الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطائفية في العراق في العصر الحديث

فلاح أمين الرهيمي

2022 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


نشبت الطائفية في العراق في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر عندما كانت الدولة الصفوية ذات المذهب الشيعي تحتل العراق فكانوا يقربون إليهم أبناء الطائفة الشيعية ويعتمدون عليهم في بسط سيطرتهم على العراق وكانت أيضاً في نفس الوقت الدولة العثمانية ذات المذهب السني تحارب الصفويين وتطردهم من العراق وتحتل الدولة العثمانية العراق يقربون الطائفة السنية ويعتمدون عليهم في بسط سيطرتهم على العراق ومنذ ذلك الزمن في العصر الحديث الصراع والحقد والكراهية بين الطائفتين الشيعية والسنية حتى احتلال العراق من قبل بريطانيا وطرد العثمانيون منه في الحرب العالمية الأولى عام/ 1914 وكان الانكليز يعتمدون على الإغراءات والرشوة في تكوين قاعدة من العراقيين في دعم حكمهم في العراق دون تمييز بينهم (شيعي أو سني أو مسيحي أو يهودي) وتغدق عليهم الأموال والأراضي إلا أن نعرة الطائفية بقيت في العراق أثناء الحكم الملكي في العراق حيث كان حزب نوري السعيد (الاتحاد الدستوري) أكثريته من طائفة السنة وكان حزب صالح جبر (اتحاد الأمة الاشتراكي) أكثريته من طائفة الشيعة .. واستمرت الطائفية في العراق حتى قيام ثورة 14/ تموز/ 1958 المباركة فألغيت وانتهت الطائفية في العراق في الدولة والشعب .. إلا أنها برزت بشكل كبير أثناء حكم الدكتاتور الدموي صدام حسين حينما أقصى أحمد حسن البكر عن الحكم وتولى صدام حسين الحكم في يوم 16/ تموز/ 1979 واشتدت بشكل خاص بعد أحداث الانتفاضة الشعبانية ضد حكم صدام حسين في 1/3/1991 التي بدأت بعد انسحاب الجيش العراقي من دولة الكويت في مدينة البصرة عندما رمى أحد الجنود من دبابته بالرصاص صورة صدام حسين في إحدى ساحات البصرة وامتد لهيبها من مدينة البصرة إلى محافظات وسط وجنوب العراق التي تزعمها وقادها حزب الدعوة الشيعي العراقي بقيادة السيد محمد باقر الحكيم والسيد عبد العزيز الحكيم حيث استعملت الطائفية بأسوأ حالاتها ضد الانتفاضة لأنها حدثت في المدن الشيعية ومن أغلبية طائفة الشيعة حيث جلب صدام حسين قوات من الجيش ينتمون إلى طوائف أخرى وأشعلها حرب طائفية أكثر مما تكون انتفاضة ضد طغيان ودكتاتورية صدام حسين وقد بلغ عدد الضحايا في المقابر الجماعية حوالي عشرين ألف شهيد ومن القتلى أثناء مقاومة الجيش الصدامي حوالي أكثر من خمسة آلاف شهيد ثم حدثت الكارثة الكبرى عند احتلال الجيش الأمريكي العراق وأصبح دولة مستعمرة للولايات المتحدة الأمريكية عام/ 2003 وتعيين بول بريمر الأمريكي حاكم مدني عام على العراق وسلم مصير العراق وطن وشعب بيد بول بريمر الذي أعاد الحكم الطائفي في العراق عندما أسس مجلس الحكم على القاعدة الطائفية حسب نسبتهم في الشعب العراقي وكذلك سن دستور يعزز رؤيا مجلس الحكم الذي أصبح قاعدة للحكم في العراق وأصبح العراق يحكم على أساس قومي وطائفي فأصبح رئيس الجمهورية (كردي) ورئيس الوزراء (شيعي) ورئيس مجلس النواب (سني) حتى الوزارات ونوابهم وكذلك نواب رئيس مجلس النواب حسب الحصص الطائفية ولا زالت هي القاعدة الأساسية للحكم في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دمار في -مجمع سيد الشهداء- بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنان


.. انفجارات تهز بيروت مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على الضاحية




.. عسكريا.. ماذا تحقق إسرائيل من قصف ضاحية بيروت الجنوبية؟


.. الدويري: إسرائيل تحاول فصل البقاع عن الليطاني لإجبار حزب الل




.. نيران وكرات لهب تتصاعد في السماء بعد غارات عنيفة استهدفت الض