الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما العمل ؟ افتتاحية العدد 69 من جريدة طريق الثّورة

حزب الكادحين

2022 / 6 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


‏ يحتدّ الصّراع السّياسي في تونس يوما ‏بعد يوم، خصوصا مع تتالي الإجراءات ‏التي شهدتها البلاد في عدد من الميادين ‏والمجالات، على غرار حلّ المجلس ‏الأعلى للقضاء وتغيير تركيبته وحلّ ‏البرلمان وإصدار مرسوم محاسبة ‏المحتكرين ومرسوم خاصّ بهيئة ‏الانتخابات والاتّجاه نحو إعداد دستور ‏جديد... وهي إجراءات موجّهة ضدّ ‏المنظومة الرّجعيّة التي حكمت البلاد منذ ‏نفّذت انقلابها على انتفاضة 17 ديسمبر ‏بمساعدة القوى الخارجيّة، فنكّلت خلال ‏كلّ هذه الأعوام بالشّعب وزرعت في ‏وسطه الإرهاب التّكفيري وغذّته ورعته ‏ورهنت الوطن للمؤسسات المالية العالمية ‏وللقوى الإمبريالية والرّجعية من خلال ‏مراكمة الدّيون وعقد اتفاقيات مهينة وغير ‏متكافئة عمّقت الهيمنة الأجنبيّة على البلاد ‏وعلى ثرواتها.‏
‏ ولئن فقدت تلك المنظومة حكمها ‏المباشر، إلاّ أنّها مازالت تحافظ على ‏مواقع نفوذ كثيرة في مختلف أجهزة ‏الدّولة ومؤسّساتها وداخل المجتمع، إضافة ‏إلى حفاظها على علاقات عمالة وطيدة ‏مع بعض القوى الخارجيّة التي مازالت ‏تعبّر عن دعمها لتلك المنظومة تحت ‏غطاء "الدّفاع عن الدّيمقراطية والحريات ‏واحترام الدّستور" إلى غير ذلك من ‏الشّعارات... وتسعى هذه الرّجعيّة إلى ‏استعادة سلطتها بمختلف الطّرق والوسائل ‏مستغلّة الأوضاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة ‏المتأزّمة وكذلك محاولات الحصار ‏الخارجي بهدف تعميق هذه الأزمة، ‏بالتّظاهر في الشّوارع أحيانا وبتنظيم ‏جلسات افتراضيّة لبرلمانها المجمّد ‏ومحاولة تجميع كلّ أنصارها، أطرافا ‏وأفرادا، في جبهة سياسيّة واحدة، وهي ‏تحاول من خلال ذلك تهيئة الظّروف ‏لإعلان حكومة موازية أو الإقدام على ‏تنفيذ انقلاب مستغلّة ما يتمّ ترويجه من ‏أخبار ومن إشاعات وتسريبات حول ‏وجود انشقاقات في صلب مؤسّسة رئاسة ‏الدّولة، كما لجأت إلى تحريك ‏عناصرها التّخريبيّة لافتعال الحرائق التي ‏لم تسلم منها لا المصانع ولا الموانئ ولا ‏حتّى الغابات والواحات قصد إدخال البلاد ‏في حالة من الفوضى الهدّامة..‏
‏ لكن كلّ هذه الطّرق والوسائل لم تنجح ‏إلى حدّ الآن في قلب الأوضاع لصالح ‏هذه المنظومة ومن يناصرها ويقدّم لها ‏الخدمات المجانيّة.. ومع ذلك، فإنّها لم ‏تستسلم ومن الصّعب أن تستسلم، بل إنّها ‏ستلجأ إلى طرق أخرى وأخرى قد تكون ‏أكثر شراسة خاصّة مع اقتراب موعد 25 ‏جويلية، لذلك فإنّها ستسعى بكلّ الطّرق ‏إلى خلق جوّ من الفوضى وقد يكون من ‏بين وسائلها إشعال فتيل حرب أهليّة ‏‎!‎‏ ‏وتبقى هذه الاحتمالات قائمة في صورة ‏تواصل هذا التشتّت السّياسي للقوى ‏الوطنيّة والثّوريّة التي مازال بعضها ‏متردّدا في علاقة بمسار 25 جويلية ‏‏(2021) الذي فتح أمامها الباب لتوحيد ‏صفوفها و بعد أن بعث الأمل في صفوف ‏الشّعب ليستكمل مسيرة انتفاضة 17 ‏ديسمبر من أجل تحقيق الحريّة الفعليّة ‏للوطن وإرساء سلطة الشّعب وتوزيع ‏الثّروة على المنتجين.‏
‏ إنّ الصّراع الدّائر حاليّا، هو صراع ‏بين تونس القديمة، تونس الغارقة في ‏أوحال الرّجعيّة والاستعمار، تونس التي ‏ألبسوها زورا رداء ديمقراطيّة لا ترقى ‏حتّى إلى مستوى الدّيمقراطية البرجوازية ‏القديمة، من جهة، وتونس الجديدة، تونس ‏التي تقاوم من أجل كسر أغلال الاستعمار ‏والرّجعيّة، تونس التي تتوق إلى إرساء ‏ديمقراطيّة من طراز جديد، ديمقراطيّة ‏الشّعب. وبوحدة الشّعب المكافح وثوريّيه ‏في هذه اللّحظة الفارقة تصبح تونس ‏الجديدة التي تلوح في الأفق واقعا ممكنا، ‏فلننبُذ الأوهام ونهبّ إلى الكفاح من أجل ‏تحقيق الحلم الذي ضحّت من أجله أجيال ‏تلو الأجيال ‏‎!‎

‏-----------------------------------------------------------------------------------‏
طريق الثورة، لسان حزب الكادحين، العدد 69، مارس-أفريل 2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار