الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الناتو.. يدقّ آخر مسمار في نعش السلام العالمي. ..!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2022 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


لطالما كانت الإستراتيجية الأمريكية لتغير النظام في موسكو قيد الإعداد، وقد تأكدت بشكل واضح في عام 2013 (قبل الإطاحة بالرئيس الأوكراني يانوكوفيتش في عام 2014) ، وقد كشف هذه الاستراتيجية كارل غيرشمان ، مدير الصندوق الوطني للديمقراطية الذي كتب حينها أن : "أوكرانيا هي أكبر جائزة". وأوضح أنه إذا كان من الممكن سحبها بعيدًا عن روسيا إلى الغرب ، "فقد يجد بوتين نفسه في الطرف الخاسر ليس فقط في الخارج القريب ولكن داخل روسيا نفسها. "
في مقالة افتتاحية نشرت في مارس آذار 2022 ، أوضحت جو لوريا الدوافع الخفية للولايات المتحدة والناتو في أزمة أوكرانيا ، وهي : إنهاء نظام بوتين واستبداله بنظام صديق للولايات المتحدة وخاضع لها.

هذه الإستراتيجية الأكبر لاحتواء روسيا هي السياق لفهم توسع أعضاء الناتو على طول حدود روسيا ، من دول البلطيق إلى بلغاريا ، ووجود 30 ألف جندي من قوات الناتو المعينة. كما أنه يساعد في فهم التدخل العسكري للولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد ، حليف روسيا ، فضلاً عن سياسة تشجيع المنظمات غير الحكومية الأمريكية على إثارة الاضطرابات في روسيا، وهو درس كبير للعراق ودول مماثلة تدخلت فيها الناتو وأمريكا لتغيير أنظمتها، مثل ليبيا.
منذ عام 2015 ، تشرف وكالة المخابرات المركزية على برنامج تدريب سري مكثف في الولايات المتحدة لقوات العمليات الخاصة الأوكرانية النخبة وأفراد استخبارات آخرين . في 13 يناير كانون الثاني 2022 ، أفيد أن القوات التي دربتها وكالة المخابرات المركزية "يمكن أن تلعب قريبًا دورًا حاسمًا على الحدود الشرقية لأوكرانيا ، حيث احتشدت القوات الروسية في ما يخشى الكثيرون أنه استعداد لغزو". وأوضح مسؤول سابق في وكالة المخابرات المركزية ، أن "الولايات المتحدة تدرب تمردًا." ليس من المستغرب أن تقرأ موسكو منذ فترة طويلة تصرفات الولايات المتحدة وحلف الناتو على أنها معادية بشدة وتهدف إلى إحداث "تغيير في النظام" في الكرملين".

بالنسبة للناتو فهو حلف تأسس أساساً في العام 1949 لمواجهة الاتحاد السابق ، لمواجهة الاتحاد السوفياتي السابق الذي تفكك في 26 ديسمبر 1991 ، عقب إصدار مجلس السوفييت الأعلى الإعلان رقم (H-142) والذي أُعلِن فيه الاعتراف باستقلال الجمهوريات السوفيتية السابقة، وإنشاء رابطة الدول المستقلة لتحل محل الاتحاد السوفيتي.، ومع ذلك، على عكس معتقدات العديد من المهتمين بالتطورات العالمية، لم يقتصر الأمر على تقييد حلف الناتو لأنشطته بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، بل مدّد نفوذه يوما بعد يوم وهيمن على معظم أوروبا ناهيك عن دول خارج القارة العجوز .
كان الانضمام إلى هذا الحلف الاستعماري ، وتمدّده في سنوات ما بعد الحرب الباردة إلى دول أخرى، وقيامه باحتلال دول واسقاط أنظمتها من قبيل أفغانستان وليبيا، من بين التحركات التوسعية للحلف.
وعلى العكس من توقعات الكثيرين، لم تتوقف أطماع الناتو ، الذي أدى في كثير من الحالات إلى استفزاز وإثارة نزاعات وإثارة توترات مع الدول المستقلة ، بل تزايدت هذه الأطماع بشكل تصاعدي على حدود روسيا، وشكل بذلك أهم سبب في اندلاع الصراع الروسي الأوكراني، وبذلك، يؤكد أن الناتو لا ينوي التخلّي عن سلوكه المزعزع للأمن الدولي، وهو مايفعله أيضًا في العراق.

في 10 مايو أيار 2022 ، تولى اللواء جيوفاني يانوتشي من إيطاليا قيادة بعثة الناتو في العراق ، بعد حفل تغيير القيادة الذي أقيم في بغداد. ويخلف اللفتنانت جنرال مايكل لوليسجارد من الدنمارك ، الذي تولى قيادته في 6 مايو أيار 2021.
و بمناسبة تغيير القيادة ، قدم الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، الذي يكشف السياسة العدوانية للناتو في العراق، رغم الادعاء بأن القوات الدولية بقيادة الولايات المتحدة تحولت من المهام القتالية للمشورة والتدريب، (قدم) التقدير التالي : مهمتنا بالتنسيق والتعاون الوثيقين مع السلطات العراقية. وأرحب بوصول اللواء إنوتشي لرئاسة مهمتنا. إنني أتطلع إلى العمل معه عن كثب وهو يقود أنشطة بناء القدرات لدينا لدعم المؤسسات الأمنية العراقية والقوات المسلحة ، بناءً على طلب الحكومة العراقية .
تم إطلاق مهمة الناتو في العراق في قمة الناتو في بروكسل في يوليو 2018 ، بناءً على طلب من الحكومة العراقية. تأسست في بغداد في أكتوبر 2018 ، وهي مهمة يفترض أن تكون استشارية وغير قتالية لبناء القدرات تساعد العراق في بناء مؤسسات أمنية وقوات مسلحة أكثر استدامة وشفافية وشمولية وفعالية ، حتى يكونوا هم أنفسهم قادرين على تحقيق الاستقرار في بلدهم و قتال الإرهاب ومنع عودة داعش.
لكن الواقع يقول إن تنفيذ جميع جهود بعثة الناتو في العراق لا يتم بموافقة الحكومة العراقية، ولا يتم احترام سيادة العراق وسلامته الإقليمية.
إن مهمة الناتو في العراق هي دليل ملموس آخر على استعداد الناتو للتدخل بحجة مواجهة جميع التحديات التي تواجه المنطقة الأوروبية الأطلسية ، من أي اتجاه(ولو من العراق) ، من خلال نهج 360 درجة للأمن.

ورغم ما تسبّبه الناتو من حمام دم في أوروبا الشرقية، خرجت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، باقتراح مثير للجدل والعجب ، وقالت قبيل قمة الناتو : "القضية المهمة اليوم هي التركيز على حلف شمال الأطلسي العالمي، لأنه في نفس الوقت الذي نؤمن فيه المنطقة الأوروبية، علينا توخي الحذر بأن يكون أمن منطقة المحيطين الهندي والهادئ مستقرين".
سبقت هذه التصريحات سلسلة تحركات استفزازية من دول الحديقة الخلفية لروسيا ، حيث قدمت فنلندا والسويد طلباً رسمياً للانضمام إلى الناتو، وهي علامة رئيسية على توسع الناتو في أوروبا، وهو الأمر الذي سيكون بمثابة دقّ آخر مسمار في نعش السلام العالمي.

لمتابعة نجاح محمد علي على توتيتر @najahmalii








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة