الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليمن : هدنة زائفة ..!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2022 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


في الساعاتِ الأخيرةِ من عمرِ الهدنة قبل تمديدها ، الدبلوماسيةُ الدوليةُ تنشط ُوالجهودُ تُستنفر، لتعزيزِ فرصِ التمديد، وأولى الرحلاتِ التجارية ِمن مطارِ صنعاءَ الدوليِّ إلى مطارِ القاهرة، انطلقت بعد سنواتٍ من الحظرِ الجويّ.
و لم تتوقف الإتصالات والضغوطات والعروض والإغراءات العربية والإقليمية والدولية في الساعات والأيام الماضية التي تحث وتطالب أنصار الله بالموافقة على تمديد الهدنة. لكن رد الأنصار كان واضحاً وثابتاً، وهو التمديد مقابل إنهاء العدوان والحصار والمعاناة الإنسانية..
وقد أوجز وزير الدفاع في الحكومة الشرعية اللواء العاطفي المطالب اليمنية في بكلمتين ،عندما قال :- إنهاء معاناة شعبنا أو (وجع كبير) ينتظر العدو في الساعات القادمة.

وفي هذا السياق أيضًا، ناقش المجلس السياسي الأعلى في اجتماعه الأربعاء ، برئاسة المشير مهدي المشاط نتائج لقاء الوفد الوطني واللجنة العسكرية بالمبعوث الأممي والأشقاء في #عمان حول التخفيف من المعاناة الإنسانية.

الاجتماع تطرق إلى مجمل التحديات التي واجهت الهدنة وخروقات وعراقيل دول العدوان خلال الشهرين الماضيين، إضافة إلى بحث فتح الطرقات لتسهيل حركة التنقل.
حمْل المجلس السياسي الأعلى تحالف العدوان ومرتزقته مسؤولية التعثر الذي يشهده ملف فتح طرقات في تعز وبقية المحافظات اليمنية.

وأكد على أن قرار تمديد الهدنة لفترة جديدة مرهون بمعالجة ما سبق من خلال تنفيذ كامل التزامات الفترة الماضية والتعويض عنها سواء فيما يخص رحلات الطيران أو سفن المشتقات النفطية
من هنا فإن قرار تمديد الهدنة ، رهن بالالتزام ببحث القضايا الإنسانية وعلى راسها قضية المرتبات والخدمات الأساسية والسياسة النقدية.

وكما هو واضح ، لم تكن الجمهورية اليمنية معتدية على أحد ، و قد قدمت صنعاء على الدوام، مبادرات السلام، وهي تدعم كل الدعوات الجدية الصادقة للتوصل اليه.
فقد كرست صنعاء جهودها من أجل ضمان حقوق الشعب اليمني كاملة غير منقوصة، وستمضي لانتزاعها بقوة في حال فشلت في الحصول عليها بالسلام.

وعلى تحالف العدوان ومرتزقته أن يتحملوا مسؤولية نهب الثروات، والتي كان آخرها وصول ناقلة نفط عملاقة إلى ميناء الشحر للمرة الثانية خلال شهرين لنهب أكثر من مليوني برميل نفط.
وفيما تستمر أعمال نهب الثروات ، يرفض تحالف العدوان ومرتزقته صرف مرتبات الموظفين كالتزام إنساني وأولوية ملحة ورغم كل ما قدمته صنعاء من مواقف إيجابية بهذا الصدد.
من هنا ، يؤكد اليمنيون على دعوة الرئيس المشاط في خطابه الأخير لـ الأمم المتحدة ، للضغط على دول العدوان ومرتزقتها لصرف المرتبات من عائدات ‎ميناء الحديدة وإيرادات النفط والغاز التي ينهبها العدوان.
إنَّ شرطَ تمديد الهدنة وفقَ تأكيدِ المجلسِ السياسيِّ الأعلى في صنعاء ، كان التعاطي الجادُّ والمسؤولُ مع أولوية ِتحسينِ المزايا الإنسانيةِ والاقتصادية، وبحثِ واعتمادِ المزيد ِمن الحلولِ لتخفيفِ المعاناة، على رأسِها الخدماتُ الأساسيةُ والسياسةُ النقديةُ وصرفُ مرتباتِ الموظفين، من عائداتِ النفطِ والغازِ المنهوبةِ لأكثرَ من سبعةِ أعوامٍ لحساباتِ قياداتِ المرتزقةِ ومصارفِ قوى العدوان ِالتي تستغلُّها بشكلٍ علنيٍّ وتحت مرأى ومسمعِ العالمِ أجمع في تمويلِ الحرب وإدامةِ الصراع.

عموماً ، إن طلب تمديد الهدنة، تمت دراسته بعناية من قبل الرئيس المشاط ، وهذا يشير الى أن الحكومة الشرعية لم تكن مستعجلة فى الرد على هذا الطلب قبل ربط الموافقة بتنفيذ بقية البنود وما تم الاتفاق عليه في ما تبقى من أيام الهدنة، بحيث لا يكون هناك موافقة أو رفض لطلب التمديد..

وحتى بعد أن وافقت صنعاء على تمديد الهدنة ، فلم يكون ذلك دون شروط مختلفة لتحقيق مكاسب جديدة، إذ لا يمكن الانتقال إلى المرحلة التالية إلا بعد تحقيق الشروط اليمنية حتى لا يبقى الوضع القائم الذي يحاول تحالف العدوان فرضه على اليمنيين.
إن دعوة القائد السيد عبد الملك الحوثي لعقد لقاء موسع بشرائح الشعب اليمني في صنعاء ، هي للمشاورات حول القبول بتمديد الهدنة أو لإعلان فشل الهدنة السابقة والتوجه نحو الخيار العسكري الجاهز على الدوام ، وضرب العمق السعودي الاماراتي حتى يعلنوا وقف العدوان وفك الحصار والانسحاب من كافة الأراضي اليمنية دون قيد أو شرط.

إن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي إن تحالف العدوان غير جاد في السلام ويحاول المراوغة والابتزاز وتحقيق ما عجز عن تحقيقه بالعدوان والحصار، بالهدنة وشعارات السلام الكاذبة.
من هنا، ومع الاعلان عن تمديد الهدنة ،فإن خيار الحرب لدى الكثير من اليمنيين التواقين لسلام مشرف عادل، يظل أفضل من خيارات السلام الزائفة والهادفة إلى تكريس الانقسام والحفاظ على الوضع القائم والمراهنة على الحرب الناعمة وبث الشائعات والأكاذيب وإثارة سخط الناس وشيطنة الأنصار وخلق الأزمات لإضعاف الجبهة الداخلية والسقوط من الداخل.


لمتابعة نجاح محمد علي على توتيتر @najahmalii








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل