الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد

ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)

2006 / 9 / 17
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


التذكر والنسيان حالتان ملازمتان للنفس الإنسانية , حيث تتراوح نسب تأثيرهما عليها بحسب الحدث وشدة وقعه وهوله عليها , فالأحداث الجسام غالباً ما تترك تأثيرات قوية على النفس والعقل , وأي إخلال في عمل أحدهما لا يمكن ان يؤدي إلى الغرض المطلوب , ألا وهو التذكر المستمر للحدث دون انقطاع .
التفجيرات التي استهدفت مبنى التجارة العالمية في مدينة المال والأعمال نيويورك , كان لها وقع خاص على نفوس الأميركيين والعالم يتكرر سنويا في نفس الزمان والمكان , فالزمان قد لا يعني شيئاً لمنفذ تلك التفجيرات , لأنه واحد للجميع ,
لا معنى ولا قيمة له إذا لم يتفاعل مع المكان ويتزاوج معه , فأهمية المكان المستهدف لا تنبع فقط من كونه مركزاً تجارياً ضخماً , بل بسبب تفاعله مع ذلك الزمان غير المنقطع الذي تعيشه الولايات المتحدة صعوداً لليوم التالي وليس هبوطاً ونكوصاً للسابق , وهذا يشكل رفضاً لمقولة إن اليوم كالغد والبارحة , أي لا اختلاف ولا تغيير في جزئياته .
على أي حال لقد وقع حادث التفجير وبدأت تحل الويلات على رؤوسنا من الولايات , باتهام المسلمين عامةً بالإرهاب , والسبب يتمثل في أن تسعة عشر رجلاً ينتمون للدين الإسلامي , تم الإعلان بأن من قام بهذه التفجيرات هم الإسلاميون الانتحاريون أنفسهم, وبالتالي نحروا إخوانهم الباقين في تهمة الإرهاب التي لحقت بهم جراء هذه الحادثة , مع العلم أنّ جزءاً من الأميركيين حتى الآن يكذبون الرواية التي تقول بأن القاعدة هي المنفذ المباشر لأحداث سبتمبر المأساوية .
فأغلبية الشعب الأميركي يذهب في اتجاه إدارته البوشية , التي تسعى جاهدة بكل ما أوتيت به من قوة لإقناع الشارع الأميركي والغربي عموماً بوجهة نظرها الخاصة في محاربة الإرهاب الذي تفجر بعد تفجر هذا الحدث , وبذات الوقت تعمل أيضاً على تحويل هذه الحادثة إلى ذكرى سنوية في يوم تقف فيه القلوب عن النبض لو قدر لها والأيدي عن العمل والعيون عن النظر , إجلالاً لأرواح الضحايا الأبرياء المقدرين بثلاثة آلاف ضحية , تماماً كما يطالب اليهود شعوب العالم باحترام النفس اليهودية التي أحرقت في أفران النازية , لطالما كثر الجدل حولها , ومن يخالف في الرأي اتهم بالعداء للسامية , فإمّا مع السامية أو ضدها , والأمر سيان بالنسبة للإرهاب الذي تتحدث عنه أميركا بعد أن ضربها .
إنّ الحادي عشر من سبتمبر ولد في بداية القرن الحادي والعشرين , الرهان المتداول الآن , هل سيبقى هذا اليوم بتاريخه ومكانه وزمانه (توقيته) مخلداً في ذاكرة الأميركيين , أم أن بوش نجح في تجييره ليؤمن الغطاء الشرعي اللازم لحروبه الاستباقية التي يشنها ضد الإرهاب والإرهابيين هنا وهناك على حد زعمه؟؟ .









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات في جامعات عراقية للمطالبة بوقف الحرب في غزة


.. مشاهد من لحظة وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى قصر الإليزيه




.. فيضانات وسيول مدمّرة تضرب البرازيل • فرانس 24 / FRANCE 24


.. طبول المعركة تُقرع في رفح.. الجيش الإسرائيلي يُجلي السكان من




.. كيف تبدو زيارة وليام بيرنزهذه المرة إلى تل أبيب في ظل الضغوط