الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب مسرح القناع ل منصور عمايرة

منصور عمايرة

2022 / 6 / 3
الادب والفن


لم يكن مسرح القناع صدفة، وربما يكون صدفة عندما وجد الإنسان نفسه ذات مرة منعزلا وحيدا أمام حالة تتكرر أمامه، ليقرر أن يواجهها باستخدام وسائل تقلل من خسارته وتحميه لتستمر الحياة، وسعى بالتالي إلى تشكيل رؤى ثقافية جماعية لاستمرار المجتمع. إن مسرح القناع يرتد إلى رؤية فطرية جبل عليها الإنسان، في ظل وجود عوالم أخرى تشاركه الحياة، ربما هنا الإشارة إلى البدائية التي تمثل مرحلة قناع الصيد ومثله قناع الخوف، وباكتشاف الزراعة وتدجين الحيوان، مثل القناع مسرحا ثقافيا جديدا، واستخدم وسائل أخرى تنوب عنه، حتى عندما حاول مقاومة الطبيعة، انطلق من مفهوم تقديم قربان للحماية، ثم كان القربان تشكلا مقنّعا يؤكد شخصية الإنسان.
واستمر مسرح القناع في مواكبة الرؤى الاجتماعية واستحضار الغياب، كما في المسرح القديم، ليكون القناع دالا على شخصية أخرى، أو يمثل رؤية ثقافية حول مقولة أخرى، فيبدو القناع متعدد المقولات، ولكنه إجمالا كان في إطار النمطية، واستخدم كأداء أو مشاركة الأداء في الفرجات والمسرح. وبما أن المسرح فن مرحلي، أي ينتقل عبر الزمن برؤى ثقافية مختلفة أو متجددة، أمسى مسرح القناع تجديدا للمسرح الحديث، فصار القناع حالة فنية تمثل اشتغال المسرح.
لماذا القناع؟ إنه يكشف عن مقولات ثقافية متعددة، ساهمت في تصور الحياة الإنسانية ومعايشتها، ومازال القناع يبين عن البعد الثقافي ويشتغل في الكشف عن الآنية الإنسانية، لتكون حاضرة في حياة الإنسان والمجتمع. فالقناع تجاوز مفهوم اللباس إلى مفهوم الثقافة الإنسانية ذات الأبعاد المتنوعة سواء أكانت الاعتقادية أم المجتمعية والبيئة (الطبيعة) أيضا، وتجاوز مفهوم الثقافة إلى الفن، تلك الرؤية التي تشتغل في المسرح عبر مقولات أحادية أو متعددة.
إن حديث القناع ليس ضربا من الإفاضة والزيادة، ولكن الأمر يتعلق بورود القناع كثيرا في رؤى ثقافية مختلفة، تكشف عن حياة الإنسان المختلف بثقافته أيضا، ومن جانب آخر، أخذ القناع ومفهوم القناع ردحا زمنيا فنيا طويلا ومازال يشتغل برؤى فنية، قد يكون بعضها مكررا وبعضها الآخر مستجدا، ولذا، فالقناع ماشى الفن المسرحي عبر مراحله الزمنية منذ البدايات الأولى حتى الآن وسوف يستمر. وموضوع البحث مهم، وقد نقول إنه يسد ثغرة ثقافية عامة، تهم الباحث المتعدد، وتتجاوز الناقد إلى الإنسان الراغب في معرفة ثقافة القناع واشتغالها الفني المتعدد، وتهم الدارس لفنون الأدب والتاريخ والدين والميثولوجيا والمسرح والفنون الأدائية، ليكون بحث القناع بحثا ثقافيا ومعرفيا عاما ومتخصصا في البحث المسرحي.
الدراسة تهتم بالقناع الشكلي، وهو ما يبين عن الهيئة، أو كيفية إنتاجها كقناع مختلف عن صورة الواقع والحقيقة، وكل ما يتخذ سمة التغيير في الهيئة هو قناع.
صدر الكتاب عن دار الفنون والآداب في العراق في شهر مارس 2022.
منصور عمايرة، كاتب وناقد أردني، وله إصدارات مسرحية عدة، فقد صدر له في النقد المسرحي عدة كتب: كتاب المسرح الأردني / البدايات 2012 الأردن، كتاب فضاء المسرح العربي 2014 الأردن، كتاب سؤال المسرح 2015 الأردن، كتاب المسرح والمقدس 2016 الأردن، كتاب تحولات في الفرجة المسرحية 2013 الأردن، كتاب الرواية والمسرح كتاب مشترك 2018 قطر، كتاب مسرح القناع 2022 العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا