الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأسبوع الأول من حزيران :

فلورنس غزلان

2022 / 6 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


ثوب حضورنا في الحياة ممزق ياسادة ، مُرقَّع ٌبالوهم ، فنحن شعب ذبيح ومن يجلس على كرسي حكمنا جثة تلهو ، تتكيء على جماجم شهداء سقطوا ليجعل الموت من الجثة سيداً علينا، ومن التاريخ ماضٍ علينا أن ننساه ...أسِرَتنا أشواك تنبجس عند النوم بينما تتفسخ أجسادنا إرباً ...أدخلنا سماسرة السياسة في حروب تجارية تبيع الأرض والشعب لتبقى الأفاعي ، حروب لاتُقتَل فيها سوى الأحلام ولا تضيع سوى الأرض، خرجنا من حرب حزيران بخوذة فارغة وأحذية مقطعة لم تحتمل مسافات هربنا من وحشٍ منحناه القدرة على كسرنا وتفتيت جسدنا الوطني ، مع كل هذا لازال بعضنا يشرب خمرة الثورة ويحلم بعرس النصر ، يروي أساطير الأولين ويستشيرهم في " استخارات " غيبية ثم يغرق في عسل نومه ، معتقداً أن خطاب الأمس قادر على قتل البرودة والغرور في الدم واحياء الروابط المقطوعة وإعادتها لقوتها في إضاءة الدروب بأيدولوجيا الزمن الغابر!
فمن سيعيد الجولان والضفة الغربية وقدسها ؟ وبأي خطاب وسلاحكم لايُّسَّن إلا على رقاب شعوبكم
ماذا أتذكر في الأسبوع أالأول من حزيران؟ فيه خسرت براءة طفولتي ومهبط مولدي ــ ولدت في القنيطرة ــ ، فيه خسرت أمي وفيه اكتمل النصاب حين اغتالت عصابات الأسد " ريتا ومنصور" أمام باب بيتهما .
جراح لاتندمل ونكسات تتراكم وكواهل من يحملوا ويتحملوا ضاقت فيهم سبل التواصل، فقد تركوا أبوابهم ونوافذهم مفتوحة على الغرباء يرقصون طرباً وفرحاً فالمكان طيب للاسترزاق...عم الظلام الوطن وتقاسم الغرباء مدننا وأريافنا، لم يبق في نهارنا سوى الغبار والرماد، لكننا لانزال نتقن كتابة الشعر ونحلل مواطن الضعف فينا....لازلنا نصرخ بصوت خافت وننشد أناشيدنا الوطنية...نحمل سيوفاً من خشب الكلام ولا نجرؤ على التلاقي فبعضنا يخشى بعضنا الآخر ...
فأي أمل يمكنني أن أقدمه لكم أصدقائي...فهذا الحزيران أجهز على روحي ولم يعد لي مقدرة سوى العويل والانتظار...انتظار قيامتكم ...فهل لديكم كلمة سر نتبادلها ونفتح من خلالها منافذ العودة لنقطة البداية ...هل من طريق سوى يدي أمدها ليدك لتصبحا جسراً يربط بيننا؟
فقد اكتفينا يابن بلدي من جرعات الموت والنكسات والمقاصل والمحافل ، فهل للصحوة في رأسك مكان ؟، أما آن الأوان أن نغادر كهوفنا الذاتيه وندخل مخابر الأدوية التي تشفي هزالة فعلنا الماضي والحاضر ، فننتج عقار الشفاء من استبدادنا السياسي والمجتمعي والديني والفردي؟
فلورنس غزلان ــ باريس 05/06/2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في زلة لسان جديدة.. بايدن يطلب من إسرائيل ألا تقتحم حيفا


.. اعتصام أمام البرلمان في المغرب للمطالبة بإسقاط التطبيع مع إس




.. ما طبيعة الرد الإسرائيلي المرتقب على هجوم إيران؟


.. السلطات الإندونيسية تحذر من -تسونامي- بعد انفجار بركان على ج




.. خيمة تتحول لروضة تعليمية وترفيهية للأطفال في رفح بقطاع غزة