الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مواسم فيسبوكية

حسن الشرع

2022 / 6 / 12
كتابات ساخرة


لا أنوي التحدث عن مواسم لتخفيض الأسعار او اقتراح الأفكار ولا المشاركة في حملة للترويج إلى ملابس خاصة بمواسم الغبار ولم أكن في يوم ما ذبابة إلكترونية تنشط في مواسم الفيضان السياسي الناتج عن جداول حصص مكونات الشخ الاخلاقي والشح الدستوري ، ولا حتى بقة مستهترة في مواسم الربيع الاوكراني كما انني لست مهتما بتقويم صناعة السجاد الأرجنتيني فلقد تعلمت مبكرا ان للشجرة عيدا وان السفن آمنة في الموانيء لكن عليها المغادرة، ثم أيقنت متأخرا ان للحرير ربا يحميه وللحزام شيطان يغويه ولا أبالي ان انقلبت هذه على تلك وفق الطريقة الزنبورية في ثواب من اتى بكعكة وفيات الاعيان( مين اللي جاب الطرطة) دون اعلان لمشاركة ثواب أكلها ثم قراءة الفاتحة عبر الحسابات الفعالة حتى ولو ورد بطريقة العد العكسي غيبيا من عشرة إلى واحد على طريقة حر طالح او ملحد عتيق صالح يخفي إيمانه..لاشيء يمكنني فعله فقد نسيت كلمات السر كلها ولم تعد هنالك في حسابي أسرار ولم يعد رقم الهاتف فعال..لكن الأوان لم يفت لان الناس مازالوا يباركون لي قدوم ايام الجمع ويعزونني بوفيات المعصومين بروايات بن خلكان.
نعم لقد دفعت إلى إيقاف حسابي على منصة الفيسبوك لثلاثة اسباب.. اولها : هي عدم قدرتي على تحمل البهذلة التي لابد أنها ستنتج عن تقييدات غير معروفة او محددة المعالم للكتابة وقد دعوت حينها أصدقائي إلى أن يوقفوا حساباتهم والاكتفاء بالقراءة في غرف النوم خارج تلك الحسابات بما يجعل من حالتهم الثقافية (يقرأ ولا يكتب) بعد الاعتذار إلى سماحة الشيخ انطونيو كرامشي طيب الله ثراه .السبب الثاني هو: الثقافة الاجتماعية التي حولت هذه المنصة الرائعة إلى أداة يغلب عليها الجهل والتدني في الوعي العام بما يجعل هذه المنصة الكبيرة واللامتناهية تضيق بالمثقفين وساورد بعض الأمثلة لعدم تمكني من وصف فداحة الأمر، رغم اني لا انكر على احد ما يفضله او ما لا يفضله الا اني لا أجد لي متسعا للتعبير عن استيائي للجهل الأبيض في طريقة التفكير وأساليب التعبير و رجعية في قصدية التاثير فالمشكلة بالنسبة لي وللكثير ممن هم من جيل سبق: هي ان القلم والورق تعني اللغة الفصحى التي تكاد ان تخلو من أخطاء املائية او حتى نحوية ولا أظن أن أحدا ممن عاش تلك الفترة قد فكر في كتابة رسالة بريدية باللهجة العامية الدارجة ،حيث كنا ندهش كيف ان بطل الفلم المصري يكتب رسالة باللهجة المحلية! وطبعا هذا هو ليس عين المشكلة بل ان التبعات الثقافية والفكرية التي وجدت لها فسحة كبيرة في العالم الافتراضي هو ما اتحدث عنه ،المثال الاخر: هو التباهي والتفاخر القبلي على طريقة العشائر(والنعم و الثلات انعام) بما جعل تلك السلوكيات تستنسخ نفسها في منصات التواصل الاجتماعية الى الحد الذي تغيب فيه شخصية الفرد ويجعله غرابا مختلفا اذا أبدى رايا مختلفا بمسالة اقتصادية او سياسية او فكرية . فالحق مع القطيع في ما يقوله بشأن طريق الحرير ومبادرة الحزام والشهر الحرام والحق مع بوتين في حربه في اوكرانيا والحق وكل الحق مع مرجعيات معينة تعرف مصلحتنا افضل منا، فهي اقرب الى الله والسماء. واختم بالمثل الثالث وهو تسخيف أراء العلماء في مسائل ذات بعد علمي كوباء كورونا وقضايا البيئة والتغير المناخي وخلط تلك المفاهيم بالروايات الدينية بما يسخف من دور العلم وجدواه بنظر العامة ،كذلك فان تبعات تلك الاعتقادات والممارسات هي ما يقود إلى تدني الوعي فبدلا من الضغط على السلطات من أجل بذل اهتمام كاف في قضايا المياه والبيئة ينبري للأمر احد قادة الراي وربما كان شخصية رسمية يتحدث في احدى الفضائيات للدعوة إلى الاستسقاء او صلاة الآيات...الخ
كم تمنيت أن اتسلل إلى منصتي المهجورة والتي خمنت بنية التشاؤم انها أصبحت مخزنا بل حضيرة لتهاني أعياد ميلاد مقدسة وتواريخا ممنوعة ممنوعة من الصرف وصواريخ عقدية بعدة مراحل انفجارية واعياد مواليد الأول من تموز تتمازج مع اعلانات التعازي بوفيات الاعيان وكم هائل من الادعية المسجوعة والإعلانات المجانية واخرى مدفوعة واحلاما ممنوعة وصورا لأصدقاء اشاطرهم تناول الطعام فبقيت تلك المناسبات وتلك الصور وتلك الوجبات البطيئة ورحل الكثير من أبطالها فغادرتهم حتف انفي وراح معهم ما ابوح به وما كنت اخفي، فلا احد يموت مرتديا كمامته ولا مهاجرا او منفيا تذكر كرامته لأننا نعيش مهاجرين ولسنا منفيين ، فالبلاد كلها دار للتمكين وللإيمان ولا وجود لشاعر في نقرة في السلمان.. فتبدلت الأرض غير الأرض وضاق الفضاء واصبحث النجوم لا تكاد ترى وكما قال أحد الأصدقاء في وصف الحال ..دجلة ليس نهرا وبغداد ليست مدينة ..والباقيات الصالحات خير مقاما. لن يغلق حسابي هذا ما دام مشلولا وما دام ابطاله رحل او راحلون..اظهروا عدم اعجابكم بما اقول! سلام عليكم ، ردوها ان استطعتم !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا