الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل ومستقبل الصراع في المنطقة

ثائر أبوصالح

2022 / 6 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


اعتقد جازماً أن إسرائيل بقياداتها اليمينية المتطرفة المتتالية والتي تعكس رأياً عاماً شعبياً متطرفاً، ستقف في القريب العاجل أمام مفترق طرق تاريخي هام، وأمام خيارين لا ثالث لهما، أحلاهما مر بالنسبة لها، فإما أن تقبل بتسوية تاريخية مع الشعب الفلسطيني، يقوم على أساس الحقوق المشروعة لهذا الشعب، وهذا بعيد المنال في ظل ما يجري على أرض الواقع، وفي ظل العقلية اليمينة المسيطرة التي ترفض أن ترى وتعترف بحق الآخر، وإما أن تتحول الى دولة ابارتهايد.
لقد أعدت إسرائيل نفسها ومنذ اقامتها على أرض فلسطين لسيناريوهات المواجهة المحتملة مع الجانب العربي، وطورت ترسانتها النووية لتتعامل مع كل التهديدات الخارجية الممكنة، حتى مع الدول الإسلامية البعيدة التي لا تجاورها مثل إيران وباكستان. ولكن لم تعد نفسها للمواجهة الداخلية الكبرى مع الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر، وقد اثبتت الانتفاضات الشعبية المتتالية هشاشة قوة الردع الإسرائيلية في هذا المجال، وعدم قدرتها على التعامل معها. فكل الترسانة العسكرية الضخمة التي تمتلكها إسرائيل لن تنفع في مثل هذه المواجهات.
إن فشل حل الدولتين سيجعل الشعب الفلسطيني رويداً رويداً يتخلى عن هذا الحل ويتحول للمطالبة بحل الدولة الواحدة التي تجمع الفلسطينيين مع اليهود في إطار دولة كل مواطنيها، وهذا طبعاً سيكون نهاية حلم الدولة اليهودية، وسيقابل بالرفض من غالبية اليهود الصهاينة الذين يؤمنون أن إسرائيل هي دولة اليهود. وهكذا لن يبقى أمام إسرائيل إلا نظام الأبرتهايد.
أن دولة الأبرتهايد بدأت عملياً تتشكل بوضوح وتظهر جلياً أمام كل من يمعن النظر في مؤسسات هذه الدولة، وخصوصاً في الكنيست، المشرعة للقوانين، فإن تراكم القوانين العنصرية من قانون حق العودة، الى قانون القومية، الى قانون لم الشمل، الى قانون كامينتس، الى قانون رفع العلم الفلسطيني في الجامعات ...سيحولها بالتدريج الى دولة ابارتهايد على غرار جنوب افريقيا سابقاً. وكذلك المنظومة الإعلامية التي ترتكز على نفي الآخر الفلسطيني بشكل كامل تسير على نفس المنوال، وتبث خطاباً تحريضياً بشكل واضح ودون أي مداراة، ولا تترك سوى حيزاً اعلامياً ضيقاً، هذا ان وجد هذا الحيز، للقلة من اليهود الذين يؤمنون بالعيش المشترك.
أما العرب الفلسطينيون الذين يؤمنون حتى الأن بالعمل البرلماني وبتحصيل الحقوق عن طريق الدخول في ائتلافات مع الأحزاب الصهيونية، سيصلون الى طريق مسدودة، وسيخسرون قاعدتهم الشعبية مع الزمن، وهكذا سيحصل تقطباً كبيراً، وسيصطف الشعب الفلسطيني من النهر الى البحر في مواجهة دولة الإبرتهايد الصهيونية، والتي ستصمد بأحسن حال مثل ما صمد نظام الأبرتهايد في جنوب افريقيا. عندها فقط سيدرك المتطرفون أن القوة والأسلحة الفتاكة والسلاح النووي لن يجدي نفعاً، وسيجدون أنفسهم مجدداً أمام مفترق ثان ليختاروا إما دولة المواطنة أو إبادة شعب بأكمله وما أظن أنها مهمة سهلة.
أما المتأسرلون الذين يهرولون باتجاه هذا النظام المتبلور، القائم على التفرقة العنصرية، سيجدون أنفسهم قريباً بين مطرقة شعبهم وسدان النظام العنصري، وعندها لن ينفع الندم. ان التركيبة الحالية القائمة في إسرائيل لا تسمح بأي شكل من الأشكال بوجود حلول وسط، فهي تريد أن تسيطر على الأرض والسماء والتاريخ والجغرافيا والموارد والتراث.. ولا تترك للشعب الأصلاني أي حيز في هذه المجالات، مما يحول الصراع الى صراع صفري، ولمثل هذه الصراعات لا يوجد حلول وسط، فقط عندما تعترف القيادات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني ينتفي الصراع الصفري، وعندها ممكن إيجاد المخارج المناسبة لحل القضية الفلسطينية. لذلك يجب على الشعب الفلسطيني أن يعتمد على نفسه فقط، ولا ينتظر المساعدة الخارجية من أي طرف عربي كان أم دولي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