الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا واسرائيل والغرب حسموا الامر وعباس يناور داخليا!!

عماد صلاح الدين

2006 / 9 / 18
القضية الفلسطينية


زيارة توني بلير إلى المنطقة كانت وراءها مهمة غير عادية كما عودنا السيد بلير من خلال جولاته المكوكية السابقة كمبعوث من قبل السيد بوش , في هذه المرة أي في زيارته الاخيرة حمل بوش تابعه بلير رسالة مفادها أنه لابد من تهدئة الساحة الداخلية الفلسطينية مهما كان الثمن المطلوب لذلك , ذلك لأن أمريكا وإسرائيل ولفيف من الدول الغربية التابعة للامبراطورية الامريكية تواجه خطرا استراتيجيا حقيقيا يتمثل بإيران ومشروعها النووي , والحقيقة العلمية والموضوعية تقول إن إايران باتت فعلا الدولة الوحيدة في المنطقة القادرة على الحد من الهيمنة الامريكية والاسرائيلية وبالتالي التأثير على مصالح الاولى وعلى كيان الثانية , باعتبار أن إيران دولة اسلامية تعتبر فلسطين بكاملها ارض اسلامية لاسيما أن فيها المكان الذي عرج فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلى .

لهذا وبعد أن جربت أمريكا وإسرائيل مواجهة حزب الله في لبنان وما تمخض عن ذلك من هزيمة اسرائيل وتمريغ رأس جيشها في وحل التراب اللبناني , تبين للحلف الصهيو – مسيحي الامريكي أنه لايمكن والحالة هذه مواجهة كتلة الممانعة والصمود والمقاومة العربية والاسلامية هكذا دفعة واحدة وبالطريقة العسكرية الماحقة التي يتغنون بها دائما , ولذلك رأوا أنه لابد من اعادة النظر في التكتيكات والآليات اللازمة للقضاء على هذا الجسم المقاوم والممانع , ولكن في كل الاحوال يبقى الهدف الصهيو- امريكي والغربي ثابتا من حيث كونه استراتيجية لا مناص للتخلي أو الارتداد عنها .

لذلك رأينا بعد فشلهم في لبنان كيف تحولوا عن الاستمرار في الخيار العسكري ولو مؤقتا ولجوئهم إلى القبول بوقف الحرب بموجب القرار 1701 على أمل أن يحقق هذا القرار الامريكي والاسرائيلي ما لم يتم تحقيقه بآلتهم الاجرامية العسكرية .

أما في الشأن الفلسطيني فواضح تماما أن أمريكا واسرائيل ودول الاتحاد الاوروبي باتوا جميعهم على استعداد بقبول دخول حركة فتح وغيرها من فصائل المنظمة في مايسمى بحكومة الوحدة الوطنية وبالتالي ما يترتب على هذا الوضع من رفعهم وغيرهم للحصار المالي والاقتصادي والسياسي عن الشعب الفلسطيني الذي كان ولازال مفروضا على الحكومة التي شكلتها حماس , السبب في ذلك كما اشرنا سابقا هو وجود الملف الاخطر وهو إيران وبرنامجها النووي , هذا بالضبط الذي جرى , فالامر لايتعلق على الاطلاق بضرورة وطنية من قبل قيادات فتح والفصائل الاخرى بالمصلحة الوطنية , ولكن الامر فقط متعلق بأن مصالح امريكاواسرائيل تتطلب ذلك وأن الظروف الاخيرة في لبنان أملت عليهم تكتيكا آخر ولو إلى حين .

تسائل البعض في معرض تعقيبه على مقالة لي تم نشرها في العديد من الصحف والمواقع الالكترونية ومن بينهم تعقيب الدكتور سلمان محمد سلمان , استاذ الفيزياء النووية والطاقة العالية , عن كيف يمكن تفسير أن هنالك مؤامرة ضد حماس وكتلة المقاومة والممانعة بشكل عام حول توجه أمريكا واسرائيل الاخير في التعامل معه وبين كيف سيكون قبول حماس بالتهدئة وما يترتب عليه من صفقة نوعا من الانجاز على صعيد الحركة و القضية بشكل عام .

