الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد فوزي يكتب: فشل الحوار الوطني بالضيافة باستفاضة

محمد فوزي هاشم

2022 / 6 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بدعوة من رئيسها في عيد الفطر لإجراء حوار وطني تغيرت النظرة إليها وانعكست رؤيتها ، كانت في السابق يعول عليها العدوى التي أسهمت في انتشار ما سمي بانتفاضات الربيع العربي، كانت تخطو خطواتها بزهو، أعادت ترسيخ أن الشعوب هي مصدر السلطات وكانت مؤشرا ونموذجا حيويا يحتذى به في نجاح الثورة السلمية التي جاءت بقيادة مدنية منتخبة وخلق مجتمع متماسك يؤمن ويعزز الديمقراطية حتى وقت ليس بالبعيد، في تطور لافت وفشلها في إجراء حوار وطني وانسحاب الكثير من الحركات والأحزاب والنقابات وسط موجة اعتراض غير مسبوقة على خلفية عدم توفر الضمانات اللازمة لإنجاح مشروع ”الجمهورية الجديدة“ ، لم يكن أحد يتصور أن تلك التي كنا نطلق عليها مزحاً " الإجابة تونس "، لكن بالفعل مشهد اليوم وانطلاق أولى جلسات الحوار الوطني بالضيافة أعاد النظرة من جديد في تونس عقب فشلها في إجراء الحوار الوطني الأمر الذي ينعكس على مصيرها في الاستفتاء على الدستور ومستقبلها السياسي حيث حضر أولى جلسات الحوار الوطني بدار الضيافة بضاحية قرطاج بالعاصمة تونس 42 شخصية من ممثلي الأحزاب الداعمة للرئيس ورؤساء منظمات وطنية وشخصيات وطنية مستقلة داعمة أيضاً للرئيس
لـــــــــــــــــــكـــــــــــن الســــــــــــــــؤال: كيف يكون حوار وطني بإقصاء الحركات الشبابية والأحزاب السياسية المعارضة التي شاركت في انتفاضة الربيع العربي 2011 وفي 2013 ، يذكرني بجملة الممثل خالد الصاوي في فيلم " الباشا تلميذ "(أسرة مع بعضينا)، إذن هو ليس حوارا بل قرارا، لأن الحوار في أبجدياته الأساسية ومفردات لغته هو أن يكون هناك ممثلين عن كافة الأطياف لمناقشة أمر ما؛ كي تتضح الرؤى من خلال عدد من الآليات كالعصف الذهني وتبادل الأطروحات والأفكار والتجارب والتوافق حول إطار بعينه يمنع الشد والجذب بين أطراف الحوار والمشاركة في خارطة الطريق ومواجهة المعوقات والتحديات التي تستهدف الوطن والمجتمع في كافة قضاياه وهو مالم يحدث.
الحوار الوطني شكل صوري:
يعزو الإخفاق والفشل في إجراء الحوار الوطني بشكل عام إلى أن هناك من يعتبر الحوار الوطني ديكوراً وشكلاً صورياً حيث يجتمع ممثلي السلطة مع بعض من المحسوبين على المعارضة ما يسمى ب " المعارضة الكرتونية " مع التقاط بعض الصور والقاء كلمات رنانة تمتلئ بالوطنية، في حين أن الحوار الوطني من المفترض أن يعد بمثابة العماد والنسيج الذي يحمي المجتمع من الفتن الداخلية والخارجية وهو المرآة الحقيقية التي تبرز مواطن الخلل والضعف لمعالجته والتصدي للخطر والقلق الذي يساور البعض من أطراف الحوار وهذا يستدعي أن يكون هنا أولوية لوجود المعارضة الوطنية الصادقة حتى لا يتحول الحوار الوطني إلى غرفة في مجلس الوزراء أو جلسة في أحد الكافيهات والنوادي لأصدقاء "أسرة مع بعضيها " .
الحوار الوطني والأزمات:
كبرنا ووجدنا الأب لا يجلس يتحاور مع ابنه إلا وكان هناك ثمة أزمة ما، فالدعوة للحوار مع طرفين لهم اختلاف التوجهات دائما ما يرتبط اللجوء للحوار الوطني لأزمة وليس إصلاحا أو تكامل وهو يعزو إلى عدم الثقة بين الأطراف ينعكس ذلك على تباين وجهات النظر والشروط والاشتراطات اللاعقلية والتفكير من قبل الطرف الضعيف في أن الحوار يعزو لضعف الطرف الأقوى وقد يرى الطرف الأقوى الذي تفضل بالدعوة للحوار أنه يمن على الطرف الضعيف وأن الطرف الضعيف كان لفترة طويلة بعيداً عن المشهد ليس لديه أي قيمة أو دور وفجأة تمنحه دوراً وهنا يأخذ الحوار منحدراً بعيدا عن الهدف المنوط ويخفق الحوار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تركيا تدرس سحب قواتها من سوريا


.. أوضاع إنسانية صعبة في قطاع غزة وسط استمرار عمليات النزوح




.. انتقادات من الجمهوريين في الكونغرس لإدانة ترامب في قضية - أم


.. كتائب القسام تنشر صورة جندي إسرائيلي قتل في كمين جباليا




.. دريد محاسنة: قناة السويس تمثل الخط الرئيسي للامتداد والتزويد