الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إعادة تدوير الفشل في الجزائر

عزالدين معزة
كاتب

(Maza Azzeddine)

2022 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اطلالة سريعة على الأزمات المستدامة والحلول في الجزائر منذ استرجاع السيادة الوطنية إلى اليوم
انتهت جميع المخططات السابقة واللاحقة عن الثورات الثلاث الكبرى التي صدعنا بها الرئيس الراحل هواري بومدين وهي الثورة الزراعية والثورة الصناعية والثورة الثقافية) ومعها بقية التوليفات والصيغ والأكاذيب والشعبويات والعنتريات الاشتراكية، على شعب خرج مكلوما من أعنف الثورات التي شهدها تاريخها المعاصر وما تعرض له من إبادة ممنهجة وتفقير وتجهيل، وجميع الاصلاحات المعتمدة والمطبقة منذ الاستقلال الى اليوم والتي أدت إلى عكس النتائج المنتظرة منها وذلك دون استثناء، فمن يكذب ذلك ولماذا يا ترى؟
يعود السبب الى السكوت على يتامى فرنسا ومعهم الذين ربطوا مصيرهم بالاستعمار الجديد وقاموا بهدم وتدمير مقدرات الجزائر وتقييدها بترسانة من القوانين-القيود، المعطلة للتنمية الحقيقية جعلتها تبلغ في الدوران حول الذات ما لم تبلغه في التقدم وإعادة انتاج الفشل وتدويره أو ما اسميه الازمات المستدامة، قوانين لا توجد حتى في بلد المستعمر السابق.
فالبلد الذي يستغرق اصدار مراسيم تنفيذية عدة سنوات ومراجعة قانون استثمار سنوات أخرى، إنما هو بلد مريض ولا شفاء لمرضه، كون الشرور المتعددة الاشكال التي نعيشها منذ الاستقلال، تبدأ من تلك القوانين التي تنوب عن المستعمر، السبب وراء فشل جميع تجارب التنمية علاوة على اعادة تدوير الفشل في كل مرة بنفس الوجوه والأساليب والطقوس السحرية، والأكاذيب المفضوحة التي لم تعد تنطلي على أي جزائري من كثرة إعادة انتاجها بكل غباوة وحقد، مثل شعبي عندنا يقول " التكرار يعلم الحمار "
ففي كل مرة يذهب رئيس ويأتي أحد بدله، يتم اللجوء الى حلول خاطئة بدلا من اللجوء الى تغييرات جذرية والاقتصار بدلا منها على إعادة تدوير الفشل والكذب على الشعب بانها إصلاحات جوهرية تصب في صالح الوطن الذي سرعان ما يعريه كذب الاعلام والحكام والانتهازيين في محيط السلطة والواقع المعيشي الذي يزداد سوءا على سوء.
فالكثير من المسارات ليس أكثر من مضيعة للوقت وهدر للمال العام، وتندرج ضمن الوصف الخاطئ لأزماتنا التي اقتصرت حلول بعضها على اللجوء الى الاستدانة أو سك النقود الأمر الذي يزيد من تعزيز التبعية ازاء المحروقات واللجوء المفرط الى تحرير الاسعار وجيوب المواطنين.وتفقير الطبقات الهشة.
وهكذا، لازلنا بصدد مقاربات خاطئة من الاساس، بدليل فشل جميع الوصفات المعتمدة لحد الان، ولن يكون اللجوء الى التمويل غير التقليدي استثناء ولن يغير بالتالي في الواقع شيئا.
فالاقتصاد الجزائري مريض منذ أمد طويل وغير قابل للشفاء على المدى المنظور ولا يقارن بأي اقتصاد في محيطنا ولا في بلدان أخرى.
فالجزائر تستورد كل شيء تقريبا من السلع والخدمات، بما في ذلك أدوات البناء البسيطة التي تنتجها ورشات محلية في بلدان أخرى ، فما الذي يمنع انتاجها محليا ؟ ، هذا الانتاج التي وضعت أمامه عراقيل كبيرة وكأن انتاجها يهدد الأمن القومي والنفسي للجزائريين والبيئة عموما ويقلص من مساحة الجزائر ، فالحديث عن مراجعة قانون الاستثمار ومنح صلاحيات جديدة للشباك الموحد ، اكتشاف للعادي و لن يكون اكثر فعالية من الإصدار النقدي الذي لن يخلق منافذ ولن يحافظ على الوظائف، كون جهاز الإنتاج الوطني أبعد ما يكون عن تلبية الاحتياجات الحالية للسكان بسبب العراقيل الكثيرة في المنبع والمصب وما بينهما ..
فالشباك الوحيد موجود منذ زمن طويل ولا وجود لبلد في العالم يصدر قوانين وينتظر سنوات أطول لإصدار مراسيم تنفيذية لها سوى الجزائر.
الكل يعلم ان الاصدار النقدي بدون مقابل من شأنه الابقاء على تبعية الجزائر ازاء الخارج بل زيادتها، ناهيك عن المخاطر الواضحة بالفعل، مثل الانزلاقات التضخمية التي ستقلص من القوة الشرائية للطبقة الأكثر فقرا وبالتالي إلغاء الآثار الإيجابية للتحويلات الاجتماعية والزيادات الهزيلة في معاشات التقاعد وبعض فئات الموظفين.الذين يزدادون فقرا وتعاسة وامراضا نفسية وعضوية.
ففي كل المرات يتحمل السكان الأكثر هشاشة وفقرا عبء شبه الإصلاحات المغشوشة أصلا، أو الاصلاحات في الخطاب الموجه لهذه الفئة، اصلاحات يستفيد منها المفترسة الذين يتمتعون بمساندة ودعم الحكام.
فلا زلنا امام نفس الخطاب والوعود التي تعكس عدم شجاعة الحكام على مواجهة الحقائق على الارض جراء قراراتهم الخاطئة موضوع خطاب الاصلاح الوهمي .. من ذلك سيخلق هذا التمويل غير التقليدي الذي قدم على انه اكتشاف القرن في جزائر العبقرية التي استيقظت من نومها، مشاكل جديدة تحتاج الى حلول مكلفة ووقت اطول للخروج من الفوضى النقدية والاقتصادية الذي سيدخل الجزائر فيها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آثار القصف الإسرائيلي على بلدة عيترون جنوبي لبنان


.. ما طبيعة القاعدة العسكرية التي استهدفت في محافظة بابل العراق




.. اللحظات الأولى بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي منزلا في حي السلط


.. مصادر أمنية عراقية: 3 جرحى في قصف استهدف مواقع للحشد الشعبي




.. شهداء ومفقودون في قصف إسرائيلي دمر منزلا شمال غربي غزة