الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغسيل الوردي بين تقبل الآخر وإحتلال الشعوب

نهى عبير

2022 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


إن كنت مازلت لا تؤمن بحقوق الأقليات في عالمك، لأختلافك معهم دينياً أو طائفياً أو بيلوجياً أو حتى اختلاف الميول الجنسية، أو خلاف فكري، أو ربما لأن طائفتك تمثل الفئه الأكبر فليكن مجتمعاً متجانساً، ولا تريد وجود للمختلفين عنك؛ أتمنى أن يغير هذا المقال وجه نظرك، فإن لم يكن لسبب إنساني فليكن لمنفعتك..

ولأن قضية حقوق الأقليات ليست وليدة اليوم، فلنعود لسابقتها التاريخية.

الحملات الصليبية التي جاءت لمصر والشام وشرق أفريقيا، كان هدفها المعلن الدفاع عن المسيحيين، بأعتبارهم أقليه دينية تعيش وسط أغلبية مسلمه، ونجحت بالفعل في إحتلال الأندلس (اسبانيا حالياً)؛ كانت أغراضهم الحقيقية إحتلال الأراضي، ولكن لأن الإدعاء كان الدفاع عن حقوق الأقليات فرحب بهم البعض.
وبالعودة للتاريخ سنجد أن أسلافهم الروم في فترة احتلالهم السابق لمصر قبل الفتح الإسلامي، كانوا يضطهدون أقباط مصر، ويعاملوهم بوحشية، فقط لأن أقباط مصر ليسوا على نفس مذهب الإحتلال الروماني؛ ومن العجب أن يعود أحفادهم ليدافعوا عن حقوق الأقليات وحرية الإعتقاد الديني!

وتم تكرار تلك المحاولة في القرن التاسع عشر، وأعلن الإحتلال الانجليزي لمصر أنه يدافع عن حقوق الأقليات (أي المسيحيين المصريين) ، أدرك المصريين ذلك سريعاً ووحدوا الأمه تحت شعار يحيى الهلال مع الصليب، وشارك أقباط مصر لأول مرة في حراك ثوري عام 1919.


ستجد أول من أصدر قرار بتحرير العبيد وتنفيذه الرئيس أبراهام لنكولن في 1 يناير 1863 ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، هي نفس الدولة التي نشأت بإحتلال الأراضي والتطهير العرقي لساكنها الأصليين، وجلب عبيد من جنوب أفريقيا لخدمة المستعمرين!

نعم انه #الغسيل_الوردي ، إظاهر جانب يدافع عن الإنسانية والمحبة والسلام والتعايش السلمي، ليتناسى العالم ما فعلته تلك الدول من جرائم وحشية وإبادات وتطهير عرقي وإستخدام أسلحة محرمة دولياً، وليتذكر العالم فيما بعد إنسانية تلك الدول.

سنجد أن الدول التي تستقبل اللاجئين، ليسوا بدول انتهى الفقر والتشرد فيها، ويوجد بها الكثير من العشوائيات وبطاله وجهل، ولكنها تستمر في إستقبال اللاجئين، ليس إيماناً بقضاياهم ولكن لإستغلالهم، وإرسال قواعد عسكرية في بلادهم لغرض ظاهري حفظ الأمن والسلام، وغرض باطني هو الاحتلال والسيطرة على تلك الدول، أو لاستغلالهم إعلامياً لتشويه صورة بلادهم.


الغسيل الوردي سياسية يتبعها الاحتلال الصهيوني، الدعوات لتقبل الجميع باختلاف هوياتهم ودينهم وميولهم الجنسية، ولكن سنظل نتذكر دائماً انها أرض فلسطين المحتلة، وأنهم يفرقون حتى بين مستوطنيهم فالتفضيل الأوروبي الغني.
ويحاولون إستغلال القضايا الطائفيه ليضموا المضطهدين إليهم، وإستغلال قضايا مجتمع الميم وتنظيم مسيرات الفخر لهم وتكليفها مبالغ باهظة، لكي ينضم إليهم المثليين الفلسطينيين، ويظهروا من خلالهم للعالم انهم يعيشون جميعاً في سلام، وأن المرأة تنال جميع حقوقها؛ وفي الوقت ذاته يرفضون اللاجئين من وسط وجنوب أفريقيا، ويهجرون الفلسطينيين من أرضهم ويعتقلوهم؛ تلك هي العنصرية بعينها.


ولكن يضطر المضطهد أحياناً للجوء لتلك الدول، هرباً من العنف والتمييز والاضطهاد الذي يمارسوا عليه في بلده؛ فتستغله تلك الدول لتشويه صورة بلده أو إحتلالها مستقبلياً أو إستعمارها لتحسين الأوضاع بها؛ أو لغسل أيديهم من تاريخهم الدموي.

ولكن التاريخ علمنا أن المستعمر لم ولن يعدل ولن يمنح الحريات للمضطهدين دينياً وسياسياً.


فإن لم تتقبل أنت أخاك بأختلافه مهما كان، وإن لم تتقبل الدول أبنائها وتكون أول المدافعين عن حقوقهم فتلك هي النهاية الحتمية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كأس الاتحاد الإفريقي - -أزمة القمصان-.. -الفاف- يتقدم بشكوى


.. نيكاراغوا تحاكم ألمانيا على خلفية تزويد إسرائيل بأسلحة استخد




.. سيارة -تيسلا- الكهربائية تحصل على ضوء أخضر في الصين


.. بمشاركة دولية.. انطلاق مهرجان ياسمين الحمامات في تونس • فران




.. زيلينسكي يدعو الغرب إلى تسريع إمدادات أوكرانيا بالأسلحة لصد