الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يحفر الخنادق الخنادق لحكومتنا الرشيدة حول بغداد ؟ !

ثامر قلو

2006 / 9 / 17
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


يبدوا أن زيارة المالكي ، رئيس الوزراء العراقي المبجل للجمهورية الاسلامية أثمرت عن ابتكار مدهش سوف يجهض الفوضى العراقية المستديمة ، ويضع حدا للقتل اليومي من قبل المليشيات المسلحة ومن خلفهم العصابات الاجرامية المنتشرة في كافة انحاء البلاد . فقد يكون غوص الايرانيون السياسيون الحاكمون وأغلبهم من المتصوفين الدينيين وتعمقهم واعجابهم الابدي بحضارات القرون الوسطى ، ألهم دولة رئيس الوزاء بججهم ومنطقهم في ايجاد الحلول لمعضلات الزمان على امتداد التأريخ ، فكانت ظاهرة الخنادق المحفورة حول المدن التأريخية أيام الحروب الاسلامية والصليبية مثلا تعلق ببصيرة المالكي وذهنه ، فما أن وطأت أقدامه أرض البلاد حتى كاد يبشر بالثمرة الايرانية المدهشة وهي حفر الخنادق حول بغداد على امتداد محيطها الذي يعد بمئات الكيلومترات !
حكومتنا الموقرة بلغت من التمادي حد الاستهزاء بمشاعر الناس ، واستغفالهم ، واعتبارهم معاقين فكريا ، لا يقوون على استخلاص خطلهم ودجلهم وغبائهم ، فما تفسير هذه الفتق التي تخرجها لنا هذه الحكومة الرشيدة بين الحين والحين ، غير الايغال في هذا التمادي ، الذي يشكل تخدير الشعب بالحلول السحرية جوهره المركزي ، والا فلن يكون غير البساطة والسذاجة والجهل هو ما يوسم اغلب رجال هذه الحكومة ، من وزراء ونواب وأعضاء مجالس محلية وغيرهم .
خنادق حول بغداد يا رجل ؟ !

لا نجادل المالكي ووزراءه وخبراءه العسكريون ، وقد يكون من بينهم دارسوا لاهوت وتصوف ديني ، فما أكثرهم هذه الايام ، لا نجادلهم من الحكمة العسكرية في الخطة الجهنمية ، التي يقال انه قد تضاف لها ابتكارات اخرى من قبيل اغراق هذه الخنادق بمياه دجلة لجعلها مصيدة ومقبرة أبدية للسابحين والعابثين بامن البلد والعباد ، فقد يكون لها مردود حسب طروحات القرون الوسطى ، لكنه الاهم والاولى ، الذي لا يقتضي التغافل والتجاهل ، من يستطيع حفر هذه الخنادق في هذه الظروف الشائكة ، ومن يستطيع اغراقها بالمياه ، أليس هذا سؤالا مشروعا ، هل تستطيع حكومة مشلولة كحكومة المالكي تنفيذ مشاريع هندسية كبيرة تحتاج جهودا جبارة ، فضلا عن الخبرات المحلية والاجنبية ؟
ثم التسائل الاهم ، لماذا لا يحرص ضواحي بغداد ومحيطها ومنافذها الخارجية قوى الامن الداخلي وجنود الجيش العراقي وغيرهم ، بدلا من صرف الملايين من الدولارات على المشارع الوهمية ، أم انها طريقة لتبذير وسرقة الاموال ؟
لعل الجيش العراقي الجديد والشرطة الجديدة ، الذين لا يعرف العراقي موقعا لهم من الاعراب طالما يقودهم بسطاء المحية والتفكير ، يسخرون لمهام تعد الاهم في هذه المرحلة وهي التكفل بحماية القائمين على حفر هذه الخنادق من عمال وشركات وعدد وترك أبناء الشعب العراقي لقدرهم ، هذا ان صار التغاضي عن الفترة والزمن الضروري لتنفيذها ، فقد يمتد لسنين فمن يدري ؟ ، بينما حال العراقي تسوء من كل النواحي وخصوصا في جانبها الامني ولم يعد يقوى على مزيد من الصبر .

نعلم أن الحكومة تمزح مع شعبها أحيانا ، فما قصة خنادق بغداد ، غير مزحة ، يريد رؤساءنا ووزراءنا الترفيه عن كاهل هذا الشعب بهذه المزح بين الحين والحين، فانهم على أي حال مشكورين على ودهم ، ولعل الشكرلا يفي بالمرام ، فقد يقتضي منا ، نحن أبناء الشعب ، أن نرد المزح ، والمعني ، مزحهم بالمثل ، لكي نرفه عن كاهلهم المرهق هذه الايام ، ونطيب خاطرهم ، لتنطلق طاقاتهم التي تتفتق كل يوم بالجديد والمشرق .
ومن المزح ، حول رجال حكوماتنا ، كثير ، فقد نمر على مزح بعضهم ، فقد كان الجعفري عاهد الشعب يوم تسلم مقاليد السلطة في تشرين الاول من عام 2005 أن يجعل سعر قنينة الغاز ب500 دينار بحلول رأس السنة بعد أن بلغت ثلاثة الاف دينار ، واذا بالقنينة تباع في الموعد المحدود باثنا عشر الف دينار ، وهذه المزحة ، واعني بها مزحة الجعفري صارت نكتة مريرة يتداولها الناس في الحارات والمقاهي الشعبية ، فقد سمعتها منهم ولم اسمعها من الجعفري .

أما المزح مع وزراء ونواب ، ومن بينهم حتما صولاغ وزير الاسكان الاسبق ، ووزير الداخلية السابق ، والخبير بشؤون الدولار والدينار ووزير المالية الحالي لن تنتهي ، ولعلها تحتاج مقالة خاصة مقبلة .

ثامر قلو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم