الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشرطة في خدمة الشعب

خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)

2022 / 6 / 12
كتابات ساخرة


شرطتنا وشرطتهم
كوني أعيش منذ عقود مع المجتمع الامبريالي الكافر، أظل أقارن بينه وبين مجتمعنا العربي المؤمن المتخلف جداً. بين أدابهم وآدابنا، بين رؤساءهم ورؤساءنا، بين شرطتهم وشرطتنا. دخلت مرة دائرة الشرطة في حمص كي أكمل إجراءات شراء بيت، فوجدت شرطي نائم بقميص الشيًال، وآخر جالس على الطاولة نصفه نائم ونصفه الآخر يتفرج على التلفزيون، والثالث يأكل حمص بالزيت مع السربيس. ألقيت السلام عليهم جميعاً بما فيهم النائم، فلم أسمع أي رد سوى من الشرطي الذي يأكل الحمص بالزيت رد دون نفس.وفي منتصف الجدار علقوا لوحة كانت سوداء وأصبحت بنية بفعل الزمن تقول: الشرطة في خدمة الشعب. وقفت حوالي دقيقتين أنتظر أحداً منهم أن يسألني عن طلبي، لكن دون جدوى. فقلت للذي يأكل: إذا ممكن أريد تعريف لشراء بيت فرد واللقمة تملأ فمه: تعال بعد الظهر. فرددت: شو بعد الظهر، الأمر مستعجل ياحضرة الشرطي. وفجأة توقف عن أكل الحمص وأتى إلي هامساً: إذا أردت المعاملة اليوم عليك أن تدفع للشباب 500 ليرة ( أي 10 دولارات بتلك الأيام). والشيء الذي لم أفهمه في حديثه هو الهمس. فما دام الشباب مشاركون في البرطيل، فما لزوم الهمس. فقلت له لابأس أدفع. فصرح بالشرطي النائم ثم أعقبها صرخة أخرى بالشرطي النصف نائم. وحصلت يومها على المراد بعد الدفع. ومرة أوقفني شرطي سير. فأستغربت صفارته، فسألت عن سبب التصفير، فمد رأسه من خلال نافذة السيارة ثم سأل هل لديك إطفائية حريقة؟ قلت نعم، ثم سأل هل لديك كذا وكذا.. وبعد أن خاب هدفه، قال : هل معك أي فراطة أستاذ. والفراطة هنا معناها نقود تحت الدولار. هذه شرطتنا التي تحمي المواطن وتحبه كثيرا وتنام معظم يومها في دائرة الشرطة.
أما الشرطة الأمريكية يا أحباب، فطعم آخر، إذا جاءهم أتصال أسرعوا في الرد وخاصة عندما يتعلق الأمر بإتصال إمرأة عربية ضربها زوجها أو ألبسها الطاولة، فيأتون مسرعين كي يسجنوا هذا العربي الذي لم يتعلم آداب وقوانين البلد. مرة أتصلت إمرأة عربية وقالت بإنكليزية مكسرة: زوج هنا يريد قتل. وسألوها عن العنوان فقالت: زوجة هنا لايعرف انكليزي كثير. وعندما سمعوا كلمة زوج يريد قتل، بحثوا عن صاحب الهاتف وعرفوا العنوان. واتوا لايقل عن العشرة، وأشهروا أسلحتهم باتجاه (زوج يريد قتل). أمسكوه ودسوه بسيارة الشرطة. ثم جلس ماتبقى منهم يحقق مع (زوجة لاتعرف انكليزي كتير) ولما تعبوا من لغة غير مفهومة أحضروا مترجم. فقالت بأن زوجها غضب منها اليوم لأنها حرقت الطبخة، فلطمها على بوزها ثم حمل الطاولة وألبسها أياها، ولم يشبع، بل ذهب إلى غرفة النوم يبحث عن المسدس، وهنا أتصلت بالشرطة....
ولشدة نشاط الشرطة هنا وحماية المواطن، قام بعضهم بقتل جورج فلويد الأسود بأن داسوا على رقبته وداسوا أيضاً على الدستور الأمريكي الذي يقول بأن الشرطة في خدمة الشعب. لكن، ياسادة ياكرام كان لهم القانون الإمريكي بالمرصاد، فحكم على الذي داس على الرقبة 22 سنة سجن، ولم ينظروا إلى السجل الإجرامي لجورج فلويد الذي كان قد أرتكب لايقل عن ثماني جرائم في السرقة والسطو وتزوير عملة من قبل. رغم السجل الاجرامي، قامت الولاية بتعويض عائلته ب 27 مليون دولار. ولم تتوقف المحكمة عند هذا الحد، بل طالبت بتغير القوانين المرعية لحماية المواطن السيء (المجرم) والمواطن الجيد (الغير مجرم).
هذه مقارنة بسيطة بين شرطة البلاد المؤمنة الخاشعة والبلاد الكافرة السافرة. إذ أن الشرطة عندنا تعمل لصالحها الخاص، مثل أي متعهد يضعون قوانين على كيفهم. بينما الشرطة الأمريكية يحاسب القانون على الخطأ، بينما في الدولة المؤمنه الخاشعة كما قلنا، إذا أرتكب مسؤول خطأ أو جريمة، يترفع في وظيفته لأعلى المراتب لأنه أصبح في زمرة الفاسدين.
ولنا في الكفار عبرة.
حزيرن-11-2022








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشرطة الفاسدة في خدمة ذاتها
احمد مرعي ( 2022 / 6 / 12 - 04:54 )
لقد اصبت استاذ خليل فهذا واقعنا العربي التعيس


2 - إبتسم...أنت في أستراليا
ماجدة منصور ( 2022 / 6 / 12 - 11:21 )
في أستراليا قانون يعجبني
هذا القانون يُحرم..بتشديد الراء...يحرم علينا محاولة ( إرعاب ) حضرة المحترم الحرامي0
فالدولة تقف مع الحرامي...و تعتني بظروفه...و تؤمن له سكنا محترما ..و راتب لا يحلم به وزير داخلية سوريا الأثد...و ترسله لحضور جلسات علاج (( ليتشافى من السرقة)) بإشراف أخصائيون محترمون...لذا فقد تعلمنا حين نرى حرامي يريد السرقة..أن ندعه يسرق على كيف كيفو..و نحن بالتالي من حقنا أن نلجأ لشركات التأمين لتغطية قيمة ما سرقه...حضرة الحرامي المحترم0
قرأت مقالكم الكريم و خرجت بفكرة مدهشة...فسوف أبدأ بكتابة سلسلة مقالات و سيكون عنوانها: إبتسم: أنت تحيا في أستراليا
شكرا لكم


3 - شكراً لك أخت ماجدة
خليل الشيخة ( 2022 / 6 / 12 - 14:04 )
أشكر مروك على مقالي. وأني لسعيد وأشد على يدك بأن تكتبي عن استراليا. وأيضاً أسمحي لي أن
... أقول لك أن أسمك ذكرني بنداء (القائد الضرورة) صدام حسين حين كان يصرخ ....أيها .. الماجدات.. وبعد أن شنقه حزب الدعوة أصبحت المرأة العراقية ملفلفة على طريقة داعش... وهذه من منجزات حزب الدعوة المؤمن....
مرة أخرى أشكر اهتمامك

اخر الافلام

.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال