة الدولة فهي بالتالي لاتختلف في التاثير والتأثر بأي نظام سياسي يسود في البلد ويكون بالتالي لها دور تحدده لها السلطة الجديدة  طالما كانت هذه السلطة تفتقر الى مبدأ حرية الأديان والديمقراطية ومنها بالمقابل تنشا معارضة  سياسية ودينية لهذا التوجه وكلا الطرفين يستند الى النصوص الدينية التي جاءت بها الكتب السماوية .

في النظم الفاشية تكون جميع الشعائر والمراسيم والأحتفالات والنشاطات الدينية تحت الأشراف المباشر للدولة وليست المؤسسة الدينية ويتم حصرها في الأطار الضيق والمحدود جغرافيا ليسهل السيطرة عليها من قبل النظام

وعلى هذه الشعائر أن تخدم لا الجانب الديني والروحي المليء بالمحبة والسلام والتوحد مع الله وفعل الخير وما شابه ذلك بل تخدم الجانب السياسي المساند للنظام الفاشي وليشكل القاعدة الروحية المساندة لشخصية الديكتاتور , وإيجاد التخريجات الفكرية الدينية والشرعية التي تبرر جرائم الديكتاتور وسياسته الداخلية والخارجية.

في عراق صدام حسين تمت عمليت شراء ذمم وتهديد بالقتل للعشرات بل والمئات من علماء الدين وأئمة الجوامع لفرض الشروط الأساسية التي يجب إتباعها والتي تصب في مجرى السياسة الأجرامية للنظام الفاشي و لممارسة

دورهم كمبشرين أو حتى كشرطة سريين لأجهزة القمع البعثية .

وقد لقيت معارضة ورفض ومقاومة قدم من خلالها خيرة العلماء حياتهم ثمنا لهذا الرفض وأمضى المئات الآخرين من رجال الدين عشرات السنين من حياتهم في النضال ضد الفاشية البعثية وهذا ما لم تشهده بهذا العدد الهائل  ساحات النضال ضد الفاشية  لا في المانيا ولا في إيطاليا. وهو ما يفترض أن يكون درسا تاريخيا لحركاتنا الأسلامية بأن البديل للفاشية  هو ليس غير الديمقراطية والسلام وحرية الأديان وإحترام الأديان السماوية كلها في دولة القانون والحريات والمجتمع المدني الديمقراطي .

ليس صعبا على الفاشيين إيجاد النقاط المشتركة مع المؤسسة الدينية لأيجاد المبرر الفكري لمساندتها فهي قد تكتفي بمساندة الفاشيين في محاربة الأفكار والمباديء الأشتراكية والشيوعية بأعتبارها معادية لسلطة الكنيسة ( بالرغم من إن جميع الأيطاليين كانوا يعرفون جيدا عن موسوليني معاداته للكنيسة الكاثوليكية قبل أن يكون فاشيا وبعدها أيضا )

أما النازية الألمانية فقد إدعت إستقلاليتها عن إي دوكماتية دينية ولكنها وعند الحاجة تبرر العديد من جرائمها بالأستناد الى المحاججة الدينية , وكانت الكنيسة لا تستطيع مواجهة قمع الحزب والدولة النازية التي كانت تطمح لا الى إنهاء الكنيسة ومؤسساتها فحسب بل الدين نفسه لتضع نفسها والأفكار النازية بدلا عنه , وذلك للحد من أي تردد في تنفيذ الأوامر وأرتكاب الجرائم التي قد تدور في خاطر البعض تعارضها مع المسيحية التي تعتمد وتستند الى مبدأ سيدنا المسيح (ع) في السلام والتسامح ونبذ العنف والأذى الجسدي والأبادة العرقية وغيرها.

وفي نموذج العراق فقد وضع صدام حسين نفسه فوق الدين وفوق الأنبياء وكان ( من الصالحين وهو المنتصر بالله , وحفظه الله , وهو من سلالة الأمام الحسين (ع) وبنفس الوقت هو خليفة هارون الرشيد ومئات التسميات التي تئير السخرية أكثر ماتثير الجدية ) وهو بنفس يقتل رجال الدين ويثير حربا طائفية مستمرة.

أما الرئيس الأمريكي فهو ليس أقل من صدام حسين جريمة بحق الشعوب و ومعروف عنه بتطرفه الديني وهو يعتنق مذهبا مسيحيا متطرفا وداعية لحرب صليبية جديدة ضد العرب ومعاديا للأسلام  ويريد تغيير طبيعته

وفق الشروط السياسية الأمريكية  ومطالبة نظامه بتغيير المناهج الدراسية  وفق الضرورات الأسرائيلية  لا وفق حاجة الشعوب العربية الى تغيير مناهجها لتتوافق مع المتغيرات العلمية والأقتصادية وضمن منهجية تتناسق والعملية الديمقراطية التي يجب أن تشمل رياح التغيير فيها جميع الدول العربية . إن سياسة الأملاء الروحية والفكرية هي سياسة فاشية مهما كانت ديمقراطية الشخص القائم بها . لقد كان صعود هتلر الى السلطة أيضا بالشكل الديمقراطي .وعملية التهديد وفرض التغيير بالقوة والأحتلال هو ممارسة فاشية  ولا يمكن لها أن تجلب الحرية.

إن العلاقة الأستراتيجية الأمريكية مع الفاشية الأسرائيلية ورفض تطبيق العشرات من القرارات الدولية وإستخدام الفيتو ضد أي قرار حتى وإن كان إدانة للجرائم الأسرائيلية بحق المئات من الأبرياء الفلسطينيين , هي علاقة بين نظامين يلتقون برابطة واحدة هي الفاشية والأحتلال والعنف وإستخدام القوة ومعاداة الأسلام والعنصرية (والكل يعرف علاقة هذين النظامين بنظام جنوب أفريقيا عندما كانت تحكمه العصابات الفاشية البيضاء )

إن الفاشية والدين لا ينسجمان وليست هناك أي نقاط مشتركة إلا في حالة تبني الفاشيين للدين كأيديولوجيا ( التستر بالدين ) لفرض نظام إسلامي وهو نظام القطب الواحد الذي هو شكل من أشكال الديكتاتورية وحالة رجعية متخلفة.

وهو شبيه أيضا بنظام الحزب الواحد الذي كان سائدا في الدول الأشتراكية سابقا والتي كانت تشترك في تشابهها مع الفاشية في نقطة مشتركة وهي الحزب الواحد في السلطة . ومع النظام الفاشي الأمريكي في نظام القطب الواحد من الأحزاب .

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رفح والعلاقات بين مصر واسرائيل .. بين التوتر والحفاظ على الم


.. الجدل المتفاقم حول -اليوم التالي- للحرب في غزة.. التفاصيل مع




.. حماس ترد على عباس بشأن -توفير الذرائع لإسرائيل-.. فما انعكاس


.. قتلى ومصابون في يوم حافل بالتصعيد بين إسرائيل وحزب الله | #ر




.. جدل مستمر وخلاف إسرائيلي وفلسطيني حول مستقبل حكم غزة | #التا