الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الولايات المتحدة و سياسة السّلب والتسليح و التدمير و التعمير
خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)
2022 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية

من المعلوم أن الولايات المتحدة الأميركية التزمت الحياد في الحرب العالمية الثانية 1939 – 1945 ، حتى نهاية عام 1941 ، و تحديدا إلى ما بعد إعلان اليابان الحرب ضدها ومهاجمة أسطولها في بيرل هاربور Pearl Harbor ، في كانون الأول ، ديسمبر 1941 ،وهذه تابعة لولاية هاواي الأميركية في شمال المحيط الهادئ . أغلب الظن أن دافع اليابان ، التي كانت متحالفة مع المانيا و سائرة على نهجها ، كان الهيمنة على الصين و امتلاك مصادر طاقة و مواد أولية ضرورية لصناعتها ، في الفيلبين و ماليزيا في بحر الصين ، مهما يكن فإن رد فعل الولايات المتحدة الأميركية تجسد بالحرب " الشاملة " على اليابان التي بلغت مداها بمحو مدينتي هوروشيما و نكازاكي حيث ألقيت قنبلة نووية على كل منهما .
مجمل القول أن الولايات المتحدة لم تدخل الحرب ضد نظم الحكم الفاشية و النازية في إلمانيا و اليابان وإيطاليا ، و إنما دفاعا عن مصالحها و من أجل بسط نفوذها و هيمنتها على أوسع نطاق . ليس من حاجة إلى براهين و أدلة توكيدا لهذا الأمر ، فهو واضح و جلي من خلال النهج الذي تتبعه سواء في الولايات المتحدة نفسها أو على المستوى الدولي . تحسن الإشارة هنا إلى تصريح لهاري ترومان أثناء الحرب ، قبل أن يخلف روزفلت في البيت الأبيض " علينا أن نساعد روسيا إذا لاحظنا أن كفة الميزان تميل لصالح ألمانيا ، و مساعدة المانيا إن تطور الوضع على عكس ذلك ،حتى يتقاتل الطرفان إلى أقصى حد " ( لومند ديبلوماتيك 2014 )
من البديهي أني لست هنا في معرض التذكير بالحروب العدوانية الأميركية التي شملت العديد من البلدان في جميع القارات ، لذا أقتضب لأقول أن ما يجري في الراهن في أوكرانيا بين المعسكر الغربي من جهة و روسيا من جهة ثانية يعيد إلى الأذهان ما دأبت عليه الولايات المتحدة بواسطة القتل والإستيلاب والتشجيع على الحرب بماهي سوق للسلاح و ومنتجة للعوَز و الدمار و بالتالي هي مصدر تجني منه شركاتها الصناعية و التجارية الأرباح.
فمن المعروف في هذا السياق أن الحرب العالمية التي تفجرت في أوروبا وفرت لها ظروفا ملائمة لكي ترتهن من الدول الأوروبية و اليابان ، سياساتها و استقلالها و مستعمراتها ، مقابل الدفاع عنها و المساعدة في إعادة إعمارها . الجدير بالذكر هنا أن الولايات المتحدة أبرمت في سنة 1945 مع السعوديين معاهدة تقضي بأعطائها امتياز استخراج النفط لمدة 60 عاما ( معاهدة بين روزفلت و عبد العزيز على ظهر الطراد كوينسي ) .من المععلوم أن هذه المعاهدة ، جددت في سنة 2005 لمدة 60 عاما أخرى . لا شك في أن عائدات النفط ضاعفت إمكانيات الولايات المتحدة في إعادة الإعمار ، مثلما أن الحرب ضد العراق و الضغوط على أيران أتاحت للرئيس الأميركي ترامب مطالبة السعوديين بدفع الحساب ، بضعة مئات من مليارات الدولار و الإدعاء باحقية الولايات المتحدة بنفط العراق .
لا نجازف بالكلام أن تصريحات الرؤساء الأميركيين تحاكي أحيانا الهذيان المتعمد . فلقد لمّح الرئيس الحالي إلى أن الاموال الروسية التي أمر بتجميدها في المؤسسات المالية الغربية (300 مليار دولار) سوف تستخدم في " إعادة " إعمار اوكرانيا ، بعد تهديمها . ليس مستبعدا في السياق نفسه ، أن يبرر عندما يحين الوقت ، احتلال قواته لحقول النفط السورية بلزوم ذلك من أجل التعاقد مع الشركات الأميركية لتنفيذ مشاريع الإعمار ، و على الأرجح أن الحجة نفسها سوف تستخدم لارتهان التنقيب في المياه الإقليمية اللبنانية و الاشراف على اوجه استغلال و انفاق العائدات التي من المحتمل تحصيلها .
يحسن التذكير في الختام ، أن الأموال العراقية و الليبية التي صودرت ما تزال مجهولة المصير ، أضف إلى أن تنظيم داعش أعتمد في تمويل عملياته ، بحسب بعض المصادر ، على صندوق المصرف المركزي العراقي في الموصل و عائدات النفط في الموصل و في الجزيرة السورية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ملك إسبانيا فيليبي السادس يستقبل الوزير الأول الجزائري نذير

.. باريس -تأسف بشدة- للحكم على صحافي فرنسي بالسجن في الجزائر

.. المغرب: استئنافية الرباط تؤيد الحكم بسجن الصحفي حميد المهداو

.. حكم جديد بالسجن عامين بحق المحامية والإعلامية التونسية سنية

.. الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يستقبل المشير الليبي خليفة ح
