الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كارل ماركس وابن لادن ونظرية المؤامرة

حسين خليفة

2006 / 9 / 18
ملف مفتوح بمناسبة الذكرى الخامسة لاحداث 11 سبتمبر 2001


ليس هناك وجه للمقارنة بين الرجلين، فالأول أوقف الفلسفة على قدميها بعد أن كانت تمشي على رأسها مع الفلاسفة المثاليين، والثاني يريد إعادة العالم إلى ظلمات روحه وحلمه، وجر التاريخ على أحصنته الهرمة إلى الوراء.
لكن هناك قول شهير لماركس هو: في كل أمة أمتان، ظالمة ومظلومة.
كما ان هناك قول أشهر لأسامة بن لادن سليل المال النفطي السعودي والناطق الرسمي باسم الوهابية السياسية التي خلقتها المخابرات البريطانية فيما يسمى بجزيرة العرب، وهو: ان العالم بعد غزوة مانهاتن (هكذا يسمي الأصوليون الإسلاميون وبعض القوميين تفجيرات 11 أيلول) قد انقسم إلى فسطاطين، فسطاط الخير (ويقصد به هو ومن معه في كهوف التاريخ التي اختارت تورا بورا موطنا حاليا لها بانتظار أن تنتقل بالعدوى المميتة إلى العراق ولبنان وسورية و . . . . . . لا سمح الله)، وفسطاط الشر وهم كل ما عدا ذلك!!
ابن لادن الخارج من ثقافة مغلقة أحادية لا تعترف بأي حق في الاختلاف يستعير من ماركس مقولته لكن بشكل مشوه.
وماركس، الفيلسوف الذي أنجز نقلة ثورية معرفية في الفلسفة والاقتصاد، وكان فكره قنديلا للباحثين عن يوتوبيا حقيقية، وقد هدّ هذا الفكر أنظمة وأقام مكانها نظاما اشتراكيا ـ رغم أخطائه أو خطاياه ـ عمّر سبعين عاما، وأعطى البشرية درسا في إمكانية إقامة نظام عادل ولو بعد حين، لقد كان بروفة الجمهورية الفاضلة الشيوعية.
ماركس يشرح بكلمات قليلة مجتمع الطبقات، ينقض في جملتين الفلسفات والسياسات التي تعتمد الانتماءات القومية وما قبل القومية ليؤكد أن الاقتصاد هو الفيصل، هو الذي يجعل في كل امة أمتين!!
أما أسامة ـ أو الشيخ أسامة كما يحلو لعبد الباري عطوان ان يسميه ـ فهو بأشرطة الفيديو التي يهربها إلى الناس عبر قناة الجزيرة يزرع الفرقة والانقسام بين الناس وبين المسلمين أيضا، ويثبت أن نظرية داروين أيضا صحيحة فها هو منذ غزوته المظفرة يعيش في الكهوف والغابات ويصدر منها أشرطته وزرقاويين إلى يوم الدين.
فعلوها في مانهاتن وكانت النتيجة أن أمريكا زادت توسعها وبدأت فعليا بتنفيذ حلم بوش التوراتي بإقامة مملكة بني إسرائيل الكبرى لتعجل بعودة المسيح المنتظر، فيما مولانا أسامة المنتظر ـ بكسر الظاء ـ لا زال ينتظر المدد من غرة شباب المسلمين الذين اشتروا من الله أموالهم وأنفسهم، وهؤلاء لا يديرون بالا لابن لادن كما تدير رؤوسهم نانسي عجرم والهيفاء وهبة.
بقي أن نقف قليلا عند تفجيرات البرجين، وقد أشبعتها الفضائيات ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة تحليلا ونقدا، وأصبح واضحا أن من فعلها هو من استفاد من نتائجها، ولا أظن اثنين يختلفان أن أمريكا المحافظين الجدد وكارتلات السلاح والنفط ثم إسرائيل الصهيونية هما من استفادا من هذا الزلزال، فأين موقع شيخنا الجليل من الإعراب وقد قام بعد خمس سنين من غزوته بتصدير شريط جديد يلعب فيه رجاله أبطال 11 أيلول الكاراتيه وهم يلبسون الجلابيات!! فيبدو الفيلم مثيرا للاشمئزاز والضحك والحزن أيضا.
هل هناك من لا زال يسخر من نظرية المؤامرة؟ أظن أنها من مآثر الشيخ أسامة، لكن له مأثرة أخرى، وهي انه سرع في امتداد الإمبراطورية الأمريكية إلى ابعد مدى يمكن تصوره، والإمبراطوريات كلما ازداد حجمها دنا أجلها كالإخطبوط تماما








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح