الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهر فخر المثلية الجنسية .. رد على التعليقات المعادية

همام قباني

2022 / 6 / 1
حقوق مثليي الجنس


بمناسبة #شهر_الفخر 🏳‍🌈🏳‍⚧ #شهر_مجتمع_الميم الذي يصادف الأول من حزيران. أقول للجميع وخصوصًا اولئك الذين ينشرون مواقفًا معادية للمثلية الجنسية من خلال تعليقات او منشورات او تغريدات معادية لجميع افراد مجتمع الميم ويبدون في ذلك الامر آرائهم ووجهات نظرهم المعادية والمغلوطة جدًا . وذلك يعود بسبب مرجعياتهم الاجتماعية والثقافية والدينية المغلقة البعيدة عن الوعي المعرفي والعلمي وحتى الإنساني الحقوقي .

فيا أعزاءي ان المثلية الجنسية ليست وجه نظر وليست اختيارًا ولا مرضًا او عدوى وليس هناك كائن يستطيع ان ينشرها او يرغم الاخرين على ان يكونوا مثليين وليس العكس ايضًا .

كون انتشرت في السنوات الاخيرة تعليقات ومنشورات وتغريدات تبين سوء الفهم العميق لموضوع المثلية. والبارحة قرأت منشورًا لاحد (الاطباء) ويؤيده في ذلك جمع من النشطاء السياسيين المحسوبين تشرين المؤيدين للدولة العلمانية ومحامون وهذه طامة اكبرى يقول هذا الطبيب (اللي دارس في دولة اجنبية) :
أن "المثليين يريدون أن نصبح جميعًا مثليين نفسهم "، و"يريدون أن ينشروا الظاهرة لكي تصبح عامة ويقبلها حتى أطفالنا".

وهذا صراحة كلام مضحك ان يصدر من طبيب مثل هكذا كلام . لكن وللآسف اصبحت لا استغرب بسبب انتشار الفوضى والجهل المقدس ف اوساط الكوادر العلمية والحقوقية والثقافية والسياسية في عراقنا . لكن لابأس سأرد عليه وأقول لهذا الطبيب ولذلك المحام ولهذا الناشط والسياسي . ان لا أحد يستطيع "نشر المثلية"، لا المثليون ولا الداعمون ولا الرافضون! ببساطة، لأن المثلية الجنسية ليست فكرة ننشرها.. المثلية ميول طبيعية ، ولا نختارها ولا نقررها ولا نستطيع نشرها! كل ما يحدث حاليا عبر العالم يتمحور حول ثلاث إمكانيات لا رابع لها يا صديقي الطبيب والمحامي والناشط والانسان العادي :

•الإمكانية الأولى: أن تكون مثليا وتعلن عن مثليتك وتعيشها بحرية.

•الإمكانية الثانية: أن تكون مثليا وتعيش مثليتك في الخفاء لأنك تنتمي لمجتمع يضطهد المثليين قانونيا أو في ممارساته اليومية.

•الإمكانية الثالثة: أن تكون مثليا وترفض الاعتراف بمثليتك حتى مع نفسك لأن مرجعيتك الثقافية والدينية تنبذ المثلية. للإشارة، فكثير من الدراسات العلمية تثبت أن عددا كبيرا من الكارهين جدا للمثليين (homophobic) هم في الحقيقة مثليون رافضون لا شعوريا لمثليتهم (repressed homosexual/Latent homosexual) بسبب ضغوطات التنشئة الاجتماعية والدينية.

ليست هناك إمكانية رابعة أو خامسة أو عاشرة تجعل المثلي يشجع غيره لكي يتحول إلى مثلي أو المثلية تنشر مثليتها بين صديقاتها غير المثليات.. كل ما يستطيع فعله المثليون والداعمون، هو المطالبة بسن قوانين تحفظ حقهم في حياة كريمة وتغير الصورة النمطية عنهم كما افعل انا في كل منشوراتي وكذلك تشجيع غيرهم من المثليين لكي يخرجوا للعلن ويعيشوا مثليتهم بحرية. لكن لا يستطيع اي كائن أن يحول شخصا غيريا لمثلي؛ إن لم تكون المثلية ميولا طبيعية فيه. وليس هناك أبدا شخص غيري الميول، سيستيقظ ذات صباح لكي يقول: "لقد تم إلغاء تجريم المثلية في بلدي ؟ إذن، سأصبح مثليا". هذا هراء .

بمعنى أنه اكثر دقة ، بكل بساطة، إذا كنتَ شخصيا غيريا، فكل حركات ونقاشات وتظاهرات وقوانين العالم، لن تجعلك مثليا. لا أنت ولا ابنك ولا ابنتك ولا خالتك ولا ابن عمتك!

في نفس الوقت، فالمنع المجتمعي أو القانوني أو الديني، لن يحول ميول شخص مثلي ولن يبدله لكي يصبح غيريا. كل ما قد يحدث أمام الضغوط المجتمعية والدينية والقانونية، أن المثلي سيعيش ميوله في السر أو سيرفض الاعتراف به حتى مع نفسه بسبب قناعاته المجتمعية و الدينية أو بسبب تصوراته الثقافية الوهمية عن الرجولة والفحولة و"الميول الطبيعي".

المثير للاهتمام أيضا هو استعمال بعض الأشخاص وحتى بعض المنابر الإعلامية الرصينة لكلمة "ظاهرة" للحديث عن المثلية.. المثلية ليست ظاهرة. هي ميول طبيعي عند عدد من الكائنات الحية وميول وُجِد عبر التاريخ وسيوجد دائما ضمن عدد من الأفراد، ليس كانحراف أو ظاهرة ستختفي في يوم من الأيام.
كما أن المثلية ليست وجهة نظر "نتفق" أو نختلف" معها. هل سنتخيل مثلا أن نتفق مع لون البشرة الأسود أو نختلف معه؟
المقارنة ليست اعتباطية، فالحركات الأولى التي كانت تطالب بالمساواة في الحقوق والواجبات بين البيض والسود، واجهت نفس المقاومات؛ لأن ملايين البيض عبر العالم يعتبرون أن سود البشرة هم أشخاص أقل قيمة منهم وأقل ذكاءً وأقل جمالا وأقل إنسانية... بشكل "طبيعي"!

هل نتخيل اليوم أنه، إلى غاية ستينيات القرن الماضي، لم يكن ممكنا للأسود أن يدخل نفس المطاعم التي يدخلها البيض، ولا أن يتعلم في مدارسهم وجامعاتهم، ولا أن يشرب من نفس إبريق القهوة ولا حتى أن يستعمل نفس المرحاض. وكانت الأغلبية تعتبر الأمر طبيعيا لأن البيض والسود، لا ينتمون لنفس العوالم.. رغم أن لون البشرة ليس وجهة نظر ولا "اختيارا" ولا قرارا ندافع عنه. وهو نفس الشيء بالنسبة للمثلية.. لأنها ليست اختيارا ولا قرارا. الاختيار والقرار الوحيد يكمن في العيش بها علنا أو إخفائها تفاديا للمنع القانوني والاضطهاد المجتمعي.
تماما كما أنك تجاوزت الأفكار العنصرية للقرون السابقة، وأنك لا تطلب من أسود البشرة أن يعزل نفسه عن العالم "كي لا يؤذي مشاعر الآخرين".. فعليك اليوم أن تتقدم خطوة أخرى للأمام في طريق الإنسانية، لكي تقبل أن من حق المثلي أن يكون ما هو.. بحرية وخارج السرية!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة