الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قُبلة مارقة

هدى يونس

2022 / 6 / 11
الادب والفن


فى ظلمة العينين أبحث عن منطق يتبع هوى خطوى ..
أتباعد وأتباعد و و و..
يضحك هازئا" من أخبرك أنك حرة"..
عينى المبصرة تتجاهل إعتام عينيه ومعها مخاوف الجزء الخلفى مأوى أشباح بيت الجد.
يطوح رأسه يمينا ويسارا بالأذكار ويقطعها" لن تكتملى بدونى" ويصمت.
صمته منفر متعجرف لا يراه وأنا أراه وأحسه . .
أهرب منه لعوالم مأهولة وأكون بحرًا لسكونى..
نقطة سوداء تتوالد، داخلها جزء منه استقر داخلى ولم يفارق!!
***

عماه أحيانا يأخذنى لأروقة الجنة، ورمادى يُحرق وأُبعث من جديد.
أغادرنى مرغمة كى لا ألتقى بمن إحتفظت بطزاجة طفولة غير آمنة..
حين سمعتَه " عشت وحيدًا أتعبد بظمئى، أنتظر ثمار بذورشلال تفجر فى أدغال أحراش قديمة، أعلم أنها الغواية ولن أسلم منها وأستسلم" وإحتفظتُ بما لا أدركه..
***
وهو أمامى يتربع على الأرض بظلامه، ويهز رأسه ويراود إنحراف نطقى " كهيعص" ولا يتركنى أكمل لأكرر ..
حين ينطقها بفمه الواسع وظلام عيونه تُرهِبُنى ..
يدير رأسه على مهل يسارا ويمينا، بروحه المتربة وجلباب ناصعٌ بياضه، ورائحة مسك تخنق وأحبه!!.
حين تختفى أنفاسى ويزلزنى صوته" أيها الأزلية إنطقى، أقول "بسم الله الرحمن الرحيم كهيعص، وأبدا لا أكمل ويستوقفنى "أعيدى ما قلتِ " ولا أنطق..،
إجتهدى يا هاربة فى الغيم، ولا أفهم ما يقصد..
يتاكثف صمتى وأوشك البكاء، أسمعه متأنيا بصوت عذب " هذا إعجاز لفظى لخالق الكون، كافٍ لخلقه، هادٍ لعباده، صادقٌ فى وعده"
كنت أعد الحروف على أصابعى ولا أقوى على نطق ناقص حرف..
ونطقت بعده كما يريد، وتعمد عقابى حين توقفت ليرى الجميع أنى أخطأت بالوقف ..
علمنى الفقه وبث الورع وأصول الحكمة فى قلبى، ونفور عقلى من غلظته كان يحسه !! .
أدخل مقدمات الشجن من سماع تلاوته، وشهوة مالا تُدركه الروح ظلت ترافقنى ..
فى صلاته أسمع صوت من السماء وأنتفض، حين يطول سجوده أتكوم على نفسى ولا أغادر مكانى.
لا أدرى كيف يرانى وأنا أتأمله، وكأن الجلسة ليس بها غيرى،
وأنا كارهة له يقول تفهمى قوله "كن فيكون" يرددها وأرانى بين يديه طائعة غير خائفة من تشققات يده وظلام عينيه..
***


فى عمق صلاتى إنزلق غطاء رأسي ولم أنشغل، تذكرته حين نطق " وشجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلى فى البطون" أبكى ولا أكف وظل صامتًا، ..
توقفت وسأل قلت: ربنا ليه بيعذبهم كده حرام، ولم يرد وواصل التلاوة..
ووجدتنى أصعد بلا غطاء، بلا حُجب، والمرئى أمامى لا أكتفى به وأواصل..
رأيت شيخى يتخبط بعصاه، إختزل اسمى هُو، هُو، هُو أتحسس شعرى الأبيض ولا أخشى عُريه..
أسمع صوته ضاحكًا " هُو جزء من الذات العليا كى تخيف رغبات شيطانك، وتدخلك مؤجلات الغيب بالرؤية" .
أنشغلت عن سماعه، أفزع سكونى صوته " عليك الطاعة، عليك الطاعة !!"
وأتساءل " أى طاعة، أى طاعة" وظلام عينيه يرف بقبلة مارقة تكاد تمُسُنى وأتفاداها ولا تكف..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الأردن يتراجع 6 مراتب في اختبار إتقان اللغة الإنكليزية للعام


.. نابر سعودية وخليجية وعربية كرمت الأمير الشاعر بدر بن عبد الم




.. الكويت.. فيلم -شهر زي العسل- يتسبب بجدل واسع • فرانس 24


.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً




.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع