الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمّ

سامر العربيد

2022 / 6 / 9
أوراق كتبت في وعن السجن


"الأم"
بقلم الأسير الفلسطين سامر عربيد
سجن نفحة الصحراوي
8/6/2022

صليب على صدرك منذ صغري، لم يكن إلا رمزا من رموز الفداء والتضحية.
هكذا عرفت "صلبوك مثل المسيح في المسكوبية، هكذا قلتِ لي في كبري فلا تخافي يا أمي، المسيح رمزُ لذاك الطائر الفنيق الذي ينبعث من رماده من جديد.
والشهيدُ، رمز لتلك السنبلة الفلسطينية، التي تُنبتُ من حبوبها من جديد
فمسيحُ أو شهيد، شهيد أو مسيح، فالإثنان مقاومة للظلم والطغيان
هلال يعلو الصليب، أوصليب يعلو الهلال، أو يتعاليان في عناق أبدي لا خلاف هذا أو ذاك، أو الإثنان معاً، كُلها رموزُ للأمّ الكبرى في القدم.
وآخر أمّ كبرى في الديانات البشرية والسماوية هي مريم أمّ المسيح
أزاحها العبرانيون من توراتهم، فأبرزها الإنجيل، وأنصفها القرآن
سيدة، شافية، بتول، عذراء، أنت في المسيحية والإسلام.
أما قبل الميلاد، فأنت الأرض، نلتصق بها في حياتنا، ونعود إليها في مماتنا.
وأنت القمر، هذه الأرض السماوية الأكثر شفافية ونقاءً وجمالاً
دعاك البابليون، بعشتار الخضراء، والمصريون "إزيس" الخبز وأم القمح
ودعاك اليونانيون، إفروديت السنابل، والرومانيون "فينوس" الشعلة أيضاً
أما نحن الفلسطينيين، فندعوك اليوم "أمّ البدايات والنهيات"
في صفوفك الأولى، تعلمنا حبّ الوطن والحرية، وعشق فلسطين
لنحمل العلم، والحجر، والقنبلة، والبندقية، ولنصبح فدائيين.
أنت يا أمي ذاكرة لا تنطفئ، نابضة، باقية، راسخة، ثابتة إلى الأبد
وهذا الغاشم غبي، كسر ضلوعي، ثقب رئتي، عطل كليتي، وفي عقلي كنت حارستي وفي قلبي نور إمرأة عشقتها يا أمي، نور مثلك كالجبال شامخات
فسلام عليك يا أمي .. . ووداعا حتى نلتقي في النهايات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق