الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقال ساخر عن انقسام فاجر

وليد الحلبي

2022 / 6 / 5
كتابات ساخرة


في السيارة العسكرية المصفحة، كانا يجلسان أمامي، مكبلين بالسلاسل في الأيدي والأقدام، عندما سمعتهما يتجادلان*:
فلان رقم 1: هل ترى الوضع البائس الذي نحن فيه الآن، مكبلين بالسلاسل، لا نعلم إلى أين نحن متجهون، أليس ذلك نتيجة شعاراتكم الفارغة بتحرير كامل الأرض وإلا فلا؟
فلان رقم 2: ولماذا لا تقول أن هذا بسبب تنسيقكم الأمني مع العدو؟
فلان 1: هذا التنسيق الذي لا يعجبك يا متخلف هو الذي يخدم مئات الآلاف من شعبك في التنقل والعلاج والحصول على عمل، ليس كاحتجازكم الملايين بحجة شعارات فارغة.
فلان2: وهل المطالبة بتحرير كامل البلاد والشهادة في سبيل الله وتحرير المقدسات هي شعارات فارغة؟
فلان1: أنتم ماهرون باستغلال الدين فقط من أجل بسط سيطرتكم على المساكين من الناس المحاصرين بسبب تطرفكم، ولعدم إدراككم ضرورات العصر.
فلان2: وهل ضرورات العصر أن تفرطوا بأرضكم وتكتفوا بقبول 20% منها وربما أقل؟
فلان1: أليست هذه العشرين بالمئة أفضل من ألـ 13 بالألف التي تسيطرون عليها بقوة السلاح؟ وهل إذا سرق لص منك 100 شيكل، ثم عرض عليك أن تأخذ عشرين منها وتسامحه بالثمانين الباقية، ألست غبياً إن رفضت هذا العرض؟
فلان2: أولاً: أنت رضيت بالعشرين وسامحت اللص بالثمانين، هذا يعني أنك لست مؤمناً بحقك في كامل المبلغ، وبالتالي حلال على اللص إن هو سرقك، وثانياً: هذا السلاح الذي لا يعجبك هو سلاح المقاومة المقدس، طريقنا إلى التحرير الكامل.
فلان1: وبماذا نفعكم هذا السلاح؟، ألم يتسبب لشعبنا المحاصر بعدة حروب ومئات الغارات وقتل الآلاف وجرح وإعاقة عشرات الآلاف وتشريد عائلات بأكملها مازالت تعيش في أنقاض منازلها إلى الآن؟
فلان2: وأنتم، بماذا نفعكم تحريم حمل السلاح ضد المحتل؟
فلان1: عدم حمل السلاح منع عنا على الأقل الغارات بالطائرات والقصف بالمدفعية، ووفرعلى شعبنا ألاف الضحايا كالذي تسببتم أنتم فيه.
فلان2: ولكن، ألا ترى مئات المستوطنات ومئات آلاف المستوطنين الذي يحتلون منطقتكم، بينما لا توجد على أرضنا أية مستوطنة وأي مستوطن؟
فلان1: مشكلتكم أنكم لا تقرأون متغيرات العصر والسياسة الدولية المحيطة بكم، أي أنكم متخلفون عن العصر، وبالتالي لا تصلحون لتحقيق أي إنجاز من أجل قضيتكم أو شعبكم.
فلان2: من يستمع إليك يعتقد أنك قد أحضرت الذئب من ذيله، فبماذا نفعتكم قراءة متغيرات العصر؟ هل في إلغاء الميثاق الوطني الفلسطيني والاعتراف بإسرائيل قبل أن تعترف بكم؟ أم في الانصياع إلى أوامر داعمي عدونا، سواء من الغرب أو من العرب؟
فلان1: تتحدث عن ضغوطات العرب علينا، وتتجاهل أنهم يقدمون إليكم المليارات لتوريطكم في تطرف يمكن أن يذهب بما تبقى من قضيتنا العادلة، وكذلك تتناسى احتكار تلك الأموال لرجالكم ومؤيديكم فقط؟
فلان2: هذا طبيعي أن نحتكر هذه الأموال لرجالنا ومؤيدينا لأنهم أكثرية تتجاوز الثمانين بالمئة من شعبنا المحاصر، أما لو سألتني عن العشرين بالمئة الباقية، فهؤلاء هم أتباعكم، الذي تحصرون بهم المساعدات والرواتب التي ترسلونها إليهم، فقط للحفاظ على ولائهم لخطكم المهادن، متجاهلين وجود الثمانين بالمئة الذين نعيلهم.
فلان1: يعني تحمل على وجهك لحية كي تتمسح بالدين مع أنك لا تعلم من دينك شيئاً، ألم تقرأ الآية الكريمة التي تقول:( فإن جنحوا للسِّلم فاجنح لها وتوكل على الله)؟ ألم يعرضوا علينا توقيع معاهدات سلمية معهم، فكيف نرفض ذلك بتناقض مع الآية الكريمة، والتي فيها يحضك الله تعالى على الجنوح للسِّلم؟
فلان2: يعني فهمنا أنك غبي في السياسة، وأيضاً ها أنت تثبت أنك غبي في الدين كذلك، يا عديم الفهم في السياسة والدين، الآية الكريمة تقول: (فإن جنحوا للسَّلم) بتشديد حرف السين مع الفتحة، وليست الكسرة، فأنت لا تدري الفرق بين "السِّلم" الذي يعني السلام، و"السَّلم" الذي يعني الاستسلام، أي أن الآية تقصد: فإن عرضوا عليكم الاستسلام، فاقبلوا ذلك منهم.
هنا شعر فلان 1 بالحرج، وحاول، لإنهاء الحوار، ضرب جاره بكلتا يديه المكبلتين، لكنني شهرت في وجهيهما سلاحي العوزي وطلبت منهما أن يخرسا، فقد وصلنا إلى سجن كتسيعوت الصحراوي.
*(مقتطف من مذكرات جندي إسرائيلي).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا