الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرس الثوري صانع سياسات الإتحاد الوطني

أكرم بوتاني

2022 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


ما من شك بأن ما يسمى بالإطار التنسيقي ومعهم ما يسمون انفسهم بفصائل المقاومة والممانعة ينفذون الأجندة الإيرانية في العراق ، ويعتبر الإتحاد الوطني الكردستاني ومنظمة بدر من اوائل تلك الفصائل التي ربطت مصيرها بالحرس الثوري الإيراني وتكاد ان تكون الفرصة منعدمة امام الحزب الديموقراطي الكردستاني في اقناع الإتحاد الوطني للخروج من تحت عباءة الإيرانيين .
منذ سقوط النظام السابق والعراق يمر بحالة الفوضى واللاإستقرار وبدعم إيراني واضح سواءا كان ذلك بواسطة مجموعة من الذين يحسبون على العراق او بتدخل مباشر من قاسم سليماني الذي اغتيل بداية عام 2020م على ايدي القوات الأمريكية قرب مطار بغداد الدولي وهذه التدخلات اوصلت العراق الى ما وصل اليه ، وليس من المنطق القول أن ما يبديه الحزب الديموقراطي الكردستاني من مرونة سيؤدي الى انتهاء حالة الإنسداد السياسي التي يمر بها العراق ، فالتركيز على الإنفراجة لمجرد حوارات جارية بين الحزبين الكرديين الديموقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني هو تبسيط للأمور وإبتعاد عن الحقيقة ، لأن الإتحاد الوطني مرتبط إرتباطا مباشرا بالحرس الثوري الإيراني وهو جزء من فصائل المقاومة والممانعة اي انه جزء من الإطار التنسيقي وبالتالي لن يكون بإمكانه ان يدخل في اتفاق مع الحزب الديموقراطي بعيدا عن الحرس الثوري الإيراني ومن المحتمل ان يلجأ الإتحاد الوطني الى اسلوب المراوغة والخداع مثلما فعل ذلك في اكتوبر عام 2017م فالقرار االسياسي للإتحاد الوطني الكردستاني هو قرار إيراني والإدعاء عكس ذلك هو غير صحيح كائنا من كان صاحب ذلك الإدعاء ، هذا يعني بصورة واضحة ان على الحزب الديموقراطي الكردستاني ان يقدم تنازلات للحرس الثوري الإيراني اذا ما اراد انهاء حالة الإنسداد السياسي في العراق ، بمعنى على الحزب الديموقراطي الكردستاني ان يترك تحالفه مع التيار الصدري ويذهب ويتحالف مع التيار الإيراني اي الإطار التنسيقي وهو الامر الوحيد الذي سينهي حالة الإنسداد االسياسي ومن المؤكد بأن الحزب الديموقراطي إذا ما سار في ذلك الإتجاه او اتخذ تلك الخطوة وهو أمر مستبعد ان لم نقل أمر مستحيل رغم ان السياسة لامستحيل فيها لكن نقول إن خطا الحزب الديموقراطي الكردستاني تلك الخطوة لاشك انه سيحصل على منصب رئاسة الجمهورية بكل سهولة ودون اي اعتراض ، وسوف يعود حزبا وطنيا ولاعلاقة له بالموساد الإسرائيلي ولن يكون سببا في تشتيت البيت الشيعي ولن تسقط صواريخ باليستية على اربيل لأن المصالح الإيرانية ستتحقق بوصول ا الإطار التنسيقي الى السلطة او على اقل تقدير المشاركة فيها ، وهو ما تعمل عليه ايران بكل جدية ولن تتخلى عنه ، وكل ماتهتم به ايران بخصوص العراق هو سلب خيراتها وزعزعة الامن والإستقرار فيها ، وهذه المهام تقوم بها مجموعة من ابناء العراق اتخذوا تسمية الإطار التنسيقي والإتحاد الوطني هو جزء من ذلك الإطار والحزب الديموقراطي الكردستاني يدرك ان ايران تسعى الى زعزعة الوضع في الاقليم وتحاول استغلال الإتحاد الوطني لتحقيق ذلك المسعى ولقطع الطريق امام تلك المساعي ابدى الحزب الديموقراطي الكردستاني سياسة المرونة مع الإتحاد الوطني وهو على يقين تام بأن امكانية ابعاد الاتحاد الوطني عن ايران شبه مستحيلة مع ذلك جاءت زيارة رئيس اقليم كردستان الى السليمانية بمثابة تقديم نوع من المرونة حسب ما وصفها بعض المراقبين والمحللين السياسيين لكننا نجد بأن تلك الزيارة جاءت للحفاظ على شعرة معاوية مع الإتحاد الوطني والذي يسعى من خلاله الحرس الثوري الإيراني زعزعة الأمن والإستقرار في الإقليم وإذا ما فشلت المباحثات الجارية بين الأمريكيين والإيرانيين في فينا بصورة تامة سيكون الإقليم في خطر كبير وسوف يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني من خلال مجاميع ماتسمى بفصائل المقاومة والممانعة وبتدخل مباشر من قوات الحرس الثوري ، لكن يبقى للكرد امل كبير بتقلب الأوضاع السياسية المتسارع في الشرق الاوسط ، والأمل الأكبر لدى الكرد يتمثل بحنكة الرئيس مسعود البارزاني وبسياساته العقلانية وبعلاقاته الدولية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خطوة جديدة نحو إكسير الحياة؟ باحثون صينيون يكشفون عن علاج يط


.. ماذا تعني سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معب




.. حفل ميت غالا 2024.. إليكم أغرب الإطلالات على السجادة الحمراء


.. بعد إعلان حماس.. هل تنجح الضغوط في جعل حكومة نتنياهو توافق ع




.. حزب الله – إسرائيل.. جبهة مشتعلة وتطورات تصعيدية| #الظهيرة