الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة لرواية - النبيذة - للكاتبة انعام كجة جي

حنان أحمد الخريسات

2022 / 6 / 9
الادب والفن


د . حنان احمد الخريسات
نص جميل للكاتبة العراقية انعام كجة جي، نافس في جائزة بوكر العربية،ووصل الى القائمة القصيرة ، ما يلفت الانتباه في النص لغته البليغة والحيوية والمصورة ، والمتدفقة بعفوية ورشاقة لغة كأنها ريشة فنان تمنحك الدهشة وتدعوك الى المتابعة و الاستزادة •
تتناوب ثلاث شخصيات على السرد :عراقيتان وفلسطيني في زمن مديد يصل الى ثلاثة ارباع قرن جزء من هذا الزمن يعبر القرن الواحد والعشرين ما يلفت الانتباه ، بالاضافة الى سعة الزمان ، مساحة المكان ،وحشد من الشخوص العامة المعروفة تاريخيا ، حتى ان بعض القراء صنف النص على انه نص تاريخي ،(العهد الملكي في العراق ورجالاته الاشهر ، النكبة والقضية الفلسطينية، الثورة والتحول الجمهوري، الحرب العراقية الايرانية، احتلال الكويت،ثم انهيار العراق واحتلاله، وتشرد ناسه) يتم هذا العرض من خلال ثلاث شخصيات تطرح، همها ووجعها الانساني الخاص والذي لا ينفصل عن العام على اعتبار تغلغله بشراينه الممتدة الى قلبه ونبضه ثلاث شخصيات يروون: تاج الملوك ؛ النبيذة ،النابذة والمنبوذة وهي نبيذة النص وخمره المعتق،تروي حكايتها ل(وديان) وتوثق الحكاية من خلال صندوقها السحري القابع اسفل سريرها ؛من صور ورسائل ووثائق ومجلات قديمة ، تاج الملوك النبيذة(وهنا يتغير الدال الى المنبوذة)؛يفتح لها باب القصر الملكي،ورئاسة الوزراء وكل الابواب المغلقة، تخترق المستحيل وتبقى حتى اللحظات الاخيرة من عمرها ؛نبيذة النص (وهنا يتحول الدال في النص الى نشوته وخمرته وتعتقه وتمرده) وديان الراوية الثانية في النص ؛ خرجت من العراق لتلقي العلاج في فرنسا بعد لقائها بالاستاذ ابن الشيخ والمقصود هو عدي صدام حسين،فعاقبها للتسلي بأغلى ماتملك وذلك بسلب سمعها حيث كانت عازفة كمان، وبهذا افقدها الحرية في التعبير عن انسانيتها ومشاعرها، وسلب خطبيها ايضا الذي لا يمتلك دفعا ولا ردا، في فرنسا استردت بعض حريتها من خلال السماعة، وبقيت مشدودة الى الوطن وظلت اسيرته الى آخر لحظة ،ومما زاد الطين بلة انها التقت تاج الملوك مصادفة في باريس فقامت بينهما علاقة الابنة بأمها حيث تجاوزت تاج التسعين من عمرها وهي لا تخفي دهشتها من هذه العجوز المتمردة حتى على عمرها ،وهي بانتظار خبر ، عن حبيب كانت قد (نبذته) بمبرر اخلاقي كاذب هو انها لا تريد تلويثه لبراءته، انه الراوي الفلسطيني الثالث؛ منصور البادي المقدسي ؛يسيح منصور البادي الى بلاد الله بعد الهجرة في سن مبكرة من عمره، يتنقل من بغداد الى كراتشي حيث يعمل محررا في اذاعة كراتشي ،وهناك يلتقي تاج الملوك الاكبر منه سنا، ثم يطردا معا من الاذاعة، ولا يلتقيا الا بعد خمسين عاما في باريس من خلال (وديان) التي استطاعت ان تحصل على رقم هاتفه في فنزويلا بعد ان اصبح البرفسور منصور والمستشار الخاص لرئيس الجمهورية شافيز وديان الفنانة،المتسامحة حتى مع من اعمل المشرط في لحمها وافقدها سمعها،(لم تستطع ان تنقل ما بذهنها من تشف الى كلام وهي تراه جثة هامدة ،بعد احتلال العراق ومقتله) وديان التسامح والمحبة،والرحمة، وديان هي الكاتبة الحقيقية للنص انها انعام كجة جي،تتعثر بنفسها في نهاية النص يفلت النص من يدها وتختلط اكوام الخيوط وتتداخل العقد ولا تستطيع فكها فيقع النص من يدها النهاية اضعفت النص وكأن رسالة ما كانت تلح على وعي الكاتبة جعلتها تقترب من وديان حتى تطابقت معها فوقعت في محظور صوت الكاتب الذي تخلى عن تنقله بين ابطاله برشاقة وحذر اكاد اجزم ان الكاتبة لو تخلت عن اخر خمسين صفحة لما سقط النص من يدها وتداخل ، وترهل لحظة التخلي عن النص وتركه ليلاقي مصيره ؛محبيه ونقاده ، لحظة جوهرية في بناء النص ومصيره .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل


.. ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ




.. عدت سنة على رحيله.. -مصطفى درويش- الفنان ابن البلد الجدع


.. فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي




.. الأسطى عزيز عجينة المخرج العبقري????