الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للتذكير فقط

تقي الوزان

2006 / 9 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لايزال فشل انتفاضة عام 1991 يمثل جرحاً عميقاً في الجسد العراقي , وما تبعها من ايغال بطرق ووسائل القتل على ايدي وحوش مؤسسات النظام المقبور . واهم اسباب ذلك الفشل عدم وجود القيادة التي توحد جهود المنتفضين , والسبب الذي كسر ظهر الأنتفاضة هو دخول بعض الطارئين عليها ورفعهم شعارات شيعية طائفية اثارت حفيظة دول الجوار والأمريكان الذين شجعوا العراقيين على الأنتفاض , ووعدوهم بالمساعدة , وعلى لسان الرئيس الأمريكي بوش الأب . هذه الشعارات التي اعتبرت محاولة لوضع العراق في الحضن الايراني . وايران لم يكن لديها المشروع النووي الحالي , فما بالك الآن ؟! فآثروا البقاء على صدام ونظامه , وليذهب الشعب العراقي الى الجحيم . وبدل مساعدة العراقيين ساعدوا صدام وسمحوا له بأستخدام الطائرات العمودية لسحق الأنتفاضة , والتي وقع على عدم طيرانها في شروط استسلامه في خيمة صفوان . فهل يلام الأمريكان على نذالتهم وغدرهم بتبديل وجه المساعدة التي وعد بها بوش الأب , وهم الذين لايعرفون غير مصلحتهم ؟
لقد قدم وكلاء ايران خدمة لم يكن يحلم بها صدام ونظامه المقبور , وفلت من المصير المحتوم الذي كان ينتظره على ايد ي المنتفضين وهم يسيطرون على اربعة عشر محافظة , ولم يبقى الا القليل . وتمكن من الأستمرار اثنا عشر سنة أخرى , أذاق فيها العراقيين امرّ ما يمكن ان يراه شعب بين شعوب الأرض قاطبةً .
لقد مرت ثلاث سنوات ونصف على سقوط نظام البعث , والسلطة اصبحت بيد ابناءه , وطريق اعادة بناء العراق اصبح واضحاً , الا ان الأنحدار ازداد خطورة , ومثلما لا يوجد عتب على نذالة الأمريكان في تخليهم عن مساعدة الأنتفاضة فلا يوجد عتب على عصابات البعث ومجرميه بممارسة دمويتهم المعهودة في محاولة ارجاع سلطتهم المفقودة , ولا على السنة التكفيريين ومن لف لفهم بأرتكاب اخس الجرائم بحق العراقيين بحجة مقاومة الامريكان .
العتب , كل العتب على ابناءه الشرفاء , وكلما زادت المسؤولية زاد العتب , وقائمة "الإئتلاف" هي الأكبر بتوجيه هذا العتب . فبعد كل هذه السنوات لم تستطع ان توحد موقفها بأتجاه طريقة اعادة بناء العراق , رغم دعم المرجعية الدينية لها , والدعم الشعبي الذي قل نظيره , بسبب الرغبات والمصالح الشخصية في توجيه الأحداث .
السيد عبد العزيز الحكيم رئيس القائمة يتجاهل فشل القائمة في ادارة الدولة , وانحدار الأمن , والبطالة , والأزمات الأخرى الى قعر القاع , وبات بعض الناس يترحم على ايام النظام المقبور . وبدل الأقرار بهذا الفشل , والتوقف لدراسة هذه الأمور ومعالجتها , جرى تسخين الصراع حول فيدرالية "الوسط والجنوب " الطائفية , والمرفوضة حتى من قبل اغلبية الشيعة . هذا المشروع الذي تسعى ايران لأنجازه بكل الطرق لغرض افشال مشروع الفيدرالية القومية للأكراد , ومن خلاله تجزئة العراق , وفي نفس الوقت وضع "الوسط والجنوب " النفطي تحت السيطرة الايرانية الكاملة .
وهذا يتناغم مع طروحات بعض القوميين من الأكراد , والتي تعتقد ان اثارة الحرب الأهلية بين السنة والشيعة وتفكيك العراق , سيمنحها الفرصة "الذهبية" لأعلان الأستقلال دون اثارة حفيظة تركيا وايران وسوريا التي يتوزع عليها الأكراد , والمعارضة لهذا الأستقلال . خاصة وفي ظل استمرار حماية الراعي الامريكي لكردستان .
هذا مفهوم من بعض القوميين الأكراد , ولكن غير المفهوم ان يتساءل بعض الديمقراطيين واليساريين من الأكراد وبأستغراب عن عدم موافقة الآخرين على اقليم "الوسط والجنوب " الطائفي , وهم يعلمون جيداً ان الأصرار على هذا الأقليم هو لتفكيك العراق . وإلا لماذا لا تتم الموافقة على اقامة الفيدرالية لمحافظة او ثلاثة او اربعة اوحتى تسعة , ولكن برغبة الجماهير , وليس تحت ظلال حكم المليشيات , ورايات التهجير الطائفي , وفقدان الأمن . ومثلما اقرت كمبدأ في الدستور يجري تشريع القوانين له .
من المؤلم ان تستفيد بقايا عصابات البعث ومجرميه من اعادة ذات الخطأ , ومثلما حدث في الأنتفاضة يجري تجيير المذهبية الشيعية مرة اخرى لتشكيل اقليم طائفي تتوضح اليد الايرانية فيه يوماً بعد آخر . وسط مجموعة عوامل لايصب اياً منها في مصلحة الشعب العراقي , وأولها غدر الأمريكان ونذالتهم , وفشل سلطة قائمة "الإئتلاف " من حل اية مشكلة وتمزق وحدتها , والغيوم التي تحجب عملية "المصالحة الوطنية " وغياب وضوح مساراتها , واعادة تأهيل البعث , ومتطلبات هذا التأهيل . وكلها تشكل الأطار المبهم للصورة التي سيكون عليها العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ctمقتل فلسطينيين في قصف جوي إسرائيلي استهدف منزلا وسط رفح


.. المستشفى الميداني الإماراتي في رفح ينظم حملة جديدة للتبرع با




.. تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله وسلسلة غارات على


.. أكسيوس: الرئيس الأميركي يحمل -يحيى السنوار- مسؤولية فشل المف




.. الجزيرة ترصد وصول أول قافلة شاحنات إلى الرصيف البحري بشمال ق