الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الذرة الزرقاء

حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)

2022 / 6 / 12
الادب والفن


ربما آن أوان النثر , فالدنيا عُجاله
والذي يأكل( بيتزا) و(بطاطا الشيبس ِ)
لا يعرف معنى لنعاس الشمس في خبز النّخاله
والذي يركب مهراً معدنياً
والذي يشرب وحل الشارع العامِّ
وتلك الأمُّ في البيتِ
تمصُّ الماء من حبل الولاداتِ
وتطفو فوق صحن الطبخ والزيتِ
وذاك الشاب في المرجل ِ
تحت ( الدش) يستقبل جنسا ً
وغناء وعواء وجَهاله.
لن يروا نجمة بوح علقت فوق جبين السلحفاةْ
نحن بالشعر تماهينا مع الماردِ
فالأقوى من النار ... سحابُ الأغنياتْ
كم قنصنا النمر الهائجَ
كم صغنا البراكينَ
وكم من خشب الآلام شّكلنا توابيت الطغاةْ
ثم جاء الرخّ، بالصاروخ والحاسوبِ
والأشلاءُ فاضت، كالبلاغه
فاكتشفنا أننا فأر صغيرٌ
أكل القط دماغه
واقتنعنا أننا طفل شقيٌّ،
بدل الجبن اشترى ظرف رساله
ربما كان علينا البحث عن غيم جديدٍ
بمقاس الجبل الصاعد من أرض العراق
ربما كان علينا فتح شريان على كفِّ البراقْ
ربما كان علينا............ربما
نفتح (ايميلاً) جديدا فنرى
صورة َمعنى صالح للاقتباس الحُرِّ
ما جدوى الإطاله؟
وانتظار المَلَكِ السابع كي نحظى بتفسير العناقْ
هكذا نحن إذاً.....
قشرةُ موز عبرتها الشاحناتْ
وبقايا شمعدان ذاب من شمس الصلاةْ
نسرق المسك من الجرّة في بيت جرير ونزارٍ
ونحاكي صرخة الساقط من برج الإنارةْ
ثم نقلي قطعة المعنى بزيت النخل ِ
حتى يُثقلَ الشكلُ عصافير العبارةْ
يا صديقي..................
كم خبرنا متعة الإيغال في التأويل ِ
والبحثِ عن الينبوع ِ
(جلجامش) قد مات , وقيل انصهرت عيناه بالرؤيا
وقيل افترضته صحف اليوم وكيلا للعقاراتِ
فهل نبقى خجولين, ولا نسكن في إحدى الشققْ
ربما في شارع (النزهةِ) أو في (الوعرِ)
أو تحت قباب الوجدِ
مضطرون( للسرفيس) والتنفيس عن أبخرة القهرِ
بشرب البيرة السوداء في مقهى
حذاء الشارع الأول في باريسَ.
كم نحلم ، أن نسمع صوت البائع الجوال في بغدادَ
كم نحلم أن نرسل (فاكسا)( لرويدا) !
وسكاكين( لهيفا)!
برتقالا لسجين الفكرِ
ماءً لوزير الصمغ ِ
كم نحلم....كم نحسن تحبير الورقْ
يا صديقي مثلما قلتَ
علينا فتح شباك القصيدهْ
لهبوبات جديده
تمسح الزخرف عن وجه التفاعيلِ
ولا تخجل من نشر غسيل النثر في الأعماق ِ
كي يحظى ببعض الحطب الشعريِّ
أو نعكس ريح الروحِ
حتى يسحب الحلاق شَعر الشعر من رأس الجريده !
يا صديقي
ربما صار امتزاج النثر بالشعر ضرورات جديده
غير أنَّ الخلطة استعصت علينا
ودعاء الجدة الصالح لم ينفعْ
ووصل السلك بالبرج الحداثيِّ
وجر الشِّعر بالثيران للساحات لم ينفعْ
فهل نحرق قاموس الفراهيدي( بالكاز) اذا انقطع التيارُ
أم نترك للأطفال والجرذان أكياس المؤونه؟
أترى ندفع بالماغوط نحو الملعب الشعريِّ
أم نتركه يكسر أعواد السكينه؟
أترى نقدر أن نرفع بحراً بعمود النثرِ
كي يلتقط البثَّ جهازُ الخليويْ
أم ترى نذكر موسى وعصاه
كلما أعجزنا نظم النشيد (النوويْ)
تلك غاياتٌ بعيده....!
وأنا أؤمن أن الشعرَ نايٌ في فم الشاعرِ
والشاعر في القصة يمشي
باتجاه النهر والفئران خلفهْ
غير أن الواقع البيئيّ مكسورٌ
ولا يوجد من ينظر أو يشتم أو يسمع كي يصلح أنفهْ!
يا صديقي.....
إن عزف الساحر الماهرِ
لا يسمع إلا جمهرات الشعراءْ
ودم الشاعر ان سال على المنبرِ
لن يصبغ إلاّ طائراً
هبَّ من الأحداقِ
كي ينقر حَبَّ السأم النافر في وجه الهواءْ !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا