الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب و التطرف الديني

أحمد الخير احمد صالح

2022 / 6 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


لمواجهة التطرف يجب محاربته في منابعه الفكرية والأيديولوجية والتربوية (أ ب)

سأتحدث هنا عن التطرف الديني في البلدان العربية و غرب أفريقيا وظلاله على العالم. في البدء يجب أن نقر بأن الإرهاب او التطرف الديني لا يعرف الجغرافيا ولا التاريخ، إنه مرض عابر للقارات وللأزمنة أيضاً. يظهر التطرف الديني ويزدهر كلما غاب الحوار الفكري الحر، وغاب الاجتهاد الشجاع.

حين يبدأ كاهن التطرف ومن خلفه المجتمع في تفسير كل شيء بالدين، في البحث عن كل شيء في الدين، الرياضيات والفيزياء والملاحة الجوية والذرة ومرض السرطان وتركيبة الباراسيتامول، فاعلم أن المجتمع هذا يغرق في خطاب أعمى ومغلق ولن يؤدي إلا إلى التشدد والانغلاق وإنتاج كراهية ثقافات الآخرين، وبالتالي سفك الدماء و العنف مبدأ للحياة وهو في ذلك يسيء لفلسفة للدين نفسها.
حين تعلم المدرسة الأطفال في سن الحضانة كيفية تقطيع يد السارق ورجم الزاني حتى الموت و صلاة الجنازة والطلاق والفتوحات فاعلم أننا نهيئ لجيل متطرف سيجعل الدم ماء، و حقوق الإنسان انحراف اخلاقي والآخر عدواً والحياة كذبة، والعيش معاً في سلام كفر و زندقة
حين تسمع كل من هب ودب يوم الجمعة يحرض البسطاء على الكراهية وجوب القتال ضد غير المسلمين وأن المرأة عورة وجهاد النكاح، فاعلم أن الحقل الثقافي ميدان آخر للتطرف لا فضاء للحرية والتعدد والتسامح.
إن غياب العقلانية و غياب الفلسفة و المعرفة لا تنتج إلا إعاقة ذهنية و عقول مسطحة و طريقة تفكير حتمي و تأويلات النصوص الدينية و تحويل الدين الى محفز للعنف ، و إصابة الدين بفيروس السياسة المفتوحة على العنف والتشدد ورفض الآخر، وزج الدين في السياسة عن طريق تجنيد بعض الفقهاء لتبرير هذا الموقف من هذا الخليفة أو ذاك

التطرف الفكري مصدر الإرهاب الجسدي

لمواجهة التطرف يجب محاربته في منابعه الفكرية والأيديولوجية والتربوية التي تُغرق العالم الإسلامي. وللدخول في المعركة ضد التطرف الفكري والديني علينا أن نقتنع بأن التطرف ليس قدراً، إنه برنامج تعليمي وثقافي وتربوي وإعلامي. لذا أول ما يجب العمل عليه على المستوى الإسلامي هو التفكير في عقد ملتقى لمفكرين أحرار من مختلف التخصصات: الدينية (جميع الديانات) والفلسفية والاجتماعية والنفسية واللغوية والأمنية لمناقشة، وبكل جرأة، و النظر في برامج التعليم التي تلقن للأطفال، ، وإعادة النظر في ما يُقدَم لأجيال مطالبة بالعيش في زمن غير زمن غابر مليء بخلافات الأئمة وما نتج عن ذلك من سجالات تورط المسلم اليوم في أمور هامشية تبعده عن صناعة مستقبل ناجح لبلده ولنفسه وتوصله إلى باب مسدود وإلى حيرة أيديولوجية ترمي به في فم الغول مباشرة، فم الغول الذي هو التطرف السياسي والديني و الإرهاب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عظمة العقل
مجهول الهوية ( 2022 / 6 / 9 - 18:58 )
العقل القائد الاول للوجود البشري
شكرا استاذ

اخر الافلام

.. تونس وإيطاليا توقعان 3 اتفاقيات للدعم المالي والتعليم والبحث


.. #إندونيسيا تطلق أعلى مستوى من الإنذار بسبب ثوران بركان -روان




.. الجزيرة ترصد آثار الدمار التي خلفها الاحتلال بعد انسحابه من


.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش صفقة التبادل والرد الإسرائيلي عل




.. شبكات تنشط في أوروبا كالأخطبوط تروّج للرواية الروسية