الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المسرح في الوطن العربي

منصور عمايرة

2022 / 6 / 2
الادب والفن


لا نستطيع أن نجزم بمقولة المسرح العربي، نحن نلفظ المفهوم تأملا، ليكون لنا مسرح كما للآخر مسرح، ولكن المسرح لدينا مسرح غربي، ويحمل كل مقولات المسرح الغربي الفنية والتقنية والمكانية، ولذا، فالاسم الذي يليق (المسرح في الوطن العربي). لم يعرف العرب المسرح الذي وصل إلينا من الغرب، لكن لدي العرب فرجات كما لدى الشعوب الأخرى، وقد اصطلح عليها تحت عنوان ما قبل المسرح (إثنوسينولوجيا)، والعرب أمة قولية أصلا، والمسرح كما عرّف أرسطو التراجيديا تقوم على تمثيل الفعل وليس سرده. حاول بعضهم أن يؤسس مسرحا عربيا تحت عنوان الاحتفالية، لكن الأمر بدا كلاما مكررا مثاليا تأمليا وبني على رؤى المسرح الغربي مثل المسرح الملحمي (بريخت)، وعلى المسرح الشعبي (جان فيلار)... وبقي المسرح في الوطن العربي يتمثل كل عناصر المسرح الغربي بدءا من صياغة الكلمة ثم الرؤية الإخراجية ثم السينوغرافيا والتقنيات ثم المكان المسرحي... وبعضهم حاول أن يقرّب مفهوم المسرح في الوطن العربي إلى مفهوم المسرح الغربي، فتشبث بمقولة التناسج، وهي تعني إذا ما كان لدى الغرب مسرح فلدى العرب مسرح...، وهذه الرؤية خطأ أيضا، لأنها تفتقد إلى وجود يجعل المسرح في الوطن العربي يصارع المسرح الغربي؛ ليُنسج من كليهما مسرح مشترك، ولكن المقولة الصواب هي المثاقفة، والتي تعني التأثر والتأثير، وهذا ما وقع للمسرح في الوطن العربي، وما يؤكد هذا، إن الغرب لم يرجع ذات يوم إلى (مسرح عربي)؛ لأنه لا يملك خصوصية المسرح، وإنما المسرح في الوطن العربي يردّ بضاعة الغرب إليه، ولكن الغرب عندما أراد تجديد المسرح - وهذه سمة تحسب للغرب وهو ينقل مسرحه من زمن إلى آخر- رجع إلى المسرح الآسيوي، فهناك خصوصية وسمت المسرح الآسيوي في الصين والهند وأندونيسيا برؤى مختلفة عن المسرح الغربي، فاستلهمها المسرح الغربي، وهذه الرؤية يستخدمها المسرح الغربي مرة أخرى عندما يذهب إلى المسرح الأفريقي (ليس شمال أفريقيا)، فهناك خصوصية للمسرح الأفريقي في إطار احتفاله وطقوسه ومعتقداته إضافة إلى الأقنعة، فهي رؤى جديدة استطاع المسرح الغربي أن يستلهمها ليجدد مسرحه، حتما، هذه الرؤية كما في المسرح الآسيوي والأفريقي تقع تحت عنوان الخصوصية، وقد استغل المسرح الغربي عبر إرسالياته الثقافية معرفة ما لدى الآخر، وكأنها رؤية قديمة تتمحور حول الرؤية القديمة للاستعمار، والتي تمثلت بإرساليات الشركات متعددة الجنسية. ومهما يكن، نستطيع القول، إن ثمة مسرحا غربيا يقابله مسرح آسيوي له خصوصية، ومسرح أفريقي (غير عربي) له خصوصية. والمسرح الذي يدور في الوطن العربي لا يملك خصوصية عربية، وذات مرة، أشرت في كتابي (فضاء المسرح العربي) إلى رؤية، لتشكل مسرحا عربيا في إطار الاشتغال المسرحي الغربي وعرضه في البلاد الغربية، لينقل الثقافة العربية والفرجات العربية والقضايا العربية من خلال اللسان العربي أيضا. وأريد أن أبين، إن جلّ المهتمين بالمسرح في الوطن العربي، يذكرون (المسرح العربي)، وربما يقع هذا تحت مقولة التجمّل، فأصبح الأمر يندرج في إطار كثرة الاستعمال اللفظي. 29-03-2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال