الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكون الواسع والعقول الضيّقة 41

مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)

2022 / 6 / 9
الطب , والعلوم


The vast universe and narrow minds 41

هناك بعض الأبحاث الحديثة التي لا تشجّع على التطرّق إلى الضّغط الكونيّ لأسباب ليست مهمّة بالنّسبة لبحثي هنا، بسبب عدم قناعتي بما يتطرّق إليها الباحث من ظنّ أو إعتقاد حول عدم الضّرورة إلى التطرّق إلى ما لايمكن تخمينه بسهولة بالنّسبة اليه. وأنا أتطرّق إلى كلّ ما يخطر في بالي من ظنون أو تخميناتٍ علميّة تستند إلى النّقاش والبحث والتّمحيص حول صحّته من عدمها. فالمتابع لما نشر يرى العجب من النّقاشات عبر الورق وعبر المحاضرات المستمرّة، والطّريف في الأمر أنّها كلّها تستند إلى نفس القوانين والفرضيّات والنظريّات التي نعرفها. ولكنّ الشيء الرّائع فيها هو إحترام كلّ ما يطرق باب الباحث فيرى الجّواب ويسمعه بأذنيه: أهلاً بك في عالمنا! فهذا العالم جميل جمال طبيعة الرّبيع الأخّاذة بعيداً عن التّصعيد المجنون من قبل الكثير من أرباب السّياسة الذين يتسلّون بأخبار ومناكفات الحروب رغم أنّ الكثير من مثقّفي بلدانهم وعلمائها يستنكرون هذا التصرّف المشين الذي لا يعرف سياسيو الفشل ما الذي سيؤدّي بهم وببلدانهم من هلاك مع هذا الجّنون! فدائماً أو في الغالب تكون السّياسة الفاشلة العدو اللدود للعلم والفكر والثّقافة . فنظرة إلى عراقنا الذي ينزف منذ التسعينيّات أو الثمانينيّات إلى الآن يريك كيف تكون سياسة الفاشلين أعداء العلم والفكر والثّقافة والتنوير الفكريّ المنسجم مع هذا العالم الرّحب الذي خلقه الله تعالى رحباً يباهي به أمام من يؤمن بضيقه، ومازال أعداء الفكر مستمرّين للأسف في هذا التوجّه!
ليس من السّهل أن يتعارض الإنسان مع الأبحاث المناكِفة، إذا ما توفّرت بعض الأدلّة المعقولة كوجود الفراغ أو ضرورة وجوده لحصول الضّغط، فلو كان هناك حيّز مكانيّ أو جسم ما ولا فراغ حوله أو لا فراغ موجود مطلقاً ضمن هذا التصوّر فسيكون ليس من السّهولة إقناع الآخر بأنّ حصول الضّغط وارد. وأقصد بالضّغط الكونيّ هنا الضّغط الذي يكون في أيّ جانب من جوانب الكون وفي أيّ تكوين جديد من تكوينات الكون القادمة. أي هنا يمكن أن نقول أنّ خاصيّة وجود الضّغط الكونيّ في أبحاثنا إنّما هو خاصيّة ضمنيّة من الخواصّ الضمنيّة الأخرى. ويمكن أن يكون مثل هذا الضّغط وفق مفاهيمنا الثرموديناميكيّة بشكل نطلق عليه بالضّغط السّلبيّ مرّة وبالضّغط الإيجابيّ مرّة أخرى. أي يجب أن تكون هناك مواصفات تتعلّق بوجود المحيط وتأثيراته على الجّسم فيكون التّأثير من المحيط على الجّسم أو من الجّسم على المحيط، أي حسب إتّجاه التّأثير، وهنا يكون في تصوّرنا أنّ الضّغط المتكوّن من المحيط الكونيّ على أيّ جُرْمٍ من الأجرام أو بالعكس ما يحدثه الجُّرْم على المحيط الخارجيّ. أي يكون الحديث عن ضغط بنوعيه السّلبيّ والإيجابيّ. ويكون هذا الضّغط حسب إتّجاه التّأثير كما ذكرنا. ويجب أن أثير موضوع الضّغط على أنّه يحدث مع أو يحدث على كلّ الأجسام بأنواعها كلّها إن كانت صلبة أو مائعة. ومن الواضح أنّ الضّغط على الجّسم الصّلب يكون بشرط معيّن هو فهم الصّلابة على أنّها ليست تلك المتعلّقة بجسم بلا فراغ مطلقاً، وهذا يعني أن لا صلابة بالمعنى المطلق الذي أشير إليه دائماً. في الحال الذي يكون فيه الصّلب صلباً يكون من البُدّ وجود فراغ تتحرّك فيه جزيئاته، وبالتّالي سيكون لديّ بلا أيّ شكّ ضغط، بأيّ نوع من الأنواع. وهنا أثير هكذا موضوع لسبب واضح كما أعتقد هو أنّ الفراغ ضروريّ لحصول الضّغط كي لا يسأل سائل: ما وضع الجّسم الصّلب في الكون إن توفّر؟! أي يمكن لنا أن نتصوّر وجود جُرْمٍ من الأجرام أو كون من الأكوان الصّغيرة التي لا فراغ فيها إحتمالاً!فكيف سيكون الضّغط مع هكذا أجرام؟ والجّواب كما قلنا هو التّعامل مع مفهوم الضّغط إن وُجِد، أينما وُجِد. وهنا لا علاقة لي بنوع الجُّرْم أو الكون، لأنّ الحديث حول الضّغط وليس عن الكون في مجمله.
وكما قلنا في الحلقة السّابقة من المهم الإشارة إلى تأثيرات الموائع أو التطرّق إليها بإعتبار إحتماليّة وجودها كبيرة جدّاً في الكون إن لم تكن هناك بعض الأَجْرام هي نفسها من الموائع! ونظرة مع قراءة متأيّنة يُرِيكَ كيف أطلق على الكواكب الأربعة، المشتري وزحل وأورانوس ونبتون بالعماليق الأربعة الغازيّة. فماذا يمنع من وجود أَجْرام أكبر وأعمق في الكون من هذه الموائع أو ما تحتويه من الموائع. لذلك سنتعامل مع ضغط من ضغوط الموائع بصفات منها محدّد ومنها غير محدّد وفق تأثيرات مستحدثة يمكن أن تحدث في هذا الجّانب الكونيّ أو ذاك. ومن الإشارات المهمّة التي تجعلنا نهتمّ بالضّغط الكونيّ هو هذا التّأثير المهمّ الذي يحدثه المائع في الكون والذي يرتبط أحياناً بشكل مباشر بالضّغط وأحياناً أخرى بشكل غير مباشر. فلو إعتبرنا الإشارة مهمّة حينما نشير إلى الكميّات الفيزيائيّة التي من المحتّم أن تكون موجودة كالحرارة والإنتروبيّ وغير ذلك، ناهيك عن وجود الكميّات النّوعيّة كالحجم النّوعيّ مثلاً، سيكون من المهمّ التّوضيح أكثر في هذا الجّانب. ولا يخفى ما للحرارة من دور في المشاركة في عمليّة التّغيير والتّضاغط أو الضّغط. وسيكون الإحتمال وارداً فيما يتعلّق بوجود التّطبيق المناسب من الفيزياء الكلاسيكيّة حول معادلة الحالة التي سندرسها في حالة توسّع الكون والتي سيكون من المحتمل أن تكون العمليّة بوجود المحتوى الحراريّ قابلة للعكس مع الأخذ بنظر الإعتبار التّطوّر الذي يحدث بسبب وجود الحرارة في الكون المذكور، إذا ما أشرنا إلى أنّ فعل الحرارة فعل حتميّ من نتاج الإنفجار الكبير للكون في بدايته والذي نتج عن إنفجار نوويّ حراريّ في العموم أو إنفجار نوويّ إنشطاريّ. وحينما نطبّق معادلة الحالة أو أيّ معادلة حول الوضع الجّديد بوجود الضّغط أو التّضاغط يجب أن نقول أنّ المعادلة في ظلّ ظرف من الظّروف يجب أن تصحّح بمتغيّراتها الجّديدة ليس فقط في تصحيح الضّغط والحجم كما هو في معادلة الحالة المعروفة، بل يجب أن نشير إلى إحتمال التّصحيح في أيّ متغيّرات تضاف إلى هذه المعادلة. فهناك الطّاقة الدّاخليّة للنّظام والتي ترتبط مباشرة بالضّغط، وهناك كذلك ما يتعلّق بوجود وضع ما من قبيل وضع الطّاقة المظلمة والمادّة المظلمة التي من المقرّر أن نضيف إلى المعادلة هذه التّأثيرات من وجود أيّ تصوّر يتعلّق بهذه المادّة أو الطّاقة، وكذلك يجب أن نجري عليها التّصحيحات مستندين إلى عوامل وجود التّغيّر المستمرّ في الحرارة مع الضّغط والحرارة مع الحجم والحرارة مع الطّاقة لذات الجّسم أي التي تتعلّق بتركيبه إن كان متغيّراً أم ثابتاً، وندخل عليه هنا الزّمن في كلّ حين بلا أدنى شكّ! أي ندخل الزّمن ليس فقط كعامل من العوامل بل أيضاً إن كان بإمكاننا أن ندخل تصحيحاً على ذلك الزّمن إن كان نسبيّاً في دراستنا ونشير إلى الزّمن المطلق غير القابل لأيّ تصحيح، كونه غير قابل لأيّ تغيير.
هناك إشارات رائعة لفريدمان بخصوص التّصحيحات والقيود المفروضة لتطبيقها. كما ويجب أن نُدْلي بدلونا هنا في القول أنّ بعض الأبحاث لا تقبل بوجود العمليّة العكسيّة ولا قوانين حفظ الطّاقة ولا غيرها في الكون. وهذا لعمري تحدّ كبير لأيّ منّا إن أراد أن يناقش في هذا التصوّر أو في هذا التّوجّه، ويفهم ما أقول ذلك المتخصّص العنيد في إلتزامه بتصوّر علميّ يستند إلى القواعد العلميّة الفلسفيّة والعلميّة الطبيعيّة. والتحدّي الذي أقصده هو ذلك الذي يشار إليه في أكثر من بحث إلى أنّنا لا يمكن أن نبني على تصوّراتنا وخيالاتنا ما ينطبق على المحسوس العلميّ الذي يستدرجنا ونستدرجه. أي من هذه التصوّرات وجود مائع مثاليّ كي نطبّق عليه هذا القول ولا وجود لحالات متوازنة ولا شبه متوازنة كي نطبّق عليها ما يتعلّق بالمنظومة المغلقة أو المفتوحة. ولا توجد ضمن هذا القول في التّطبيق ما يتعلّق بتصوّر وجود ضغط من نوع معيّن. وبصريح العبارة لستُ مع من يُقيّد أيّ عمل أو تصوّر معيّن وإن إختلف في تصوّره مع القاعدة العامّة المتّبعة! فمن الذي قال أن لا وجود لقواعد تحكم منظومة معيّنة في الكون ويطبّق عليها قوانين الدّيناميكا الحراريّة ليس فقط القانون الثاني بل حتى قانون نيرنست الشّهير المتعلّق بكونه قانون ثالث يتعامل مع تطوّر الدّيناميكا الحراريّة بإتّجاه الدّيناميكا الحراريّة الإحصائيّة. إذا ما علمنا أنّ القانون الثالث يعتبر بمثابة إستنتاج مهمّ من إستنتاجات الدّيناميكا الحراريّة الكيميائيّة. وكما أشرنا في الحلقة 16 حول هذا القانون ومدى تطبيقاته إلى حدّ ما. حيث أشار نيرنست إلى قياسات الإنثالبيّ وإختلافات الطّاقة الحرّة لغيبس
Gibbs free energy differences
للتّفاعلات الخاصّة عند سلسلة من درجات الحرارة حيث أنّ المتفاعلات ونواتج التّفاعل ليست كلّها بنفس الحالات القياسيّة المطلوبة. وبالمثل التغيّرات أو الإختلافات ما بين طاقات غيبس الحرّة والإنتروبيّات للمواد المتفاعلة ونواتج التّفاعل مع نقصان درجات الحرارة إلى قيم منخفضة تقترب من القيم المشار إليها من إنثالبي وطاقات حرّة.