وردي على ذلك هوأنه صحيح أن هنالك مؤامرة وتحضير مسبق لمخطط امريكي – صهيوني وغربي كذلك , لتمهيد الاجواء من اجل ضرب النقطة الاهم وهي إيران وبرنامجها النووي , وهذا التمهيد يتعلق بالمقام الاول بالجانب السياسي والاعلامي العام , على أن أمريكا وإسرائيل تريد فعلا السلام والاستقرار في المنطقة وهم من أجل ذلك ها هم يرفعون الحصار ويطلقون سراح الاسرى ويباركون تشكيل حكومة وحدة وطنية رغم عدم اعتراف حماس باسرائيل وبشروط المجتمع الدولي , وبهذا التمهيد وغيره سيدعون أن إيران لاتريد الاستقرار في المنطقة ولم يعد يجدي معها الخيار السياسي والدبلوماسي وبالتالي فلابد من اللجوء إلى الخيار العسكري , لكن في كل الاحوال ورغم مؤامرتهم هذه ولجوئهم إلى طريقة التجزئة في المعالجة واتباع تكتيكات غير عسكرية واقتصادية من أاجل مواجهة المشروع العربي والاسلامي الناهض , إلا أنه يبقى هذا انجاز للمقاومة وجبهة الصمود والممانعة , فأمريكا وإسرائيل واوروبا وغيرها اضطرت لذلك اضطرارا بفعل المقاومة والصمود وهو بالتالي ثمن واستحقاق فرضته معطيات المقاومة والصمود في لبنان وفلسطين , وامريكا واسرائيل تعول على قضية تحييد الجبهات في لبنان وفلسطين بفعل القرار 1701 ونشر القوات الدولية في الاولى و صفقة رفع الحصار وتشكييل حكومة الوحدة في الثانية , حيث هم يتوقعون أن تكون القوات الدولية في لبنان حائلا دون فعالية حزب الله في المعركة المرتقبة , لكننا نراهنهم أن تلك القوات سريعا ما ستولي الادبار في ظل وجودها في مرمى النيران حيث أن ضغطا شعبيا غربيا سيتولد نتيجة لذلك, وحزب الله سلاحه باق , فمن يقرأ القرار جيدا يجده قرارا فقط من أجل وقف مؤقت للمعركة وبالتالي فهو غير قابل للتطبيق , وأما بالنسبة لحماس فسيحاول تيار الحل الفلسطيني الادعاء في وجهها أن امريكا والغرب قد لبوا مطالبنا ورفعوا الحصار عنا وأننا لاعلاقة لنا بكل الذي يجري فنحن استراتيجيتنا تقوم على التفاوض والسلام .
لكن كما علمتنا حركات المقاومة الاسلامية ومنها حماس بأنها غير مرتهنة سوى لمصلحة الشعب الفلسطيني ومصلحة هذه الامة بشكل عام , فلن تربطها روابط أصحاب أوسلو المفرطين .

نعم أنا أقر أن تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية هو مخرج لازمة ومأزق تمر بها أمريكا وإسرائيل في مواجهة محور المقاومة والممانعة في المنطقة , لكنه كما أسلفت هو ثمن ستدفعه أمريكا وإسرائيل لصالح الشعب الفلسطيني رغما عنها وعن أنوف الخونة والمتأمرين معها , وهذه الحكومة التي ستجمع لون متعدد من اصحاب الثوابت الوطنية ومن أولئك المفرطين المنبطحين ستكون مؤقتة إلى حين لأن القادم من التطورات سيخرس أولئك المترفين الذين لاهم لهم سوى مصالحهم الذاتية ولن نسمع في حينها من يتحدث عن ازمة رواتب لأن القادم هو الصراع بين اصحاب الحقوق وبين جبروت الاستعمار الامريكي والصهيوني والغربي , وإلى ذلك الحين فإن هذه الحكومة لن يكون برنامجها إلا برنامج وثيقة الوفاق الوطني التي أحكمت صياغتها بحيث تبقى الثوابت والمبادىء والحقوق محفوظة , وحماس في هذه الحكومة هي هي على موقفها المعهود , وأما من أراد منهم أن يبقى على شروط الذلة الامريكية والاسرائيلية فهو خياره وحده , وليذهب عباس ليفاوض أولمرت وبوش ويجرب مرارا وتكرارا خياره الاستراتيجي الفاشل وباسم منظمتهم التي ذبحوها من الوريد إلى الوريد , فليفعلوا بمنظمتهم أو دكانتهم ما يشاؤون , ولاأتصور أنهم سيتعاونون في اصلاحها وتفعيلها , ولذلك فإن الحكومة لن تكون سوى هيئة ادارية وخدماتية إلى أن تحين الفرصة التاريخية المناسبة لانهاء كل المهازل والبهادل التي أورثنا إياها بائعو الاوطان والاعراض.

عباس اليوم يناور ويهدد ويبرطم بأنه سيجمد تشكيل ما يسمى بحكومة الوحدة الوطنية وسيوقف المفاوضات مع حماس بشأن تشكيلها تحت مبررات وادعاءات مل المرء من سماعها أتحفنا بها السيد نبيل عمرو والسيد الطيب عبد الرحيم , هو يريد أن يناور حماس على تقديم تنازلات لصالح حركة فتح في الحكومة المرتقبة , ولكن هو يدرك أن حماس لن تقبل إلا بمرجعية الوفاق الوطني "قرآنه المجيد" استغفر الله العظيم التي كاد أن يخلق منها السيد عباس حربا أهلية داخلية لولا تدخل العقلاء والشرفاء من ابناء شعبنا , سيادة الرئيس لا تتعبن نفسك أنت وزمرتك كثيرا , فالقرار ليس بيدك ولا بيد زلم الرئاسة والمنظمة البالية, القرار الامريكي والصهيوني صدر وقد حسم الامر , فمن يريد حكومة وحدة وطنية لأنه وطني كان عليه أن يسعى لها ويقبلها سابقا وليس الآن لأن بوش وأولمرت أوعزا إلى كلبهما الذليل توني يإيصال الاوامر والتعليمات , تخيل يا سيادة الرئيس بعثوا لكم بكلب!!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب يحصل على -الحصانة الجزئية- ما معنى ذلك؟ • فرانس 24


.. حزب الله: قصفنا كريات شمونة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردا على




.. مشاهد من كاميرا مراقبة توثق لحظة إطلاق النار على مستوطن قرب


.. ما الوجهة التي سينزح إليها السكان بعد استيلاء قوات الدعم على




.. هاريس: فخورة بكوني نائبة الرئيس بايدن