لهذه القيم المتمثّلة بالفيزياء الحراريّة بكلّ تفاصيلها والدّيناميكا الحراريّة فيما يتعلّق بالقانونين الثّاني والثّالث بل بالخصوص القانون الثّالث الذي يكون في تطبيقه إشارة إلى التّكامل في الإنتروبيّ للمنظومة. وكما أشرنا في الحلقة 16 إلى أنّ (في النّظام المعزول أي المغلق ولا تغيّر يحدث بينه وبين المحيط الذي يحتويه،لا يمكن للإنتروبيّ لهذا النّظام أن يتغيّر حينما يحقّق حالة التّوازن الحراريّ كما ينصّ كلاوزيوس. بشرط أن لا تغيّر في الطّاقة الكليّة، وأن يكون الإنتروبيّ الكلّي للمنظومة في حالة زيادة. إلّا إذا حصل النّظام أو المنظومة على جهد يبذل عليه). ومن المهمّ جدّاً وخاصّة ما يتعلّق بموضوعنا الأساس وهو الزّمن وذاتيّته نشير إلى أهميّة التّعامل مع وضع الإنتروبيّ وعلاقته بالموت الحراريّ للكون أي في حالة حصول التّوازن في الطّاقة الحراريّة أي حصول التغيّر الصّفريّ أو ما يعرف باللاتغيّر، أي أنّ درجة الحرارة في كلّ نقطة من نقاط النّظام تساوي درجة حرارة كلّ جزء من الأجزاء التي يتضمّنها النّظام. خاصّة إذا ما قمنا بدراسة منفصلة للدّيناميكا الحراريّة للثّقب الأسود الذي يتّصف بمواصفات منها معلومة إستنتاجيّة ومنها ما لا يعرف، أي يمكن أن نتصوّرها ونبني عليها القوانين المذكورة مع الإضافات التي نقترحها. وقد لعب بولتزمان ومن بعده دوراً مهمّاً في ذلك وفي بناء تصوّر أكثر وضوحاً لكونٍ ما، يجمع ما بين ما لدينا من معلومات وما نستنتجه من معلومات بالإضافة إلى ما نتصوّره ونبني عليه.
إنّ للحديث ذوقاً وطعماُ يختلف عن ذوق وطعم ما يصدر من سياسيينا، خاصّة إذا تكلّموا عن طعم الحريّة وهم حبيسو أخلاق عجيبة في التّعامل مع النّاس وأبناء شعبهم وهم يسكنون بروجاً عالية في منطقة معزولة عن النّاس البسطاء، كانت هذه البروج العالية بالأمس لطغاة مضوا مع لعنات الفقراء والمساكين ونفس البروج أصبحت اليوم لطغاة اليوم السّائرين على خطى السّابقين في الطّغيان! حتى بات ذوقهم واضحاً لذوي البصيرة حيث يجمعون ما بين الكلام السّاخن الذي لا معنى له ولون ساخن لا هدوء له (ويخيطون أسمالاً لا علاقة لها بلباسنا ولا بعالمنا النّظيف).
هل الإضطراب صفة من صفات الكون؟
الجواب بإصرار: نعم وهو صفة مهمّة وضروريّة. فالإضطراب في الكون يحدث كي يهيئ لوضع جديد، أي التغيير أو التغيّر ضرورة حتميّة لا محالة. ولا أعني بذلك أنّ الإضطراب يعني الفوضى، بل الإضطراب (ربّما نستعمله أحياناً على أنّه الفوضى حينما نتكلّم ونترجم المصطلح من لغة إلى أخرى فينهض بنفس المعنى، لكنّني أقول أنّ هناك فرقاً ما بين الإثنين) هو مرحلة من مراحل تشكّل كون جديد أو جزء من كون جديد أو تشكّل جزء من كوننا الحالي. وحتى الإضطراب هذا هو جزء من تنظيم وترتيب عالٍ يسير عليه الكون، وقد أشرت إلى هذا في الحلقة المشار إليها آنفاً إلى أنّ (هناك ما يمكن أن نؤكّد عليه، هو أنّ ميل الكون لا لذلك اللانظام أو لا لذلك اللاترتيب أو لا لذلك اللاإتّساق، هو ليس حالة طارئة أبداً. إنّ الموت الحراريّ نتيجة لتفريق وتشتيت المواد في الكون حيث تصبح كلّ السحب الغازيّة اللازمة لتكوين النّجوم غير قادرة على تكوينها من جديد. فتموت الشّمس بل تموت الشّموس كلّها وجميع النّجوم الأخرى، التي تتحوّل إلى الثّقوب السّود التي ستذوب بسبب إشعاع هوكنغ. وبعد موت الثّقوب السّود (لا تنسَ أيّها الحبيب ما قلتُ سابقاً حول إحتماليّة وجود الزّمن اللامكانيّ أو ربّما حتّى اللازمن في الثّقوب السّود حيث ستذوب هذه الثّقوب السّود بعد إنطفاء الشّمس (أو الشّموس) ويكون هذا الوضع بحيث يحيل الكون من جديد إلى النّقطة التي خُلِق منها الكون، وهو حال العودة إلى الزّمن صفر أو ربّما إلى اللازمن!). سيبقى فقط خليط مخفّف من الفوتونات وجزيئات الضّوء، على الرغم من أنّها ستتحلّل أيضًا في الوقت المناسب. وهنا يؤدّي إلى نقصان الإنتروبيّ والذي سيهيّء الوضع إلى عمليّة إنفجار جديد كما حصل في المرّة الأولى).
تؤكّد نظريّة نيرنست الحراريّة إلى أنّ التّغيّر في الإنتروبيّ لأيّ تفاعل لمواد بلوريّة نقيّة يذهب إلى الصّفر عندما تنخفض درجة الحرارة إلى الصّفر كما أشرنا. ولا ننسى ما لتأثير الكثير من الطّروحات على التّحقيق من صحّة أو عدم صحّة الإستنتاجات المتعلّقة بمعادلة فريدمان أو بلانك والتي فشلت في صياغة العلاقة مع أوّل أوكسيد الكربون حيث لا يتمّ ترتيب المادّة الصّلبة المتبلورة بشكل كامل عند درجة حرارة تصل إلى الصّفر. والإشارة إلى المواد البلوريّة إشارة ذكيّة بإعتبار أنّ التّكوينات التي تتعلّق بالمواد والأجسام، بل والأكوان يجب أن يشار فيها إلى التّراكيب البلوريّة لها وفق التّنسيق الكيميائيّ والفيزيائيّ. فالإشارة إلى ما يطلق عليه ببيان لويس وراندال إشارة مهمّة لتحسين صياغة معادلة بلانك من خلال فهم وإدراك أنّ الإنتروبيّ غير الصّفري يلاحظ عند الصّفر المطلق للمواد الصّلبة غير البلوريّة والمواد الصّلبة المتبلورة التي لم يتمّ ترتيبها بشكل مثاليّ. ومن المهمّ جدّاً أن أشير إلى البيان الذي أصدره وكتبه لويس وراندال من ضمن 11 بياناً : (إذا تمّ أخذ إنتروبيّ كلّ عنصر في حالة بلوريّة على أنّه صفر عند درجة حرارة الصّفر المطلق، فإنّ كلّ مادّة لها إنتروبيّ محدود موجب. ولكن عند درجة حرارة الصّفر المطلق، قد يصبح الإنتروبيّ صفراً، ويصبح كذلك في حالة المواد البلوريّة المثاليّة). هنا إنتهى نصّ البيان المهمّ وواضح كلّ الوضوح منه ما ذكرنا آنفاً فيما يتعلّق بالإنتروبيّ ودرجة الحرارة المطلقة، والتي يتمّ التّعامل معها في الدّيناميكا الحراريّة، أي سيكون لديّ بلا شكّ علاقة مهمّة كذلك ما بين الزّمن والإنتروبيّ في هذه الحالة. ولا أنسى أن أشير إلى أنّ التّعامل ما بين الزّمن والإنتروبيّ هو تعامل مع زمن نسبيّ لا مع زمن مطلق (راجع الحلقة 4)، وكذلك أشير إلى أنّ الزّمن المطلق لا علاقة له بأيّ إنتروبيّ من هذا الشّكل بسبب إرتباط الإنتروبيّ هنا مع الكون بينما الزّمن المطلق لا علاقة له بهذا الكون وبهذا الشّكل. ومن المهمّ كذلك أن أضع ملاحظة وأودعها في ذهن قارئيّ الغالي على قلبي والمتفاعل مع ما أطرح، إن كان معي أو ضدّي في الرّأي! هذا الإيداع هو أنّ اللازمن الذي أتحدث عنه وقد أشرت إليه في الحلقة 6 هو بالشّكل التّالي:(سيكون عندي معنى جديد هو النّشوء الأوّل وما قبله وما بعده. البدء ما قبل، بقليل أو حالة الإستعداد، وفيها تكون النّقطة في الحالة المسمّاة بالإستاتيّة أو على وشك الحركة وهي التي لم يكن فيها الزّمن شيئاً يذكر! وهنا أطلق عليه اللازمن أو حدّ إبتداء الزّمن، ولم يكن! هنا كون المادّة في حالة الفوضى الأولى (لاحظ الإستخدام لكلمة الفوضى هنا!ويمكن أن يكون إضطراباً بالمعنى الذي يمكن أن يكون إحتمالاً وفق التصوّرات الديناميكيّة الحراريّة) أو الإستعداد للفعل الأوّل. وهنا يجب القول أنّ في هذا الحال إحتمالين، الأوّل: الرّجوع إلى الحالة الأولى، وهذا يعني من الواجب وضع تفسير مهمّ إلى فناء الزّمن والعودة إلى اللازمن من جديد. والإحتمال الثّاني هو اللاعودة والبقاء في الأزل أو إلى الأزل! والثّاني كما أشرنا مراراً لا يتّفق مع العقل ومع الكثير من النظريّات العلميّة والقواعد والفرضيّات الفلسفيّة (والتي بات الكثير من العلماء لا ينفيها بل ويؤكّد على ضرورة التّعامل معها). وينبغي التّعامل بلا أيّ ريب مع مسمّى الإنتروبيّ لهذا الفعل في حالته الأولى كي نستطيع السّيطرة على مرحلة ما قبل الحدث لفهمها، والمقارنة بينها وبين بداية الإنطلاق للحدث المشار إليه. إذن من هنا أقول ومن جهة الإحتمال الوارد أنّ التجدّد للكون في تكوينه ونشأته وخَلْق كون جديد لا علاقة له بالزّمن النسبيّ للكون الذي سبقه فهو معه لا مع غيره من الأكوان التي تتكوّن بينما يكون الزّمن المطلق الثّابت كما هو لا علاقة له بكون معيّن فهو المعيار والمقياس. ويكون كذلك اللازمن مرتبطاً بالكون الذي حمل مواصفاته على أنّه لا زمن ويمكن أن نطلق عليه على أنّه فانٍ إذا إنتهى الكون المرتبط به إصطلاحاً، بينما يبقى الزّمن المطلق غير قابل للفناء خلال مرحلة أو مراحل الوجود عموماً (أقصد الوجود الكونيّ وليس غيره!) وهو خارج الكون المشار إليه وهو معيار لكلّ ما يتعلّق بأزمان الكون أو أزمان الأكوان عموماً.
ولنا عودة إن شاء الله تعالى
د.مؤيد الحسينيّ العابد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرة في جامعة العلوم السياسية بباريس دعما للقضية الفلسطيني


.. استمرار التظاهرات الطلابية المتضامنة مع غزة في معهد العلوم ا




.. كيف نحمي الأطفال على الإنترنت مع تطور الذكاء الاصطناعي


.. حماية الحياة البحريّة #3 | ناشونال أكواريوم أبوظبي | ناشونال




.. حماية الحياة البحريّة #4 | ناشونال أكواريوم أبوظبي | ناشونال